Full text of "منوع"
جيمس جوستاف سبيث
asla العالم
الرأسمالية والبيئة وتخطى الآزمة
, للاستدامة
ترجمة
: ee ee ee
o iS SS a eerie
SS ل ا ل
The Bridge at the Edge of the World
Capitalism, the Environment, and Crossing from Crisis to Sustainability
by James Gustave Speth
هذا الكتاب
"إنه محاولة جادة وطموحة لتشخيص الاستراتيجيات البديلة التى يجب
أن قتبناها المنظمات المعنية بالبينة حتى تكون انشطتها اكثر فاعلية. ويناقش
هذا الكتاب أمورا كثيرة كانت تبدو كنوع من الواقع السياسى له حستاته ومن
بينها رأسمالية الشركات وحركة Ailes البيئة ذاتها وقوى العولمة الاقتصادية"»
كما ورد على لسان دونالد کینیدی .رئيس تحرير مجلة العلوم.
ويقول الكاتب جيمس جوستاف سبيث أن نقطة البداية له فى هذا الكتاب
هى الواقع البينى الحالى الذى نواجهه إلا أن هذا الواقع يرتبط ارتباطا وخيقا
بحقائق أخرى تشمل عدم المساواة الاجتماعية والإهمال المتزايد وتقوض
الحكم الديمقراطى والسيطرة الشعبية. ونحن كمواطنين علينا أن نجند مواردنا
المعنوية والسياسية من أجل التغيير على مستوى الجبهات الثلاث.
Le مدى خطوّرة التهديدات البيئية التى تحيط ببيئتنا؟ يوجد مقياس لهذه
المشكلة: إذا استمرينا فى القيام يما نفعله. ويدون أى زيادة فى عدد السكان
أو فى الاقتصاد الحالمى» فإنه بحلول الجزء الأخير من هذا القرن لن يصبح
العالم مكاتا صالحا للعيش به. وبالطبع فإن الأنشطة البشرية لن تتوقف عند
المستويات الحالية ولكنها تتسارع بشكل كبير. وبالتالى سوف يزداد التدهور
المناخى وتضمحل أسياب الحياة وتنتشر السموم فى البيئة.
ويبداً الكتاب يمالاحظة أن المجتمع Cine! بالبيئة قد Gal} قوته إلا أن
البيئة مستمرة فى التدهور. ويرى أن هذا الموقف اتهام صارخ للنظام الاقتصادى
والسياسى الحالى وللرأسمالية بأسلوب عملها الراهن ومهمتنا الحيوية هى أن
تتغير توجهات العمل فى الاقتصاد الجديد قبل فوات الأوان.
الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية
۱ کورنیش النیل جاردن سيتى . القاهرة
جيمس جوستاف سبيث
جسر على حافة العالم
الرأسمالية والبيئة وتخطى الأزمة وصولا للاستدامة
ترجمة
مصطفى المخزنجى
الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية
۱ كورنيش النيل جاردن سيتى القاهرة
Arabic Language Translation copyright © (2010) by the Egyptian Society for the
Dissemination of Universal Culture and Knowledge, in collaboration with the Arabic
Book Program of the U.S. Embassy in Cairo.
The Bridge at the Edge of the World
Copyright © 2008 by James Gustave Speth
ALL RIGHTS RESERVED
رقم الإيداع: Ve SefVOAVe
الترقيم الدولى: 977-5454-73-5
ri} as Ía
حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر )٠١١١( الطبعة العربية الأولى
الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية
0١ شارع كورنيش النيل جاردن سيتى القاهرة
ت ۲۷۹0۰۷4۹ فاكس ۲۷۹٤۰۲٩۹٩
لا يجوز نشر أى جزء من هذا الكتاب» أو اختزان مادته بطريقة cg Le fiw) أو نقله
على أى نحو أو بأى طريقةء سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيةء أو خلاف ذلك»
إلا بموافقة الناشر على هذا كتابة ومقدما.
جسر على حافة allel)
الرأسمالية والبيئة وتخطى الأزمة وصولاً للاستدامة
جيمس جوستاف سبيث
جسر على حافة العالم
الرأسمالية والبيئة وتخطى الأزمة وصولاً للاستدامة
ترجمة
الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية
05 كورنيش النيل جاردن سيتى القاهرة
Arabie Language Translation copyright © (2010) by the Egyptian Society for the
Dissemination of Universal Culture and Knowledge, in collaboration with the Arabic
Book Program of the U.S. Embassy in Cairo.
The Bridge at the Edge of the World
Copyright © 2008 by James Gustave Speth
ALL RIGHTS RESERVED
رقم الإيداع: ۲٠٠۰/۱۰۸۷۳
الترقيم الدولى: 977-5454-73-5
5st i 5
الطبعة العربية الأولى )۲١٠١( حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية
۸۱ شارع كورنيش النيل جاردن سيتى — القاهرة
ت ۲۷۹40۰۷4 فاكس ۲۷۹٤۰٤۹5
لا يجوز نشر أى جزء من هذا الكتاب» أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاعء أو نقله
على أى نحو أو يأى طريقةء سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكية, أو خلاف ذلك»
إلا بموافقة الناشر على هذا كتابة ومقدما.
جسر على حافة العالم
الرأسمالية والبيئة وتخطى الأزمة وصولاً للاستدامة
أفدى هذا الكتاب إلى سيسى
وأحقادها:
vii
المحتويات
-
تصدير
شكر وتقدير
مقدمة: ما بين عالمين
الجزء الأول: فشل النظام
.١ النظر فى الهاوية
Y الرأسمالية الحديثة: الخروج عن السيطرة
۳. حدود حركة حماية البيئة اليوم
الجزء الثانى: التحول العظيم
4. السوق: كيف يعمل لصالح البيئة
5. النمو الاقتصادى: الانتقال إلى مجتمع ما بعد النمو
النمو الفعلي: تعزيز رفاهية الأشخاص والطبيعة
الاستهلاك: العيش بما يكفى» وليس دائمًا أكثر من ذلك
الشركة: تحدى الديناميكيات الأساسية
أساس الرأسمالية: تخطى رأسمالية اليوم
الجزء الثالث: البيئة الصالحة لنشأة التحول
»> xk H
.٠ وعى جديد
.١١ سياسات جديدة
.١ جسر على حافة العالم
ees
تصدير
و
ينساب نهر (Edisto) sisal فى سلاسة ورشاقة خلال سهول جنوب كاروليناء وتنتشر مياههه
الحالكةء والملونة على ضفتيه إلى أراضى الغابات الجميلة حيث أشجار السرو العالية
والطوبال والصمغ الحلو تكسوها الطحالب الأسبانية وتسكنها أسماك الشمس» وطيور البلشون
والتمساح والأفاعى أحيانا.
ترجع نشأتى إلى مدينة صغيرة على نهر إديستو خلال الأربعينيات والخمسينيات من
القرن العشرين. وكان منزلنا يبعد حوالى الميل عن منطقة السباحة التى أنشأتها المدينة أسفل
جرف عال بطول النهر. لقد كنا نسبح هناك كل صيف» وكانت المنطقة من أعلى الجرف
حتى الماء قد تم تسويتهاء وكانت الفتيات يفترشن الأغطية على العشب ويستلقين ليتعرضن
لأشعة الشمس لاكتساب سمرة لبشرتهن. وعند السفح وعلى ضفة النهرء تناثرت المقاعد بين
أشجار السرو حيث تجلس الأمهات يراقبن أولادهن وهم يلعبون فى الماء الضحل بالقرب من
الحافة. وفوق قمة الجرف كانت هناك مقصورة كبيرة لتقديم المشروبات والمأكولات. هناك
كنا نتنافس لكسب نقاط الفوز فى لعبة الكرة والدبابيسء بينما نستمع إلى أغنية "رجل الستين
دقيقة" (Sixty Minute Man) تنطلق من.جهاز الفونوغراف لتشعل خيال الأولاد لو كان أحدهم
هناك. ;
تتداعى مثل هذه الذكريات وغيرها من ذكريات الطفولة المختزنة من الأعماق كلما
تقدمت فى العمر. وكانت الأفكار عن السباحة فى نهر إديستو بصفة خاصة تخطر على بالى
Lille أثناء عملى فى هذا الكتاب. ولعدة سنوات لم أتمكن من مقاومة تيار النهر ولكننى
أصبحت أقوى وأكبر عمراء وكذلك تمكنت من التقدم بخطوات ثابتة ضد هذا التيار. وخلال
عملى فى مجال البيئة لأكثر من أربعين عامًا كنت دائمًا أفترض أن تسلك جماعات البيئة
الأمريكية السلوك نفسه»ء أى تكون أكثر قوة وتنتصر على التيار العام السائد الذى يدفع فى
ix
XxX تصدير
الاتجاه المعاكس. ولكن خلال السنوات القليلة الماضية اضطررت إلى التفكير فى ما إذا كان
افتراضى هذا صحيحا. وقد توصلت إلى أنه ليس كذلك. فلقد ازدادت جماعات البيئة قوة
وحنكةء ولكن البيئة نفسها من حولنا ازدادت تدهورا. يسعى هذا الكتاب إلى شرح الأسباب
التى جعلت هذا التيار سريعاء وما يجب علينا عمله بدلا من السباحة دائمًا ضد هذا التيار.
لن تكون الحاجة إلى اتجاه جديد للبيئة ملحة إذا كانت الأوضاع البيئية غير ملحة. إن
أمريكا مكان مريح للكثيرين وأنا واحد من هؤلاء. ولكننا ننخدع براحتنا. وتشير الفصول
التالية من الكتاب إلى الأخطار المتزايدة والتى تبين مدى حجم المأساة البيئية غير المسسبوقة
التى تحيط بنا. وقد قمت بتأليف هذا الكتاب لأننى قلق للغاية. وفى الحقيقة لابد لنا جميعًا أن
نشعر بالقلق حيال تدهور البيئة.
لكن إلى أى مدى يكون حجم الأخطار التى تهدد البيئة؟ وهنا يمكن أن نوضح معيارًا
Maly لقياس هذه المشكلة وهو: كل ما علينا أن نفعله لتدمير مناخ كوكب الأرض والكتلة
الحيوية التى عليهء وترك بقايا alle مدمر لأولادنا ولأحفادنا هو الاستمرار فى عمل كل ما
نقوم به اليوم تجاه كوكبناء بافتراض عدم حدوث زيادة سكانية ولا نمو فى الاقتصاد العالمى.
إن مجرد استمرار انبعاث الغازات الدفيئة بالمعدلات الحاليةء ومجرد الاستمرار فى إفقار
النظام البيئى وانبعاث مواد كيميائية سامة بالمعدلات Alle) سيؤدى إلى تحول العالم فى
الجزء الأخير من هذا القرن إلى مكان غير ملائم للمعيشة فيه. ولكن من المؤكد أن الأنشطة
الإنسانية لن تتوقف عن النمو عند معدلاتها الحالية» ولكنها سوف تزداد بسرعة بصورة
درامية. وقد استغرق بناء الاقتصاد العالمى بحجم سبعة تريليون دولار حتى عام ١915٠ حقب
التاريخ كلها ليتحقق. ولكن فى أيامنا هذه تنمو الأنشطة الاقتصادية وتتضاعف بالحجم نفسه :
كل عشر سنوات. وسوف يتضاعف نمو الاقتصاد العالمى فى الحجم طبقا للمعدلات الحالية
للنمو فى حدود 4 le ١ وبالتالى فإننا سوف نواجه احتمالاً بزيادة هائلة فى تدهور البيئةء
إلا إذا شعرنا بالحاجة للتحرك بقوة فى الاتجاه المعاكس.
إن نقطة انطلاقى فى هذا الكتاب هى التحدى البيئى الخطير الذى نواجهه. ولكن الواقع
البيئى فى وقتنا الحالى مرتبط بقوة بعدة مجالات أخرى» بما فيها ازدياد التفاوت الاجتماعى
والإهمال» وتناقص الإدارة الديمقراطية والرقابة الشعبية. ولقد حاولت فى الصفحات التالية
إظهار كيفية ارتباط هذه المجالات الثلاثة من مجالات الاهتمام العام» والتى تبدو منفصلة
«Gals وحاولت بيان كيف يجب علينا كمواطنين أن نعبئ مواردنا السياسية والدينية لتحقيق
التغيير والتحول الجذرى فى هذه المجالات الثلاثة.
وفى الطبء تعتبر أزمة العلاج بمثابة نقطة تحول؛ فالمريض إما أن يسترد عافيته أو أن
تتدهور حالته الصحية. وتعانى أمريكا الآن من أزمة حقيقيةء وأتمنى أن يساهم هذا الكتاب فى
xi تصدير
إيجاد الطريق للشفاء.
ينطلق هذا الكتاب من الأمل وليس اليأس» ومن الإيمان بالشعب الأمريكى وخاصة
الشباب فى كل أنحاء أمريكا الذين أنهوا دراستهم الجامعية أثناء قيامى بتأليف هذا الكتاب.
حركة الدفاع عن البيئة فى الوقت الحاضر
تعتبر الاتجاهات الأساسية للسيطرة على تأثير الاقتصاد على العالم الطبيعى بمثابة حركة
الدفاع عن البيئة فى عالم اليوم. وهذه هى الساحة التى عملت فيها عبر مراحل حياتى المهنية.
وقمت بالمساعدة مثل غيرى من الكثيرين فى تأسيس المنظمات البيئية»ء وإقامة الدعاوى
القضائية أمام المحكمة لضمان تنفيذ صارم للقوانين البيئية الفيدرالية» ومحاولة اكتساب تأييد
الكونجرس والإدلاء بشهادتى أمام أعضائه. ولقد ترأست مجموعات بيئية متخصصة أصدرت
تيارا مطرداً من التوصيات للحكومة ومختلف الحركات البيئية. وعلى المستوى العالمى
شاركت فى تقديم الاقتراحات فى عدد كبير من المؤتمرات الدولية وفى مفاوضات المعاهدات.
وفى خلال رحلتى العملية عملت مستشاراً للبيئة فى البيت الأبيض أثناء تولى الرئيس جيمسى
كارتر الرئاسةء وأيضًا كرئيس SY هيئة للتنمية الدولية بالأمم المتحدة. وقد وصفتنى مجلة
تايم (Time) بأننى "مطلق الإطلاع" عند قيامها باستعر اض كتابى السماء الحمراء فى الصباح:
أمريكا وأزمة البيئة العالمية '” و أعتقد أنهم يقصدون أننى على دراية ببواطن الأمور البيئية.
والآن وأنا على مشارف نهاية حياتى العملية وجدت أنه من المستحيل أن أكون سعيدذا
بالنتائج. فعلى الرغم من المكاسب الهامة التى تم تحقيقها بالفعل» وسوف أقوم فى هذا الكتاب
بعرض بعضهاء ومن بينها التقدم الذى تم إنجازه فى حل بعض المشكلات البيئية المحلية مثل
تلوث الماء والهواء» إلا أن حالة البيئة اليوم لم تكن ناجحة» لقد US ننتصر فى عدة معارك
ومنها معارك خطيرة؛ ولكننا كنا تخسر الحرب.
ومع ازدياد اهتمام عامة الشعب الأمريكى بقضية تغير المناخ» بدت الأمور فى الآونة
الأخيرة أكثر بعثا للتفاؤل مرة أخرى. ومن المبهج أن نرى الأمريكيين وقد تجاوزوا خطر
مرحلة عدم الالتزام فيما يخص سياسات قضية المناخ. والآن أصبح من الصعب» بل من
المستحيل» تجاهل هذه المشكلة. فمنذ انتخابات عام ٠٠٠٠ء وبعد الفيلم التسجيلى الرائع
الذى أعده آل جور (Al Gore) باسم الحقيقة dae jal! انهال على الكونجرس (مجلس النواب
الأمريكى) فيض من المقترحات التشريعية الخاصة بتغير المناخ» وكان بعضها مثيرًا
للإعجاب Yag على طموحها. إن ولاياتنا ومدننا ترتفع إلى مستوى اتخاذ قرارات بشأن
قضايا الطاقة والمناخ وهو ما لم يحدث من قبل؛ وكذلك بدأ الاهتمام بموضوع الطاقة
المتجددة وبدأ المواطنون فى التحرك» وكذلك قام رجال الأعمال بمبادرات بيئية متميزة»
Xii تصدير
ابتداءء من أنشطتهم الخاصةء وفى الآونة الأخيرة انخرطوا مع المهتمين بشئون البيئة فى
الدعوة إلى تشريعات مناخية قومية2. أما القطاعات الصناعية والمالية فقد سلكت طرقا لم
تشهدها الولايات المتحدة من قبل للمحافظة على المناخ.
كنت فى انتظار تلك اللحظة منذ عدة سنوات. ولست أرغب فى أن أنتقص من أهميتها
فأنا شديد الفخر بهذه الصحوةء ولكن من السهل أن تستغرقك هذه اللحظة. لكن من المهم أن
نتذكر أن الولايات المتحدة مازالت فى حاجة شديدة إلى كل من صياغة برنامج قومى فعال
للمناخ» ووضع إطار عمل لمستقبل الطاقة المستدامةء وأنه مازال على المجتمع الدولى أن
يقر دوليًا على اتفاقية كيوتو (Koyoto) وأن الجهود العملية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة
بدأت بصعوبة. وأيضنا من المهم أن نتذكر ما هى الخطوات التى يجب اتخاذها فى الوقت
الحالي لإحداث قوة دافعةء بعد ربع قرن من الإهمالء حيث تتعرض المجتمعات GY! لخطر
دمار شامل لكل كوكب الأرض. وعلى الرغم من أن التهديد بحدوث كارثة بسبب تدهور
المناخ قد يكون حافز! أخيراء إلا أنه مازالت هناك عدة مخاطر بيئية أخرى لا يزال يتم
تجاهلها Ls حتى الآن.
ويترتب على ذلك كما سبق وأكدت» أن هناك خطأ ما. فمعظمنا ممن لديهم اهتمامات
بالبيئة يعمل فى إطار النظامء ولكن هذا النظام لا ينتقذ. والاتجاه العام الذى تتصف به
جماعات البيئة ككل هو أنها dalle’ على بواطن الأمور" ولكن آن الآوان لتلك الجماعات —
كل منها بالتأكيد أن تخطو خارج هذا النظام» وتقوم بالنقد العميق لما يحدث.
نعيش كلنا tha تتشكل بقوة حسب نظام معقد مانح ومدمر أيضنا. وكما سأوضح Gay
يتسبب هذا النظام فى إيجاد واقع غير مرغوب Giy dad واجتماعيًا وسياسيًا. وإذا أردنا تغيير
هذا النظام إلى الأفضل فإنه يجب أن نتوقف عن السلوكيات القابلة للتنبؤ بها. ولتحقيق ذلك
نحتاج إلى فهم هذا النظام الذى يؤثر فيئاء وتحديد الاتجاهات الجديدة التى نحتاجهاء وإيجاد
أسباب القوة للوصول إلى أهدافناء وكما ذكر جورج برنارد 95 (George Bernard Shaw) فى
مقولته الشهيرة: "إن التقدم يعتمد على كونك منطقيّاء ولكن حان الوقت للحصول على قدر
كبير من اللا منطقية المدنية".
علامات على الطريق
. قبل الدخول فى سرد ما أعتقد أننا نحتاجه وأسباب cll يجب أن أوضح العلاقة بين بعض
الأفكار التى أرشدتنى فى تأليف هذا الكتاب. إننى أدرك ابتداءً أن عددا من المقترحات التى تم
تقديمها فى هذه الفصول ربما تكون خلافية وخصوصنا تلك التى تميل إلى دور أقل للحكومة.
ولكن LDL تمر بمشكلات معقدة على عدة أصعدةء وإذا كنا نرغب lia فى معالجة هذه العلل»
تصدير xiii
فلابد من تناول بعض el gall المر. ويشير هذا إلى ضرورة تدخل الحكومة الفعال كجزء كبير
من الإجابة. ويجعل هذا من غير المنطقى أن نحرم أنفسنا من الوسائل الديمقراطية لتصحيح
العواقب البيئية والاجتماعية الضارة. والحكومات الذكية ليس المقصود بها الحكومات
المتفاخرة المبددة للموارد ولكن هى التى تعنى بالحكم. ْ
وبالمثل فإنه نظرًا GY السياسة البيئية الحالية والسياسيين لا يوفران إلا علاجًا ضعيفا
للغاية لمشكلات البيئةء فإن الرؤية الصحيحة للمسألة البيئية لابد أن تقدم مقترحات لتغيير أكثر
عمقاً. وإذا زعم شخص ما بأن هذه المقترحات غير عملية أو ساذجة سياسياء فعندئذ سيكون
ردى عليهم بأننا نحتاج إلى حلول غير عملية تمثل انعكاسًا فحسب للأوضاع التى وجدنا
أنفسنا فيها. وإذا كانت بعض هذه الحلول تبدو جذرية وبعيدة المنال فى الوقت الحاضرء
فسوف أقول لهم تمهلوا حتى الغد؛ ففى القريب سوف يكون من الواضح أن المسألة برمتها
كالعادة خياليةء فى حين أن خلق شىء ما جديد ومختلف هو ضرورة عملية.
يقوم بتأليف الكتب غالبا أولئك الذين يتمتعون بمعرفة متنوعة فى شتى موضوعات
تخصصهم»ء وهنا أسارع بالقول إننى لا أدعى أننى أنتمى لهؤلاء الكتاب ولكننى دائمًا ما أبحث
عن إجابات» وأتمنى أن يشاركنى القراء فى البحث؛ وعلى وجه الخصوص الشباب الذين ربما
هم الأفضل لهذا الموضوع. وتحتاج هذه القضايا إلى وضع رؤى فكرية جديدة وتصورات
مبتكرة» وطريقة جديدة فى التفكير» بل وإلى مصطلحات جديدة.
إن نطاق هذا المؤلف كبير. وأنا أشك فى أن يكون هناك شخص واحد ذو خبرة حقيقية
فى كل محاور هذا الكتاب. ولكننى اخترت ما يتعلق بالتنوع فى أفق التفكير على حساب
العمق. وأنا أعلم أنه لا توجد طريقة أخرى لتقديم وجهة النظر التى يتطلبها of gaze gall ولكن
هذا على الأقل هو تحد لى لتحقيق التمكن والقدرة على معالجة موضوع كبير مثل هذا. لقد
فشلت دون شك فى تغطية بعض النقاطء وآمل من القراء عندما يستشعروا ذلك» أن يلتمسوا
لى العذر. وعزائى فى ذلك ما قاله الشاعر روبرت بروننج (Robert Browning) "على
الإنسان خلال رحلته أن يطمح إلى ما فوق متناول ذراعيهء وإلا فلماذا وجدت الجنة؟.
لقد اعتمدت على كتابات أشخاص عديدين وتركتهم يتحدثون عن أنفسهم. ويمكن القول
أن البحث عن إجابات فى كتابات الأكاديميين وغيرهم من المراقبين للأحداث يعتبر Uag
Lek لا يقع فيه إلا شخص أحمق حيث أنه من المحتمل الحصول على الإجابات فى alle
الشئون العملية. وهذا صحيح إلى حد ماء ولكننا نتجاهل هنا مسألة جوهرية» GY عالم الشئون
العملية لا يستطيع على وجه العموم تقدير كمية التغيرات السلبية القادمة إلينا وسرعة حدوثها.
ونتيجة لذلك لم يستطع بعد إعطاء الإجابات اللازمة إلا جزئيًا من خلال التجارب والخبرات
الصغيرة عبر البلاد. ولهذا علينا أن ننظر فيما وراء الشئون العملية إلى هؤلاء الذين يتدبرون
۷× تصدير
أفكاراً صعبة وغير تقليديةء ويقدمون مقترحات للتغيير الجذرى.
وعلى أية حالء لا يمكن GY شخص أن يتجاهل قوة الأفكارء وعلينا أن نتذكر المقولة
السارة لجون ماينارد كينز (John Maynard Keynes) فى كتابه النظرية العامة : "إن أفكار
الاقتصاديين والفلاسفة السياسيين سواء أكانت صحيحة أو خاطئةء أكثر قوة مما نتصور
على نحو عام. والحقيقة أن العالم تحكمه أشياء أقل قليلاً من ذلك؛ فالعمليون الذين يعتقدون
أنهم بمنأى عن أى تأثير فكرى غالبًا ما يكونون عبيذا لأفكار بعض علماء الاقتصاد ممن
أثبت الزمن Maples
يُعتبر ميلتون فر (Milton Friedman) my عالم اقتصاد من الدرجة الأولى ومحاميًا
شرسا. وأنا شخصيا لا أتفق مع الكثير من آرائه» ولكنى أعتقد أنه كان محقا Lad يتعلق بأهمية
الأفكارء وبأن الأزمات تتسبب فى ظهور تلك الأفكار فى المقدمة: "الأزمات فقط س سواء
كانت حقيقية أو تصورية ا و الحقيقى": وكتب أيضما: "عندما تحدث الأزمة نتو
الإجراءات التى تتخذ بناءٌ على الأفكار المتداولة فى ذلك الوقت. أعتقد أن وظيفتنا ae
هى وضع بدائل للسياسات القائمة للحفاظ على وجودها ونشاطها حتى يصبح المستحيل
سياسيّاء حتميا سياسيًا. ولسوف يرث الشباب هذا العالم. وشعارى المفضل يقول E "إن
الفقراء يستعدون". ولست واثقا أن الفقراء سيرثون الأرضء ولكننى متأكد من أن الشباب
سوف يرثونها. وأنا آمل أن يساعدهم هذا الكتاب على الاستعداد لذلك.
لا يمكن أن يتناول الكتاب كل هذه الموضوعاتء ولكن هذا الكتاب تحديدا أبعد بكثير
من المشكلات التى تواجهها البلاد الغنيةء منه للتحديات التى تواجه البلاد النامية. لقد
قضيت جزء كبير! من حياتى أعمل فى التنمية الدوليةء وتخفيف حدة الفقر من خلال الأمم
المتحدة» وفى أماكن أخرى. إن عاطفتى مع الدول النامية بقدر ما هى مع الدول الغنية.
أما هذا الكتاب فليس له هذا التوجه. ركز كتابى السماء الحمراء فى الصباح على الحاجة
الملحة والشديدة واليائسة لدى العالم النامى لتحقيق التنمية المستدامة التى تهتم فى المقام
الأول بالمواطنين وتخفيف ضغوط الفقر والكثافة السكانية» وقد تعرضت فيه للعلاقات بين
دراسة تلك الاحتياجات» وبين تحقيق التقدم فى التحديات البيئية. ولكن هنا فى هذا الكتاب؛
على سبيل المثال» عند تناول موضوح 'الاستهلاك" سوف يكون التركيز بالطبع على زيادة
الاستهلاك عند الأغنياء» وليس قلة الاستهلاك عند الفقراء. وإذا بادرت cS gully كما
سترونء إذا كنا وصلنا إلى تلك النقطة التى استشرقها اللورد كينزء عندما تحل المشكلة
الاقتصاديةء فسوف أطرح السؤال ذاته بالنسية للأغنياء وليس للفقراء".
فى الحقيقة يركز هذا الكتاب بقوة على الولايات المتحدة شديدة الغنى» فهى دولة BBS
ومؤثرة. والحكومة والشركات الأمريكية قوى قيادية فى التجارة الدولية وعولمة الاقتصاد
XV تصدير
العالمى. وتضع الولايات المتحدة والدول المتقدمة الشروط والعلاقات لمعظم بلدان العالم»
وينشران الثقافة وغيرها من المبادئ» ويتحكمان فى النمو الاقتصادى الذى يحدث خارج البلاد
وداخلها thas إن العالم فى حاجة إلى أن تكون أمريكا بمثابة جزء رئيسى من الحل» ولكن
نحن الأمريكيين أمامنا طريق طويل حتى يمكن أن نضطلع بهذا الدور. وبالإضافة إلى ذلك»
فإنه بالنسبة للكثير من الموضوعات المعروضة clin فإن الولايات المتحدة هى حالة شديدة
التطرف بين الدول المتقدمة. وتتجه أمريكا بثبات نحو غاية واحدة للطيف الواسع من الأثرياء
وذلك فى الفردية الأمريكية؛ والنمط الاستهلاكى» وقبول قوى السوق» والالتزام بالرأسمالية»
والعولمة» ونقص الخدمات الاجتماعية والعامة» وفى أشياء أخرى كثيرة. وإذا استطعنا
الوصول إلى الحلول المرجوة هناء فربما يمكن العثور عليها فى كل مكان آخر.
تتاولت فى كتابى السماء الحمراء فى الصباح موضوع التهديدات البيئية عالمية النطاق
مع التركيز على المطلوب من المجتمع الدولى عمله» وخاصة ما يجب على الولايات المتحدة
حتى تكون xy ستولا فر هذا المجتمع. لقد ناديت باتفاقيات ومنظمات بيئية دولية قوية
مثل منظمة البيئة العالمية. وهذا الكتاب يقوم Cabal على الحاجة إلى الذهاب إلى ما هو أبعد
من السماء الحمراء فى الصباح وإلقاء نظرة أعمق وأشد على القوى الحقيقية المؤثرة
والإصلاحات المطلوبة. وعلى الرغم من أن كثيراً من الحلول تكمن فى الاتفاقيات والتعاون
الدولىء إلا أن هناك الكثير غيرها يمكن تحقيقه على المستويات المحلية والقوميةء فالتهديدات
البيئية عالمية النطاق وتمتد جذورها محليًا وقوميًا.
eggs إن قيم الإنسان هى التى تقوده وترشده فى النهاية» ولابد أن أكون NETAN
فيما يتعلق بقيمى الشخصيةء بالرغم من أننى غاليًا لا أعيش وفقا لها. وفى التعاملات
الاجتماعية» من الصعب الوصول إلى حد المثاليةء ولكنها على أية حال تقدم الأساس
للأخلاق البيئية أيضًا وخصوصنا واجبنا نحو كل من أجيال المستقبلء والحياة التى تطورت
معنا الآن. وواجب المجتمع نحو أجيال المستقبل يمكن اقتباسه من المقولة: "نحن لم نرث
والواجب نحو حياة أخرى يمكن اقتباسه بقوة "LY gh الأرض من آبائناء ولكننا استعرناها من
(Aldo من قول أحد أكثر خريجى الكلية شهرة عندما كنت عميدا لها وهو ألدو ليوبولد
فى كتابه تقويم المقاطعة: " تكون الأشياء صحيحة عندما تنزع إلى Ul ela فقد Leopold)
المحافظة على الكمال والثبات وجمال مجتمع الكائنات الحية» فمن الخطأ أن تنزع إلى غير
ذلك””. وإذا تركنا عالمًا مدمر! لأولادناء وأحفادناء ودمرنا الأشكال الأخرى للحياة؛ فإئنا نكون
بذلك قد انتهكنا المبدأين الرئيسيين للأخلاقيات البيئية" وواجبنا يكمن بالتحديد فى العمل فى
الاتجاه المعاكس والكفاح ضد فكرة التركيز على الاستفادة الآنية والتركيز على الإنسان
باعتباره مركز الكون» وهى أفكار تسيدت الحياة الحديثة
شكر وتقدير
إننى مدين بالفضل الكبير لكل من أعطاني رؤيته ولآراء أصدقائى وزملائى؛ وإننى ممتن
لهم. lis إن قائمة من أدلوا بتعليقاتهم البناءة ومشاركاتهم طويلة للغاية وتشمل: دين
أبراهامسونء وبول أناستاس» ووليام باومول» وسيث بيندرء وجين تومسون IL وجيسيكا
بوهلائد» وألان بروسترء وبيتر براون» وبنجامين كاشورء ورجو كوهين» وروبرت داهل»
وهيرمان دالى؛ وجون دوناتشء ولورا جونز دولىء وويليام إليسء وريد إنيون» ولورا فراى-
ليفن»ء وجون care وجاكوب هاكرء ونويل هانف» وهارى هاسكلء وزكى هاوسفاذرء وجاك
هيت» وجيد هولتزمان» وجون cabal وستيفن كيلرت» ودونالد كينيبدىء وناثنيال كيوهين»
وبوشكر كاريشاء وجينيفر كرينسيكيء وجوناثان لاش» وكاثرين لاسيلاء وأنطونى ليزروتز»
وكيلى ليفن» وبول لويزيرء وفيكتوريا ماندرس» وج. ر. ماكنيل» وبيلر مونتالفو» وجون
نیکسون» ووليام نوردهاوس» وريتشارد نورجارد» وشيلا أولمستيد» وروبرت ربيتو» ولورا
روب» وجوناثان روزء وهيذر روسء وشيرى ريان» وكاميرون سيثء وفريد ستربيه.
ولورانس سوسکیند. وبتسى تايلور؛ ومارى إيفلين تاكرء وإيمانويل والرستين» وداهفسى
ويلسون. وبالطبع فإن هناك من قاموا بعمل أبحاث وكتابات وأتمنى أن أشير إليهم بصورة
ملائمة. إننى أتقدم إليهم جميعا بجزيل الشكر. وأخيرًاء إننى أعبر عن تقديرى الكبير لبيتر
هاس الذى شاركنى فى تأليف كتاب الحكم البيئى العالمى عام ٠٠٠٠٠ وللطلاب الذين
حضروا مؤتمر خريف ٠٠١5 بعنوان الرأسمالية الحديثة والبيئةء فى كلية علم الغابات
والدراسات البيئية بجامعة ييل.
نيو هافن
xvii
الانهيار العظيم
الكثافة السكانية
إجمالى الناتج المحلى الحقيقى الكلى
to
> کہ © جم چ م م
mae hris)
eo)
WERE IP EP فد ‘bb
Yara 140. 14۰۰ 1A0: VAs Vo. Yess 140. YAra A0 An 1V0.
C العام العام
E الاستثمارات الأجنبية المباشرة بناء السدود على الأنهار
Vow = ا
Tra = 0
يد L
one =
Ves AA 5
hes 3
i صفر
Yous Vos V4ee A0 Ass Vo
العام
استخدام المياه
e Tews
C <
3 E se
E 3 Se
ôr wae
Ni YỌ
Oe 2 2
ia È صفر
Vous 140 14۰ يما .مما Vo. Yasa 140 14۰ 1A0, A.۰ YYOL
العام العام
استهلاك الورق النقل: السيارات
Ave
Tee
faye
vig
تفر
e LNA on Ae Aol. VAs û Vos اليا Saon, Mra AAS Mas NYON
العام العام
W. Steffen et al., Global Change and the Earth System (2005) : المصيدر
nse (PHO)
Yaaa \ Yo,
3
E المحيط الجوى: تركز ثانى أكسيد الكربون ج المحيط الجوى: JST طبقة الأوزون
à. ۰
i =
3 ا
a b
Yars 140 14۰ VAOe A.۰ 1Yo bs inane 1490.۰ aan ko A ivo. 6
Cy
العام العام
المناخ: متوسط درجة حرارة السطح المناخ: الفيضانات العظيمة
فى نصف الكر ة الشمالى
rîy
Te
=
&
TE
E ۳
F pA
3 3
‘es luo ع6
Yaaa (962 14. رهلا( ينيم[ نفل[ m, Yera [9626 [921 VAO. VAs يقلا( Y
العام E العام
3 النظم البيئية للمحيطات C- المنطقة الساحلية: الكيمياء الحيوية الجغرافية
Joas 2 لملا \e
As ae 35 ۸
E 1 È
é a bL &
Y RAS Yo P
VO G عنما Yesa 10 14 A0 هل .هلال Vows 140. (922 JAO. YAna
3 العام العام
النظام البيئى للأرض: فقدان الغابات التنوع البيولوجى العالمى
f الاستوائية ل والأرض الرطبة ٠
ARR
( مسج مجر
AL ند o IEE
Haris و Vacs Ab Vue Ves Yes Ves Ase Aes مما Wos
العام العام
W. re etal., Global Change aid the Earth System ies, المصدر:
gl
تعكس الرسوم البيانية التى تتصدر هذا الكتاب قصة تأثير الجنس البشرى على الأرض
الطبيعية'. والنسق واضح للغاية: فإذا استطعنا الإسراع eye ST سوف يظهر وكأن الاقتصاد
العالمى ينهار على الأرض - الانهيار العظيم. ومثل ارتطام كويكب» فإن الخسائر ستكون
فادحة. ففى مقابل كل النعم المادية التى يوفرها التقدم الاقتصادى ومقابل كل الأمراض والفقر
التى يمكن تجنبهاء ومقابل كل الأمجاد التى تسطع فى سماء أفضل حضاراتناء تكون الخسارة
للعالم الطبيعى» والخسارة فى تألق وبهاء الطبيعةء فادحة ويجب أن ننظر إليها بعين الاعتبار
وإدخالها فى حساباتنا كخسارة فاجعة.
لقد اختفت الآن نصف الغابات الاستوائية والمعتدلة. واستمر معدل إزالة الغابات فى
المنطقة الاستوائية إلى نحو ما يقرب من فدان كل ثانية. وهلكت حوالى نصف الأراضى
الرطبةء GB, أشجار المانجروف“. واختفى ما يقرب من 904٠ من الأسماك المفترسة
الكبيرة» ويستغل %۷١ من المصائد البحرية الآن بكامل طاقته أو يخضع للصيد الجائرة. كما
أن %۲١ من الشعاب المرجانية قد هلكت؛ وحوالى 90٠١ منها تواجه تهديذا „SV yaha
وتنقرض أنواع كثيرة من الكائنات الحية بمعدل يزيد ألف مرة عن المعدل الطبيعى”. لم يشهد
كوكب الأرض مثل هذه الفترات من الانقراض خلال 55 مليون عامًاء منذ انقراض
الديناصورات وحتى الآن؟. ويعانى أكثر من نصف مساحة الأراضى الزراعية فى المناطق
الجافة من درجة ما من التدهور والتصحر”. والمواد الكيميائية السامة موجودة بصفة دائمة
وبكميات كبيرة فى كل واحد Lin
وقد أصبح تأثير الجنس البشرى الآن كبير! نسبيًا على النظم الطبيعية. وقد تتآكل طبقة
الأوزون الموجودة فى الاستراتوسفير" قبل اكتشاف هذا التغيير. ورفعت النشاطات البشرية
* هى إحدى طبقات gall العليا وتمتد من ©١كم إلى نحو ٠١ كم فوق سطح البحر. (المترجم)
من معدلات ثانى أكسيد الكربون فى gall بحوالى ما يزيد عن الثلث؛ وقد عجلت هذه الظاهرة
من عملية رفع درجة حرارة الأرض وتدهور المناخ. وتنصهر المناطق الثلجية'' فى كل
مكان فى العالم وتقوم العمليات الصناعية بتثبيت النتروجين فيصبح نشطًا بيولوجيّاء بمعدلات
مساوية لما يحدث فى الطبيعة؛ وكنتيجة لذلك تتكون أكثر من مائتين من المناطق الميتة فى
المحيطات بسبب الإفراط فى التسميد*'. وتستهلك الأنشطة البشرية بالفعل أو تدمر كل عام
' حوالى %٤١ من ناتج التخليق الضوئى للطبيعةء تاركة القليل لاستهلاك الأنواع الأخرى”.
أما السحب من المياه العذبة فقد تضاعف على مستوى العالم فى الفترة من عام ١947٠ إلى
عام ٠٠٠٠ وتقدر الكميات المسحوبة التى يتم فقدها بأكثر من نصف المتاح من المياه
السطحية“'. ولم تعد تصل الأنهار التالية إلى المحيطات فى aul gall الجافة: كولورادوء وييلوء
وجانجزء ونهر النيل وغيرها كثير '.
الآن تلتقى كافة المجتمعات معا فى وسط هذه الكارثة التى بدأت تتجلى تدريجيّاء أسفل
طريق بين عالمين. إن خلفنا العالم الذى فقدئاهء وأمامنا العالم الذى نصنعه.
من الصعب أن ندرك مقدار ما فقدناه من الحياة البرية فى عالمئا. ويجب علينا أن نفكر
فى أمريكا قبل أن يكتشفها كريستوفر كولومبس عام ١۹٤1ء ومرحلة لويس وكلارك (Lewis
and Clark) » وجون جيمس أودويون «(John James Audubon) إنه alle كانت الطبيعة فيه
هائلةء Ld نحن فلا. إنه alle من الغابات المهيبة القديمة النشأة والتى تمتد من المحيط
الأطلنطى حتى نهر الميسيسبى» والمحيطات المليئة بالأسماكء والسماء الصافية التى لا تصبح
داكنة إلا عندما تقطعها أسراب الطيور. وكما يصفها ويليام ماكليش (William MacLeish) فى
كتابه الحال قبل نشأة Wesel » وفى عام ۱٠۰۲ كتب رجل انجليزى فى مذكراته أنه رأى
الأسماك تتحرك فى مجموعات كبيرة على نحو كثيف لدرجة أنه اعتقد أن ظهورها هى قاع
البحر. وكان الثور الأمريكى فى ما مضى يجول فى شرق فلوريدا. أما فى الجنوب الشرقى
فكانت النمور» والدب الرمادى فى الغرب الأوسطء وفى نيو إنجلند كانت الذئاب والأيائل»
وأسود Saat
وقد وصف أودوبون رحلة الحمام المهاجر المثيرة بالإضافة إلى ضراوة مفترسيها من
الأعداء الطبيعيين وصائديها من البشر: "قبل غروب الشمس ظهر عدد قليل من الحمامء مقابل
أعداد كبيرة من الناس مع خيولهم» وعرباتهم» وأسلحتهم» وذخيرتهم وكانوا قد أقاموا فى
مخيماتهم بالفعل... وفجأة انطلقت الصرخة المعروفة ”ها قد جاعوا!* وعلى الرغم من أن هذه
الضجة كانت على مسافة بعيدة إلا إنها ذكرتنى بالعاصفة الهوجاء فى البحر... وعندما وصل
الحمام ومر من فوقى شعرت بتيار قوى من الهواء أدهشنى. وسريعا ما أطلق الصيادون النار
عليها فسقطت أرضنا بالآلاف. وعلى الرغم من ذلك مازالت أعدادهن تتزايد ... يأتى الحمام
فى أسراب بالآلاف» ويحط فى كل مكان» واحدة فوق الأخرى إلى أن تتكون كتل صلبة منها
على كل شجرةء وفى كل الاتجاهات... ويستمر الهديل والضجيج... طوال الليل... وعند
اقتراب النهار يخمد هذا الهديل إلى حد ما... ويصل إلى مسامعنا عواء الذئاب» ثم تبدأ
الثعالب» والأسود الأمريكيةء والدببةء والراكون» والأبوسوم وقط الجبل فى التسلل من المكان.
وأحيانا تأتى الصقورء من مختلف الأنواع تصحبها مجموعة كبيرة من النسور ليستمتعوا
بمشاركتهم فى هذا المهرجان. ثم يبدأ الذين أحدثوا هذا قراب لي تقر a
والحمام الممزق والميت. ويلتقط هؤلاء بعض الحمام ويضعونه فى أكوام تحتوى على أكبر
عدد ممكن يستطيعون استهلاكه؛ فى حين أطلقت الخنازير لتتغذى على ما تبقى"".
وقد انقرضت آخر سلالات الحمام المهاجر فى حديقة الحيوان بسينسيناتى (Cincinnati)
عام VANE وبعد مرور عدة عقودء قام الفيلسوف وخبير الغابات gall ليوبولد بإلقاء هذه
الكلمات فى احتفالية بمناسبة هذه الذكرى: "إننا نشعر بحزن عميق GY الإنسان لن يرى مرة
أخرى تدفق الجماعات المنظمة من الطيور الظافرة» aged الطريق لقدوم فصل الربيع عبر
سماء شهر مارسء وتطرد فصل الشتاء المنهزم من كل الغابات والبرارى... ومازال بيننا
أناس على قيد الحياة يتذكرون أسراب ذلك الحمام التى كانوا يرونها عندما كانوا شبابًا.
والأشجارء التى كانت تهتز بفعل الريح القوية التى يحدثها قدوم الحمامء مازالت تعيش على
تلك الذكرى... ولسوف يرد دائمًا ذكر وصور للحمام فى الكتب ومجسمات فى المتاحفء
لكنها لا تزيد عن كونها صور ومجسمات ليس فيها حياة بما فيها من أتراح وأفراح. وفى
الكتب لا يستطيع الحمام أن يندفع خارجًا من السحاب» ولا أن يدفع الأيائل إلى الهرولة بحثا
عن مخبأء ولا هو يستطيع أن يصفق بجناحيه Gyre فوق أشجار البلوط. كما لا يستطيع
الحمام فى الكتب تناول إفطاره من دريس القمح فى منيسوتاء وعشائه من العنيب الأزرق فى
كنداء بالإضافة إلى أنه لا يميز بين الفصولء ولا يشعر بدفء الشمس ولا بلسعة الريح
وتغيرات الطقس".
تتحرك المجتمعات الإنسانية بسرعة الآن بين عالمين. وقد بدأ هذا التحرك بطيئاء ولكنه
يندفع الآن مباشرة وبسرعة نحو العالم Bball مباشرة Lickel إن العالم القديم» alle الطبيعةء
مازال موجوذا بالطبع» ولكننا منتظمين فى الجور عليه وتقييده. وهو مازال يزدهر فى أدابنا
وفنوننا وفى خيالاتنا. ولكنه آخذ فى الاختفاء.
ويشير المؤرخ الاقتصادى آنجوس ماديسون (Angus Maddison) إلى أن عدد سكان
الأرض فى عام ٠٠٠١ كان حوالى ۲۷١ مليون نسمة وهذا العدد أقل من عدد سكان
الولايات المتحدة فى يومنا هذا. وكان الناتج الاقتصادى العالمى حوالى ٠٠١ مليار دولار
فقط. وبعد مرور ثمانمائة عام كان ما صنعه الإنسان فى العالم مازال صغيرًا. ولكن بحلول
عام + VAY ارتفع تعداد السكان إلى حوالى مليار نسمةء مع ناتج اقتصادى يبلغ حوالى 15٠
مليار دولار فقط. وخلال تلك الأعوام» ازداد دخل الفرد فقط بحوالى مئتى دولار فى العام.
وبعد ذلك بوقت قليل بدأ فى الارتفاع. وبحلول عام ٠٠٠١ كان سكان العالم قد زادوا زيادة
إضافية مقدارها خمسة مليارات نسمة» والمذهل أن الناتج الاقتصادى ارتفع إلى ما يزيد عن
أربعين تريليون دولار". واستمر هذا التصاعد. وقد نما حجم الاقتصاد العالمى إلى ضعف ما
كان عليه عام ١٠۹٠ء ثم تضاعف مرة أخرى. ومن المتوقع أن يتضاعف الاقتصاد العالمى
aes أربع مرات بحلول منتصف هذا القرن.
أما المؤرخ ج. ر. ماكنيل (J, ۸. McNeil) فقد أكد على التوسع الضخم فى الأنشطة
الإنسانية فى القرن العشرينء ففى ذلك القرن — وبصفة خاصة منذ الحرب العالمية الثانية
كان من نتائجه أن ترك المجتمع الإنسانى مرساه الآمن لماضيهء وانطلق نحو الكوكب مندفعًا
بقوة غير مسبوقة. ويلاحظ ماكنيل أن أهم ملامح ذلك القرن الزاخر هو أنه "تخلص من القيود
والاستقرار النسبى للاقتصاد القديم» والنظم السكانية» ونظم إدارة الطاقة". وقد كتب أنه: Vinh?
للتاريخ البيئىء فإن القرن العشرين يستحق أن يكون قرنا فريذا بسبب التسارع الصارخ لعدد
من العمليات التى أحدثت تغييرات بيئية"*. نحن الآن نعيش فى dila alle ولكنه مغاير تماما
للعالم فى عام ۱۹۰۰ أو حتى عام .156٠
إن لعلماء الطبيعة مفهومًا دقيقا للزخم (كمية الحركة) وهو حاصل ضرب الكتلة ×
السرعةء والسرعة ليست سرعة فقط ولكنها تتضمن الاتجاه. وفي تلك الأيام ينمو الاقتصاد
العالمى نموا هائلاً ضما فى canal وسريعًا على حد سواء. ولكن ماذا عن اتجاهه؟
كنت جالسًا فى حجرة مكتبى» حينما كنت أكتب هذا HBL co jall إلى رزمة من الكتب
ارتفاعها حوالى قدمين. وكانت كل تلك الكتب تدور حول نفس الفكرة» وهى ليست بالفكرة
البهيجة لنتأملها. ويمكن أن نرى تلك الفكرة على الفور فى هذه العناوين!2:
الكارثة: المخاطرة والاستجابة (Catastrophe: Risk and Response) بقلم القاضى المحافظ:
ريتشار As بوسذر -(Richard A. Posner)
ساعتنا الأخيرة: كيف يهدد الرعب والخطا والكوارث البيئية مستقبل الجنس البشرى (Our
Final Hour: How Terror, Error and Environmental Disaster Threaten Humankind's
Future) بقلم رئيس الجمعية الملكية بالمملكة المتحدة مارتين رييز (Martin Rees)
الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح (Collapse: How Societies Choose to Fail
or Succeed) بقلم المفكر الأمريكى الشهير. جيرد دياموند (Jared Diamond)
انتقام جايا: لماذا تشن الأرض الحربء وكيف يمكننا (The Revenge of Gaia: {y pid Hi
Why the Earth Is Fighting Back and How We Can Still Save Humanity) بقلم العالم
الإنجليزى جيمس -(James Lovelock) oJ sli)
حالة الطوارى الطويلة: البقاء Ga مع نهاية عصر البترول وتغير المناخ وكوارث أخرى
محدقة فى القرن الواحد والعشرين (The Long Emergency: Surviving the End of Oil,
Climate Change, and Other Converging Catastrophes of the Twenty-first Century)
بقلم الخبير الأمر یکی جيمس هوارد كونستلر .(James Howard Kunstler)
حروب الموارد: المشهد الجديد للصراع العالمى (Resource Wars: The New Landscape of
Global Conflict) بقلم الخبير الأمر يكى فى الصراع J&L ت. كلير «(Michael T. Klare)
(The 2030 Spike: The Countdown to Global {sale العد التنازلى لكارثة Ye Ps مسمار عام
„(Colin Mason) بقلم المؤرخ والدبلوماسى الاسترالى كولين ماسون Catastrophe)
هذه مجرد عينة لكتب "الانهيار" الموجودة فى السوق. ويرى كل من هؤلاء GSM العالم.
على حافة نوع ما من الانهيار أو الكارثة أو التفكك؛ كما أن US منهم یری فى تغير المنساخ
وغيره من الأزمات البيئية عناصر متكاملة لعمل شيطانى» ويدخل فى هذا الإطار مشكلات
عديدة منها الانفجار السكانى؛ ونقص البترول»ء وغيرها من مشكلات الحصول على AAL
وعدم الاستقرار الاقتصادى والسياسيء والإرهاب» والانتشار النووى»ء وغيرها من مخاطر
تقنيات القرن الحادى والعشرين والتهديدات المماثلة. بعض الكتاب يعتقدون أنه من الممكن
تحقيق مستقبل مشرق إذا ما استطعنا تغيير عاداتنا فى الوقت المناسب. ويرى البعض الآخر
أن عصور! مظلمة جديدة هى النتيجة المرجحة. ويرى سير مارتين رييز أن "احتمال بقاء
حضارتنا المعاصرة على الأرض فى نهاية القرن الحالى ليس أفضل من ٠ه -.2"5. وأنا
شخصيًا لا أتخيل أن المخاطر التى نواجهها ضخمة إلى هذه الدرجةء ولكنى أعتقد أن مارتين
شخصية مفكرة. وعلى أية ela من الحماقة أن نتجاهل هؤلاء الكتاب. إنهم يقدمون تحذيرًا
صتارخا عما يمكن حدوثه.
إن تصاعد العمليات المستمرة مثل اختلال المناخ؛ وإفقار الكائنات الحية والتسميم» على
الرغم من التحذيرات والجهود الجادة منذ عدة عقودء تشكل اتهامًا خطيراء ولكن اتهامًا بماذا
على وجه التحديد؟ وإذا كنا نرغب فى أن نعكس الاتجاهات الحالية الهدامة» ونتجنب مزيذا
من الخسائر الفادحةء ونترك عالمًا سخيًا لأولادنا وأحفادنا فلابد أن نرجع إلى الأساسيات»
ونحاول تفهم كل من القوى الخفية التى تدفع هذه الاتجاهات الهدامة قدماء وكذلك النظام
السياسى والاقتصادى الذى يطلق العنان لتلك القوى. حينئذ نستطيع التساؤل عما يمكن عمله
لتغيير هذا النظام.
ولقد تم بالفعل تحديد المسببات الرئيسية للتدهور البيئى الحالى بدقة. وهى تتراوح بين
قوى مباشرة مثل النمو الهائل فى عدد سكان الكرة الأرضيةء وانتشار التكنولوجيا (إمافى
صورة تغلغل أو هيمنة) فى قطاعات الاقتصاد وقوى Gack مثلء القيم التى تشكل سلوكناء
وتحدد ما تعتبره مهما فى الحياة. وكلنا نعرف أن النشاط الاقتصادى يرتبط بحال التدهور
البيئى الذى يرجع بصفة أساسية إلى الأنشطة الإقتصادية للبشر. فحوالى نصف عدد السكان
فى وقتنا الحاضر يعيشون فى فقر مدقع» أو يقتربون من ell حيث يقل دخل الفرد عن
دولارين فى اليوم. وتخلق معركة الفقراء وكفاحهم للحياة مجموعة من التأثيرات البيئية حيث
يكون الفقراء أنفسهم فى الغالب هم الضحايا الأساسيين على سبيل المثالء تدهور الأراضى
القاحلة وشبه القاحلة بسبب ضغوط الأعداد المتزايدة من السكان فيهاء والذين ليس لديهم
اختيارات أخرى.
ولكن تنبع الآثار الأكبر والأكثر تهديذا بسبب ذلك النشاط الاقتصادى للذين يشاركون فى
الاقتصاد العالمى الحديث والذى يزداد ازدهارا. وهذا النشاط يتمثل فى استهلاك كميات
ضخمة من موارد البيئة» وإعادتها مرة أخرى إلى البيئة بكميات ضخمة فى صورة مخلفات.
إن الأضرار بالفعل ضخمةء وفى طريقها لأن تكون مدمرة فى المستقبل. وعلى هذا فإن
السؤال الجوهرى الذى يواجه مجتمعاتنا الآن وربما يكون السؤال الرئيسى هو كيف
يمكن تغيير أساليب إدارة الاقتصاد العالمى الحديث حتى يستطيع النشاط الاقتصادى حماية
العالم الطبيعى والحفاظ عليه؟
وباستثناءات محدودة للغايةء فإن الرأسمالية الحديثة هى نظام تشغيل الاقتصاد العالمى.
إننى استخدم مصطلح "الرأسمالية الحديثة" هنا بمعناه الواسع إلى حد ما كنظام حقيقى له وجود
فى الاقتصاد السياسى» وليس كنموذج مثالى. وتتضمن الرأسمالية كما نعرفها اليوم المفهوم
الاقتصادى الجوهرى وهو حرية صاحب العمل الخاص فى توظيف عمال وموظفين يعملون
لحسابهء لإنتاج سلع وخدمات» ثم يقوم ببيعها بهدف تحقيق ربح. ويتضمن Lai أسواقًا
تنافسية» وآلية أسعارء والشركة الحديثة باعتبارها المؤسسة الرئيسية للرأسماليةء والمجتمع
الاستهلاكى؛ والقيم المادية التى تعزز هذا النظام والأوضاع الإدارية التى تشجع بشدة القوة
والنمو الاقتصادى لمجموعة متنوعة من الأسباب.
يتأصل فى ديناميكية الرأسمالية دافع تحقيق cL YT واستثمارهاء والابتكار» ومن ثم
تحقيق النمو الاقتصادى Ghai بمعدلات مضطردة: وكانت نتيجة ذلك أن تميزت الحقبة
الرأسمالية فى الحقيقة بتوسع مضطرد وملحوظ للاقتصاد العالمى. ويعد نظام التشغيل
الرأسمالىء بصرف النظر عن مواطن edino مناسبًا جدا فى تحقيق النمو الاقتصادى.
وتعمل خصائص الرأسمالية اليوم Lee بصورة تنتج لنا واقعًا اقتصاديًا وسياسيًا مدمّرًا
بدرجة كبيرة للبيئة. هذا المجتمع الملتزم ALG بالنمو الاقتصادى بأى ثمن؛ والاستثمار
الهائل فى التقنيات التى تم تخطيطها دون أى اعتبار للبيئة؛ ومصالح الشركات القوية التى
تهيمن على أهدافها فكرة النمو عن طريق تحقيق المكاسب» Lay فيها المكاسب من تجنب
الخسائر البيئية الذين تسببوا فى حدوثها؛ والأسواق التى فشلت فى إدراك الخسائر البيئية إلا
فى حالة تدخل الحكومة؛ والحكومة التى تهتم بمصالح الشركات وترعاها؛ والنمو الذى
يعتبر ضرورة ملحة لا سبيل إلى تجاهلها؛ والنمط الاستهلاكى المتفشى والذى يدعمه حب
الامتلاك والإعلانات المتطورةء ويمتد التشاط الاقتصادى إلى نطاق كبير مما يجعل تأثيراته
تغير من العمليات البيوفيزيائية الأساسية لكوكب الأرض تتحد كل هذه العوامل لدعم
اقتصاد عالمى دائم paill مما يضعف قدرة الأرض على الاحتفاظ بالحياة.
ويدور السؤال الجوهرى الذى يطرح نفسه عندئذ حول تحويل وتغيير مسار الرأسمالية
التى نعرفها: هل يمكن تحقيق ذلك؟ وإذا كان يمكن» كيف" وإذا كان ليس فى الإمكان ذلك
ماذا يحدث حينئذ؟ لقد جعلت هذا الكتاب موجها أساسًا للإجابة على تلك الأسئلة. ويقترح
الجزء الأكبر من الكتاب مجموعة من القواعد التى تنأى بالاقتصاد والبيئة Vases عن GLAS
الانهيار. وتتجاوز العديد من هذه القواعد جدول الأعمال البيئى التقليدى.
فى الجزء الأول من الكتاب من الفصول من ١ إلى أقوم بوضع الأساس عن طريق
دراسة التحدى الرئيسى الذى وصفته من قبل. ومن بين النتائج الجوهرية تم تلخيص عدد منها
مع كثير من التبسيط وهى:
o التوسع الكبير فى النشاط الاقتصادى الذى حدث فى القرن العشرين؛ ومازال مستمر! حتى
الآنء هو السبب الرئيسى المهيمن (ولكن ليس السبب الوحيد) فى الانحدار البيئشى الذى
حدث حتى الآن. ورغم ذلك فإن الاقتصاد العالمى» والذى يزداد تكاملء وعالمية أكشر
فأكثر» يستعد لتحقيق نمو غير مسبوق. ومحرك هذا النمو هو الرأسمالية الحديثةء
والأفضل أن نقول» مجموعة متنوعة من الرأسماليات.
o تتحد مجموعة من القوى المتكافئة والمرتبطة بالرأسمالية الحديثة لتخلق نشاطًا اقتصاديًا
يتمائل مع التنمية البيئية المستدامة. وتعتبر هذه النتيجة جزءًا من عواقب الوضع السياسى
السائد - السياسات الفاشلة التى لا تتسبب فى استمرار انتشار تدهور السوق hii — وكل
النفقات الموجهة للبيئة والخارجة عن نطاق السوق والتى لا يسددها أحد بل أيضنا
تضخم تدهور هذا السوق من خلال الإعانات البيئية المعقدة والفاسدة. والنتيجة أن اقتصاد
السوق لدينا يعمل فى ضوء إشارات خاطئة للسوق تنقصها آلية تصحح مسارهاء
وبالتالى لا يمكنها التحكم فى السوق من الناحية البيئية.
خلاصة الموضوع أن المجتمعات الآن تواجه تهديدات بيئية فى مجالات غير مسبوقة
وتتسم بالخطورة» مع احتمال حدوث العديد من الكوارث والانهيارات؛ والإخفاقات والتى
تبدو كأنها احتمالات وشيكة الوقوعء وبخاصة القضايا البيئية المرتبطة بالظلم والتوتر
الاجتماعى» وقلة المصادر» وغيرها من القضايا.
٠ إن التيار الرئيسى للاتجاه البيئى السائد فى تلك الآونة والذى يميل إلى كونه يتميز بأنه
برجماتى وتدريجى "فى حل المشكلات" قد أثبت عدم كفاءة فى التعامل مع التحديات
الحالية» وأنه لا يتماشى مع التحديات المستقبلية الكبيرة. إن المناهج البيئية الحديثة العهد
بالرغم من قصورها ستظل أساسية: فى الوقت الحالى؛ هى أدوات فى اليد LSS من
مواجهة العديد من المشكلات العاجلة.
٠ إن زخم النظام الحالى خمسة وخمسون تريليون دولار عائد عام ٤٠٠۲ء والذى يستمر
آخذا فى gaill بسرعة» ومتقدما تجاه كاركة بيئية سايعد آم عظيكا حيت أن القفؤى
المؤثرة سوف تحول وتغير هذا المسار. ونحن فى حاجة إلى مقاييس فعالة تتوجه إلى
جذور أسباب النمو الحالى المدمرء وتحول النشاط الاقتصادى إلى شىء معتدل ومجدد
جوت
e
وباختصارء بعد الكثير من البحث والتردد» وصلت إلى أن معظم التدهور البيئى كان
نتيجة الفشل العام للرأسمالية المطبقة الآنء وأن الحلول طويلة المدى يجب أن تبحث عن
تغيير تحويلى فى الملامح الرئيسية للرأسمالية المعاصرة. أما الجزء الثانى من الكتاب
فمخصص لمناقشة الملامح الأساسية للرأسمالية الحديثة؛ وكل حالة تبحث عن تحديد التغييرات
التحويلية المطلوبة.
السوق. أركز فى الفصل الرابع على الحاجة إلى تحويل السوق اتلبية متطلبات البيئة»
والعودة إلى النموذج التاريخى. كما أقوم بفحص الحاجة الملحة للأخذ Gan باقتصاديات بيئية
كلاسيكية عصريةء مع التركيز على تحقيق مكاسب بيئية حقيقية» وتصحيح سلبيات السوق
والنظر إلى الحاجة إلى تقييد" إمبريالية السوق"» والسلع الزائدة.
النمو. فى الفصل الخامس» أقوم بالتركيز على ما يطلق عليه "الولع بالنمو"؛ والاهتمام
جديًا بمجال ple الاقتصاد البيئى» ويتضمن نقده للنمو الاقتصادى اللانهائى» واهتمامه بأن
الاقتصاد الصناعى المتقدم قد جاوز نطاقه الأفضل والمستدام . كما أوضح أبعاد 'مجتمع
ما بعد النمو" حيث أن كلا من الطبيعة أو المجتمع لا يضحيان من أجل صالح النمو
الاقتصادى. وفى الفصل السادس طورت فكرة أن النمو الاقتصادى الحالى فى المجتمعات
الغنية لا يؤدى بالضرورة إلى سعادة الإنسان ورفاهيته فى الحياة» وأنه وسيلة ضعيفة لإيجاد
حلول للمشكلات والحاجات الملحة. إننى أدعو إلى إجراءات بديلة تعالج مباشرة هذه التحديات
الاجتماعية» التى تحتاج بشدة إلى الاهتمام.
الاستهلاك. فى الفصل السابع» ركزت على المادية والنزعة الاستهلاكية فى مجتمعاتنا
الغنية المعاصرة ما يطلق عليه حُمى الغنى والثراء واقترحت عدة طرق لتشجيع كل من
الاستهلاك الصديق للبيئة والحياة بأسلوب أكثر بساطة.
الشركات . فى الفصل الثامن تناولت قضية سيطرة وقوة الشركات الحديثةء Ley فيها تلك
التي Wile ما يشار إليها بوصفها حركة ضد العولمةء ووضعت برنامجا لتحويل ديناميكية
الشركات (طريقة عملها).
جوهر ال رأسمالية. يميل الفصل التاسع أكثر إلى التأمل والتفكير. هل هناك شىء فيما
وراء كل من الرأسمالية والاشتراكية؟ وإذا كان الأمر كذلك فما عساها تكون أبعاد نظام
غير اشتراكى أبعد من الرأسمالية الحديثة؟
وفى الجزء الثالث: درست محركين أساسيين للتغيير التحويلى:
الوعى الجديد. ركزت فى الفصل العاشر على إمكانية حدوث تغيبر عميق فى القيم
الاجتماعية والثقافة» وآراء العالم. واستكشفت الطريقة التى تسهم بها قيم الحاضر بوضوح فى
إحداث تغريب اجتماعى وبيئى» Lary يمكن أن يؤدى إلى وعى جديد بضرورة إعطاء الأولوية
لأسلوب حياة غير مادية» وكيفية تأثير تلك القيم على العلاقات فيما بينناء ومع عالمنا الطبيعى.
سياسات جديدة. اهتممت فى الفصل الحادى عشر بالبحث عن سياسات ديمقراطية حديثة
وحيوية سياسات تقوم على dallas عدم المساواة السياسية المتزايدة فى أمريكاء وتكون
قادرة على تبنى الحاجات الاجتماعية والبيئية المهملةء ودعم الإجراءات الصعبة المطلوبة.
كما عرضت الهدف الحيوى طويل المدى والحاضر بترقيق ديمقراطية قوية بالإضافة إلى
الخطوات العاجلة المطلوبة لصياغة سياسات بيئية جديدة. وهنا يتبادر إلى الذهن ونطرح على
أنفسنا سؤالاً مهمًا هو ما إذا كانت AS yall الشعبية التى يمكنها قيادة التغيير الحقيقى آخذة
بالنشئ إلى حد الوجود.
وإذا نظرنا إلى المقترحات الواردة فى الفصول التالية مجتمعة» إذا ما تم تنفيذهاء فإنها
سوف تأخذنا إلى ما وراء الرأسمالية كما نعرفها اليوم. أما مسألة ما إذا كنا A Shas سنمتلك
نظام تشغيل بخلاف الرأسمالية أو الرأسمالية المُجددةء فإنها هنا مسألة تعريفية إلى حد كبير.
وفى النهاية:؛ ربما تكون الإجابة غير مهمة. وأنا شخصيًا ليس لدىّ اهتمام بالاشتراكية
أو بالتخطيط الاقتصادى المركزى أو بأى نماذج من الماضى. وكما Bay روبرت داهل
(Robert Dahl) ساخر!: "لقد سقطت البرامج الاشتراكية للإحلال محل رأسمالية السوق فى
مزبلة التاريخ”2. والمسألة بالنسبة للمستقبل؛ من الجانب الاقتصادى» هى كيف سنقوم بتوجيه
قوى الاقتصاد نحو الاستدامة والاكتفاء؟ ويعتبر كل من الإبداع والابتكار الاستثمار فى القطاع
٠ هقدمة
الخاص النشط أمور! جوهرية فى تصميم وبناء المستقبل. كما أننا لن نفى بتحدياتنا البيئية
والاجتماعية دونها. ونحن بحاجة إلى النمو والاستثمار على نطاق واسع: النمو فى العالم
النامى - النمو المستدام المتركز على الناس؛ النمو فى دخول من يعيشون فى أمريكا والذين
يمتلكون أقل القليل؛ والنمو فى رفاهية البشر على sre أبعاد؛ والنمو فى الصناعات والمنتجات
والعمليات ذات da sill نحو الحلول الجديدة؛ والنمو فى الوظائف الجيدة والتى تدر عائدا جيذاء
Ly فى ذلك وظائف القطاع البيئى؛ والنمو فى إنتاجية الموارد الطبيعية والطاقة وفى الاستثمار
فى تجديد الأصول الطبيعية؛ والنمو فى الخدمات الاجتماعية والعامة وفى الاستثمار فى البنية
التحتية العامةء وهذا قليل من كثير. وهذا ما يتعين عليئا أن نقوم بتنميته» كما أنه من الجيد
توجيه قوى السوق إلى مثل هذه الغايات. وكما سأناقش فى الفصل الخامس» فإنه» حتى فى
"مجتمع ما بعد النمو"» مازال هناك الكثير من الأشياء التى تحتاج إلى النمو.
إننى أعتقد أن بول هاوكن (Paul Hawken) وأمورى لوفینز (Amory lovins) وهانتر
لوفينز (Hunter Lovins) كانوا على حق عندما قاموا باقتراح الاستراتيجيات التالية للاقتصاد
الجديد فى كتابهم ال رأسمالية الطبيعية :
٠ زيادة إنتاجية الموارد بصورة جذرية من أجل تخفيف استنزاف الموارد من أحد طرفسى
سلسلة القيمة وتقليل التلوث من الطرف الآخر.
o إعادة تصميم أنظمة صناعية تحاكى الأنظمة الحيوية إلى أن يتم إزالة مفهوم النفايات
على نحو مطرد (وهذا جوهر المجال الجديد لعلم البيئة الصناعية).
o اقتصاد يرتكز على تقديم الخدمات أكثر من شراء السلع.
o عكس حالة تدهور الموارد عبر العالم وتدنى خدمات النظام البيئى وذلك من خلال
استثمارات كبرى جديدة فى bale} توليد رأس المال الطبيعى”:.
والأخبار الجيدة هى وجود التفكير المؤثر واتخاذ بعض الإجراءات النموذجية فى
القضايا التى نناقشها. لقد كثرت المقترحات» والعديد منها واعد للغايةء كما تظهر حركات
جديدة من أجل التغييرء وغالبًا ما يقودها الشباب25. وتقدم هذه التطورات Mal حقيقيًا وتبدأ فى
تخطيط جسر للعبور نحو المستقبل. ومن الممكن أن يتحول السوق إلى أداة للحفاظ على
البيئة؛ كما يمكن تقليل وطأة البشرية على البيئة إلى ما يمكننا الحفاظ عليه من الناحية البيئية؛
ويمكن إعادة صياغة الحوافز التى تحكم السلوك الجماعى؛ ويمكن تركيز النمو على الأشياء
التى هى بحاجة بالفعل إلى التنمية وتركيز الاستهلاك على الحصول على ما يكفى» وليس
المزيد دائمًا؛ ويمكن احترام حقوق أجيال المستقبل والأنواع الأخرى.
تواجه أمريكا مشكلات وحاجات اجتماعية ضخمة بالإضافة إلى التحديات البيئية. ولكن
١١ ةمدقم
يعتبر إعداد مضخة الاقتصاد لتحقيق نمو تراكمى أعلى ودون توقف طريقة ضعيفةء بل أحيانا
يمكن أن تكون حتى ضارة لإيجاد الحلول على الجبهة الاجتماعية. وبدلاً من ذلك» نحن
بحاجة إلى مواجهة هذه المشكلات بصورة مباشرة وبفكر عميقء بالتعاطف والكرم. إننا
بحاجة إلى alle كامل من السياسات الجديدة والأكثر قوة بحاجة إلى إجراءات تعمل على
تقوية عائلاتنا ومجتمعاتنا ومعالجة الانقطاع فى صلاتنا الاجتماعية؛ وإجراءات تعمل على
ضمان وجود الوظائف الجيدة والتى تدر دخلاً جيدًا وتعمل على تقليل التسريح من الوظائف
وعدم الأمان الوظيفى؛ وإجراءات تعمل على تقديم المزيد من السياسات الصديقة للأسرة وفى
أماكن العمل؛ وإجراءات تعمل على تقديم المزيد من الوقت لممارسة الأنشطة فى أوقات
الفراغ؛ وإجراءات تعمل على تقديم الرعاية الصحية الشاملة وتخفيف الآثار المُدمرة
للأمراض العقلية؛ إجراءات تقدم للجميع تعليمًا جيدًا؛ إجراءات تعمل على إزالة الققرا من
أمريكاء وتعمل بحزم على تحسين توزيع الدخل ومعالجة عدم المساواة الاقتصادية والسياسية
المتزايدة؛ إجراءات تعترف بالمسئوليات حيال نصف البشرية الذين يعيشون فى الفقر.
وإذا ما قمت بإثارة هذه القضايا الاجتماعية فى مجالس المنظمات البيئية الكبرى» قد يقال
لك "إن هذه ليست قضايا بيئية". ولكنها كذلك. وكما سأوضح فى الفصول التالية» فإنها تمثشل
Ie Jo كبيرا من بديل الطريق aall الذى نسير عليه. aly أن يتبنى المجتمع البيئى هذه
الإجراءات» تلك العلامات المميزة لمجتمع مهتم بالبيئة ومجتمع صالح.
فى النهايةء وبرغم العدد الكبير من الأخبار السيئةء يمكننا أن نصل إلى خلاصات
مؤكدة. يمكننا أن نؤيد والاس ستيفنز (Wallace Stevens) فى أنه "بعد كلمة (Y) النهائية تأتى
كلمة (نعم)". نعم يمكننا إنقاذ ما تبقى. نعم يمكننا الإصلاح والتعديل. يمكننا إصلاح الطبيعة
واستعادة ألفسنا. يوجد جسر على حافة العالم. ولكن بالنسبة للعديد من التحديات» مثل تهديد
تغير المناخ» فلا يوجد الكثير من الوقت. لقد قال أحد الأمريكيين العظام ذات مرة: "إننا نواجه
الآن حقيقة أن المستقبل هو الحاضر اليوم. إننا نواجه الضرورة المخيفة للحاضر. فى هذه
الئعضلة الحياتية التى أخذت فى التكشف وفى التاريخ يوجد ما يسمى كونك متأخرا للغاية.
فمازالت المماطلة لص الوقت. غالبا ما تتركنا الحياة واقفين عرايا حزانى على الفرصة
الضائعة. إن المد فى علاقات البشر' لا يصمد فى وقت الفيضان؛ وإنما يصبح جزرًا. قد
نصرخ يائسين فى الزمن كى يقف عن السريان» ولكن الزمن أصم عن كل clay ويمسضى
مسرعًا. وعلى العظام المعالجة والبقايا المشوشة لحضارات عدة كيبت الكلمات المثيرة للشفقة
'متأخرة للغاية“". LS, قال مارتن لوثر كينج «(Martin Luther King) فى ٤ أبريل AAT
بكنيسة ريفرسايد (Riverside) فى مدينة نيويورك:
"دعنا نعود الآن نتوجه بفكرنا إلى تكلفة أن نصبح متأخرين للغاية".
الجزء الأول فشل النظام
الفصل الأول
النظر فى الهاوية
إذا أمعنا النظر فى اتجاهات تدمير البيئة الآنء فإنه يصبح من المستحيل أن
لا ننتهى إلى خلاصة مفادها أنها تهدد بقوة آفاق البشرية والحياة التى نعرفها على
كوكب الأرض. هذه هی الهاوية التى أمامنا. وكما قال روبرت جاى ليفتون (Robert Jay
(«1180: "إذا لم ينظر المرء فى الهاوية» سيكون Sad أنه ببساطة لن يواجه الحقيقة... وعلى
الجانب الآخرء من الضرورى أن لا يعلق المرء فى داخل هذه الهاوية"'. والخطوة الأولى هى
مواجهة الحقيقة حيال الظروف البيئية والاتجاهات.
إننى أتذكر تأملى فى هاوية os yal عندما كنت طالبًا بالسنة الثائية فى جامعة ييل عام
0١ هاوية مثل تلك التى يناقشها ليفتون. فى تلك الأثناء كان هناك توقعًا باحتمال وقوع
حرب نووية حرارية. وكان المشرف على فى ذلك الحين أستاذا رائعاء الأستاذ براد ويسترفيلد
(Brad Westerfield) وكان يقوم بتدريس المنهج الرئيسى عن الحرب الباردة فى جامعة ييل.
وقد أخذ على عاتقه مهمة تعليمنا Lil يجب أن نأخذ احتمال دخولنا فى حرب نووية مع الاتحاد
السوفيتى بجدية. لقد حاولت استيعاب تلك الفكرةء ولكنها كانت بطريقة ما غير قابلة للتصديق.
ولكن فى أحد call فى عام ۲٦۱۹ء طرح أمامنا الرئيس كينيدى فى التليفزيون أزمة
الصواريخ الكوبية. ومنذ تلك اللحظة أصبح من السهل Vales تخيل فكرة الحرب النووية.
وإننى أشعر الآن بنفس ذات الشعور الذى شعر به أستاذى ويسترفيلد تجاه هذا الأمر فى
ذلك الوقت. ولقد كنت أتكلم بصراحة مثل نذير بيوم الحساب عن مخاطر تغير المناخ» وغيرها
من التهديدات البيئية واسعة النطاق منذ عام ۱۹۸۰ء حينما كنت فى البيت الأبيض مع الرئيس
كارتر عند إصدار تقرير تنبؤات العالم فى عام .۲٠٠١ والآن أنا حزين عندما أقول أن تكهنات
ذلك التقرير أصبحت واقعا. وهذه التكهنات كانت عبارة عن تحذيرات» ولكن مثل كثير غيرها
لم يهتم أحد بالانتباه إليها.
16
١ فشل النظام
وليست الصورة دائمًا كئيبة. فسواء فى الأيام الأخيرة من إدارة كارتر أو فى الأعوام
التى أعقبتها مباشرةء فقد شرع العديد منا فى تحليل السياسة التى يمكنها أن تكون نقطة
الانطلاق فى معالجة التحديات البيئية واسعة النطاق. ويظهر الإحساس بالأمل فى تلك الفترة»
على سبيل المثال» فى كتب روبرت ريبيتو (Robert Repetto) عام ١385 فى مجلد بعنوان
الإمكانية العالمية. وقد كتبت فى مقدمة كتاب ريبيتو: "هذا الكتاب يضع أسبابًا للتفاؤل عن
كيفية قيام الحكومات ورجال الأعمال والمواطنين بإيجاد طريق إلى الأمام ضد عدد كبير من
التحديات البيئية الصعبة... لقد اتخذت توصيات ذلك الكتاب خطوة مهمة فى اقتراح مبادرات
للجماهير وللحركات الخاصة:؛ وبالتالى يمكن أن تخفف من حدة التشاؤم الذى يقف بين العالم
الذى نحيا فيهء وبين العالم الذى نريده". والآن يمكن أن يرى الشخص بعد مرور أكثر من
عشرين عام أن الطريق للتنمية المستدامة لم يكن هو الطريق الذى سلكناه. إن الاتجاهات
المدمرة التى تم عرضها فى تقرير تنبؤات العالم فى عام ٠٠٠٠١ مازالت مستمرة» وقد ديت
أنفسنا ننتهى إلى ما نحن فيه الآن.
العالم الذى نحيا فيه
لتقييم كفاءة أداء البيئة حتى الآن» من المفيد لنا أن نفرق بين مجموعتين من التحديات البيئية.
المجموعة الأولى هى التى يغلب عليها الاهتمامات المحلية والإقليمية والتى مهدت الطريق
إلى "يوم الأرض" الأول عام .157١ كانت المخاطر حينئذ واضحة وخطيرة ومنها: تلوث
cel sell وتلوث الماءء والتعدين الجائرء وتدمير الأراضىء وبناء السدود وشق القنوات بين
الأنهارء والطاقة النوويةء وفقدان الأراضى الرطبة والزراعية والمناطق الطبيعية» وبرامج
بناء الطرق السريعة» والامتداد العمرانىء والتعدين المدمر والرعى الجائرء والنفايات السامة
والمبيدات الحشرية وغيرها. وقد حققت الولايات المتحدة تقدمًا فى قدر محدود من الجيل
الأول من قضايا "يوم الأرض". البعض يرى الجزء الممتلئ من الكوب» والآخرين ومنهم
الجماعات البيئية الرائدة يشيرون إلى استمرار تلك المشكلات»ء واستمرار الوعود غير
المناسبة لتشريع السبعينيات من القرن العشرين؛ وظهور عدد جديد من التهديدات الخطيرة.
ومن المذهل أن التدهور البيئى فى الولايات المتحدة مازال خطيرً! (انظر الفصل الثالث).
وخلال العقد التالى لتقرير تنبؤات العالم فى عام ٠٠٠١ (والذى صدر فى عام ۱۹۸۰)
ظهرت عدة برامج عمل فى كل مكان. وكانت الموضوعات التى تناولتها هذه البرامج الجديدة
أكثر عالميةء وأكثر رسوخاء وأكثر تهديدا (انظر جدول .)١
وفى إطار قضايا "التغير العالمى" كما يطلقون عليها أحياثاء أصبح معدل التقدم GES
وكما أشرت فى كتابى السماء الحمراء فى الصباح إن جيلى هو جيل من المتحدثين الجيدين»
النظر فى الهاوية ١
فنحن مغرمين بصورة مبالغ فيها بالمؤتمرات. ونحن أيضمًا بارعين فى التحليل» والمناظرات»
والمناقشات» والمفاوضات حول تلك القضايا العالمية التى غالبًا لا نهاية لها. ولكن حينما نصل
إلى العمل الفعلى فإننا ينقصنا الكثير.
وكنتيجة لذلك باستثناء بعض الجهود الدولية البارزة لحماية طبقة الأوزون فى الغلاف
الإستراتوسفيرى» وباستثناء التقدم الجزئى فى موضوع الأمطار الحمضية فإن اتجاهات
التهديد العالمية التى ألقى الضوء عليها منذ ربع القرن الماضى مازالت مستمرة حتى يومنا
هذاء بل إنها أصبحت أكثر خطورة وغير قابلة للمعالجة. وفى الوقت الحالى فإن أقل ما
تقضيه الحقيقة أن نقول إن الوقت قد نفد. وبالنسبة لقضايا خطيرة مثل تغير المناخ» وإزالة
الغابات» وفقدان التنوع البيولوجى» فإننا أضعنا الوقت منذ فترة» وقد فات أوان القيام بعمل
ملائم منذ فترة طويلة.
علينا أن نستعرض أين نقف مع التحديات الثمانية الأساسية عالمية النطاق Cus يوجد
قصور فى التقدم*. إن تقديم تلك الظروف والاتجاهات فى تلك المحاور الثمانية ليس دائمًا
معدا للقراءة السهلةء ولكن فهم ماذا يجرى لكوكب الأرض هو المدخل للاهتمام والعمل.
اختلال المناخ
يعتبر ارتفاع درجة حرارة الأرض هو الأكثر تهديدا لكوكبنا من بين كل القضايا البيئية.
وسوف تكون التوقعات فى هذه القضية مزعجة إلى الحد الذى Seay سير دافيد كينج (David
King) س كبير العلماء بالحكومة البريطانية يعتقد أن تغير المناخ هو المشكلة الأكثر
خطورة التى يواجهها العالم؛ بدون استثناء”.
ويعرف العلماء أن تأثير "الغازات المسببة للاحتباس الحرارى" od حقيقى: فبدون تواجد
غازات الاحتباس الحرارى بصورة طبيعية فى الغلاف الجوى للأرضص» ستنخفض درجة
الحرارة إلى أقل من معدلها بحوالى + OV" سيلزية فتتحول الأرض إلى كرة من الثلج وليست
منظومة للحياة ومكانا مناسبًا للمعيشة فيه. وظهرت هذه المشكلة بسبب النشاطات البشرية التى
أنت إلى زيادة وجود الغازات المسببة للاحتباس الحرارى فى الغلاف الجوى. وتمنع هذه
الغازات تسرب الأشعة تحت الحمراء فى الفضاء. وبصفة عامة كلما ازداد تراكم الغازات»
ازداد الاحتباس الحرارى فى الغلاف الجوى. `
إن تركيز غاز ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف ccs gall وهو الغاز الأساسى فى الغازات
المسببة للاحتباس الحرارى والذى ساهمت السلوكيات البشرية فى وجوده» قد زاد بأكثر من
الثلث عن مستوى ما قبل عصر الصناعة ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى استخدام الوقود
الحفرى (الفحم البترول الغاز الطبيعى) وإزالة الغابات على نطاق واسع. والآن وصلت
۸ فشل النظام
نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى إلى أعلى معدلاتهاء على الأقل خلال ٠٠٠,٠٠٠
عام. أما تركيز غاز الميثان» وهو غاز آخر من الغازات المسببة للاحتباس الحرارىء فيصل
إلى 90١6١ أعلى من معدلاته فى عصر ما قبل الصناعة. ويتراكم غاز الميثان أيضًا من
استخدام الوقود الحفرى» ورعى الماشيةء وزراعة الأرزء وانبعاثات مقالب النفايات. وهناك
غاز آخر يزداد تركيزه فى الغلاف الجوى وهو أكسيد النيتروزء بسبب استخدام المخصبات»ء
وتسمين الماشية» والصناعة الكيميائيةء وهو أيضًا غاز يحبس الأشعة تحت الحمراء. كما أن
هناك عدذا من المواد الكيميائية الخاصة فى عائلة غازات الهالوكربون» ومنها الغاز سىء
السمعة الكلوروفلوروكربون (CFCs) المسئول عن تآكل طبقة الأوزون» وهو Cad من
الغازات المسببة للاحتباس الحرارى الفعالة.
إن الجهود العلمية الدولية الرئيسية لفهم تغير المناخ» وما يمكن عمله فيما يتعلق بذلك»
تتمثل فى اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ (IPCC) إن تقريرهم الدورى الرابع الذى
صدر فى عام ٠٠١17 أكد على حقيقة أن النشاطات البشرية تتسبب بالفعل فى تغيير المناخ
بعدة طرق رئيسية:
الإفراط فى استخدام
الموارد المتجددة
فقر وندرة الموارد | التسمم والتهديدات | تغير الغلاف الجوى
الإحيائية على الصحة العامة
الخسائر البحرية
التصحر
إزالة الغابات
انهيار نظام المياه
العذبة
فقدان التنوع
البيولوجى
James Gustave Speth and Peter M. Haas, Global Environmental Governance (2006), 19 المصدر:
النظر فى الهاوية ١9
« "إن احترار نظام المناخ واضح للغايةء ويدل على ذلك ملاحظاتنا OY! عن ارتفاع
درجات الحرارة على مستوى الكوكب gall والمحيطات» والانتشار الواسع لانصهار
الثلج والجليدء والارتفاع العالمى لمنسوب البحار".
۰ "تم تصنيف أحد عشر عاماء فى الفترة من ۱۹۹١ إلى ۲٠٠٠ ضمن الاثنى عشر Ule
الأكثر حرارة فى الأرقام المسجلة بواسطة الأجهزة عن درجة حرارة سطح الأرض (منذ
l "86 ` alc
o " ترجع معظم الزيادة الملحوظة فى درجات حرارة العالم» منذ منتصف القرن العشرين»
بدرجة كبيرة إلى الزيادة الملحوظة فى تركيزات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى
بسبب النشاط البشرى. ومن الملاحظ الآن أن تأثير الإنسان يمتد إلى عدة أوجه أخرى
من المناخ» منها ارتفاع درجة حرارة المحيطات؛ Gla pry حرارة القارات» ودرجات
الحرارة القصوى وأنماط الرياح".
o "انخفضت الطبقات الثلجية الجبلية والغطاء الجليدى فى كل من نصفى الكرة الأرضية.
وساهم التناقص المنتشر فى هذه الطبقات والقمم الثلجية فى ارتفاع مستوى سطح البحر.
وتبين بعض المعلومات الجديدة... الآن أن تناقص ghu جرين لاند والقارة القطبية
الجنوبية الثلجى قد أدى بصورة كبيرة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر من عام ١991
إلى Ra ES
٠ "من الملاحظ أن موجات الجفاف Clay الاتساع بشكل أكبر وبصورة مكثفة فى عدة
مناطق منذ سبعينيات القرن العشرين» وبصفة خاصة فى المناطق الاستوائية وشبه
الاستوائية. وترتبط زيادة الجفاف بارتفاع درجات الحرارة» وانخفاض الرواسب المائية»
وبالتالى أدت إلى حدوث تغيرات وجفاف".
٠ “زيادة معدل التكثف الثقيل لبخار الماء فوق معظم مسطحات الأراضىء متزامنا مع زيادة
درجة الحرارة والزيادة الملحوظة فى نسبة بخار الماء فى الغلاف الجوى”".
ويبين التقييم الرابع الذى أعدته اللجئة الحكومية أيضنًا التأثيرات المستقبلية المتوقعة لتغير
المناخ فى عدة سياقات فكلما استفحل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى» كلما
أصبحت تأثيراته أكثر خطورة. وها هى بعض تكهنات اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ”:
وسوف يتغير معدل توافر المياه العذبة. فيعض المناطق سوف تحصل على كميات
أكبرء والبعض الآخر سيصيبها الجفاف. ومن المحتمل أن تتزايد كلتا الظاهرتين. وسوف
تنخفض كمية الماء المخزونة فى المناطق الثلجيةء وتقل إمدادات الماء لأكثر من مليار
à
شخص.
٠ فشل النظام
وسوف تتعرض صحة النظم البيئية للأذى بسبب اتحاد غير مسبوق بين حالة تغير
المناخ وغيرها من عوامل تغير الكون مثل سوء استخدام الأراضىء والتلوث» والإفراط فى
استغلال الموارد. وما يقرب من ٠١ إلى 907٠١ من أنواع النباتات» ومختلف الحيوانات التى
خضعت للدراسة حتى الآن معرضة لخطر الانقراض. ونتيجة لتعرض المحيطات لمزيد من
ثانى أكسيد الكربون المنبعث من الغلاف الجوى» فسوف تهلك الشعاب المرجانية والمحار.
فالمحيطات تمتص Ve je كبيرًا من ثانى أكسيد الكربون المنبعث» وكنتيجة لذلك فسوف تزيد
نسبة حمض الكربونيك فى مياه البحرء وزيادة حمضية الماء تؤثر سلبًا على قدرة الكائنات
البحرية على تكوين الأصداف. ويمكن أن تكون هذه المؤثرات مدمرة تدريجيًا. وعلاوة على
ذلك فإن ارتفاع درجة حرارة المحيطات سوف يؤدى أيضنًا إلى ابيضاض الشعاب المرجانية
وهلاكها.
من المتوقع أن تتعرض المناطق الساحلية والمنخفضة لضربة بيئية قاسية. وسوف يزيد
ارتفاع مستوى سطح البحر من تآكل السواحل؛ والفيضانات وفقدان الأراضى الرطبة. وينتهى
تقرير اللجنة إلى أنه من المتوقع أن يتعرض "أكثر من عدة ملايين من البشر لخطر
الفيضانات بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول ثمانينيات القرن الحادى والعشرين.
ويتعرض للمخاطر كل من سكان المناطق المنخفضة بصفة خاصةء وذات الكثافة السكائية
العالية حيث تكون التهوية منخفضة» والذين يواجهون بالفعل تحديات أخرى مثل العواصف
الاستوائية أو انخفاض السواحل المحلية. ويرتفع عدد هؤلاء المتضررين فى دلتا الأنهار
الضخمة بآسيا وأفريقياء بينما ستكون الجزر الصغيرة بصفة خاصة معرضة بسهولة
للأخطار”. وأشار التقرير منذر! إلى أن "المرة الأخيرة التى كانت فيها المناطق القطبية أكثر
Gia مما هى عليه الآن كانت فى الفترة الممتدة قبل حوالى ٠٠٠,٠٠١ سنة مضت»ء وهى
المرحلة التى gal فيها انخفاض حجم الجليد القطبى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر من ٤ إلى
١ أمتار".
وسوف تتأثر صحة الإنسان ad من عدة أوجه. وكما أكد التقرير فإنه: 'نتيجة لتعرض
الإنسان لتغيرات المناخ فمن المتوقع أن تتأثر الأوضاع الصحية لملايين البشرء وبالأخص
الأشخاص ذوى القدرة المحدودة على التكيف» وذلك من خلال:
٠ زيادة سوء التغذية وما يترتب عليها من اضطرابات وما لها من تداعيات على نمو وتطور
الأطفال؛
ه ارتفاح أعداد الوفيات والأمراض والإصابات بسبب الموجات الحارةء والفيضانات»
والعواصف» والحرائق والجفاف؛
o ازدياد عبء مرض الإسهال؛
النظر فى الهاوية ۲١
٠ ازدياد معدل الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسى نتيجة للتركيزات العالية للأوزون
بجوار سطح الأرض والمرتبط بتغير المناخ؛
٠ التغير فى التوزيع المكانى للكائنات الناقلة لبعض الأمراض المعدية"!.
وهناك Lal عدة تقارير بجانب تقرير اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ أثارت
الانتباه إلى مخاطر محددة. فالقطب الشمالى تزداد درجة حرارته تقريبًا مرتين عن باقى
أجزاء العالم. وترى التكهنات أن القمة الثلجية للقطب الشمالى سوف تستمر فى التناقص» وفى
النهاية ستختفى تمامًا فى أحد فصول الصيف Lay قبل عام Yee ولهذا بدأت حكومات
الدول الواقعة حول الشمال القطبى فى تنظيم نفسها استراتيجيًا للمطالبة بالسيطرة السيادية على
الطرق الملاحية الجديدة التى Las نتيجة لاختفاء الثلج. وفى منعطف يدعو للسخرية: فإن
جميع هذه الدول تطمح إلى استغلال مصادر الوقود الحفرى فى المنطقة. وقد زاد اختفاء الثلج
فى جرين لاند لأكثر من الضعف خلال العقدين المنصرمين من القرن العشرين» وربما كان
ذلك قد تضاعف مرة أخرى بحلول عام .'*۲..٥
وفى إطار صحة الإنسان»ء قدرت منظمة الصحة العالمية فى عام 7٠٠١5 عدد الوفيات
بسبب تغير المناخ بما يقرب من ٠٠٠,٠٠١ شخص كل عام. ويوضح أحدث تقرير لها أن
هذا العدد ربما يتضاعف مرة أخرى بحلول عام ۲٠٠١ لتفشى الإسهال والأمراض المترتبة
عليه والملاريا وسوء التغذية. وسوف تقع معظم الإصابات فى الدول الناميةة'.
وهناك منطقة رئيسية تقع تحت تأثير تغير المناخ وهى شمال الغرب الأمريكى حيث
يوجد عشرات الملايين من أفدنة الغابات التى تم تدميرها بسبب الإصابة بخنافس اللحاء
والآفات الأخرى. وعادة ما يفرض الشتاء القارس على الحشرات التى تهاجم أشجار الصنوبر
والتنوب والراتينج فى GLY sll المتحدة الغربية وكولومبيا البريطانية وألاسكاء أن تدخل فى
حالة كمون؛ ولكن الشتاء الأكثر دفنًا أدى إلى زيادة تناسلهاء وأعدادهاء ومجالها الجغرافى!.
كما أن المناطق الطبيعية فى الولايات المتحدة معرضة أيضًا لضربة قوية. فمع افتراض
نفس المستوى من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى طوال هذا القرن» فإن غابات
القيقب الزان التبولا فى نيو إنجلند يمكن ببساطة أن تختفىء بينما يمكن أن يصبح
الجنوب الشرقى أرضًا عشبيًا من نبات السافانا الذى لا يستطيع مناخه حماية الأشجار بسبب
جفافه وحرارته"'. فى نفس الوقت» أظهرت دراسات أخرى احتمال أن يؤدى تغير المناخ
الناتج عن الأنشطة البشرية إلى الجفاف الشديد فى أنحاء الجنوب الشرقى وسيكون ذلك
قريبًا“!ا. ومؤخرًا بدأت البحيرات العظمى أيضًا تخضع لتغييرات مدمرة بسبب تغير المناخ؛ إذ
لم ترتفع درجة حرارة البحيرات فقطء بل انخفضت مستويات المياهء وزادت أمراض
الأسماك"'.
YY فشل النظام
وارتفاع منسوب سطج البحر هو أحد أكثر مسببات القلق الآن» ومن أكبر المخاوف
Ca هو الارتفاع الكارثى الذى حدث نتيجة تحرك طبقات الجليد فى جرين لاند والقارة
القطبية الجنوبية إذ حدثت تلك التحركات المزعجة وغير المتوقعة فى كلا المكانين. ٠١ Ring
آلاف سنة مضتء عندما ذابت طبقات الجليد القارى» زاد منسوب سطح البحر لأكثر من ٠١
ياردة خلال خمسمائة عام. وبينما تتوقع اللجنة الدولية لتغير المناخ ارتفاع فى منسوب سطح
البحر بما يقرب من " أقدام خلال هذا القرن» يعتقد بعض العلماء أن استمرار زيادة انبعاث
الغازات المسببة للاحتباس الحرارى سيسبب زيادة كبيرة فى استمرار ارتفاع منسوب سطح
البحر بمقدار bac ياردات فى كل قرن*'.
وحتى مع حدوث ارتفاع 'بسيط" فى منسوب سطح البحرء يمكننا رؤية نزوح أعداد
كبيرة من السكان من الجزر الصغيرة» والمناطق المنخفضة فى دلتا الأنهار فى مصرء
وبنجلادیش» ولويزيانا ومناطق أخرى. واليوم - ومع الانصهار الدائم للجليد فى ألاسكا تم
نقل بعض القرى بعيدًا عن الساحلء بالإضافة إلى أن الشواطئ والمستنقعات الساحلية»
والمنشآت الساحلية فى الولايات المتحدة» وأماكن أخرى يمكنها أن تتأثر بشدة. وارتباطًا بهذا
الأمرء هناك بعض الدلائل على أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات وارتفاع نسبة بخار الماء
يساهمان فى حدوث الأعاصير القوية"!.
وارتفاع منسوب سطح البحر هو أحد عواقب تغير المناخ؛ والذى قد يكون عاملاً فى
الهجرات القسرية للسكان بأعداد كبيرة. كما أن نضوب المياه فى المناطق التى تعيش على
ذوبان الجليدء بالإضافة إلى التغيرات فى نمط الرياح الموسميةء وانتشار الجفاف قد تكقون
أسبابًا فى ظهور العديد من اللاجئين بسبب تغيرات المناخ. قدرت إحدى الدراسات أن حوالى
٠ مليون شخص سيضطرون للنزوح بسبب هذه العوامل فى فترة متأخرة من هذا القرن.
ومثل هذه الاحتمالات تعمل على تذكيرنا بأن تغير المناخ ليس مجرد مشكلة بيئية واقتصادية
فحسب» ولكنه أيضنا مشكلة إنسانية وأخلاقية كبيسرة ذات عواقب وخيمة على العدل
الاجتماعى والسلام والأمن العالمى!2.
بالرغم من أن الكثير من الناس يظنون أن عواقب تغير المناخ ستكون تدريجية بما أن
درجة حرارة الأرض ترتفع ببطء إلا أن تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى
فى الواقع قد ينتج عنه تغيرات مفاجئة وليست تدريجية. وقد خلص تقرير للأكاديمية الوطنية
للعلوم فى عام ٠٠١7 إلى أن التغير المناخى العالمى قد تكون له عواقب سريعة: 'توضح
بعض الدلائل العلمية الحديثة أن التغيرات المناخية الواسعة الانتشار حدثت بسرعة مذهلة...
وأن الاحتباس الحرارى والتدخلات البشرية الأخرى فى نظام الأرض قد يعملان على زيادة
احتمال وقوع أحداث مناخية إقليمية أو عالمية كبيرة ومفاجئة وغير مرغوب بها””.
oer a
النظر فى الهاوية YY ٠
وترتبط احتمالية التغير المناخى المفاجئ بما قد يكون أكبر الاحتمالات إشكالية على
الإطلاق - فالاحترار المبدئى له آثار تولد مزيدا من الاحترار. والعديد من هذه النتائج
محتملة الحدوث. أولآء ستضعف قدرة الأرض على تخزين الكربون. وقد تجف التربة
والغابات أو تحترق وتطلق الكربون؛ كما قد يحدث انخفاض فى نمو النبات» مما يسبب
إضعاف قدرة الطبيعة على إزالة الكربون من الهواء. ثانيّاء قد تقل نسبة الكربون فى
المحيطات وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات وعوامل أخرى. ثالثاء هناك احتمال
لانبعاث غاز الميثان من النباتات المتحللة» والأراضى الرطبةء وذوبان الجليد» وحتى من
هيدرات الميثان الموجودة فى المحيطات» وذلك مع زيادة دفء الأرض والتغيرات. وأخيراء
هناك القرة الانعكاسية للأرض (ألبيدو)» حيث قلت قدرة سطح الأرض على عكس الضوء مع
انخفاض المساحات المغطاة بالثلج أو المساحات المغطاة بالمياه الناتجة من ذوبان الجليد.
وستزيد كل هذه التأثيرات من ارتفاع درجة حرارة الأرض» ومن المحتمل أن تتسبب فى
الاحتباس الحرارى.
نبهت الاحتمالية الحقيقية لهذه النتائج الضخمة؛ بعض أشهر علمائنا مثل جيمس هانسن
alle «(James Hansen) المناخ الشجاع فى وكالة ناساء والذى أصبح AÍ صراحة بهذا
الشأن» cua أظهرت أبحاثه المزيد من النتائج المزعجة. ولقد توصل إلى هذا التقييم فى عام
۷ قائلا: "إن كوكبنا آخذ فى الاقتراب من 'نقطة فاصلة بصورة Sp abs فالغازات
المنبعثة التى صنعها الإنسان أصبحت على مشارف مرحلة ستتفاقم فيها التغيرات المناخية فى
المقام الأول تحت تأثير زخم نظام المناخ نفسه. وقد تشمل هذه التأثيرات انقراض نسبة كبيرة
من LIS على هذا الكوكب» وانتقال المناطق المناخية بسبب تكثيف الدورة الهيدرولوجية
مما سيؤثر على توفر المياهء وصحة الإنسان؛ وكذلك الكوارث الساحلية العالمية المتكررة
والتى تصاحبها العواصف والارتفاع الدائم لمنسوب سطح البحر salle
ail تطورت الحضارة خلال: الحقبة الهولوسينيةء تلك الفترة التى كان المناخ فيها يتسم
بالهدوء النسبیء والتى استمرت نحو VY ألف عام. كان الكوكب دافنًا ہما يكفى كى يحتفظ
بطبقات الجليد فى شمال أمريكا وأوروباء وباردا بما يكفى من أجل طبقات الجليد كى تكون
مستقرة فى جرين لاند والقارة القطبية الجنوبية. الآن» مع الارتفاع السريع فى درجات
الحرارة الذى بلغ ١,5 درجة سيلزية خلال Gle "١ السابقةء فإن درجات الحرارة العالمية
فى أقصى معدلات تدفئتها خلال الحقبة الهولوسينية.
"وقد جعلنا ارتفاع درجة الحرارة على مشارف Ahi’ ila فاصلة؛. ولو Lil عبرنا تلك
الحافة» سيتحول كوكبنا إلى 'كوكب مختلفا"» وإلى بيئة خارج نطاق احتمال أى شىء شهدته
البشرية. ولن يكون هناك طريق للعودة خلال حياة أى جيل يمكننا تصوره» وهذه الرحلة
٤ فشل النظام
ستتسبب فى هلاك نسبة كبيرة من الكائنات على هذا الكوكب.
"وتكشف القصة العلمية الآخذة فى التبلور عن قرب حدوث حالة طوارئ فى كوكبنا.
نحن على حافة نقطة فاصلة. علينا التحرك لإيجاد مصدر للطاقة جديد خلال عقد من الزمان
حتى تتسنى لنا الفرصة لتجنب بدء تغير مناخى لا يمكن إيقافه» وله عواقب وخيمة.
"نحن نحيا فى ديمقراطية ووسط سياسات تمثل إرادتنا الجماعية. لا يمكننا لوم الآخرين.
لو أننا سمحنا لكوكبنا بتجاوز النقاط الفاصلة... سيكون من الصعب شرح دورنا لأبنائنا. ولن
يمكننا ادعاء... أننا لم نكن نعرف'"2.
وباختصارء هناك شك صغير أن ظاهرة الاحترار العالمى المتسبب فيها الإنسان قد بدأت
بالفعل وأن عواقبها خطيرة» وقد تكون مدمرة ما لم يتم إيقاف انبعاث الغازات المسببة
للاحتباس الحرارى*. ورغم ذلك فإن تلك العملية بالكاد بدأت. إن نسبة الانبعاث العالمية
لغاز ثانی أكسيد الكربون زادت بنسبة %۲۲ بين عامى ۱۹۸۰ و١٠٠٠5. ومنذ عام 23٠٠١
وصلت الزيادة فى نسبة الانبعاثات إلى ثلاثة أضعاف معدلها من عام ١11٠ إلى عام
8ه وتتوقع الوكالة العالمية للطاقة أنه إذا استمرت المجتمعات فى اهتمامها بالعمل فقط
بين عامى ۲٠٠٤ و ٠۲٠٠١ فستكون النتيجة زيادة فى نسبة انبعاث ثانى أكسيد الكربون إلى
° عالميًا. حتى مع أفضل التصورات تفاؤلاء ومع اتخاذ خطوات تنفيذزية بيئيةء فإن
الانبعاثات العالمية ستصل إلى .%۳١ وأخير! انتبه الكونجرس للأمرء ولكن الأوان قد فات.
ساهمت الدول الصناعية حتى تاريخه فى تكوين الغازات المسببة للاحتباس الحرارى
بقدر أكبر مما أسهمت به البلدان النامية. إن الدول المتقدمة والتى بها 907١ من نسبة السكان
فى العالم قد ساهمت بأكثر من 9075 من الانبعاث التراكمى لثانى أكسيد الكربون» وهى
مسئولة عن %1١ من انبعاثاته فى الوقت الحاضر. أما الولايات المتحدة فهى تبعث المقدار
ذاته تقريبًا الذى يصدر من حوالى 7,5 مليار شخص يعيشون فى ٠٠١ دولة نامية. ويبدو أن
الدول الغنية قد حصدت الكثير من المنافع الاقتصادية من هذا الأمر. وهذا يعنى أن مقدار
انبعاث الغازات الدفيئة للدول النامية يزيد بسرعةء خاصة فى الهند والصين. وقد كان العالم
النامى هو أحد أكبر أسباب انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى عام oe ومن المشكوك فيه
أن الدول النامية ستعمل على تحجيم انبعاثاتهاء إلا إذا أمدت الدول الصناعية تلك الدول
بالحوافز القويةء والتقنيات» وغيرها من المساعداتء بالإضافة إلى القدوة الجيدة.
وفى الوقت aad فإن العالم النامى أكثر تعرضنا للتغيرات المناخية؛ فشعوبه تعتمد
مباشرة على قاعدة الموارد الطبيعية» وهى أكثر Ue jet للأحداث المناخية المتطرفةء وأقل
قدرة اقتصاديًا وتقنيًا على القيام بالتكيف لمواجهة التغيرات المناخية. إن تدهور إمدادات المياه
أو الزراعةء ونقصان مياه الثلوج الذائبة فى الربيع والصيف» وكذلك ارتفاع منسوب البحارء
النظر فى الهاوية Yo ٠
وانخفاض خدمات النظم البيئيةء وبعض المؤثرات الأخرىء قد تساهم بسهولة فى العنف
والتوتر الاجتماعى» والطوارئ الإنسانية» والصراعات العنيفة والتسبب فى وجود لاجئين
بيئيين. ولو أن هذه الاختلافات بين الشمال والجنوب لم تعالج بالحذرء فسوف تظهر كسبب
يزيد من التوتر العالمى.
ينبغى على الحكومات GY! أن تتصدى للحاجة الملحة إلى استجابة عالمية منسقةء ولكنها
تتسم بالفاعلية والكفاءة الاقتصادية والإنصاف. ويعتقد الكثير من علماء المناخ» مثل العالم
هانسن» أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة بمقدار ۲ درجة سيلزية أو أكثر عن مرحلة ما
قبل الصناعة سيشكل خطر! كبير! لا يمكن تقبله”. لقد وضع الاتحاد الأوروبى هدفا للتحكم
فى احترار الأرض كى لا يتخطى Y درجة سيلزية. وتقدر المعدلات الحالية بأننا نجحنا فى
الالتزام بمقدار ٠,١ درجة سيلزية (أو أكثر من ذلك لو أننا تخلصنا من التلوث التقليدى) الذى
يرجع إلى الانبعاثات السابقة. وبالنظر إلى أنه من غير المحتمل أن تعمل المجتمعات على
وقف زيادة تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحرارى فى الوقت الحالىء فإن درجة حرارة
الأرض ستزيد حتى تصل إلى مرحلة الخطر. وخلاصة الأمر أن هناك مشكلة خطيرة
وملحة.
إن تقرير ستيرن (Stern) بعنوان اقتصاديات تغير المناخ قد خأص إلى أن مخاطر
التغير المناخى يمكن أن يتم خفضها لو أن مستويات الغازات التى تسبب الاحتباس الحرارى
أصبحت فى المدى بين 45٠ و١٠٠ جزءًا من المليون من ثانى أكسيد الكربون المكافئ
OCO) (وهى وحدة تقيس وجود كل الغازات المسببة للاحتباس الحرارى فى الغلاف
الجوى). إن نسبة تلك الغازات ag لتقرير ستيرن حوالى 47١ جزء من المليون لوحدة ثانى
أكسيد الكربون المكافئ» وهى فى ارتفاع بمعدل ۲ جزء من المليون كل عام. وبعض العلماء
سيفضلون النسبة المنخفضة المذكورة فى المدى الذى وضعه ستيرن» ولهذا فهم يظنون أن
أمامنا فترة قصيرة قبل أن نرى غازات الاحتباس الحرارى المنبعثة تزداد عالميًا ثكم lai
بالانخفاض مجددا.
وفى المجملء من المحتمل أن تكون المجتمعات قد تأخرت بالفعل فى تفادى عواقب
التغير المناخى. ومازال يمكن تفادى العواقب الخطيرة e لكن يجب التحرك بسرعة وبعزم
وإلا سيكون كوكبنا هو الضحيةء وهذا بالاعتماد على أفضل ما لدينا من العلوم المتقدمة. ومع
ذلك فنحن فى طريقنا لنصل إلى أكثر من ضعف النسبة التى كانت عليها مستويات الغازات
الدفيئة فى الغلاف الجوى قبل الصناعة؛ وسيصل ارتفاع درجة حرارة كوكبنا من ٤ إلى o
درجات سيلزية.
ما هى الطرق التى يجب أن نتبعها حتى يصل الاحتباس الحرارى إلى مرحلة يمكن
٠١ فشل النظام
تحملها؟ أقر تقرير ستيرن بالتالى: "أن الاستقرار... يتطلب أن يتم تخفيض معدل الانبعاث
السنوى إلى أكثر من 9608٠ تحت النسبة الحالية... وحتى لو أن العالم الغنى تحمل مسئولية
تخفيض الانبعاثات بنسبة من ٠١ إلى %۸٠ بحلول عام ٠٠٠٠١ فإن الدول النامية عليها
التحرك بجدية أيضنًا"". فانبعاثات الغازات الدفيئة فى الصين تعدت النسبة الموجودة فى
الولايات المتحدة» مما يجعل الصين هى المتصدرة فى هذا الإنجاز السيئ السمعة.
من الملاحظ أن هذا الهدف تخفيض انيعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى
بنسبة %۸۰ بحلول عام ٠١٠٠١ هو الذى حددته ولايتا كاليفورنيا ونيو جيرسى. وقد حسدد
الكثير من التحليلات المقاييس اللازمة للوصول إلى هدف بهذا الحجم غير المعتادء وعلى
وجه التحديد تغيرات فى نظام الطاقة الأمريكى. باختصارء إن الولايات المتحدة يمكنها
تخفيض انبعاثاتها بنسبة %۸٠ بحلول عام ۲٠٠١ بإتباع عدة خطوات: )١( رفع كفاءة
استخدام الطاقة فى كل من توليد واستخدام الكهرباء ووسائل النقلء بما فى ذلك عربات تعمل
بكفاءة أعلى فى استخدام الوقود؛ (Y) تطوير الطاقة المتجددة» وخاصة الرياح والطاقة
الشمسية؛ (V) الاستخدام الأمثل للطاقة ويشمل بعض التحديث فى المبانى السكنية والتجارية؛
)£( التحول إلى استخدام وقود أقل فى نسبة الكربون؛ )0( التخلص الجيولوجى (التنحية) من
ثانى أكسيد الكربون؛ (1) تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس cs toad) ولیس فقط ثانى
أكسيد الكربون؛ (Y) تعزيز عمليات إدارة الغابات والتربة. وأخيراء لو أن بعض المخاوف
الأكثر جدية وقعت» فعلينا إذن إيجاد طريقة للتخلص من ثانى أكسيد الكربون من الغلاف
الجوى مباشرة. وهناك عدة طرق للقيام بذلك منها تعزيز نمو الغطاء النباتىء والهندسة
البشرية أو الاثنين معاء لكن بعض هذه الطرق لها مخاطرها الخاصة!”.
فقدان الغابات
لقد تم فقدان حوالى نصف الغابات المعتدلة والاستوائية بالفعلء وذلك غالبًا من أجل إخلائها
للزراعة. وتساهم إزالة الغابات فى القضاء على الكائنات الحية»ء والتغيرات المناخية؛
وفقدان القيمة الاقتصاديةء وانجراف التربة» والفيضانات وتآكل التربة. إن فقدان الغابات
مشكلة خطيرة فى المناطق الاستوائية وهى موطن AB أنواع الحيوانات والنباتات فسى
كوكبنا. وفى العقود الأخيرة وصل معدل إزالة الغابات الاستوائية إلى فدان لكل ثائيةء واستمر
هذا المعدل فى الزيادة دون هوادة بين عامى 7٠٠٠١ و 25.6.5. وفى تلك cL BY) أعلنت
المنظمة الصناعية العالمية للخشب الاستوائي أن حوالى %۳ فقط من الغابات الاستوائية
تخضع للإدارة المستدامة على الرغم من تحديد ثلثى مساحتها لتخضع لأحد أشكال نظم إدارة
الغابات.
النظر فى الهاوية ۲۷
وأسباب إزالة الغابات فى العالم النامى عديدةء منها قطع الأشجار من أجل الحصول على
الأخشاب الاستوائية» واستخدام الأخشاب كوقود» والتوسع المطرد فى الزراعة والمحاصيل
التصديريةء والغطاء النباتى وغيرها من الضغوطات الأخرى مثل التنمية المعدنية. والغابات
الاستوائية هى الأخرى إحدى ضحايا الفساد المزمنء والمحاباة» وقطع الأشجار بطريقة غير
شرعية.
وإزالة الغابات أمر منتشرء ولكنه أكثر انتشار! فى البرازيل» وإندونيسيا وحوض نهر
الكونغو. وقد فقدت إندونيسيا حوالى %٤١ من غاباتها خلال ال ٠١ عامًا الأخيرة» كما أن
حوالى ٩ ألاف ميل مربع من الغابات المطيرة يتم إزالتها كل عام؛ وبالمعدل الحالى للإزالةء
فإن أغلبية غابات المناطق المنخفضة فى سومطرة وبورنيو ستختفى خلال أعوام وليس
Magic إن إزالة الغابات» وحرائقها وتدهور الأراضى فى إندونيسيا جعلها تحتل المركز الثالث
كمصدر انبعاث للغازات المسببة للاحتباس الحرارى بعد الولايات المتحدة والصينة. وبالمشلء
من المقدر أن حوالى AB غابات منطقة نهر الكونغو قد تختفى خلال ٠١ عامًا لو استمر قطلع
الأشجار والتعدين بمعدله الحالى. أما فقدان الغابات فى الأمازون وهو الأعلى فى العالم
— ربما قلل من شأنه وفقا للنتائج الجديدة التى تشير إلى أن الأمازون فقد فى الإزالة الانتقائية
نفس القدر المفقود فى الإزالة لإخلاء الأرضى والذى يتم قياسه نمطيًا”2. وفى النهاية» فإن معدل
فقدان العالم للغابات بين عامى ٠٠٠١ و5١٠٠ قد تعدى مساحة دولة PLA
فقدان الأرض
إن معنى التصحر يتضمن أكثر من مجرد انتشار الصحراءء إنه يشمل جميع العمليات التى
تبيد Lot منتجة» وفى النهاية تتحول إلى أرض بور. ويعتبر نحر التربة وتملحهاء ونقعص
النمو النباتى ودمك التربة جزء من هذه المشكلة. وعملية التصحر سائدة فى الأراضى القاحلة
وشبه القاحلةء والتى تغطى حوالى %٤١ من مساحة سطح الأرض. وتنتج تلك الأراضى
حوالى خمس إنتاج الكوكب من الغذاء. وحوالى ربع سكان العالم النامى - يبلغ المجموع
الكلى للسكان ١, مليار نسمة يعيشون على هذه الأراضى الجافة الضعيفة الأخرى.
وقد قدرت الأمم المتحدة أن مساحة أكبر من مساحة كندا أو الصين تعانى من درجة
معينة من التصحرء وأن كل عام هناك حوالى ٠١ مليون فدان تصبح غير صالحة للزراعة
أو يتم فقدها لمصلحة الزحف العمرانى» وهذه مثل مساحة نبراسكا”. LA أفريقيا بالتحديد فهى
أكثر من يعانى من التصحرء وكذلك هناك مساحات واسعة فى آسياء ونصف الكرة الغربى»
وكذلك الجزء الجنوبى الغربى من OLY sll المتحدة وشمال المكسيك. ومن بين العديد مسن
عواقب التصحرء النقص الكبير فى إنتاج الغذاء وشدة التأثر بأضرار الجفاف والمجاعات»
XA فشل النظام
وفقدان التنوع البيولوجىء وظهور اللاجئين البيئيين والاضطرابات الاجتماعية.
ويحدث التصحر غالبًا بسبب الإفراط فى الزراعة والرعى إلى جانب ممارسات
الرى الضعيفة. لكن يوجد عوامل أعمق وراء هذه المسببات الفورية مثل النمو السكانى»
والفقرء وعدم وجود وسائل بديلة للمعيشة والأنماط المركزة فى امتلاك الأراضى فى
المناطق النامية.
فقدان المياه العذبة
لقد كان يقال أن هناك sane Silay لمصادر الطاقةء لكن لا توجد بدائل للمياه. وهناك أبعاد
عديدة لما أطلق عليه أزمة المياه العالمية".
YS هناك أزمة مجارى المياه الطبيعية وأراضيها الرطبة. فلا توجد مساحات طبيعية
تضررت من أفعال البشر أكثر من أنظمة المياه الطبيعية. وتأثرت المجارى المائية الطبيعية
وكذلك أشكال الحياة المصاحبة لهاء بشدة بسبب السدودء والحواجز المائيةء وتحويل مجارى
الأنهار وإقامة الترع والقنوات» وردم الأراضى الرطبة وعوامل أخرىء ومنها بالطبع التلوث.
وتجزأت حوالى %٦٠ من أحواض الأنهار فى العالم بشدة بسبب السدود والمنشآت الأخرى.
diag عام ١16٠ زاد عدد السدود من 07٠١ سد إلى أكثر من 4١ ألف سد حول العالم. كان
معظم هذا النشاط لتأمين الحصول على المياهء وإنتاج الكهرباء» والتحكم فى الفيضاناتء
والملاحة واستصلاح الأراضى. وبما أن المياه العذبة قد حولت عن مسارها الطبيعىء فقد
عانت النظم البيئية النى تعتمد على تلك المياه بما فى ذلك النظم المائية والأراضى الرطبة
والغابات. وقد فقدت حوالى نصف الأراضى الرطبة فى العالم» وأكثر من خمس الكائئات التى
تعيش فى المياه العذبة فى طريقها للانقراض'”*.
والأزمة الثانية هى أزمة الكميات المتاحة من المياه العذبةء فلقد ازداد الطلب على المياه
إلى ستة أضعاف فى القرن العشرين» وهذا الاتجاه مستمر حتى الوقت الحالى. والبشرية الآن
تستهلك أكثر من نصف كمية المياه العذبة المتاحة» ومن المتوقع أن تزداد نسبة الاستهلاك إلى
٠ بحلول عام ٠١6٠ . وتعد تلبية احتياجات العالم من المياه العذبة معضلة حقيقيةء
فحوالى %٤١ من سكان العالم يعيشون بالفعل فى الدول التى تصنف بأنها "تحت الإجهاد
المائى”» وهو ما يعنى أن 96٠١ إلى 994٠ بالفعل من المياه العذبة المتوافرة تستخدمها
المجتمعات البشرية. وتشير التقديرات المستقبلية إلى أن النسبة المئوية للناس الذين يحيون فى
البلاد التى تعانى من الإجهاد المائى للمياه" قد ترتفع إلى ©9605 بحلول عام PYLYO
هناك جزء كبير من المياه العذبة المستهلكة» Ley يقدر بنسبة %۷١ تذهب إلى الزراعة.
فمنذ عام ١٠۱۹ء تضاعفت الأراضى التى يتم ريها بالمياه العذبة. وتواجه كل من الهند
النظر فى الهاوية ۰ ۲۹
والصين وغيرها من البلدان فى قارة آسيا مشكلة خاصة» حيث أن عشرات الملايين من الآبار
الأنبوبية آخذة فى استنفاد المياه الجوفية. لقد ela فى تقرير مجلة العالم الجديد أن: OL
الملايين من الهنود قد يشهدوا تحول أرضهم إلى صحراء**. وفى الفح ae ere
أعدها كبار متخصصى المياه من شتى بقاع الأرض» فإن طلب العالم على المياه قد يتضاعف
بحلول عام .*5705٠ وفى أسوء الأحوال« ذكرت جريدة نيويورك تايمز (The New York
Times) أن: "كارثة المياه المتعمقة قد تؤدى إلى صراعات عنيفة وإلى نضوب الأنهار وزيادة
تلوث المياه الجوفية.... كما قد تدفع فقراء الريف إلى إخلاء مساحات واسعة من الأراضى
النجيلية والغابات لزراعة محاصيل الغذاء وترك العديد من الناس جياعا".
وأخيراء فإن هناك أزمة التلوثء حيث تصرف الملوثات بشتى أنواعها إلى المياه حول
العالم بكميات كبيرة» مما قلل من قدرة الموارد المائية على دعم حياة الكائنات المائية
والمجتمعات البشرية. ويحول التلوث دون وصول قطاع كبير من سكان العالم إلى مصادر
المياه النظيفةء فحوالى مليار نسمةء وهو ما يمثل خمس سكان العالم؛ تنقصهم مياه الشرب
النظيفة؛ ويفتقر حوالى %٤١ منهم إلى خدمات الصرف الصحى. وقد قامت منظمة الصحة
العالمية بحصر الأطفال الذين يموتون سنويًا بسبب أمراض يسببها شرب المياه غير الآمنة
ونقص المياه اللازمة للنظافة الشخصية فوجدتهم حوالى ٠,١ مليون AT Sila
وسوف تصبح قضايا مصادر المياه هى الأكثر بروز! فى الولايات المتحدة. فنفصيب
الفرد من المياه العذبة الموجودة فى المسطحات المائية أو من المياه الجوفية فى الولايات
المتحدة يقدر بضعف مثيله فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية. وتقدر وكالة حماية
البيئة أنه إذا ظل معدل استخدام المياه فى الولايات المتحدة Le يساوى مائة جالون للفرد
يوميّاء فإن 5" ولاية سوف تعانى من نقص المياه بحلول عام YO VY ونتيجة ل ذلك» سيتم
خصخصة "الاحتياجات الأولى" للبشرية. فالمستثمرون يسعون الآن للدخول إلى سوق لتجارة
المياهء والذى تقدر قيمته بمبلغ ٠٠١ مليار دولار أمريكىء فى الولايات المتحدة بحلول عام
۰ . وقد أدلى أحد محللى المياه بشركة جولدمان ساكس (Goldman Sachs) بتصريح
لجريدة نيويورك تايمز فى عام ٠٠١5 قائلاً أن: “المياه تعد أحد محركات النمو إلى أقصى
مدى يمكن للعين البشرية أن تصل إليه””.
فقدان المصايد البحرية
الصعب أن نبالغ بشكل عام فى وصف التأثير السلبى للمجتمعات البشرية سلامة
من ن م گی دير 2
المصائد البحرية ومحيطات العالم ومصبات الأنهار. ففى عام ۰٦۱۹ء تعرضت YO من هذه
المصائد لاستنفاد طاقتها أو للصيد الجائر منها. واليوم وصلت تلك النسبة إلى .%۷٥ وقد
٠ فشل النظام
انخفض معدل صيد الأسماك العالمى منذ عام ۱۹۸۸ (هذا باستثناء كميات الأنشوجة من
بيرو - المٌصدر الرئيسى لمسحوق السمك)”. فى عام ۲٠٠١ أقر العلماء أن أعداد السمك
الكبير المفترس ويشمل ذلك الأنواع المستهلكة بكثرة مثل سمك السيف وسمك المسرلين
وسمك التونة قد انخفضت بنسبة %۹٠ عن المخزون الأصلى؛ وتبقى %٠١ فقط منها".
وفى عام ٠۲٠٠٠ قدر علماء مصايد الأسماك أن كل الأسماك التجارية بالمحيطات قد تنتهى
كلية بحلول عام ٠٠٠١ إذا استمرت الأوضاع الحالية كما هى. وهذا التقدير مثير للجدلء»
ولكنه يعرض على الأقل حجم المشكلة!”.
إن المشكلة ene هى الصيد الجائر الذى توجهه مصالح صناعة الأسماك القوية
والدعم الكبير الذى تحصل عليه من الحكومات. وقد تأثرت البيئة البحرية أيضًا بدمار أشجار
المانجروف الاستوائية والأراضى الرطبة الساحلية بسبب التلوث والطمى المصاحب للجريان
السطحى وغيرها من العوامل. وهناك تنشأ حوالى %۸٠0 من مظاهر التلوث البحرى على
اليابسة كما تتلوث البيئة البحرية بصورة متزايدة بسبب مياه الصرف» والمخلفات الزراعية
وغيرها من الملوثات المتدفقة*”. وبشكل خاصء» فإن أكثر ما عصفت به الملوثات هو الشعاب
المرجانية» فحوالى 907١ منها حول العالم قد فقدء والأخطر من ذلك أن هناك نسبة %۲١
أخرى مهددة oasis
ومثلما فقدت الغابات» فإن مشكلة الصيد الجائر قد تفاقمت بسبب الحصاد غير القانونى
والممارسات المفرطة والمدمرة (حيث توجد أعداد هائلة من الأسماك غير المرغوب فيها تنتج
عن عمليات الصيدء فيتم إلقائها ميتة أو على وشك ذلكء كما أن الصيد من أعماق البحار
يدمر المواطن الطبيعية الموجودة تحت سطح الماء) وتزداد سوءًا فى غيبة القوائين والنظم
أو ضعف تطبيقها. وفى الولايات المتحدة» نضب مخزون 1۷ نوعًا من الأسماك والتى حددت
فى منتصف التسعينيات من القرن العشرين على أنها تحتاج لرعاية خاصةء وأصبح VE نوعًا
منها pati حاليّاء وربما ما زالت تتم ممارسة الصيد الجائر على نصف عددها”. وترتفع
أعداد المزارع السمكية» ولكن معظمها يعتمد أساسًا على مسحوق الأسماك المسصنوع من
محصول صيد الأسماك الوحشية.
الملوثات المسممة
هناك العديد من التهديدات البيئية الخطيرة على صحة الإنسان» وتشمل العديد من الملوثات
العضوية التابتة. وقد تتسبب بعض هذه الملوثات» بالإضافة إلى بعض مبيدات الآأفات
الزراعية؛ فى الإصابة بمرض السرطان وظهور العيوب الخلقية بالإضافة إلى الاضطراب
فى وظائف الهرمونات ووظيفة جهاز المناعة. ويذكر خبراء dare الطفل بكلية طب جبل
النظر فى الهاوية YY ٠
سيناء فى نيويورك أن جسم JS شخص على سطح الأرض قد يحتوى على مستويات من
عشرات الملوثات العضوية الدائمة (POP) وغيرها من ol gall السامة". وقد أجرى اختبار
على بعض الكنديين للتأكد من وجود AA مادة كيميائية ضارةء وكشفت النتائج عن وجود ٤٤
مادة فى جسم كل شخص. aay فى تحليل دم وبول» إحدى الأمهات من مدينة تورنتوء VA
مادة سامة للجهاز التنفسى والتناسلى» و4١ مادة كيميائية يمكن أن تحدث اضطرابًا فى
الهرمونات؛ بالإضافة إلى ۲۷ مادة مسرطنة. كما أن هناك مواطنا يعيش فى خليج هدسون
لديه ٠١ مادة من المائة وثمانية وثمانين مادة كيميائية التى سبق الإشارة إليهم”. ولا يعرف
الباحثون ماهية الآثار بعيدة المدى على الصحة من جراء العيش بهذا الخليط من المواد
الكيميائية» ولكن من المعروف أن ol gall الكيميائية مثل الفثالات» والباسيفينول (أ)ء وأثيرات
ثنائى الفينيل متعدد البروم» والفورمالديهايدء ومبيد الكربوفورانء والأترازين»
والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات» وغيرها من المواد تسبب مخاطر عديدة» من
خلال استخدامها فى الدراسات التجريبيةء وخاصة فى مرحلة ما قبل الولادة أو على الأطفال
حديثى الو SY
ومن الأنواع المهمة من هذه المواد الكيميائية المواد المعطلة للغدد الصماء ويطلق
Yule المواد المسببة للاضطرابات فى الجنسين. والعديد من هذه المواد قد تسيب تعطل
الوظيفة الطبيعية للهرمونات؛ وهذا قد يؤدى إلى التحول من ذكر إلى أنشى» وانخفاض عدد
الحيوانات المنوية والخنوثة. ورغم أن باحثى كلية جبل سيناء يعترفون بأنه تبقى هناك شكوك
كبيرة حول معرفتنا بالمواد المسببة لحدوث اضطراب الغدد الصماءء إلا أنهم يعتقدون أن
"الأدلة قد تراكمت لتبرير اتخاذ هذا الموقف القوى لوضع حد للانتشار البيئى لهذه المواد
المعطلة للغدد الصماء"””.
وقد تتسبب ol gall الكيميائية غير العضوية» وبشكل ملحوظ الفلزات الثقيلة مثل الزئبق»
فى مشكلات خطيرة. ويمثل الزئبق مادة سامة قوية على الخلايا العصبية» فمعظمه يأتى من
محطات الطاقة التى تعمل بالفحم. وإلى جانب الزئبق هناك مجموعة كبيرة من al gall السامة
التى تستمر فى فرض تهديدات بيئية» ومن بينها النفايات الخطيرة والإشعاعيةء إلى جانب
بعض الفلزات الثقيلة والتى تشمل الرصاص والزرنيخ. وخلال عقد التسعينيات من القرن
العشرينء كان هناك ما بين ٠١ إلى ٠٠١ مليون طن من النفايات الخطيرة تنتج EG sie
وكانت الولايات المتحدة أكبر مُنتج لهذه النفايات".
فقدان التنوع البيولوجى
للتنوع البيولوجى ثلاثة أبعاد وهى: التنوع الوراثى داخل نوع ماء وملايسين الأنواع من
۲ فشل النظام
النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة؛ والنظم البيئية المختلفة مثل سهل التندرة البيئى
أو غابات الأخشاب الصلبة الجنوبية أو الغابات الاستوائية المطيرة. وهناك تجانس وتبسيط
عالمى للتنوع البيولوجى على المستويات الثلاثة. وقد عرض giñu ماير «(Stephen Meyer)
الأستاذ بمعهد ماساشوسيتس للتقنيات الحديثةء هذا التقييم المقفر بشكل خاص: فى غضون
المائة عام القادمة أو ما يقرب من ذلك سيكون نصف الأنواع الموجودة على كوكب الأرض
تقريباء والتى تمثل ربع الأصول الوراثية للكوكب» قد اختفت وظيفيًا إن لم يكن كليًا.
وستستمر الحياة على الأرض وفى المحيطات» ولكنها ستكون على نحو مميز بمثابة تجميع
متجانس للكائنات الحية المنتخبة بطريقة غير طبيعية لتوافقها مع قوة أساسية واحدة وهى:
نحن. ولا يستطيع شىء أن يغير المسار الحالى» سواء أكان هذا قوانين محلية أو دولية
أو مخزونا حيويًا أو مخططات للاستدامة المحلية أو حتى مناهج 'البرارى“. والطريق
العريض للنشوء البيولوجى ممهد الآن لعدة ملايين سنين قادمة. ومن هذا المنطلق فإن كارثة
الانقراض - السياق الحالى لإنقاذ إنتاج cling وتنظيم التنوع البيولوجى على حالته اليوم قد
انتهت وكانت الخسارة هى نصيبنا"؟.
وللأسف» فإن هناك اتجاهات محددة تشير إلى التصور الذى عرضه الدكتور ماير؛ فقد
توصل مسح المعلومات المتاحة الذى قامت به الأمم المتحدة إلى هذه النتائج: 'فى الفترة من
عام ۱۹۷١ إلى عام ٠٠٠٠٠ ظهر هبوط متسق فى العشائر البرية بحوالى ٠٠١ نوع بنسبة
۰ وانخفضت أعداد أنواع الكائنات المائية الداخلية إلى choe بينما انخفضت الأنواع
البرية والبحرية Ley يقارب نسبة Ye وتوضح الدراسات التى أجريت حول البرمائيات
عالميّاء والثدييات الأفريقية» والطيور الموجودة بالأراضى الزراعية» والفراشات البريطائيةء
والشعب المرجانية الموجودة بالبحر الكاريبى والمحيطين الهندى والهادى» وأنواع الأسماك
التى يتم صيدها على وجه eagall أن هناك هبوطًا فى أعداد غالبية الأنواع التى خضعت
en
"هناك أنواع عديدة من الكائنات مهددة بالانقراض. وتبين حالة أنواع الطيور التدهور
المستمر بين جميع الأحياء على مدار العقدين الماضيين» وتشير النتائج الأولية لغالبية
المجموعات الأخرىء مثل البرمائيات والثدييات؛ إلى أنه من المحتمل أن يزداد الموقف سوعً
عن حالة الطيور. فمن بين %1١ إلى YOY من الأنواع التى خضعت للدراسةء كان الكثير
منها مهدذا al YL 82
ويعد فقدان الموطن الطبيعى من خلال تحويل الأراضى وغير ذلك من الأنشطة البشرية
هو المنبع الرئيسى للمشكلة. فالعلماء يقدرون أن القيمة المفقودة سابقاء والتى تقدر بحوالى
نصف الغابات الاستوائية التى تعتبر موطن غالبية الكائنات iS SIL قد تسببت فى خسائر
النظر فى الهاوية YY
بنسبة %٠١ من الأنواع الموجودة فى هذه الغابات©. وقد ساهم Just الذى وقع بالمواطن
الطبيعية بالأرض الرطبة والبيئات المائية كذلك فى الانهيارات الخطيرة فى التنوع البيولوجى.
وكذلك ظهرت أنواع دخيلة من الأنواع غير المحلية والتى تمثل تهديذا كبيرًا للتنوع
البيولوجى» كما تهدد بفقدان الموطن الطبيعى. حوالى %٤١ من الكائنات التى أدرجتها
الولايات المتحدة فى قائمة الأنواع المهددة بالانقراض قد أدرجت بالقائمة بسبب خطر الأتواع
الدخيلة. ولكن الإفراط فى حصاد أنواع محددة من النباتات واصطياد أنواع من الحيوانات
يمثل كذلك سببًا رئيسيًا فى فقدان التنوع البيولوجىء سواء أكان ذلك فى سمك القد أو أشجار
الماهوجنى أو الطيور الاستوائية. كما قد تساهم المواد الكيميائية السامة والإشعاعات فوق
البنفسجية الناتجة عن تآكل طبقة الأوزون والحموضة الناتجة عن الأمطار الحمضية فى إفقار
النظام البيئى. ولم يعد تغير المناخ هو المصدر الأساسى لفقدان التنوع البيولوجىء ولكن
العديد من العلماء يعتقدون أنه قد ينافس عنصر فقدان الموطن الطبيعى فى حمل لقب المتهم
الأول ".
ويتضح التأثير التراكمى لكل العوامل فى أن معدل ققدان أنواع من الكائنات le يقدر
بحوالى ٠٠٠١ مرة أكبر عما يمكن أن يكون المعدل الطبيعى لانقراض الكائنات ial ويعتقد
العديد من العلماء Lil على شفا الموجة السادسة العظيمة لفقدان الأنواع من الأرض» وهى
الموجة الوحيدة من صنع البشر. ويقدر الاتحاد العالمى للحفاظ على الطبيعةء والذى يحتفظ بكتب
عن الكائنات الحيةء أن اثنين من كل خمسة أنواع من الكائنات على كوكب الأرض تواجه
خطر الانقراض» حيث أن النسبة فى الطيور تكون واحد من كل ثمانية cel gl وفى الثدييات
واحد من كل أربعة وفى البرمائيات ENS هناك ما يقرب من %۹ من
السلاحف ذات الظهر الجلدى فى المحيط الهادى قد اختفت فى العشرين Úle الماضية”» وما
لا يقل عن 4 أنواع من البرمائيات وهو العدد gill قد يصل إلى ١77 نوعاء قد تعرضت
للانقراض منذ عام ٠۹۸٧ء هذا بالإضافة إلى أن النمور فى المناطق البرية على حافة
الانقراض*. كما أن هناك هبوطًا يصل إلى النصف تقريبًا فى أنواع الطيور المائية» وقد فقد
٠6 نوعا من طيور المروج الأمريكية كطائر الحجل أكثر من نصف عشائرها خلال E
Male
الإفراط فى التسميد النتروجينى
تتكون غالبية جزئيات الغلاف الجوى للأرض من النتروجين» ولكنه ليس نشطا بيولوجيًا.
فالبكتريا التى قد تصاحب البقولياتء على سبيل المثال» تثبت النتروجين عن طريق تحويله
إلى صورة نشطة بيولوجيًا يمكن للنبات استخدامها. ولكننا كبشر بدأنا فى Cuts النتروجين.
4 فشل النظام
ففى الوقت الراهن؛ ينتج النتروجين الذى يصنعه الإنسان فى الأساس من مصدرين: CALS
6 منه من الأسمدة و9675 من احتراق الوقود الحفرى. وفى الوقت الحاضرء يثبت البشر
نسبة من النتروجين مماثلة لما تقوم الطبيعة بتثبيته. وما أن يتم تثبيته فإنه يبقى نشطًا لمدة
طويلة بصورة متوالية عبر المحيط الحيوى الذى يتم تثبيته به.
ويؤدى وجود النتروجين فى الممرات المائية إلى الإفراط فى التسميدء وزيادة نمو الطحالب
والتخثث" IN ازدادت كثافته فقد تنتهى الحياة فى البيئة المائية من جراء نقص الأكسجين.
وهناك أكثر من مائتى منطقة ميتة فى المحيطات» ويرجع ذلك بشكل كبير للإفراط فى استخدام
الأسمدة» وبعضها مناطق ضخمة مثل المنطقة التى توجد عند مصب نهر الميسيسبى. ولكن
ليس كل آثار النتروجين الزائد سلبية» فهو يساهم فى نمو الغابات والتخلص من الكربون'”.
الآثار
لا تقع هذه المشكلات البيئية العالمية الثمانية وكذلك الترسيبات الحمضية وتآكل طبقة
الأوزون فى معزلء وإنما تتفاعل بإطراد مع بعضها البعضء وعادة ما تؤدى إلى تدهور
الموقف. فيساهم فقدان الغابات» على سبيل المثال» فى فقدان التنوع البيولوجى» وتغير المناخ
٠ والتصحر. كما أن تغير المناخ» والأمطار الحمضيةء وتآكل طبقة الأوزون وانخفاض نسبة
المياه يمكن أن يؤثر سلبًا على الغابات فى أنحاء العالم. والمناخ المتغير سوف سيؤثر على
كل شىء. ومن بين الأشياء السالف cla Sd فإنه سوف يجعل آثار التصحر أكثر سوحً؛ مما
يؤدى إلى كل من الفيضان الزائد والجفاف المتزايدء وإلى انخفاض مخزون المياه العذبةء
وسيؤثر سلبًا على التنوع البيولوجى والغابات؛ وسيزيد من تحلل النظم البيئية المائية.
والسؤال المطروح الآن هو: ما الذى نخلص إليه من كل هذه الظواهر؟ وقد تعاون عدد
من العلماء البارزين لوصف دلالات كل هذه الاتجاهات. فى عام ۱۹۹۸ء توصلت جين
لوبشينكو (Jane Lubchenco) أستاذة علوم البيئة والتى كانت تعمل رئيسة للجمعية الأمريكية
لتقدم العلوم آنذاك» إلى النتائج التالية: "إن النتائج الختامية..... حتمية: فخلال العقود القليلة
المنصرمةء برز الإنسان كقوة جديدة للطبيعة. إننا نقوم بتعديل النظم الطبيعية والكيميائية
والحيوية بسبل dane وبمعدلات cg jul وبمقاييس مكانية أكبر من المسجلة على كوكب
الأرض. وقد شرع البشر على نحو عفوى فى تجربة كبيرة مع كوكبنا. ونتاج هذه التجربة
غير ca glee ولكن لها آثارًا عميقة على الحياة على GaN SS
فى عام ٤۱۹۹ء أطلق ٠ عالم من كبار علماء العالم» ومن agin معظم الأحياء
0 التخثث هو زيادة فى متوسط التزويد بالمواد العضوية لنظام بيئى ما ويحدث نتيجة الإفراط فى المغذيات.
(المترجم)
النظر فى الهاوية YO
آنذاك ممن حصلوا على جائزة نوبلء GIG للفت مزيد من الانتباه نحو المشكلات البيئية: فقد
قالوا: "إن كوكب الأرض محدودء كما أن قدرته على امتصاص المخلفات ونواتج الصرف
المدمرة محدودةء وقدرته على توفير الطعام والطاقة وعلى مواكبة الأعداد المتزايدة من الناس
محدودة أيضا. والأكثر من ذلك أننا نقترب بسرعة من العديد من حدود الأرض. إن العديد
من الممارسات الاقتصادية الحالية التى تدمر البيئةء فى كل من الدول المتقدمة والناميةء
لا تستطيع الاستمرار وسط الخطر الذى تسببه الأنظمة العالمية المفعمة بالحيوية التى ستؤدى
إلى دمار لا سبيل لإصلاحه””.
لقد كان تقبيم الألفية للنظام البيئى نتاج age مكثف على مدار أربعة cal gel اشترك فيه
٠ عالم وغيرهم من الخبراء حول العالم لتقييم الظروف والاتجاهات الخاصة بالنظم
البيئية العالمية. وفى ختام هذا الجهد غير المسبوق فى عام ٠٠٠٠ أصدر المجلس الذى أدار
هذه الدراسة البيان التالى:" لقد وجد أن حوالى ثلثى الخدمات التى تقدمها الطبيعة للجنس
البشرى قد انخفضت على مستوى العالم. وكنتيجة لذلك» فقد تحققت المنافع المكتسبة من إدارة
كوكب الأرض عن طريق تحريك أصول رأس مال الطبيعة بسرعة شديدة.
"فى العديد من الحالات؛ لا يبدو الأمر وكأننا نعيشء على استعارة من زمن قادم. فإنهء
على سبيل المثال؛ إذا كان معدل استهلاكنا للمياه الجوفية العذبة أسرع من معدل تجددهاء فإننا
بذلك نجور على الأصول على حساب أطفالنا....
'وإذا لم نعترف بأننا مدينون بهذا الفارق وأخذنا نحول دون زيادته» فإننا نعرض للخطر
أحلام المواطنين فى كل مكان فى تخليص العالم من الجوع؛ والفقر المدقع والأمراض التى
يمكن تجنبها بالإضافة إلى الخطر المتزايد من حدوث تغيرات مفاجئة فى أنظمة دعم الحياة
على كوكب الأرضء وحتى أغنى الدول لن تكون محمية من هذه التغيرات.
"كذلك فإننا نتحرك نحو عالم يصبح فيه تنوع الحياة أكثر محدودية. فالمناظر الطبيعية
الأكثر بساطة والمعتادة التى نتجت عن أنشطة الإنسان عرضت الآلاف من الكائنات لخطر
الانقفراضء مما يؤثر على كل من مرونة خدمات الطبيعةء وبدرجة أقل على القيم الروحية
أو aaa
فى عام 2٠0٠07 قامت مجلة علماء الذرة بتحريك ساعة القيامة" لتقف عقاربها قبل
منتصف الليل بخمس دقائقء منوهين عن الأخطار البيئيةة7. وتذكرنا هذه الساعة بأن
* هى ساعة رمزية تم إحداثها عام ۱۹٤١ من قبل مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاجوء وتمثل
السباق الجارى بين الدول النووية. ووصول عقارب الساعة إلى منتصف الليل يعنى قيام حرب نووية تفنى
البشر. وهذا التغير الذى حدث فى الساعة فى ١7 يناير ۲٠٠۷ كان إيان امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووى
وبسبب Lad الخلافات بين إيران والولايات المتحدة. (المترجم)
vI فشل النظام
الاتجاهات البيئية التحذيرية الموجودة الآن لها تبعات تمتد آثارها لأبعد من البيئة. وقد تساهم
كذلك فى خلق صراعات حول وصول الإنسان للمياهء والطعام» والأرض والطاقة؛ وفى وجود
لاجئين بيئيين وحالات طوارئ إنسانية؛ ودول قاشلة وحركات مسلحة مدفوعة بالظروف
المتدهورة. إنها تمثل إهانة كبيرة للعدالة والإنصاف فى العالم كما أنها تتحيز ضد كل من
الفقراء المعدمين وغير القادرين على الصمود ald هذا المد والجذر والأجيال الصامتة
القادمة. كما أنها تأتى بتكاليف اقتصادية كبيرة. وقد قدر التقرير الذى أعده عالم الاقتصاد
ستيرن أن التكلفة الكلية لمنهج العمل المعتاد" (business - as —usual) بالنسبة لتغير المناخ "قد
تكون انخفاض بنسبة %۲١ فى معدل استهلاك الفرد الحالى؛ الآن وللأبد" وهذا فقط نتاج تغير
المناخ”*”.
والسؤال المهم المثير للاهتمام الآن هو: ما إذا كان من الممكن اتخاذ إجراءات 'بتجميع"
الآثار البشرية المتعددة على بيئة الكوكب. وفى هذا الصدد قامت شبكة البصمة العالمية بأكبر
الجهود المستدامة» وهى الشبكة التى وضعت بصمة بيئية لكل دولة. إنها تسعى إلى قياس
الطلب على المحيط الحيوى من حيث مساحة الأرض والبحر المنتجة حيويًا لتوفير الموارد
المستهلكة فى كل دولة وامتصاص النفايات الناتجة. وتشمل بصمة كل دولة كل الأراضى
الزراعية» والمراعى» والغابات ومناطق صيد الأسماك اللازمة لإنتاج الغذاء والألياف
والأخشاب التى تستهلكها الدولة» ولامتصاص النفايات المنبعثة من إنتاج الطاقة التى
تستخدمهاء بالإضافة إلى توفير المساحة لبنيتها التحتية. ومنذ نهاية ثمائينيات القرن العشرين»
تجاوزت البصمة البيئية العالمية قدرة الأرض على تقديم دعم مستمر من الموارد وعلى
امتصاص نفاياتهاء بمقدار 755 فى عام 7٠١7 إنها مقياس للدرجة التى لا نعيش فيها
بعيذا عن مصلحة الطبيعة» بل نستهلك Yap من ذلك من رأس مالها. وقد تساءلوا: "إلى متى
سيظل هذا ممكنا؟". هناك تصور معتدل لمنهج العمل كما هو معتاد على أساس تكهنات الأمم
المتحدة والتى تظهر النمو البطئ والمنتظم للاقتصادات والسكانء يوضح أنه بحلول منتصف
القرن» ستصبح متطلبات البشرية من الطبيعة ضعف القدرة الإنتاجية للمحيط الحيوى. وفى
إطار هذا المستوى من العجز البيئى» تزداد احتمالية استهلاك الأصول البيئية واحتمال انهيار
النظام البيئى على نطاق واسع ””.
ويمدنا تحليل البصمة البيئية Col بطريقة واحدة لتقدير مسئولية كل منطقة عن هذه
الضغوط الهائلة التى تمارس على بيئة كوكب الأرض. إن المليار نسمة من سكان الدول ذات
الدخل المرتفع» والذين يمثلون حوالى %٠١ من سكان العالم» مسئولون عن حوالى %٤٥ من
البصمة البيئية العالمية» والولايات المتحدة مسئولة تقريبًا عن نصف المجموع الكلى*.
* سياسة كانت تستخدم لإصلاح الدولة أثناء الحرب العالمية الأولى. (المترجم)
النظر فى الهاوية ۳۷
أما الطريقة الأخرى لقياس المسئولية عن الضغوط البيئية الممارسة على كوكب الأرض
فهى فحص نماذج استهلاك الموارد العالمية. وقد وجد التحليل الذى أعد تفرير التنمية البشرية
عام ۱۹۹۸ أن ٠ من سكان العالم فى الدول ذات الدخل المرتفع تسجل نسبة YAN من
إجمالى نفقات الاستهلاك الخاص» حيث تستهلك %٤45 من اللحوم والأسماك» و9058 من
الطاقةء WAE g من الورق»ء و9087 من أسطول العالم من PLS pall وهذه القائمة قد تمتد
لأكثر من هذا.
كيف نستطيع مواجهة ذلك؟
إن هذه التحديات شاقة للغاية» كما أنها تعكس حقيقة مفزعة. ولكن كيف يستطيع الناس
مواجهة ذلك؟ من الممكن أن تتوقع أراء متعددة. وإليك بعض الآراء التى صادفتها:
الاستسلام: لقد خسرنا كل شىء.
العناية الإلهية: إن الأمر بيد الله.
الإنكار : أى مشكلة تتحدث عنها؟
الشلل : إنه لأمر ساحق للغاية.
التخبط: سيكون كل شىء جيذا إلى حد ما.
التهرب :إنها ليست مشكلتى.
السعى وراء الحلول: يمكنناء بل يجب عليناء أن نجد الحلول.
إن معظمنا من الساعين وراء إيجاد الحلول» وهذا هو مغزى هذا الكتاب. ونحن لم ننكر
وجود المشكلات ولم نفترض أنها ستحل لأننا استطعنا حل مشكلات أخرى. كذلك فإننا لم
نخضع لتأثيرها الكبير ولم تُعجزنا. هذا إلى جانب أننا لم نتواكل فى حلها ولم نترك الأمر
للقدر أو لأى شخص آخر. f
قد يلجأ الساعون وراء إيجاد الحلول من وقت لآخر إلى واحد من التصورات الأخيرة
وهو التصور case sll يقول الفيلسوف الوجودى ألبير كامو (Albert Camus) فى أسطورة
سيزيف أن: "الصراع بحد ذاته للوصول إلى القمة يكفى قلب الإنسان. ويجب أن يتذكر
الإنسان الأسطورة اليونانية القديمة والتى كان بطلها سيزيف سعيذ". والصراع هنا له معنى
ودلالات. فقد كانت الملائكة تقول وهى تحمل الدكتور فاوست" إلى السماء: "إننا مصرح لنا
أن ننقذ من يكافح بكل قوته".
*' هو الشخصية الرئيسية فى الحكاية الألمانية الشعبية عن الساحر والكيميائى الألمائى الدكتور يوهان جورج
فاوست الذى أبرم عقذا مع الشيطان. (المترجم)
YA فشل النظام
وقد يكون هؤلاء الساعين وراء الحلول أكثر Mal عندما يفكرونء ولكن هناك عدة
اختلافات فى أساليب تفكيرهم. فلا تتشابه الحلول» بل إنها لا تكون واعدة بنفس القدر. لقد
رسم الباحث البيئى بول راسكين (Paul Raskin) والمؤلفون المشاركون معه فى NS التحول
العظيم عدة تصورات بديلة للمستقبل". وكل تصور يعكس حلولاً مختلفة تجسد رؤى عالمية
متباينة» وهى تسعى لتدعيم السبل الممكنة للتعامل مع هذه التحديات فى ظل سلسلة من
الاختيارات التى تبدأ من الانهيار وصولاً إلى الحلول الحقيقية.
.١ العالم الحصيين: إنه حل لا يلقى إقبالاً شديدا. فهو يبدو وكأنه نتيجة للانحلال والتفكك
الاجتماعى بالإضافة إلى هروب الأثرياء إلى المقاطعات المحمية ومنع دخول الطبقات الأقل
مستوى المنتشرة عبر العالم. وتعد أنواع العالم الحصين هى خلفية قصص الخيال العلمى التى
لا تحصى» ولكن مع الأسفء يمكن للإنسان رؤية مظاهر للعالم الحصين فى يومنا هذا فى
المجتمعات ذات البوابات المغلقة» والمدنيين المسلحين» والحراسات الخاصة» والجيوش
المرتزقةء وعدد السجناء وظهور الفجوات الكبيرة بين القلة الثرية والغالبية الفقيرة» إلى جانب
المتع الطبيعية التى لا تحصى وغيرها التى لا يستطيع تحمل تكلفتها إلا الأثرياء. وهنا يتضح
احتمال آخر ذو صلة بالأمر وهو بطء نمو السلطويةء فإذا تدهورتٍ الظروف وأصبح
الجمهور العام مخيفا بدرجة زائدة» فإن المعايير الوحشية قد تبدو أكثر قبولاً.
؟. alle السوق: ويحث هذا الحل على تقديس العمل والتطلع للمستقبل. فالمتطلعون
للمستقبل يؤمنون بحرية السوق والمنافسة فى حل المشكلات. إنهم يميلون نحو اعتبار الطبيعة
بلا حدود ولهذا فإنه من غير المحتمل أن تضع قيودًا على تصرفات الإنسان. إنهم يشعرون
بالتفاؤل تجاه قدرة الاقتصاد على ابتكار وتطوير التقنيات الأكثر كفاءة واعتبار! للبيئة وهكذا
تظل المشكلات البيئية تحت السيطرة. إنهم يرون أن النمو الاقتصادى كله إيجابى. إنه ييسر
الابتكار والحلول التقنية لتعويض ندرة الموارد الطبيعية.
¥. عالم إصلاح السياسات : يؤمن الإصلاحيون أو أنصار التطوير المؤسسي بضرورة
إصلاح السياسات. إنهم يؤكدون على أن التوجيه الماهر للسياسات» والتى ترتكز على الروابط
الوثيقة بين الحكومات والعلماء والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية للسكان
الأصليين» قادرة على الاعتراف بالندرة والتهديدات البارعة وعلى استخلاص الاستجابات لها.
وتستطيع المؤسسات والقوانين والسياسات القوية والفعالة على الصعيد القومى والدولى جعل
ذلك ممكتا؛ فالنمو الاقتصادى يمكنه أن يصبح متسقا مع الحفاظ على البيئة» ولكن هذا سيحدث
إذا تم ضبطه بشكل مناسب بالقوانين وتعديلات السوق وغير ذلك من المعايير
.٤ عالم الاستدامة الجديد: وتسعى هذه الرؤية العالمية الناشئة حديثًا لحماية وإصلاح
المجتمعات الطبيعية والإنسانية» وهى لتحقيق هذه الغاية تطرح تغييرات رئيسية فى القيم
النظر فى Ald ۳۹
وأساليب الحياة وسلوك الإنسان. إنها تحوى تغييرًا عميقا فى القيم الاجتماعية وذلك بعيدًا
عن الاستهلاك المادى المتزايد والتحرك باتجاه العلاقات المجتمعية والشخصية الوثيقة
والتضامن الاجتماعى» وخلق علاقات متينة مع الطبيعة. وتوضح هذه الرؤية أن هذا الإدراك
الجديد يعد أمرًا ضروريًا فى حل المعضلات البيئية والاجتماعية الحالية. ويبدو أن البيئة
الطبيعية لديها ”قوة التحمل" التي يجب أن تحد من نطاق استهلاك وتلوث الموارد. كما أنها
تعترف Ob النظم البيئية والخدمات التى تقدمها تفقد نتيجة لارتفاع الحصاد عن معدلات
التجديد أو حدوث التلوث بمعدلات تتجاوز الطاقات الاستيعابية. ولا ينظر إلى النمو باعتباره
أولوية عليا. وتعتبر قوى السوق نافعة ولكن مع اعتبارها واحدة من الأدوات العديدة المدرجة
adoja
alle .5 أنصار البيئئة من الخضر : ويرى أنصار البيئة من الخضر أن القضايا الحقيقية
تكمن فى السلطة داخل المجتمع وفى عدم المساواة فى الوصول إلى الموارد وتوزيعها. إنهم
ينظرون إلى السياقات الاجتماعية والسياسية التى تتخذ بها القرارات الخاصة بالموارد
ويركزون على سياسات إعادة التوزيع Ley فى ذلك sale} توزيع السلطة في معالجة
القضايا البيئية. ويفضل العديد من الناس سياسة اللامركزية المتأنية والحماية القوية
للمجتمعات والاقتصادات المحلية. إنهم يشككون فى كل من الحيادية والخبرة السياسية وقدرة
الحكومات التى استمرت على وجه العموم فى توجيه السلوك الراجح.
وخلال العقود pSV! تمكن أنصار عالم السوق من السيطرة المحكمة على روافع
السلطة الحقيقية وعلى عملية اتخاذ القرارات. وعندما اقتضت الضرورة قدموا تنازلات
لصالح الإصلاحيين وقد ظهرت من جراء ذلك القوانين والمؤسسات الحالية. ويظل هذا النمط
هو المسيطر فى الشئون البيئية المحلية والدولية.'* وكما سأناقش فى الفصل الثالث» فإن حركة
حماية البيئة حاليًا تعمل بشكل موسع فى alle إصلاح السياسات» وقد قدمت bre مقترحات
إصلاحية تستهدف النطاق العالمى بالإضافة إلى التحديات البيئية المحلية والقومية. ولكن نظام
اختيار وتنفيذ مقترحات العمل يحد من فعاليتها ويضع خارج الحدود rasi بعيدة المدى
وحيث أن هذا النموذج لا يعطى عن النتائج المرجوةء فمن الواضح أننا نحتاج إلى
نموذج جديد. وتشير الحلول التى يقدمها عالم الاستدامة الجديد وعالم أنصار البيئة بإيجابية
لأبعد من الموقف الحالى إلى الرؤية الجديدة ووجهة النظر العالمية الجديدة المطلوبتين. وقد
كتب alle التاريخ والحضارة توماس بيرى (Thomas Berrey) أن: a محكوم بهذه
اللحظات الجامعة التى تعطى شكلاً ومعنى للحياة عن طريق ربط المشروع الإنسانى
بالمصائر الأكبر للكون. وقد يطلق على القيام بهذه الخطوة عنوان "العمل العظيم للناس".
ts فشل النظام
ويستمر بيرى فى وصف العمل العظيم للحضارة اليونانية وغيرها فى أوروبا وآسيا. وكما
كتب قائلاً: 'والعمل العظيم الآن هو أن تقوم بالانتقال من حقبة قام فيها الإنسان بالاستغلال
الجائر للأرض إلى حقبة يتبع فيها البشر سلوكيات ذات نفع مشترك لهم وللكوكب.... ريما
يكون الميراث القيم الذى نتركه للأجيال القادمة هو شئ من معنى العمل العظيم الماثل أمامهم
للتحرك بالمشروع الإنسانى من الاستغلال الجائر إلى الوجود الحميد"*.
علينا الآن أن نبدأ هذا العمل بأسرع ما يمكن.
الفصل الثانى
الرأسمالية الحديثة:
الخروج عن السيطرة
هل يوجد فى مجتمعنا شىء يحظى بمتابعة أكثر من النمو الاقتصادى؟ إنه ذلك
== الأمر الذى يتم مراقبة تحركاته بصفة مستمرة: ويتم قياسها بدقة حتى الخانات
العشريةء ويتم شجبها أو مدحهاء ويتم تشخيصها على أنها ضعيفة أو يحكم عليها بأنها
صحيحة وحيوية. وتقوم الصحف والمجلات والقنوات الفضائية بنشر وبث التقارير عنه
بصورة لا نهائية. ويتم فحصه على كافة المستويات العالمية والمحلية وعلى مستوى
الشركات. وفى عينة صغيرة من القصص الإخبارية الخاصة بالأعمال التجارية ظهرت فى
صيف 25٠٠١1 نشرت صحيفة فينانشيال (Financial Times) jeb "إن العام القادم هو العام
الذى يستعد فيه العالم لاستقبال العام الخامس من النمو المتتالى"؛ ولاحظت صحيفة بيمزنس
ويك «(Business Week) "إنه إذا ما واصل النفط ارتفاعه» فسوف يرتفع مستوى نمو [الولايات
المتحدة] كذلك"؛ GIS, العنوان الرئيسى لصحيفة وول cy jiu جورتال (Wall Street Journal)
أن: "شركة جوجل (Google) تنظر إلى صفقة المحتوى باعتبارها مفتاحًا للنمو طويل الأمد".
وفى الواقع» فإن العالم فى منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين قد نما — حيث
قدر معدل نمو الاقتصاد العالمى بحوالى نسبة YO سنويّاء والولايات المتحدة بحوالى AY,
ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية ككل بحوالى ZY وسوف يتضاعف حجم الاقتصاد
العالمى بنسبة *% فى العام خلال أزبعة عشر Úle قادمة.
النمو الإجبارى
قد يكون النمو المتزايد — Cus تحقيق أفضل ثروة ورخاء اقتصادى هو الهدف الأكشر
شيوعًا وقوة فى العالم اليوم. ولقد أطلق على النمو الاقتتصادى عنوان "الديانة العلمانية
٤١
١ فشل النظام
للمجتمعات الصناعية المتقدمة”. ويصفه كبار قادة الاقتصاديات الكلية بأنه الخير الأسمى
والأعظم لمهنتهم.
يعمل الاستهلاك على الإسراع بالنمو» وكى يبقى الدافع لدى المستهلكين» فقد توسعت
نفقات الإعلانات Gale بصورة أسرع حتى من الاقتصاد العالمى. ولقد كتبت مجلة
الإكونومست (Economist) فى افتتاحيتها فى عام ٠٠١5 موضوعا حول 'مدح عدم خورف
المستهلكين الأمريكيين من الأفكار والمنتجات الجديدة7. وعندما يقل حماس الأمريكيين
للاستهلاك» يتم استجداء المستهلكين الأمريكيين للذهاب إلى التبضعء حتى عن طريق الرئيسء
كما فعل الرئيس جورج دبليو بوش (George W. Bush) بعد أحداث ١١ سبتمبر ومرة أخرى
بعد أعياد الكريسماس فى عام .۲٠٠٠ وبالتطلع إلى عام ۷٠۲۰ء أكدت صحيفة بيزنس ويك
لقرائها أن بإمكانهم "الاعتماد على المستهلكين [الأمريكيين] فى الاستمرار فى الإنفاق*. وقد
أثبت هذا حسن التنبؤ. وبحلول يونيو Y eV تمكنت صحيفة فينانشيال تايمز من أن توجه
"إنذار من الزيادة الحادة فى الإنفاق الاستهلاكى بوجود تعافى [قوى] فى النمو الأمريكى".
وعندما يريد شخص ما عرقلة إجراء حكومىء فإن الحجة الأكثر فاعلية هى أن يقول أن
ذلك سوف يضر بالاقتصادء وهذا ما فعله الرئيس بوش تمامًا عندما قام برفض البروتوكول
العالمى لمعاهدة كيوتو للمناخ (Koyoto's Protocol) فى بداية توليه الرئاسة.
إن gail فحسب لا يكفى. ويتم الحكم على الاقتصاديات بمدى سرعة نموها. وقد يعتقد
المرء عند قراءة النقد الشديد فى الصحافة الاقتصاديةء أن اليابان قد مرت yd ge بفترة كساد
ممتدة أو على الأقل ركود. فى الواقع» بين عامى ۱۹۹۰ و5١٠٠ نما الاقتصاد اليابانى بمعدل
۳ فى العام وليس نسبة %۲,١ إلى 901,5 المتوقعة فى الولايات المتحدة وأوروياء
ولكنه ليس فى Alla انكماش اقتصادى. فى الواقع» فإن اليابان تعتبر حالة مثيرة للاهتمام فى
النمو البطئ الممتدء مما يؤكد على إمكانية حدوث ذلك؟ .
وتقوم الاقتصاديات الكلية الحديثة على فهم النمو والإبقاء عليه مرتفعا. ولقد كان كل من
الاقتصادى بول صامويلسون (Paul Samuelson) وويليام نورد هاوس (William Nordhaus)
أستاذ الاقتصاد بجامعة يال» واضحين فى ذلك الأمر فى كتابهما الشهير الاقتصاديات الكلية.
فلقد كتبا: "برغم كل شىء فإن الاقتصاديات الكلية تهتم بالنمو الاقتصادى.... إن الأهداف
الكبرى للاقتصاديات الكلية هو المستوى المرتفغ والنمو السريع للإنتاج» وخفض معدل البطالة
وثبات الأسعار.... ولقد سيطرت قضيتان على فكر الاقتصاديات الكلية منذ البداية وهما:
الحاجة إلى تقليل عدم الاستقرار فى اقتصاد السوق... والرغبة فى رفع معدل نمو إنتاجية
واستهلاك كل دولة”. |
وفى مقال مميز عن التاريخ البيئى للقرن العشرين بعنوان شىء جديد تحت الشمس
الرأسمالية الحديثة ٤١
«(Something New Under the Sun) كتب المؤرخ ج. آر ماكنيل أن al oll” بالنمو" عمل على
إحكام قبضته على التصورات والمؤسسات فى القرن العشرين: 'لقد سعت الشيوعية إلى أن
تصبح المدرسة السياسية العالمية للقرن العشرين» ولكن نجحت مدرسة أخرى أكثر مرونة
وإغراءً Lad فشلت فيه الشيوعية وهى: السعى وراء النمو الاقتصادى. لقد تتلمذ الرأسماليون
والقوميون فى الواقع الجميع بما فى ذلك الشيوعيون على يديهاء وذلك GY النمو
الاقتصادى لا يقف عند العديد من الأخطاء. لقد تحمل كل من الأندونيسيين واليابانيين فسادًا
لا نهائيًا على مدى حقبة النمو الاقتصادى. ولقد تحمل الروس وسكان أوروبا الشرقية الكثير
من دول خرقاء قامت بفرض رقابة سيئة عليهم. ولقد قبل الأمريكيون والبرازيليون التفاوت
الاجتماعى الهائل. لقد كانت الأمراض الاجتماعية والأخلاقية والبيئية عناصر مستقرة ودائمة
فى غمرة الاهتمام بالنمو الاقتصادى؛ فى الواقعء قال الموالون للإيمان GL المزيد من النمو
الاقتصادى فقط هو ما يمكنه إيجاد حل لمثل هذه الأمراض. لقد أصبح النمو الاقتصادى هو
نهج التفكير الذى لا غنى عنه للدولة تقريبًا فى كل مكان.
"ولقد ساعد الولع بالنموء عندما يتحقق التوازن ويكون مفيذا للغاية فى عالم به أرض
فضاءء وجماعات كبيرة من الأسماك التى لا يزعجها أحدء وغابات شاسعة وطبقة قوية من
الأوزون» على خلق عالم أكثر ازدحاما وتوترًا. وبرغم اختفاء المُحايدات البيئية وتزايد
التكاليف الفعلية» ساد الانغلاق الفكرى فى كل من الدوائر الرأسمالية والشيوعية.... لقد كانت
الأولوية الكبرى للنمو الإقتصادى بسهولة هى الفكرة ASY أهمية فى القرن العشرين".
وهناك المزيد من الجدل بشأن الأهمية النسبية للنمو الاقتصادى فى أوروبا أكثر
مما يوجد فى الولايات المتحدة. لقد كانت الأهداف المعتادة للإصلاحيين المؤيدين للنمو
الاقتصادى فى أوروبا هى أسابيع العمل الأقصرء وفترات الإجازات الأطولء والتأمين
الوظيفى وسياسات الرخاء الإجتماعى للحكومات الأوروبية. وتبرز معركة "الإصلاح” فى
فرنسا وفى أماكن أخرى؛ حيث كتبت صحيفة نيويورك تايمز: "أنه يوجد أعداد كبيرة من
الأوروبيين الذين هم على استعداد للانفجار فى ثورة معارضة عند عرض التغيرات [فى هذه
السياسات] عليههم”.
وفى الولايات المتحدةء كان الأمر الأهم هو النمو وبأى تكلفة كانت. وقد كتب كل من
صامويلسون ونوردهاوس فى كتابهما الاقتصاديات الكلية: "إن اقتصادنا هو الاقتصاد الأكثر
قسوة» حيث يتم الحكم بصورة متزايدة على الأشخاص بناءَ على إنتاجياتهم الحالية وليس على
الإسهامات السابقة. ولا يعتد بالولاء القديم للشركة أو المجتمع. افترض أن شركة ما وجدت
أنه من المربح لها إنهاء خدمات ٠٠٠١ عامل لديها أو الانتقال من نيو إنجلند إلى سنبلت
(Sunbelt) أو الانتقال من سنبلت إلى المكسيك. من المحتمل أن تنتقل فى إطار السعى وراء
٤٤ فشل النظام
الأرباح... وكوقاية من أن تقوم شركة أخرى بجنى المميزات التنافسية. سوف تبرر لك
الاقتصاديات الموجهة نحو السوق ذلك بالقول بأن الظلم هو الثمن الذى ندفعه من أجل
الاختراع Cus إنه لا يمكنك عمل قرص من البيض بدون كسره. وهذا التركيز القوى على
الكفاءة لا يهتم بدخول العمال الذين تم تسريحهم أو بإفلاس الشركات أو بالمدن المحطمة
أو بالأمم والمناطق التى فقدت ميزتها المُقارنة".
'وتجد النظرة المتعمقة جانبًا مشرقًا وراء قسوة السوق هذه. فمع التنافس الأجنبى
المتزايد» ورفع الرقابة الحكومية عن العديد من الصناعات واتحادات العمال التى أصبحت فى
أضعف حالاتها dis الكساد الكبيرء أصبح العمال وأسواق المنتجات GY! فى تنافس بصورة
متزايدة. ومع التنافس الأكثر نشاطاء تحسن أداء الاقتصاد الكلى الأمريكى بصورة ملموسة"'.
وتوجد نقطة أخيرة بشأن النمو ألا وهى توزيعه الجغرافى. فبرغم أنه من المؤكد أن
معدلات النمو الأعلى والكثير من التوسع الأخير فى الاقتصاد العالمى قد حدث فى آسياء
مازالت اقتصاديات منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية المتقدمة تبدو الأضخم فى الصورة.
وفيما بين عامى ۱۹۸۰ oY Og ازداد تمو الاقتصاد العالمى فى الأمم التابعة لمنظمة
التعاون الاقتصادى والتنمية بنسبة .%۷٠
النمو مقابل البيئة
لقد لاحظ ماكنيل أن العلاقة بين المكاسب الاقتصادية والخسائر البيئية وثيقةء فالاقتصاد يعمل
على استهلاك الموارد الطبيعية AS) من المتجددة وغير المتجددة)» ويحتل الأرض ويطلق
الملوثات. وبينما ينمو الاقتصاد يزداد كذلك استخدام الموارد والملوثات بأنواعها المختلفة.
وكما يقول بول إيكنز (Paul Ekins) فى كتابه النمو الاقتصادى والاسندامة البيئية» "إن
التضحية بالبيئة من أجل النمو الاقتصادى... كانت بلا شك أحد ملامح التنمية الاقتصاديةء
على الأقل die ظهور النظام الصناعى"'. وكما رأينا بصورة تفصيلية فى الفصل الأول أن
التضحية كانت ومازالت ضخمة.
وعادة ما يتم قياس النمو باعتبار أنه زيادة فى إجمالى الناتج المحلي» ومدلول نمو
إجمالى الناتج المحلى هو المقصود هنا بالنمو. لقد أعطى الكثير من التقدم المادى
الملحوظ للعالم - حيث التقدم فى الأمور التى يمكن أن تنتجها الاقتصاديات ويمكن أن
يشتريها المال - ولكن هذه الرفاهية تم شراؤها ومازالت بتكلفة بيئية ضخمة. ويحصى
ماكنيل الزيادات التالية على مدار القرن من تسعينات القرن التاسع عشر إلى تسعيئات القرن
العشرين*':
الرأسمالية الحديثة ٤٠١
VE ضعف
٤ أضعاف
4 أضعاف
VY ضعف
17 ضعف
VV ضعف
ten YO
زيادة بمقدار
زيادة بمقدار
زيادة بمقدار
زيادة بمقدار
زيادة بمقدار
زيادة بمقدار
زيادة بمقدار
اقتصاد العالم
عدد السكان فى العالم
استخدام المياه
انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت
استخدام الطاقة
انبعاثات ثانى أكسيد الكربون
صيد الأسماك من البحار
ولقد استمرت هذه الاتجاهات إلى الآنء فعلى مدار الربع الأخير من القرن اوهى
الفترة التى كانت فيها البرامج البيئية الكبرى موضع التنفيذ فى العديد من البلدان - cira
الزيادات التالية عالميًا فى متوسط كل عقد من ١918٠ إلى :6٠٠37ا:
5 بالمائة
١ بالمائة
١ بالمائة
” بالمائة
٠ بالمائة
۳ بالمائة
٠ بالمائة
6 بالمائة
۸ بالمائة
۸ بالمائة
بالمائة
71 بالمائة
٠ بالمائة
4 بالمائة
إجمالى الناتج العالمى
الورق والمنتجات الورقية
حصيلة الأسماك
استهلاك اللحوم
سيارات الركاب
استخدام الطاقة
استخدام الوقود الحفرى
عدد السكان فى العالم
محصول الحبوب
انبعاثات أكسيد النيتروجين
سحب المياه
انبعاثات ثانى أكسيد الكربون
استخدام المخصبات
انبعاثات ثانی اكسيد الكبريت
57 فشل النظام
ويقيس كل من هذه المؤشرات التأثير البيئى بطريقة ماء ويوضح كل منها أن التأثيرات
تتزايد ولا تنخفض. ومن الملحوظ أن معدلات نمو استهلاك الموارد والتلوث هذه أقل من
معدل نمو الاقتصاد العالمى. وتتحسن الكفاءة البيئية للاقتصاد من خلال "اللا مادية“
والإنتاجية المتزايدة فى مدخلات الموارد وتقليل الفاقد المنصرف لكل وحدة من الإنتاج. ومع
ذلك» فإن الكفاءة البيئية لا تتحسن بسرعة كافية من أجل منع التأثيرات من الزيادة. وتلخص
أستاذة علوم البيئة دونيلة ميدوز (Donella Meadows) الأمر بصورة رقيقة قائلة: "إن الأمور
تزداد سوءًا بمعدل أكثر LT ;
بالإضافة إلى ذلك» صارت الاهتمامات البيئية ليست بشأن معدل النمو ولكن بشأن
العبء الإجمالى. وكانت هذه الأعباء على سبيل المثالء حصيلة الأسماك بالفعل ضخمة
فى عام ٠۱۹۸ء ولذلك فحتى النمو البسيط لكل عشر سنوات قد أحدث زيادات كبرى فى
التأثيرات البيئية وهى تأثيرات كانت بالفعل ضخمة للغاية. وبحلول عام ٤٠٠۲ء كان العالم
يستهلك سنويًا ۳۹۹ مليون طن من المنتجات الورقية و٠۲۷ مليون طن من اللحوم وة
تريليون طن من الوقود الحفرى ( بما يكافئ النفط). وكانت المياه العذبة للاستخدام البشرى
يتم استخراجها من مصادر طبيعية بمعدل حوالى Call ميل مكعب فى العام.
وتكمن ظاهرة التوسع المضطرد خلف هذه الأرقام. والملمح السائد فى النشاط
الاقتصادى الحديث هو النمو المضطرد. ولذلك ينمو الشىء Gha عندما يزداد بذات الكمية
على مدار وقت معين. فإذا ما ازدادت رسوم التعليم الجامعى ثلاثة آلاف دولار كل eale فإن
الزيادة ستكون خطية. وينمو الشىء بصورة مضطردة عندما يزداد متناسبا مع الكمية
الموجودة بالفعل. فإذا ازدادت رسوم التعليم الجامعى بنسبة YO سنويّاء فإن الزيادة ستكون
مضطردة. ومن جهة أخرى يتجه الاقتصاد الحديث إلى النمو بصورة مضطردة GY نسبة من
إنتاج كل عام يتم استثمارها من أجل زيادة هذا الإنتاج. وتكون الكمية التى تم استثمارها ذات
صلة بحجم النشاط الاقتصادى. ويزداد إنتاج الغذاء واستهلاك الموارد وتوليد النفايات أيضنا
لأنهم مرتبطون كعناصر مختلفة بالزيادة السكانية ونمو الإنتاج.
إذا سلمنا أن الأمر كان كذلك حتى الآنء فماذا عن المستقبل؟ إن الاقتصاد العالمى
مستعد للانفجار الأسى للنمو العالمى» حيث يمكن أن يتضاعف حجمه فى غضون ما يقرب
من خمسة عشر إلى عشرين Gle لذا فالاحتمال وارد بالتأكيد لزيادة كبيرة وربما كارثية فى
التأثيرات البيئية فى الفترة التى كان ينبغى أن تنخفض فيها بسرعة.
وتوجد الكثير من الأسباب الوجيهة لاعتبار أن النمو المستقبلى يمكن بسهولة أن يستكمل
السير على دروبه المدمرة للبيئة. أولاء يمكن تجسيد النشاط الاقتصادى وزخمه الهائل المتقدم
بأنه “خارج عن السيطرة" من الناحية البيئية؛ وهذا حقيقى حتى فى الاقتصاديات الصناعية
الرأسمالية الحديثة £V
المتقدمة التى تمتلك برامج بيئية حديثة قيد التنفيذ. وبصورة أساسية»ء Y يعمل النظام
الاقتصادى عندما يصل الأمر إلى حماية الموارد البيئيةء ولا يعمل النظام السياسى عندما يأتى
الأمر إلى تصحيح النظام الاقتصادى.
لقد قدم الاقتصادى والاس أوتس (Wallace Oates) وصفا واضحا itil’ السوق": "وضع
الأسواق للأسعار التى من شأنها أن تكون إشارات دالة على قيمة (أو تكلفة) الموارد
المستخدمين المحتملين ومدى القدرة على الاستفادة منهاء وهو ما لا يخدم البيئة. ويتعين على
أى نشاط يفرض تكلفة على المجتمع عن طريق استنفاذ بعض من موارده القليلة أن يأتى بثمن
محددء Cus يتساوى هذا الثمن مع التكلفة الاجتماعية. وبالنسبة لمعظم السلع والخدمات
( السلع الخاصة ' كما يسميها الاقتصاديون)» تقوم قوى السوق للعرض والطلب بتحديد سعر
السوق الذى يوجه استخدام الموارد لتحقيق أقصى استفادة من قيمتها".
'وبرغم cull هناك ظروف تحول دون ظهور سعر السوق كمرشد للقرارات الفردية.
فغاليًا ما تكون هذه حالة الكثير من أشكال الأنشطة المدمرة للبيئة. ... إن الفكرة الأساسية
مباشرة Aalay وهى: أن غياب سعر ملائم لموارد قليلة بعينها (مثل الهواء النقى والمياه
النقية) يؤدى إلى استخدامهم الجائر وينتج عن ذلك ما يسمى ب ”فشل السوق “".
'ويكمن مصدر هذا الفشل فيما يسميه الاقتصاديون عوامل خارجية. ومثال جيد لذلك هو
الحالة التقليدية للمُنتج بإنشاء مصنع ينشر الأدخنة على حى مجاور. لقد قام المُنتج بفرض
تكلفة حقيقية على شكل هواء غير نظيف» ولكن هذه التكلفة gla’ الشركة. والمُنتج لا
يتحمل تكلفة التلوث الذى يصنعه كما يفعل مع العمالة ورأس المال والمواد الخام التى
يستخدمها. ويعمل ثمن العمالة وهذه المواد على تحفيز الشركة للاقتصاد فى استخدامهاء ولكن
لا يوجد مثل هذا الحافز للسيطرة على انبعاثات الأدخنة وبالتالى الحفاظ على هواء نقى.
ببساطة فإن لب الأمر هو أنه متى تأتى الموارد النادرة بدون ثمن (كما هو الحال فى مخزوننا
المحدود من الهواء النقى والمياه النقية)» فإنه من المؤكد أن يتم استخدامها بصورة جائرة".
"إن الكثير من مواردنا البيئية غير محمية بأثمان ملائمة تعمل على تحديد اس تخدامها.
وعلى هذاء فلا يثير الدهشة أن نجد الاستخدام الجائر والمهين للبيئةء فببساطة لا يحدد نظام
السوق استخدام هذه الموارد بصورة ملائمة"'.
ويعمل الفشل السياسى على استمرارء بل فى الواقع على تضخيم فشل السوق. ويمكن
أن يتم تنفيذ سياسات الحكومات من أجل معالجة فشل السوق وجعل السوق يعمل لصالح البيئة
Yu من العمل ضدها. ولكن الاقتصاد القوى والمصالح السياسية يعملان من أجل المكسب عن
طريق عدم إجراء هذه المعالجةء لذا فهى إما لا تتم أو تتم بصورة جزئية فقط. يمكن
المحافظة على المياه واستخدامها بصورة أكثر فاعلية إذا ما تم بيعها بتكلفتها الكاملة» بما فى
4 فشل النظام
ذلك التكلفة المقدرة للضرر البيئى الناتج عن الاستخدام الجائر لهاء ولكن AS من السياسيين
والمزارعين مشاركون فى الإبقاء على أسعار المياه منخفضة. ويمكن إجبار من ينشروا
الملوثات على سداد كامل تكاليف تصرفاتهم» فيما يتعلق بكل من الأضرار والتنظيف» ولكنهم
عادة لا يفعلون ذلك. وتمنح النظم البيئية الطبيعية المجتمعات خدمات اقتصادية ذات قيمة
هائلةء Cus يمكن أن تؤدى الأعمال التى يقوم بها أحد المُطورين إلى تقليل تلك الخدمات
المقدمة إلى المجتمع» وهو n ما يقوم بسداد كامل لقيمة الخدمات المفقودة.
ولا تنوى الحكومات أن تبتعد تبتعد عن إصلاح فشل السوق وحسب» بل إنها تعمل على تفاقم
المشكلة عن طريق إيجاد إعانات وممارسات أخرى تزيد من سوء الموقف. و يُقدّر كل من
نورمان مايرز (Norman Myers) وجنيفر Kent)<iiS ا فى كتابهما ترسبات سابقة» أن
الحكومات فى جميع أنحاء العالم قد قدمت إعانات للتدبير البيئى بمبلغ يقارب ۸٠١ مليار
دولار سنويًا. وقد خلصا إلى أن تأثير هذه الإعانات على البيئة 'منتشر وعميق". وقد لاحظا
الآتى: "يمكن أن تعمل الإعانات المُقدمة إلى الزراعة على زيادة العبء على الأراضى
المناسبة لزراعة المحاصيلء وتؤدى إلى JSG وانضغاط سطح التربةء والإصابة بالتلوث من
المخصيبات الصناعية والمبيدات» وإزالة النتروجين من التربة» وإطلاق الغازات المسببة
للاحتباس الحرارىء وهذه بعض التأثيرات الضارة الكثيرة. كما تعمل الإعانسات الخاصة
بالوقود الحفرى على تفاقم تأثيرات التلوث مثل الأمطار الحمضية:؛ والتلوث الهوائى
الحضرىء والاحتباس الحرارى» بيئما تؤدى إعانات إنتاج الطاقة النووية بصورة استتثنائية
إلى نفايات سامة نصف عمرها طويل بصورة استثنائية كذلك. وقد أدت الإعانات المُقدمة إلى
قطاع النقل عبر الطرق إلى زيادة العبء على شبكات الطرق» وهى مشكلة تتفاقم كلما تم
تخفيفها من خلال بناء طرق جديدة عندما يؤدى تقديم المزيد من الإعانات إلى زيادة استخدام
السيارات؛ ويخلق هذا القطاع Cad تلوًا Paha متعدد الصور. وتعمل الإعانات المٌقدمة إلى
قطاع المياه على تشجيع الاستخدام الخاطئ والجائر للموارد المائية التى تتناقص بصورة
متزايدة. وتعزز الإعانات المقدمة إلى مصايد الأسماك زيادة الصيد من المخزون المستنفذ
بالفعل من الأسماك. وتساعد الإعانات المُقدمة إلى ale العناية بالغابات على تشجيع الاستغلال
الجائر فى الوقت الذى انخفضت فيه أعداد كبيرة من الغابات جراء القطع الجائر للأخشاب
والأمطار الحمضية وتعدى الزراعات"'.
إننا نعيش فى اقتصاد السوق حيث تعتبر الأسعار هى الإشارة الأساسية لتوجيه النشاط
الإقتصادى. وعندما تعكس الأسعار القيم البيئية بشكل ضعيف كما تفعل اليوم» فإن النظام
يعمل بدون ضوابط أساسية. وهناك مشكلات أخرى سوف نقوم بمناقشتها بإيجاز. وفى الواقع
يعد السوق اليوم مكانا غريبًاء ففى جوهر النظام الاقتصادى توجد آلية لا تعترف بأكثر الأمور
الرأسمالية الحديثة 49
الأساسية عمقا على الإطلاق» وهو العالم الحى المتطور الدائم الطبيعى والذى يعمل به
الاقتصاد. وبدون مساعدةء فإن السوق يفتقر إلى أعضاء الإحساس التى تسمح له بالتفهم
والتكيف مع ذلك العالم الطبيعى. إنه يُحلق بلا هدى.
لقد تفاقمت مشكلة الفشل السياسى فى عصرنا؛ عصر العولمة والتنافس الدولى. لقد
وصف توماس فريدمان «(Thomas Friedman) وهو أحد أهم محللى العولمة الأوائل» ما أسماه
“القيد الذهبى' قائلاً: "عندما تعترف دولتك.... بقواعد السوق الحر فى الاقتصاد العالمى اليوم:
وتقرر أن تلتزم بهاء فإنها تضع ما أسميه 'القيد الذهبى“.... وبمجرد أن تضع دولتك القيد
الذهبى؛ قد يحدث أمران: أن ينمو اقتصادك Gly تتقلص سياساتك. وعلى ذلك؛ فمن الجبهة
الاقتصادية عادة ما يُعزز القيد الذهبى المزيد من النمو ومتوسطا أعلى للأجور وذلك من
خلال المزيد من التجارةء والاستثمارات الأجنبيةء والخصخصة والمزيد من الاستخدام الفعال
للموارد تحت ضغط التنافس العالمى. ولكن على الجبهة السياسيةء يعمل القيد الذهبى على
تضييق مجال الاختيارات السياسية الاقتصادية لمن هم فى السلطة إلى معدلات محدودة
نسبيًا”!. وقد كشفت صحيفة بيزنس ويك عن فكرة مشابهة فى قصة غلاف فى عام ٠٠٠١5
بعنوان "هل يمكن GY شخص أن يُوجه هذا الاقتصاد؟ ما هى نهايته؟: 'لقد تسلمت القوى
العالمية مقاليد السيطرة على الاقتصاد. والحكومة؛ بغض النظر عن الحزب» سيكون لديها
تأثير أقل من أى تأثير سابق.... لقد طغت العولمة على قدرة واشنطن فى السيطرة على
الاقتصاد”*'. فإذا ما كان لدى واشنطن متاعب فى السيطرة على الاقتصاد من أجل نهايات
اقتصادية مثل إيجاد فرص عمل وزيادة الأجور؛ فتخيل مدى صعوبة السيطرة عليه من أجل
فائدة البيئة.
هل هناك إصلاح آلى؟
ويعترض طريقنا سبب آخر يدعو للقلق بشأن النمو وهو غياب القوى الطبيعية الكافية والتشى
تكون ذاتية الإصلاح داخل الاقتصاد. وتوجد بؤرة واحدة للأمل فى هذا الصدد وهى التطور
الطبيعى للتقنيات. لن يكون اقتصاد المستقبل مطابقا لاقتصاد الأمس لأن التقنية تتغير. إنها
تعمل على إيجاد الفرص لتقليل المواد المُستهلكة والنفايات المنتجة لكل وحدة إنتاج: فهى تفتح
مجالات جديدة وتخلق منتجات جديدة أكثر خفة وأصغر حجمًا وأكثر فعالية. ومن الواضح أن
هذا ما يحدثء لذا فإن إنتاجية الموارد فى ازدياد.
توجد أدبيات ضخمة بشأن هذه التوجهات. وتظهر النتيجة الأساسية فى التقرير الذى
أعده خمسة مراكز Glad كبرى فى أوروبا والولايات المتحدة عام ٠٠٠١ والتى تقول أن
”الاقتصاديات الصناعية أصبحت أكثر فاعلية فى استخدامها cal gall ولكن إنتاج النفايات
ع6 فشل النظام '
مستمر فى الازدياد.... حتى Lais حدث الفصل بين النمو الاقتصادى وناتج الموارد على
أساس نسبة لكل فرد ولكل وحدة من إجمالى الناتج المحلى» استمر تدفق اس تخدام الموارد
ووصول نفاياتها إلى داخل البيئة فى ازدياد. ولم نجد دليلاً على انخفاض مُطلق فى ناتج
الموارد. ويعود ما يقرب من نصف إلى ثلائة أرباع كمية الموارد المُدخلة سنويًا إلى
الاقتصاديات الصناعية والتى تصل إلى البيئة كنفايات خلال العاء"'.
ومن خلال مراجعة are كبير من الدول وجد أنه "باستثناء حالةٍ واحدة محددةء لا يوجد
انخفاض مُطلق فى الكمية المُدخلة المباشرة من المواد الخام إلى الاقتصاديات الضناعية قد
حدث أثناء نمو هذه الاقتصاديات.... ويعتبر اتجاه استخدام al gall فى due tha ‘J Fy مستقرا
بصورة نسبية". كما وأجد أيضنًا ud أثناء النمو الاقتصادى» تنخفضن ا على الملوارد
الداخلية عن طريق نقل العبء للخارج» أى إلى الاقتصاديات اإنامية". ويتم استيراد المزيد
من السلع كثيفة الموارد. ١
وفى إطار مراجعة كبرى أخرى لدراسات "اللا مادية" اتضح أنه: "لا يوجد دليل مُلزم
من الاقتصادى الكلى يقول بأن اقتصاد الولايات المتحدة 'منفصل* عن الكمية المُدخلة Po
cal gall بل إننا لا نعرف إلا أقل من ذلك عن صافى التأثيرات البيئية الخاصة بالكثير من
التغييرات فى استخدام ol gall إننا نحذر من التعميم الكلى لاستخدام cat gall خاصة السشعور
‘Graal!’ بأن التغير التقنى» والإحلال» والانتقال إلى عصر المعلوماتية بإصرار سيؤدى إلى
تخفيض كثافة ol gall وتقليل التأثير البيئى"!2.
لقد لاحظ الخبير التقنى أرنولف جروبلر (AmulfGrubler) أنه "فى أفضل الأحوال» قد
أدت اللا مادية إلى استقرار فى الاستخدام المطلق للمواد بمستويات كبيرة.... لقد أدت المواد
المحسنة والإنتاجية البيئية المتزايدة بصورة جوهرية إلى تقليل التأثيرات البيئية لنمو الإنتاج»
حتى إذا كان هذا النمو به تحسن فائق بصورة عامة”2
كان أحد المجالات ذات الصلة بالمسألة ما يطلق عليه منحنى كوزنتس البيئى
(enviromental kuznets curve) — ويقوم على افتراضية أن التلوث البيئى يزداد ola مع
التطور والنمو ولكنه يبدأ فى الانحدار مع ازدياد مستوى الدخل لكل فرد. وقام دعاة النمو
بتكرار عرض هذه الحجةء وهى تبدو مقبولة من الناحية الفطرية. إن مطالبة العامة بأفعال
مميزة Giy تزداد مع ازدياد مستوى الدخل.
وقد تعززت الرؤية الخاصة باعتبار النمو الاقتصادى هو الحل لتحسين جودة البيئة
وذلك بالدراسات التى أظهرت أن بعض ملوثات الهواء المحلية تبدو وكأنها تتبع نمط منحنى
كوزنتس» حرف يو "لا" المقلوب. ولكن يعتبر إعداد الكثير من هذه البيانات معضلة. على
سبيل المثال» نعرف إن منع تدهور البيئة عادة أقل تكلفة بكثير عن معالجتها. كما أن بعمض
الرأسمالية الحديثة ١ه
الخسائر البيئية والإنسانية لا يمكن إصلاحهاء حتى مع وجود المال. وحتى الآن لم نجد نمط
منحنى كوزنتس إلا فى حالات قليلة. فى بعض الحالات ترتفع الملوثات أولأء ثم تنحدر» شم
ترتفع مرة أخرى. ولكن بعض الملوثات الأخرىء مثل ثانى أكسيد الكربون» تظل ترتفع. وفى
cil sl تتلازم العديد من الاتجاهات البيئية السلبية بصورة إيجابية مع الدخول المرتفعة حتى
على مستويات عالية. وقد وجدء من خلال مراجعة شاملة لفرضية منحنى كوزنتسء أنها:
"ليست مدعومة بصورة واضحة من أى مؤشر بيئى وأنها مرفوضة من ... الدراسات
الخاصة بالجودة البيئية ككل.... يرتفع التأثير العام... خلال مدى الدخل المناسب"2.
الأسباب الجذرية
ولتلخيص الأمرء لنا أن نقول Ll نعيش فى عالم يعتبر فيه النمو الاقتصادى بصورة عامة
مفيذا وضروريًا كلما زادء كلما كان أفضل؛ حيث جلب لنا النمو فى الماضى حالة بيئتية
محفوفة بالمخاطر؛ فقمنا بالموازنة بين الزيادات غير المسبوقة فى النمو؛ حيث يتم معالجة هذا
النمو بإشارات سوق خاطئةء بما فى ذلك الأسعار التى لا تضم التكاليف البيتية أو تعكس
احتياجات الأجيال القادمة؛ وحيث لم تعمل السياسات الفاشلة على إصلاح غفلة السوق عن
الاحتياجات البيئية؛ وتستخدم الاقتصاديات كافة أنماط التقنية التى تم ابتكارها فى فترة عدم
وعى بيئى. ولا توجد أيد خفية أو آلية متأصلة كافية لتصحيح الاتجاهات التدميرية. لذاء
والآن» يمكن للمرء فقط استنتاج أن النمو هو عدو للبيئة. ويظل الاقتصاد والبيئة متصادمين.
وبموجب هذه الظروف» فمن الضرورى أن نقوم بالبحث بصورة أعمق لنتفهم القوى
الأساسية التى تؤدى إلى هذه النتائج بصورة أكبر. وإذا ما تفهمنا القوى الدافعة فعندها فققط
سوف نتمكن من إصلاح الموقف.
إذن» ما هو نظام التشغيل فى العمل هنا؟ إنه مزيج مركب من الترتيبات السياسية .
والاقتصادية والاجتماعية التى يمكن وصفها بدقة على أنها ملامح الرأسمالية الحديثة. قد يبادر
المرء بالقول: ولكن الشيوعية كانت أسوأ للبيئة» وهذا حقيقى. إنه النظام السياسى المتسلط
والتخطيط الاقتصادى عالى المركزية هما ما أديا إلى كارثة بيئية تلو الأخرى. ولكن ذلك
النقاش ليس ذا صلة منذ أن أصبحت الشيوعية لا علاقة لها بالموضوع بشكل كبير. إننا نعيش
فى عالم يسيطر عليه مجموعة من الرأسماليات. فى النهاية» لا يوجد شكل من أشكال
الاقتصاد يتعامل بصورة جيدة مع البيئة ما لم يُجبر على القيام بذلك بواسطة قواعد مُطبقة
وحوافز قوية وعقوبات تفرضها الحكومة والمستهلكين.
ما هى عناصر نظام التشغيل هذا؟ يُعَرّف العديدون الرأسمالية بأنها نظام اقتصادى. وفى
كتاب تفهُم الرأسمالية» يقوم كل من أستاذ الاقتصاد صمويل باولز (Samuel Bowels) وزملاؤه
oY فشل النظام
بتعريف الرأسمالية بأنها: "نظام اقتصادى يقوم فيه أصحاب العمل بتعيين العمال من أجل
: إنتاج سلع وخدمات سيتم تسويقها بنية الربح*2. يملك أصحاب العمل السلع الرأسمالية التسى
يستخدمها الموظفونء كما يملكون المنتجات والسلع والخدمات التى يتم إنتاجها وتسويقها.
والأسواق بصورة أو أخرى حرة وتنافسيةء ويتم بيع السلع والخدمات بأسعار يحددها السوق.
كما يضم السوق Cal أسواق العمالةء حيث يتم تحديد أجور ومرتبات العاملين.
إن الأساس فى تحليل باولز هو مفهوم يعود إلى رائد الاقتصاد السياسى آدم سميث
(Adam Smith) المسمى بفائض المنتج. إن فائض المنتج هو ذلك الجزء من الإنتاج
الاقتصادى الذى يتجاوز ما هو مطلوب dads مقابل العمالة» والمواد الخام والكميات المُدخلة
الأخرى المستخدمة فى الإنتاج. فى الرأسماليةء يأخذ فائض المنتج شكل الأرباح. تقدم الأرباح
أساس الدخل الرأسمالى» سواء كان فوائد أو حصص أو إيجار أو أرباح رأس المال. وعندما
يتم إنفاق الأرباح على شراء آلات جديدة من أجل مصنع ما أو على سلع وخدمات أخرى
يُقصد بها رفع الإنتاجية فى المستقبل؛ يُسمى هذا الإنفاق استثمارًا.
ويشير كل من باولز وزملاؤه إلى حقيقة أن: "المنافسة على الأرباح تتزايد GY السبيل
الوحيد لشركة ما للبقاء فى العمل هو أن تدر أرباحًا. فلا يوجد بديل أمام أى صاحب عمل إلا
أن يدخل فى سباق لا ينتهى لقجنب البقاء فى الخلف. والسبيل الأكيد للبقاء فى المقدمة هو
إنتاج سلع أو خدمات أفضل بتكلفة أقل. وللبقاء فى القمةء لا يتعين أن تقوم الشركة فقط
باستبدال سلع ومواد رأس المال المستخدمة فى عملية الإنتاج» بل أيضًا يتعين عليها إجراء
توسعات وتحسينات فى خط إنتاجهاء والدخول إلى أسواق Gare وتقديم تقنيات جديدة وإيجاد
طرق أقل تكلفة للحصول على العمل الضرورى".
'وبالتالى فإن التنافس يُجبر أصحاب كل عمل أن يستثمرو/ Ya) من أن يستهلكوا) معظم
الأرباح التى يجنونها .... وسمى عملية الاستثمار باعتبارها Ne je من التنافس على الأرباح
باسم الت رأكم...."
co” إذا لم تقم شركة ما بجنى أرباح» فلا يمكنها النموء وسرعان ما ستتفوق عليها
الشركات التى تنمو. فى الاقتصاد الرأسمالي» البقاء يتطلب النموء والنمو يتطلب الأرباح. إن
ذلك هو قانون الرأسمالية حيث قانون البقاء للأصلح» وهو يتشابه مع فكرة العالم تشارلز
داروين (Charles Darwin) عن تطور أنواع الكائنات عبر الانتقاء الطبيعى. ومن وجهة النظر
الرأسماليةء فإن فكرة داروين عن الصلاحية Cue النجاح فى إنتاج نسل نجحت فى
صنع الأرباح".
'تختلف الرأسمالية عن الأنظمة الاقتصادية الأخرى بسبب اتجاهها نحو التراكم ونزوعها
إلى التغييرء وميلها الداخلى إلى التوسع””.
الرأسمالية الحديثة oY
يعمل تحليل باولز على تيسير رؤية السبب وراء التصادم الدائم بين الاقتصاد والبيئة.
Yd إن الاقتصاد الرأسمالي ذو نمو أسى بصورة متأصلة إلى درجة أنه ناجح. يُلخص أحد
الاقتصاديين البارزين وهو ally باومول (William Baumol) العلاقة قائلاً: فكي ظل
الرأسماليةء يصبح النشاط الابتكارى - والذى هو فى أنواع أخرى من الاقتصاد يكون اتفاقيًا
واختياريًا إجباريّاء أى مسألة حياة أو موت بالنسبة للشركة. وانتشار التقنية الجديدة» والتى
تتابعت على وتيرة واحدة فى الاقتصاديات eg SVE هو الأمر الذى غالبًا ما يتطلب عقودًا أو
حتى قرونا حتى يتم؛ ويتم الإسراع به فى ظل الرأسمالية بصورة ملحوظة GY الوقت ببساطة
يساوى المال. باختصارء هذا هو ... تفسير النمو المذهل لاقتصاديات السوق الحر. ويمكن أن
يُنظر باستفادة إلى الاقتصاد الرأسمالى باعتباره All مُنتجها الأول هو النمو الاقتصادى. وفى
الواقع» فإن فاعليتها فى هذا الدور لا تضاهى":.
ثانيّاء يؤثر دافع الربح بقوة فى السلوك الرأسمالى. يمكن زيادة فائض المنتج الربح —
عن طريق حفظ وإدامة فشل السوق الذى وصفه أوتس. كما يمكن أيضًا زيادة هذا الفائض
عن طريق الإعانات والمميزات البيئية الضارة الأخرى. إن المؤسسات اليوم تُسمى "الآلات
الخارجية"» Gus أنها ملتزمة بالاحتفاظ بالتكاليف الفعلية لأنشطتها خارج sl) بعيذا عن)
سجلاتها. كما يمكن تسميتها أيضًا آليات السعى وراء الربح من خلال استغلال البيئة
الاقتصاديةء وهى ملتزمة بإيجاد الإعانات؛ والإعفاءات الضريبية والثغرات التشريعية مسن
الحكومة. وبالطبع؛ فإن البيئة هى من تعانى من جراء ذلك.
AC وكما وصف المفكر كارل بولانى (Karl Polanyi) منذ زمن طويل فی كتابه
التحول العظيم؛ يمكن أن يكون انتشار السوق إلى مناطق جديدةء مع التأكيد على فاعلية إنتاجه
وتوسعه» مكلفا جذا من الناحيتين البيئية والاجتماعية. إن من الممتع قراءة كتاب بولانى. لقد
رأى بوضوح فى عام ١544 تكاليف الرأسمالية غير المنضبطة»ء ولكنه اعتقد أن "نظام القرن
التاسع عشر" clan كما أسماهء كان ينهار. لقد رأى السوق ذاتى التكيف مثل 'مدينة فاضلة
قاسية". ولذلك قال الآتى: ”فمثل هذه المنظمة لا يمكن أن ت تستمر لفترة طويلة من الزمن بدون
القضاء على البشر والمُكون الطبيعى للمجتمع؛ إنها سوف تدمر الإنسان ماديًا وتحول محيطه
إلى قفر....".
"وسيؤدى السماح لآلية السوق بأن تكون المُوجه الوحيد لمصير البشر وبيئتهم الطبيعيةء
فى الواقع» حتى بشأن كمية واستخدام الطاقة المُشتراة» إلى تدمير المجتمع.... سوف تختزل
الطبيعة إلى عناصرهاء وسوف تنهار الأحياء السكنية وتدمر المناظر الطبيعية» وسوف تتلوث
الأنهارء وسوف يتعرض الأمن العسكرى «hall وسوف تدمر القدرة على إنتاج الطعام
والمواد الخام....".
4 فشل النظام
" لقد تغاضى خيال الإنتاج عن الحقيقة القائلة بأن ترك مصير التربة والبشر فى يد
السوق سوف يكون مساويًا لتدميرهم””.
بالطبع» فإن السوق ذاتى التكيف الذى كان بولانى يخشاه لم يحدث فيه انهيار. لقد
نهض مرة أخرى بعد الحرب العالمية الثانية» وأصبح أكثر توسعًا وإثارة للخوف ووصل إلى
أن صار غولاً شرمنا. ولذلك فإن العواقب التى حذر منها بولانى قد أتت. لقد تدمرت المناظر
الطبيعية Ey الأنهار. وافترض أن بولانى كانت ستصيبه الدهشة والجزع من سطوة
الرأسمالية القاسية على التنوع الأنجلو أمريكى وتآكل الديمقراطية الاجتماعية فى التنوع
الأوروبى.
تعمل ديناميكيات السوق المالى اليوم على تقوية الضغط على مديرى المؤسسات لتحقيق
نمو فى الأرباح. فالمقياس الأساسى لنجاح المؤسسة بالنسبة للمستثمرين هو النمو فى رأس
مال السوق وسعر الأسهم. وتستجيب القيمة السوقية إلى عدد من chal gall ولكن أكثر Sal gall
MAb هو المعدل المتوقع من نمو الأرباح. عندما يفشل نمو العائدات فى الوفاء بالتوقعات»
وحتى لربع واحد من هذه التوقعات» يمكن أن تهبط أسعار الأسهم. ويمكن أن توجه
الاختلافات فى القروش لسعر السهم توصيات المحللين الماليين بالشراء أو بالبيع. والرسالة
الموجهة إلى المدراء واضحة وهى: توسّع فى الأسواق» وقلل التكاليف وقم بزيادة الربحية.
اتجه نحو النمو. :
أخيراء توجد تحيزات أساسية فى الرأسمالية والتى Shai الحاضر على المستقبل
والخاص على العام. لا يمكن للأجيال القادمة أن تشارك فى أسواق الرأسمالية. ومن المنظور
البيئى» يمثل ذلك خطأ كبيرا GY جوهر التنمية المستدامة هو العدالة نحو هذه الأجيال. وفيما
يتعلق بالتحيز للخاص على العام (الإنفاق الخاص فى مقابل الإنفاق العام والملكية الخاصة فى
مقابل الملكية العامة وهكذا)ء اضطر الاقتصاديون إلى وضع نظريات للإنفاق الحكسومى
والسلع العامة وذلك من أجل تبرير وجود القطاع العام. وسوف يخدم وجود تأكيد أكبر على
الجائب العام بيئتنا بصورة أفضل. على سبيل المثالء فى أمريكاء يتم تأجيل دفع الاستثمارات
العامة الكبرى لاستخدامها فى مجالات المحافظة على الأرض؛ والتعليم البيئى والأبحاث
والتنمية؛ وفى الحوافز الخاصة بالحث على وجود تقنيات بيئية متقدمة.
ولكن النظام الذى يقود النمو غير المستدام اليوم يضم عناصر قوية أخرى تقف وراء
ذلك. أولاء ما أصيحت عليه المؤسسة الحديثة: لقد أصبحت المؤسسة ضخمة وأكثر قوة» وهى
المكان الأكثر أهمية وهى عميل الرأسمالية الحديثة. يوجد اليوم أكثر من ثلاثة وستين ألف
مؤسسة متعددة الجنسيات. ومؤخر! فى عام ٠۱۹۹ء كان يوجد أقل من نصف ذلك العدد.
ومن بين مائة من الاقتصاديات الكبرى فى العالم» يوجد ثلاثة وخمسين مؤسسة. إن مؤسسة
الرأسمالية الحديثة هه
إكسون موبيل (Exxon Mobil) أكبر من ١8١ دولة*. والقوانين تطالب المؤسسات وكذلك
مصلحتها الخاصة بالعمل على زيادة قيمتها النقدية من أجل فائدة مالكيها ومساهميها. ولقد
تنامت بثبات الضغوط الداعية لإظهار نتائج سريعة فى هذا الصدد. يمارس قطاع المؤسسات
سلطة سياسية واقتصادية كبيرة وقد قام باستخدام هذه السلطة من أجل منع الإجراءات
الحكومية للتحسين”. كما أنه قاد حركة رأس المال المتنقل عبر الدول كأساس للعولمة
الاقتصادية. لقد أصبح النظام العالمى للاستثمار والشراء والبيع نظام اقتصاد عالمى مفرد.
وللأسفء فإن ما لدينا اليوم هو عولمة فشل السوق.
«tabs هناك ما أصبح عليه المجتمع. لقد أصبحت القيم اليوم ماديةء وذات توجه مركزى
بشرى وفكرى بصورة كبيرة. وتعطى حماية المستهلك اليوم أولوية كبيرة للوفاء بالاحتياجات
البشرية من خلال الشراء المتزايد باستمرار للسلع والخدمات المادية. قد نقول "إن أفضل
الأشياء فى الحياة مجانية" ولكن لا يتصرف الكثير منا على هذا النحو. وتعمل وجهة d
ذات التوجه المركزى البشرىء والقائلة بأن الطبيعة تنتمى لنا وليس أننا نحن الذين ننتمى إلى
الطبيعة؛ على تيسير استغلال العالم الطبيعى. وتؤدى sale التركيز على الحاضر واستتيعاد
المستقبل بنا إلى الذهاب بعيذا عن التقييم الفكرى للعواقب طويلة الأمد وإدراك العالم الذى
نقوم „Vaaia
till, هناك ما أصبحت عليه الحكومة والسياسات. إن النمو يخدم مصالح الحكومات
عن طريق تعزيز معدلات الموافقةء والإبقاء على السعى إلى عدالة اجتماعية صعبة وكافة
القضايا الأخرى فى المؤخرة؛ مع التركيز على النمو وإيجاد عوائد أكبر بدون رفع معدلات
الضرائب. لا تمتلك الحكومات الرأسمالية الاقتصادء حتى لو كان بعضها يمتلك قطاعًا كبيرًا
فى الدولة. لذا يتعين عليها تعزيز عادتها التنموية عن طريق توفير ما تحتاجه المؤسسات
لتظل تنمو. وفى الولايات المتحدة اليوم» تقع الحكومة فى واشنطن فى موقف حرجء فلقد
«Shall 0 وتعمل تمامًا فى خدمة المصالح الاقتصاديةء وتركز على GUY) قصيرة المدى
ئرة الانتخابات وتقودها سياسات بيئية ضعيفة ومستوى خطاب عام مثير للشفقة عن البيئة.
ea فإن الدول القومية اليوم قد صارت مدفوعة بدرجات متفاوتة بالقومية الاقتصادية.
فالدولة تسعى إلى تقوية وممارسة سلطتهاء كل من الصلبة والناعمةء جزئيًا عبر قوة ونمو
الاقتصاداة.
Sint هذه الملامح؛ المٌقدمة بصورة مجردة بدون تنبيهات أو مؤهلات يمكن إضافتهاء
بذكاء شديد الأبعاد الأساسية لنظام التشغيل العالمى اليوم. إنها جميعًا ملامح الرأسمالية
المعاصرة. وهى ملامح مرتبطة ببعضها البعض ومساندة لبعضها البعض» وفى الواقع إنها
تعزز بعضها البعض. ومع وضع ذلك فى الاعتبارء وجدنا أنهم أقاموا واقعًا اقتصاديًا كبيرا
07 فشل النظام
بصورة هائلة من المنظور البيئى» فهو خارج عن السيطرة بصورة كبيرة» لذا فهو Dorms
للغاية. إن الرأسمالية كما نعرفها اليوم غير قادرة على الحفاظ على البيئة.
وهناك البعض الذين واجهوا هذا التجمع من المؤسسات القوية والأفكار وما تفعله لنا
ولكوكب الأرض وطرحوا أسئلة جوهرية. لقد طرح الباحث فى ظاهرة العولمة جان شولت
(Jan Scholte) الأمر كما يلى: "إن ذلك هو السؤال المحورى الذى يواجه دراسات العولمة
المعاصرة: هل نختار تقنية بدائية of نتبنى Gaai راديكاليًا؟ إن اختيار الأمر الأول من الناحية
الفكرية هو الأقل خسارة وألمّاء ولكن هذه هى وعود االليبرالية الإصلاحية التى تم سماعها
من قبل. يتعين على طلاب العولمة التفكر بصورة جدية فى احتمال أن تكون الهياكل
الأساسية للنظام العالمى الحديث (المُتَعولم) وهم الرأسمالية» والدولة» والصناعة» والقومية
والعقلانية وكذلك الخطاب التقليدى الذى يبقيهم Lary clases تكون فى نواحى هامة مُدمرة
ويتعذر إصلاحها””.
بل إن العالم السياسى جون درايزك (John Dryzek) كان أكثر دقة وهو يقول: "سوف
أركز هنا على الترتيبات السائدة Gla فى العالم الغربى وعلى ما قد يحل محلها. يمكن تجسيد
هذه الترتيبات بأنها جوهر الرأسماليةء والديمقراطية الليبرالية والدولة الإدارية. وسؤال البداية
هنا هو: إلى أى مدى يمكن لهذه المؤسسات - منفردة أو مجتمعة أن تتوافق مع التحسدى
البيئى؟": ويستمر درايزك فى الإشارة إلى أنه يقصد بمصطلح "لليبرالية الديمقراطية"
السياسات التصويرية ذات الاهتمام بمصالح الجماعة التى تسيطر عليها المصالح المالية
والمعتادة على النمو الاقتصادى. ويختتم حديثه قائلاً بأن: "هذه المؤسسات الثلاث تكون غير
كفء تمامًا عندما نصل إلى علم البيئةء حيث أن أى جمع بينهم سوف يضم الخطأ فقطء
وأيضًا سنجد أن أى ملامح استرداد يمكن أن توجد فقط فى الاحتمالات التى تفتحها لهم من
أجل أن -Prela
يُميز الفيلسوف السياسى ريتشارد فالك (Richard Falk) فى كتابه اكتشافات على حافة
الزمن بين سياسة "الحداثة" اليوم وبين سياسة ما بعد الحداثةء الأمر الذى يوضح "القدرة
البشرية على التعامل مع العنف» والفقرء والانهيار البيئىء والاضطهادء والظلم والعلمانية
الموجودة فى العالم الحديث". وهو يعتقد أن الانتقال إلى سياسة ما بعد الحداثة يتطلب» قبل أى
شىء» الثقة فى المستقبل. ويستطرد قائلا: "وتضم هذه الثفة رؤية شىء مرغوب والاستعداد
للمخاطرة من أجل الحصول عليه. وبدون بذل التضحيةء والالتزام والمخاطرة فإنه مسن
المستحيل مواجهة نظام معتقدات ومؤسسات وممارسات جيدة التحصين بنجاح. وفى هذا
الشأن؛ من الهام تقدير النجاح المرن والمستمر للدولة باعتباره قد صار بمثابة ضوء مسلط
على الولاء السياسى» وعلى القومية كفكر متحرك» وعلى السوق باعتباره أساسًا لتخصيص
الرأسمالية الحديثة OY
المواردء [a] لاحتمال نشوب الحرب باعتبارها نقطة ارتكاز للاستقرار العالمى.... لا يمكنتا
تحقيق واقع ما بعد الحداثة بدون تحويل الطبيعة الجوهرية لهذه الدُعامات ا للحداثة".
يُجسد فالك التحديات الأساسية اليوم للحداثة: "باعتبار أنها بالأساس تعبير عن نشاط
تخيلى معارض فقط على هوامش الحداثةء ونوع من الانعكاس الحرجء وهى أكثر قليلاً من
القفز على أعقاب الحداثة: حيث المبادرات فى مقابل الغنف» والبيروقراطية» والتقنية
المركزيةء والتسلسل الهرمىء والنظام الأبوى والإهمال البيئى. ولكنها أيضًا بداية انتعاش
لبعض الحالات الجديدة للفعل: الممارسات غير العنيفة والمنظمات المُشاركةء وممرات الطاقة
المتوسطة» والتقنية المطوعة والسياسات الديمقراطية والقيادات النسائية والتكتيكات» والطبيعة
الروحية والوعى بالمساحات الخضراء. إن خلط هذه العناصر المحورية فى مجموعة متنوعة
من التجسيدات القوية باعتبار أنها أشكال ابتكارية للتحرك الاجتماعى يقدم الإلهام ويُشيع
المنهج المحتمل للحظة محورية3.
وتعتبر مثل هذه التقييمات مثيرة للتحدى. ولكنها تفتح الباب وتدعو إلى اكتشاف ما
الذى يمكن فعله. وهذا هو البحث الذى نسعى خلفه فيما تبقى من هذا الكتاب. أحد الأمور التى
ستكون واضحة فى هذا البحث أنه سيتم إيجاد العديد من الحلول خارج القطاع البيئى
بالتحالف مع المجتمعات محل الاهتمام والتى ليست من أولوياتها تلك المسائل البيئية. وسوف
يظهر السؤال: هل يقوم نظام التشغيل الذى تم وصفه للتو بتوفير السلع لهذه المجتمعات؟ إذا
ما كان كل من النمو والرأسمالية يقومان بتوفير مستوى راق من الرضا فى الحياة والعيش
الكريم الأصيل والسعادة الحقيقة للمجتمعات بصورة وإسعةء إذن قد تكون هناك فرصة ضئيلة
لحدوث تغيير حقيقى. ولكن إذا كان ما لدينا بالفعل هو 'تعطش روحى فى عصر الوفرة
فسيكون لدينا مساحة كبيرة + من الأمل“. فالنظام الذى لا يمكنه توفير العيش الكريم للأشخاص-
والطبيعة هو فى مشكلة عميقة. إنه يدعو إلى ويحث على الأفكار والتصرفات التحويلية.
عندما أفكر فى مكان الأفكار بعيدة المنال فى التاريخ الأمريكى؛ أتذكر ما كتبه ريتشارد
هوفستادتر (Richard Hofstadter) فى كتابه الر ائع التقليد السياسى الأمريكى. لقد قال: "برغم
أننى أكرر القول مرار! بأننا بحاجة إلى مفهوم جديد للعالم لاستبدال فكر المساعدة الذاتيةء
والأعمال الحرةء والتنافس» والاستفادة الجشعة والتى تغذت عليها أمريكا منذ إقامة
الجمهوريةء ولم تظهر جذور لأى مفاهيم جديدة ذات قوة مقارنةء ولم تظهر أى مقولة واسعة
الإتباع من أجل طرحها....".
'تتطابق جميع الفترات الزمنية للتاريخ الأمريكى تقريبًا تحت الدستور الحالى فى Jh
الظهور والانتشار للرأسمالية الصناعية الحديثة. وفى مجال القوة المادية والإنتاجية» أحرزت
الولايات المتحدة الأمر يكية نجاحًا باهرًا. ويوجد لدى المجتمعات ذات نظام العمل الجيد نوع
ON فشل النظام
من التوافق الثابت الصامت. وهى لا تعزز الأفكار العدائية لترتيباتهم الأساسية الخاصة
بالعمل. وقد تظهر هذه الأفكارء ولكن يتم عزلها ببطء وثبات» مثل المحار الذى يضع اللؤلؤ
وهو عنصر مثير. وتظل هذه الأفكار كذلك محاصرة بمجموعات صغيرة من المفكقرين
المعارضين والمبعدين» وفيما عدا الأوقات الثورية فإنهم لا يدورون حول السياسيين
العمليين"37,
واليوم» فى الولايات المتحدة الأمريكية وبلا شك فى أماكن أخرىء لم تعد القوة المادية
والإنتاجية التى أشار إليها هوفستادتر كافية من أجل "النجاح الباهر"؛ والحقيقة هى أن مجتمعنا
ليس فى "نظام عمل جيد". إننا بحاجة إلى مقترحات لتغيير الترتيبات العملية الأساسية.
الفصل الثالث
حدود حركة حماية البيئة اليوم
—¢ هناك مئات من الظلال صديقة البيئة. ويوجد المُطلعون الذين يقومون بالضغط
zo والمدافعة عن القضايا. البيئية فى واشنطنء والمنظمون من المجتمع المحلى الذين
يدافعون عن العدالة البيئية فى مجتمعاتهم. LS يوجد نشطاء من حزب المحافظة على البيئة
والمناهضون للعولمة» وأصدقاء البيئة المنتمون لمجلة فانتى فير (Vanity Fair) والمنادون
بتجنب الاستهلاك» والمعارضون وعلماء الاجتماع البيئى sk) الأقل فى أوروبا). ويوجد
مناصرى سياسة حماية البيئة والذين يعملون لدى الحكومة ويوجد من لا يفكرون بذلك.
يرتجف ا ر قينا كان سييدو pa de: اليوم بدون حركة حماية البيئة
وجهود أعضائها ونجاحهم صعب المنال فى العقود الأخيرة. ومع ذلك ستكون خطورة
التحديات البيئية حرجة بصورة أكبر إذا لم يتخذ هؤلاء الأشخاص وقفة بطرق عدة. كما
يحتاج المجتمع للمساندين البيئيين من كل الجهات الآن أكثر من أى وقت مضى.
وسوف أقوم بالتركيز فى هذا الفصل على ما يمكن اعتباره الهيكل الأساسى للتفكير
والتصرفات الخاصة بحماية البيئة التى تجرى ممارستها فى الولايات المتحدة. وهذه هى
حركة حماية البيئة التى تظهر آثارها فى عمل الكثير من مناصرى البيئة الأمريكيين Jala
وخارج الحكومةء وفى الكثير من (ولكن ليس فى جميع) أنشطة المنظمات البيئية القوميةء
وفى القوائين والبرامج الفيدرالية البيئية الكبرىء بما فى ذلك العرض الحديث لهذه التوجهات
فى الساحة الدولية'.
طريقة العمل
عالم حركة حماية البيئة gall هو عالم يعرفه الكثيرون جيذا. إنه alle المقولات ذات التأثير
البيئى واللوائح البيئية متعددة الأنواع؛ وعالم الوسائل الجيدة (طاقة الرياح) والتى أقرها
۹
٠ فشل النظام
الكونجرس لتتوازن مع الوسائل السيئة (الوقود «(ig pind وعالم تحليل عائد التكاليف وتحليل
المخاطر؛ وعالم متطلبات الكشف البيئى مثل تقييم انبعاث السموم؛ وعالم قيام المواطن
بالمقاضاة وكشف وتعرية أفعال الحكومة للضغط فى المحاكم؛ وعالم التعاون الدولى»
والمعاهدات والاتفاقيات السياسية؛ وعالم المتنزهات والمناطق والفصائل المحمية؛ وعالم
وضع العلامات التى تشير إلى صداقة البيئة وشهادات المُنتج؛ وعالم حملات الدعوة إلى
مستهلك صديق للبيئة مثل تلك التى Gf على سياسات البنوك الكبرى؛ وعالم تنقية الشركات
والمسئولية الاجتماعية؛ وهو alle التنمية المستدامة والثلاثى الأهم: الاقتصاد والمجتمع
والبيئة. وبصورة متزايدة هو alle استخدام محفزات السوق كوسيلة لتحقيق الغايات البيئية.
ويعرف الكثير من الأمريكيين هذا العالم» فهو قريب كقرب الجريدة من عتبة الباب.
إنه alle غارق فى العروض الجيدة لأفعال ذات حساسية بيئية. فى عام ۱۹۸۹ء أى منذ
عقدين تقريباء قمنا فى ages موارد العالم بتحية الإدارة الجديدة لجورج إتش. دبليو. بوش
والكونجرس الجديد بتقرير يضع جدول أعمال لمعالجة قضية تغير المناخ» وتأمين الطاقةء
والأمطار الحمضية وفقدان التنوع البيولوجى. وقد قمنا بحث الرئيس والكونجرس على إعلان
أن حماية المناخ العالمى هى هدف قومى ذو أولويةء وقمنا بالمطالبة بانتهاج سياسة قومية
جديدة للطاقة 'والتى تعطى عناية متوازنة لتزويد طاقة مناسبة ويمكن تحمل تكاليفهاء وأمن
قومى» وحماية بيئية» بما فى ذلك الحاجة إلى تقليل إنبعاثات ثانى أكسيد الكربون والغازات
الدفيئة الأخرى". لقد قمنا بالدعوة إلى فرض ضريبة على الكربون» ودعونا الإدارة إلى
إطلاق عملية دولية تؤدى إلى إبرام معاهدة للمناخ2. ثم فى عام ١۱۹۹ء دعونا إلى عقد
مفاوضات دولية لشراكة عالمية لإنقاذ الغابات OA Guy) وبعد عامين» أى فى عام ۱۹۹۳ء
عندما وصلت إدارة كلينتونء قمنا بتقديم جدول أعمال للمبادرات مكون من عشر نقاطء بما
فى ذلك الدعوة إلى تحويل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى شىء يشبه وكالة بيئية
عالمية*. ومما يدعو إلى الإنبهار أنه فى عام ١137 قاد معهد الموارد المائية (WRI) مجلس
الرئيس فى التنمية المستدامة»ء وهى مجموعة تضمنت العديد من GUS المديرين التنفيذيين
ومسئولى الإدارات العليا وكذلك القادة البيئيين» لإيجاد مجموعة متفق عليها من التوصيات
الكبرى لأعمال قطاع الحكومة والقطاع الخاص والتى جمعت التفكير البيئى والاجتماعى
الابتكارى Fae
وتفعل تلك القصص أكثر من مجرد إظهار أن المجال ممتلئ بالعروض القيمةء ولكنها
مهملة بشدة للإجراءات الحكومية تجاه البيئة. كما أنها توضح Cad أنه عندما تعرف سياسة
حماية البيئة بالمشكلات» فإنها تؤمن أنه من الممكن حلها داخل النظام» بصورة نموذجية
باستخدام سياسات ana عن طريق إشراك قطاع الشركات حديثا. إنها تؤمن بكفاءة الأفعال
حدود حركة حماية البيئة اليوم 1١
الحكوميةء وفائدة التشريعات واللوائح» وفاعلية الجماعات البيئية والدفاع عن البيئة داخل
النظام. وهى تعتقد أن الامتثال حسن النية للقانون سيكون هو المعيارء وأنه يمكن إجبار
المؤسسات على هذا السلوك وأنها تعمل بصورة متزايدة على إدماج الأهداف البيئية فى
استراتيجيات العمل التجارى. إن حركة حماية البيئة اليوم تعقد الآمال الكبرى على كل ذلكء
وهى مثابرة وعنيدة ومصرة على ذلك.
والملمح الثانى الملحوظ فى حركة حماية البيئة اليوم هو أنها تتجه OY تكون واقعية
متدرجة من الناحية السياسية والاجتماعية. فتصرفاتها تهدف إلى حل المشكلات؛ وغالبًا ما
تعمل على كل مشكلة على حدة. إنه من المريح عرض حلول السياسة المجددة بدلاً من تشكيل
رسائل مُلهمة. ويتحد هذان الملمحان مع ملمح ثالث وهو: الاتجاه للتعامل مع الآثار Ya من
الأسباب الكامنة. على سبيل المثالء فإن أغلب القوانين والمعاهدات البيئية الكبرى تعالج
الأمراض البيئية الناتجة بشكل أكثر من مناقشة ما يتسبب فيها. فى النهايةء تقبل حركة حماية
البيئة الحلول الوسطىء فهى تأخذ ما تستطيع الحصول عليه.
رابعاء تعتقد حركة حماية البيئة اليوم أنه يمكن حل المشكلات بتكاليف اقتصادية مقبولة
وغالبًا مع فوائد اقتصادية صافية بدون تغييرات جوهرية فى أسلوب الحياة أو تهديدات
gail الاقتصادى. وهي لن تتردد فى الضرب بقوة على منشأة مدمرة للبيئة أو مؤسسة للتنميةء
ولكنها ترى نفسهاء كقوة اقتصادية ايجابية.
خامساء إنها ترى أن الحلول تأتى بصورة كبيرة من داخل القطاع البيئى. قد يشعر
ناشطو حركة حماية البيئة بالقلق إزاء إخفاقات وفساد السياسات لديناء على سبيل المثالء ولكن
ذلك ليس اهتمامهم المهنى. فهذا ما تقوم به جماعة القضية العامة أو الجماعات الأخرى.
سادستاء لا تركز حركة حماية البيئة اليوم بصورة قوية على النشاط السياسى أو تنظيم
حركة من داخل المجتمع. لقد لعبت كل من السياسات الانتخابية وتعبئة الحركة السياسية
صديقة البيئة دور! ثانويًا فى الضغطء والمدافعة» والعمل مع الوكالات والمؤسسات الحكومية.
لقد كانت حركة الحقوق المدنية حركة نابعة من الشارع. كما قادت حركة المرأة حملة سياسية
للمطالبة بتعديل حقوق المساواة. لقد لطفت حركة حماية البيئة الموقف سياسيًا منذ البداية.
وأخيراء فإن حركة حماية البيئة اليوم aged بالأفعال الكبرى إلى البيروقراطيات ذات
الخبرة حيث مُشرعى وكالة الحماية البيئية» ومديرى الأرض فى وزارة الداخلية وخبراء
برنامج الأمم المتحدة للبيئة. يوجد إيمان بالنية الحسنة لهذه الوكالات باعتبارها المعيار؛
ويمكن التعامل مع الاتجاهات الجامحة من خلال العرض العامء والمشاركة العامة فى
متابعاتهاء وقضايا المواطنين؛ والتى تفترض بدورها سلطة قضائية عادلة ونزيهة".
باختصارء توجد قاعدة أساسية تقول بأنه يمكن أن يعمل النظام لصالح البيئة. قم بتحديد
VY فشل النظام
المشكلة؛ واحشد الدعم للفعل» وغالبًا ما يكون ذلك عن طريق وسائل الإعلام» والآن وبصورة
متزايدة من خلال شبكات العمل الخاصة بالنشطاء؛ وقم بوضع مقاييس تصحيحية معقولة
ومسئولة» وقم بالدعوة لها ثم احتفظ بالأمل بأنك فى النهاية سوف تحصل على معظم ما تسعى
وراءه.
بالطبع لا يتلائم كل شىء مع هذه الأنماط؛ فدائمًا توجد استثناءات» وتُظهر الاتجاهات
الحديثة المناهج المتوسعة. لقد عملت حركة السلام النقى بالتأكيد خارج إطار النظام. ولدى
رابطة المصوتين المحافظين وسييرا كلوب” (Sierra Club) حضور سياسى دائم» وقد قامت
جماعات مثل مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية والدفاع البيئى بتطوير شبكات عمل فعالة
من النشطاء فى الدولةء وهى تقوم بالمزيد من العمل المحلى. لقد عمل معهد موارد العالم على
زيادة سياسة عمله مع مشروعات التنمية المستدامة للأرضء وقد أدت اهتمامات العدالة البيئية
وقضية المناخ الناشئة إلى زيادة انتشار الجهود المحلية وتنظيم الباحثين.
لقد تقدمت حركة حماية البيئة السائدة للأمام فى التيارات السريعة للسياسات الأمريكية لما
يقرب من أربعة عقود. كيف تدبرت البيئة أمرها؟ توجد قصتان كبيرتان يتعين روايتهما فى
هذا المقام. لقد قمت بسرد واحدة فى كتاب السماء الحمراء فى الصباح. إنها قصة سجل
المجتمع الدولى في معالجة أكثر القضايا البيئية خطورة وهى الاهتمامات البيئية على
المستوى العالمى والدور الأمريكى فى العملية”.
برغم وجود تقدم قوى فى حماية طبقة الأوزون وبعض التحسن بشأن الأمطار
الحمضية؛ إلا إن معظم اتجاهات التهديدات البيئية التى تم إلقاء الضوء عليها فى الربع قرن
الماضى قد ساءت. وكما رأينا فى الفصل الأول» أصبحت المشكلات على المستوى العالمى
الآن أكثر عمقا وإلحاحًا من ذى قبل. سيكون من اللطيف التفكير بأن الاتفاقيات الدولية وخطط
العمل والتركيز الأساسى للجهودء قد منحونا السياسات والبرامج التى نحتاجهاء وبذلك يمكننا
على الأقل التعايش معها. ولكن هذه ليست القضية. برغم AMS المؤتمرات والمفاوضات» فإن
المجتمع الدولى لم يضع الأساس للعمل السريع والفعال.
وقد جاءت نتائج عقدين من المفاوضات البيئية الدولية مخيبة للآمال بشدة. وخلاصة
القول هى أن معاهدات اليوم وما يرافقها من اتفاقيات وبروتوكولات لا يمكن أن تقود إلى
التغييرات المطلوبة. وبصورة عامة» فإن الأمر الخاص بالمعاهدات الكبرى لا يكمن فى
' هى أقدم وأعظم منظمة بيئية بالولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى حماية المناطق البرية بالأرض. (المترجم)
حدود حركة حماية البيئة ٦١ all
التطبيق أو الامتثال الضعيف؛ ولكن الأمر يتعلق بالمعاهدات الضعيفة. وبصورة نموذجية»
فإن هذه الاتفاقيات قد سهّل على الحكومات الاستخفاف بها GV غايات المعاهدة المؤثرة
ولكن غير المُلزمة Y يتبعها متطلبات وأهداف وجداول زمنية واضحة. بل وحتى عندما
توجد أهداف وجداول زمنية» فغالبًا ما تكون الأهداف غير ملائمة وتكون وسائل التطبيق
قليلة. وكنتيجة لذلكء فإن معاهدة Call لا تعمل على حماية المناخ» ومعاهدة التنوع
البيولوجى لا تعمل على حفظ هذا التنوع» ومعاهدة منع التصحر لا تعمل على منعه؛ بل حتى
المعاهدة الأقدم والأقوى بشأن قانون البحار لا تعمل على حماية المصايد. ويمكن قول ذات
الأمر بالنسبة للمناقشات الدولية الممتدة بشأن غابات العالم» والتى لم تصل af إلى مرحلة
المعاهدة.
باختصارء لقد انتقلت المشكلات البيئية العالمية من سىء لأسوأء والحكومات لم تستعد
بعد للتعامل معهاء وحاليّاء تفتقر الكثير من الحكومات؛ Ley فى ذلك بعضًا من أهم الحكومات»
إلى القيادة التى تجعلها مستعدة.
كيف يمكن للمرء أن يفسر هذا الفشل للإدارة المحافظة على البيئة على المستوى الدولى؟
توجد قوی خفية فعالة تؤدى إلى الانحدار ومن بينها القوى التى تم شرحها فى الفصل
الثانى. واستجابة لذلك» فإن المطلوب أفعال مركبة ومتعددة الأطراف» ولكن القاعدة السياسية»
أو الدائرة الانتخابية» للتحرك الدولى ضعيفة بطبيعتها. ويمكن بسهولة أن تغرق فى المعارضة
الاقتصادية ودعاوى السيادة» وهى WME ما تكون كذلك. لقد قامت الولايات المتحدة بإعاقة
تحرك فعال بشأن المناخ» وقامت الدول ذات الأشجار الاستوائية بإعاقة واتخاذ إجراء بشأن
الغابات» وقامت البلدان ذات مصايد الأسماك الكبرى بإعاقة التحرك بشأن المصايد. وفى
جميع هذه الحالات وحالات كثيرة غيرهاء كانت الحكومات ممثلين فعالين لمصالح أعمال
دولهم أكثر من مصالح مواطنيهم البيئية. وفى هذا الصدد وبصورة أكثر اتساعاء فإن نتائج
المُحللين السياسيين دافيد ليفى (David Levy) وبيتر نيويل (Peter Newell) مناسبة: إن قيام
الحكومة بالتفاوض حول الأوضاع فى أوروبا والولايات المتحدة قد اتجه إلى اقتفاء مواقف
الصناعات الكبرى الفعالة فى القضايا الهامةء مثل أن تحقيق الاتفاقيات البيئية العالمية مستحيل
إذا ما اتحدت ضدها القطاعات الإقتصادية الهامة".
واستجابة لذلك» تشبث المجتمع الدولى ages خاطىء: إذ أنه لم يتم التعامل بجدية مع
الأسباب الجذرية للانهيار. ail تم إنشاء مؤسسات ضعيفة متعددة الأطراف عمداء ولا يمكن
لأى منهاء على سبيل المثال» منافسة نفوذ منظمة التجارة العالمية؛ فلقد تركت إجراءات
المفارضات الضعيفة القائمة على الإجماع فى محلها؛ وتم تجاهل السياق الاقتصادى والسياسى
الذى يتعين أن يتم إعداد وتنفيذ الاتفاقيات من خلاله. ويعتبر التشريع الفعال على الصعيد
٤ فشل النظام
الدولى فى عالم به تقريبًا مائتى دولة ذات سيادة أمرًا صعبًا ولكن تم عمل القليل لتسهيل ذلك.
ويمكن أن نعزو جزءًا من هذه النتائج غير المرضية إلى الخطأ فى الحساباتء ولكن كما
قلت فى US السماء الحمراء فى الصباح؛ فإن نصيب الأسد من اللوم يجب أن يوجه إلى
الدول الصناعية الغنية وخاصة إلى GLY oll المتحدة الأمريكية وهى الجانب الأساسى. وإذا ما
أرادت الولايات المتحدة والحكومات الكبرى الأخرى عملية دولية قوية وفعالة؛ يمكنهم فعل
ذلك. وإذا ما أر ادوا عقد معاهدات ذات مخالب حقيقيةء كان بإمكانهم جعلها أكثر حدة. إن
مسألة أن هذا المنهج القاسى الذى لم يُستخدم لحماية البيئة العالمية تعكس قرارات واعية من
الولايات المتحدة وآخرين بالالتزام بمنهج ضعيف وغير فعال بصورة كبيرةء وهى القرارات
التى تم اتخاذها بصورة أساسية بناءَ على المصالح الاقتصادية. ومما لا شك فيهء أنه قد
ظهرت معارضة أيديولوجية أيضا: فالذين يرغبون فى تقليص الحكومة القومية إلى النقطة
التى يمكن عندها "إغراقها فى “pal يعارضون بصورة أكبر التحرك الدولى. ولكن Mie
منظمة التجارة العالمية القوية ودعم الولايات المتحدة لها يثبت بالتأكيد أن المصالح الاقتصادية
٠ هى التى تقود العملية.
إذا كان ذلك هو سجل التتبع التعس على المستوى العالمىء فما الذى يمكن أن يُقال بشأن
القضايا الداخلية؟ Vf يتعين القول أن قوانين تلوث الهواء والماء الأمريكية النشطة التى تم
سنها فى أوائل سبعينيات القرن العشرين كان لها تأثير كبير. فالهواء أفضل والماء أكثر
صفاء. منذ عام ٠۱۹۸ء انخفضت انبعاثات أول أكسيد الكربون بالولايات المتحدة بنسبة
54 وانخفضت انبعاثات أكسيد النتروجين بنسبة %٤١ وانخفضت انبعاثات ثانى أكسيد
الكبريت بنسبة %1٦ . وقد تم إحراز هذه المكاسب فى ظل توسع اقتصادى كبير» وكانت
العواقب الصحية السلبية التى تم اجتنابها كبيرة".
ورغم ذلك فإن ما يبعث على الأسف هو أن المشكلات الخطيرة الخاصة بجودة الهواء
والماء استمرت حتى فى مواجهة بعض أكثر القوانين العالمية شدة فى المراقبة. فى عام
eV AVY حدد قانون الهواء النظيف هدف sate} المياه فى الولايات المتحدة إلى نوعيتها القابلة
للصيد والسباحة بداخلها بحلول عام VAAN ولكن فى عام ۲٠۲۰ء أى بعد مرور ثلاثين عامًا
من الجهدء أعلنت وكالة الحماية البيئية (EPA) أن أكثر من ثلث الأنهار ونصف البحيرات
التى تم استقصائها كانت لاتزال ملوثة للغاية بحيث لا يمكن أن تصل إلى ذلك add لقد
قامت دراسة أخرى أجرتها وكالة الحماية البيئية فى عام 7٠٠١7 باستقصاء حول جودة
مصبّات الدولة ووجدت أن AYY منها في حالة "سيئة" (وقد تم ذلك بقياس نسبة التلوث»
وأنسجة الأسماك الملوثة وعوامل أخرى) وجد أن 9077 فقط منها فى صحة "جيدة2!. وعند
تحليل البيانات التى أوردتها وكالة الحماية البيئيةء أبلغ مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية فى
حدود حركة حماية البيئة اليوم 10
عام ۲٠١۷ أن إغلاقات الشواطئ فى الولايات المتحدة كانت الأعلى فى عام 7٠٠١5 خلال
السبعة عشر Gle التى كان يقوم بتتبعها فيهم”'. لقد سجلت ذات مرة البحيرات العظمى كحالة
فى مرحلة النقاهة وقيد الدراسةء ولكن الخبراء Quill قاموا بدراسة ches أبلغوا
الكونجرس فى عام 7٠٠١5 أن هناك أجزاء من البحيرات العظمى كانت تقترب من نقطة
الانحدار التى يكمن بها احتمال أن تنتقل أنظمتها البيئية إلى حالة منحدرة daaa ستكون
المعافاة منها Vya صعبًا للغاية» إن لم يكن مستحيلاً".
وبخصوص موضوع جودة الهواء» أوردت وكالة حماية البيئة تقريرًا فى عام ٠٠١1
بأن ثلث الأمريكيين يعيشون فى مقاطعات ذات مستويات تلوث هواء لا تصل إلى معايير
PAILS . إن تقرير عام 1 المُفصل الخاص بمنظمة محاربة أمراض الرئة الأمريكيةء
والتى قامت بتحليل البيانات التى أوردتها وكالة الحماية البيئية» لاحظ أنه بينما تحسنت جودة
col gall فإن واحد من خمسة أمريكيين تقريبًا يعيش طوال العام فى مناطق ذات مستويات غير
صحية تحتوى على جسيمات التلوث» وهى أكثر الملوثات خطورة. إن ملوثات الهواء التى
عادة ما تقوم وكالة الحماية البيئية بتنظيمها والملوثات الأخرى مثل الهيدروكربونات العطرية
المتعددة يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بالربوء وأمراض القصبة الهوائية المزمنةء وأمراض
القلب والأوعية واضطرابات الرحم المتطورة. واختتم التقرير بأن AS من الدخان والجسيمات
"تظل ba دائمًا عبر أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة"".
وقد لاحظت دراسة أخرى فى عام ٠٠١5 أنه: "برغم الاتجاهات العامة لتقليل انبعاثات
الملوثات الكبرى فى أمريكا الشمالية» مازال التفاوت الإقليمى موجوذا وهو غالبا ما يُحجّب
بواسطة المتوسطات القومية. لم تظهر الجسيمات الصغيرة ومستويات الأوزون فى الحالة
الأرضية [الدخان] أى انخفاض يذكرء وتوجد مقاطعات كثيرة على طول ساحل البحر الشمالى
الشرقى وفى ولاية كاليفورنيا بها مستويات من هذه الملوثات تتجاوز بانتظام معايير وكالة
حماية البيئة"'.
برغم أن الأمطار الحمضية لم تعد تتصدر الأخبار كما كانت عندما كان الأمر جديذاء إلا
أن العلماء الذين يقتفون أثرها ظلوا يشعرون بالقلق. لقد أظهرت دارسة حديثة أن الضرر
الذى تحدثه الأمطار الحمضية للغابات فى الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون AS) خطورة
مما كان يُعتقد مسبقا. كذلك» وبرغم تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين»
وهى مصادر الحموضة» فإن القليل من آلاف البحيرات التى دمرتها الأحماض قد تعافى
بالفعل. ويدعو العلماء إلى تقليل أكثر عمقا للانبعاثات؟'.
وقد قام تيرى ديفيس (Terry Davis) وزملاؤه فى مؤسسة "موارد من أجل المستقبل"
بجهد شامل لتقييم قوانيننا الخاصة بالتلوث. وفيما يلى النتائج الأساسية: "أولاًء إن النظام
6171 فشل النظام
المتقطع قد تحطم بشدة. وأصبحت فاعليته فى التعامل مع المشكلات الراهنة محل تساؤل» فهو
غير كفء» وهو دخيل بصورة كبيرة. وهذه مشكلات أساسية".
"ثانيّاء لا يمكن إصلاح المشكلات عن طريق العلاجات الإدارية أو البرامج الاستكشافية
أو الجهود الأخرى الهامشية للإصلاح. وتوجد مشكلات gd فى نظام القوانين والمؤسسات
التى قام الكونجرس بإنشائها على مدى ثلاثين عامًا. إننا ندرك صعوبة التغيير الجوهرى غير
المتدرج سياسيًا أو ae الحكومة الأمريكيةء ولكن لا يوجد شىء من هذا | التغيير يعالج
المشكلات التى تم تعريفها””'.
والتحكم فى تلوث 2 والماء هى المجالات التى بدأت فيها الولايات المتحدة بتنفيذ
قوانين صارمة بصورة جيدة فى أوائل سبعينيات القرن العشرينء ولكن الأهداف الموضوعة
حينئذ لم تتحقق. وفى العديد من المجالات الأخرىء كانت الجهود البيئية الأمريكية أقل نجاخا.
لقد قفز معدل استهلاك الطاقة الأمريكى بنسبة 900٠ منذ عام ١۹۷٠ء وصاحبه نمو كبير فى
انبعاثات ثانى أكسيد الكربون. فى عام ۰۷٠۲ء استهلكت الولايات المتحدة حوالى YY مليون
برميلاً من النفط يوميّاء وهو نفس الرقم Gt فى اليابان وألمانيا وروسيا والصين والهند
مجتمعين. تعتبر عدم القدرة على نقل تنمية الطاقة فى الولايات المتحدة إلى مسار صديق
للبيئة فشلاً ذريعا.
ويوجد مجال آخر هام للفشل وهو فقدان الأرض الأمريكية» بما فى ذلك الأراضى
الرطبة الثمينة. وفى العقود الحديثةء قام الأمريكيون بحماية منطقة بحجم ولاية كاليفورنيا
باعتبار أنها "برية LOU وهو إنجاز غير معتادء ولكن منذ عام ١187 قامت الدولة Vad
بتعبيد cling وتطوير خمسة osle aes فدانا مما كان فى الماضى Arse) yal} وهی
منطقة بمساحة ولاية نيويورك. وتفقد الولايات المتحدة سنويًا مليونى فدان من المساحات
المفتوحة أى ستة GNT فدان pete مليون فدان من الأراضى المزروعة»
بنسبة اختفاء للمناطق المزروعة 90٠٠١ أسرع من المتوسط. إن المساحة الإجمالية لأفدنة
الغابات فى الولايات المتحدة ظلت ثابتة أو ازدادت OUI ولكن ذلك الرقم يُخفى فقدان بعض
من أفضل الغابات وأكثرها سهولة فى الوصول إليها. ومن المُخطط له أن يتم فقدان منطقة
مأهولة بالسكان الذين يحيون حياة برية بحجم غرب فرجينيا أو تجاورها YO منطقة حضرية
لصالح التنمية فى ال Lele Yo القادمة. وبرغم السياسة الفيدرالية بعدم فقدان الأراضى
الرطبةء فإن مستنقعات المد والجزرء والمستنقعات؛: والأراضى الرطبة الأخرى تواصل
الاختفاء بمعدل حوالى ٠٠١ ألف NG gin Glad
تمتلك الولايات المتحدة ميراثًا غنيًا من الحياة cy ولكن الكثير منه مهدد الآن برغم
الجهود المبذولة على مر عقود لحمايتها. وتقول التقديرات الحديثة أن حوالى te % من
حدود حركة خماية البيئة ٦۷ a gall
أنواع الأسماك فى الولايات المتحدة الأمريكيةء وحوالى 9015 من البرمائيات والنباتات
المزهرة» وما بين %٠١ و١907 من الطيور والثدييات والزواحف مُعرّضة لخطر
الانقراضصة22. 1
Lad بين عامى ١37١ و١٠23 ارتفعت نسبة الأميال المُعبّدة من الطرق فى الولايات
المتحدة بمقدار 9057. وازدادت الأميال التى تقطعها المركبات إلى %1۷۷. وارتفع متوسط
حجم المنزل الجديد المخصص لعائلة واحدة حوالى .966٠ كما ارتفعت المخلفات الحضرية
الصلبة الشخص بمقدار %۳۳. وترتفع كميات ضخمة من النفايات كالجبال حول مدننا.
ويمكن وضع ذلك التدمير للأراضى الأمريكية فى إحصاءات كهذه؛ ولكن ذلك لا يروى
القصة الإنسانية لفقدان المكان والوطن. وتروى المأساة الشخصية بصدق فى كتب مثل كتاب
مليسا هوليروك بيرسون (Melissa Holbrook Pierson) بعنوان المكان الذى تحبه قد اختفى؛
وكتاب بيتينا درو (Bettina Drew) بعنوان عبور الأراضى الممتدة». وكتاب جيمس هاورد
كنستلر (James Howard Kunstler) بعنوان جغرافية اللامكان.
سوف يظل تعرض الأمريكيين إلى هذا الخليط الكيميائى الذى تم مناقشته فى الفصل
الأول أمرا Muha بعد مرور ثلاثة عقود من إصدار قانون مراقبة المواد السّمية”. لقد تم
إطلاق مبيدات حشرية» وهى منتج رئيسى للصناعة الكيميائية الحديثةء على البيئة WAY سامة.
ail وصف العالم السياسى جون وارجو (John Wargo) مقياس التحدى فى المبيدات الحشرية
قائلاً: "ونحن [على أعتاب] القرن الحادى والعشرين» تضاف من © إلى ٦ مليار رطل إضافى
من المبيدات الحشرية» ومبيدات الحشائش» ومبيدات الفطريات» ومبيدات القوارض وغيرها
من المبيدات البيولوجية إلى البيئة العالمية كل عام» Cum يتم إطلاق أو بيع ربع هذه الكمية
تقريبًا فى الولايات المتحدة الأمريكية"*. وحتى الآن تم تقدير أن أقل من %١ من المادة التى
تصل بالفعل إلى الحشرات:2. وأيضتاء مازال إطلاق المواد الكيميائية الخطرة من المنشات
الصناعية مرتفعًا. ويُورد الجرد الذى قامت به وكالة حماية البيئة بشأن إطلاق السموم أنه فى
عام 25٠٠06 تم التخلص من 4,4 مليار رطل من حوالى ٠٠١ مادة كيميائية (والتى يُعتبر
الإبلاغ عنها أمر! إلزاميًا بموجب القانون) فى البيئة» فى مقابل أن يتم معالجتها أو إعادة
تدويرها. ولقد تم إطلاق %4١ من هذه الكمية الضخمة فى الهواء المحيط أو المجارى
المائية27.
ومن بين التهديدات السّمية الضخمة هناك المواد التى تعيق عمل الهرمونات» وهى من
الملوثات التى تؤثر على الجنس. ويبدو أن الكونجرس قد أدرك أخيرًا خطورتها. ally صرّح
مسئولو المسح الجغرافى الأمريكى هذا الأسبوع فى أحدث التقارير الإخبارية قائلين: 'لماذا
تمتلك أسماك القارووس ذات الفم الصغير والفم الكبير US من الخصائص الذكورية والأنثوية
VA فشل النظام
وتوجد في نهر بوتوماك (Potomac) والجداول التى تنبع منه عبر مناطق مریلاند وفرجينيا.
ولقد جد أن ذكور الأسماك؛ لأول مرة فى جدول فى غرب فرجينيا فى عام Veet لديها
القدرة على وضع البيض داخل أعضائها التناسلية» مما يؤدى إلى تزايد المخاوف بوجود مواد
تعوق عمل الهرمونات وتعمل على تلوث المياه» وهو ما لم يجده العلماء فى اختبارات جودة
المياه المتكررة.... وتقول عالمة علم أمراض الأسماك فيكى بلازر (Vicki Blazer) من
المساحة الجيولوجية الأمريكية أن الاختبارات التى قامت وكالتها بإجرائها على سمك
القارووس ذو الفم الصغير فى نهر شيناندو (Shenandoah) فى فرجينيا وفى نهر مونوكاسى
(Monocacy) — وكلاهما يقوم بتغذية نهر بوتوماك بح اط إلى أن أكثر من %۸۰0 من
ذكور سمك القارووس يقومون بوضع البيض". Sey أن قرأ أعضاء الكونجرس ذلك وهم
يقومون بحث وكالة حماية البيئة على التصرف2.
ويعتبر النمو السكانى فى الولايات المتحدة بُعدَا آخر للفشل على جبهة البيئة. تعتبر
الولايات المتحدة الأمريكية ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان فى العالم حيث تلى الهند
والصين. إن عدد السكان ٠١ GY مليون نسمة وسوف ينمو ليصل إلى 47٠١ مليون نسمة
بحلول عام .٠٠٠١ وتُعتبر هذه زيادة ضخمة. وسوف تحصل الزيادة الطبيعية على 965٠
من هذا النمو؛ وتحصل الهجرة على .964٠ بالطبع» فإن المشكلة تكمن فى أن كل أمريكى له
تأثير كبير على البيئةء والتأثير الأكبر على العالم. وبأى معيار موضوعى» فإن النمو
السكانى فى الولايات المتحدة الأمريكية يُعتبر قضية بيئية شرعية وخطيرة. ولكن الموضوع
بالكاد مُدرج على جدول الأعمال البيئية» والدولة لم تتعلم كيف تناقش المشكلة حتى فى
الدوائر المتقدمة. إذا عدنا لفترة سبعينيات القرن العشرين» نجد أنه كان هناك حملة "اكتفى
بطفلين”. لقد كنت جزءًا منها حتى cla طفلنا الثالث. يتعين على نشطاء حركة حماية البيئة
والآخرين أن يتعلموا كيف يعيدوا الارتباط بهذه القضية بدون أن نبدو وكأننا انضممنا إلى
المتطوعين الذين يقومون بالدوريات على حدودنا الجنوبية. ,
لقد قدم العالم السياسى ريتشارد أندروز (Richard Andrews) تقييمًا كاملا للبرامج البيئية
GLY sll المتحدة: “حتى بعد مرور ثلاثة عقود على ”العصر البيئى“ الحديثء فقط أعاقت
[السياسات البيئية للولايات المتحدة] بصورة انتقائية ومتواضعة ومؤقتة القوى القومية والعالمية
الأكبر للنمو السكانى وتحول الأرض واستخدام الموارد الطبيعية وتوليد المخلفات... وكذلك
فهى ليست مصممة على إدارة عوامل عرضية أكثر utah فى أنماط السلوك البشرى
والنشاط الاقتصادى؛ مثل زحف العمران على الأراضى وأنظمتها البيئية والاستخدام المتزايد
للطاقة والموارد لكل فرد. ولهذا فإنها ليست مفاجأة أن يفشلوا فى عمل SOA
وبالتأكيد يوجد من بيننا فى المجتمع البيئى الأمريكى من حاول جاهدًا على مدى عدة
حدود حركة حماية البيئة gall 594
عقود معالجة هذه القضايا على كلا الصعيدين المحلى والعالمى. ولكن برغم الطرق العديدة
لم IS جهودنا بالنجاح. للأسف. ولذلك يوجد الآن دليل على أن حركة حماية البيئة اليوم لم
تعمل بما يكفى. لقد تم إجراء تجربة daily والدليل موجود. ail حاولت المناهج الحالية أن
تفعل Úi طوال ما يقرب من أربعة عقود. وانظر لما حدث. لقد فزنا بالكثير من
الانتصاراتء ولكننا مازلنا نخسر الكوكب. ومن الهام معرفة السبب.
فى البدايةء هناك تلك الإجابات التى تربط بين الفشل وبين ظروف خاصة فى التاريخ
الأمريكى الحديث. على سبيل المثال» لقد أشار الصحفى روس جلبسبان (Ross Gelbspan)
وآخرين إلى الخلل فى وسائل الإعلام» والتى لم تجعل القضايا الهامة فى مقدمة الأمور
Maal في سبعينيات القرن العشرين؛ كانت القضايا البيئية حديثة» وكان المراسلون يسعون
دائمًا خلفنا نحن نشطاء حركة حماية البيئةء وكان يقوم بتغطية الحدث صحافيون كبار مثل
جلبسبان ومراسلو صحيفة نيويورك تايمز مثل ند كنورثى (Ned Kenworthy) ودافيد برنهام
(David Burnham) وفيل شابيكوف (Phil Shabecoff) كما كان يتواجد بصورة دائمة Uaj
الإعلامى والتر كرونكيت (Walter Cronkite) وحلقاته العميقة والمستمرة على شبكة أخبار
سى بى أسء وكان يتساءل "هل يمكن أن يكون العالم od ولكن الإبداع والابتكار خبواء
وكذلك اهتمام المحررين. لم يحظ الحدث دائمًا باهتمام أفضل المراسلين. لحسن الحظء فإن
هذا الموقف يتغير الآن» على الأقل فى قضية المناخ. فى الواقع» يمكن للمرء أن يقير مدى
تأثير وسائل الإعلام ونحن نرى قصة الغلاف هناء وتغطية تليفزيونية خاصة هناك وفيلم بعد
الآخر بشأن قضية المناخ. فمن Squall رؤية ما كان مُفتقدًا.
لقد لاحظ جلبسبان أيضنًا نسقين آخرين هامين ومرتبطين ببعضهما البعض. الأول» هو
أن رغبة الصحفيين الأمريكيين فى السعى إلى تحقيق التوازن» Gob ge تقديم جانبين
لمعادلة القضايا أحادية الجانب» يمكن بالفعل أن تمثل تحينًا. كما لاحظ أن: "الاستخدام
المعيارى لتوازن الصحفيين قد وضع الولايات المتحدة لسنوات خلف بقية العالم فى بداية
التعامل بشأن الأزمة المناخية”.
والنسق الآخر الذى يراه جلبسبان يأتى من استحواذ مجموعة صغيرة من التكتلات على
معظم المنافذ الإخبارية. ومع هذا التغييرء يعتقد جليسبان أن "اتجاه العمل التجارى قد تحدد من
المطالب التى تقودها الأرباح فى بورصة وول ستريت (Wall Street) وأحد نتائج ذلك هو أن
استراتيجيات التسويق حلت محل الحكم على الأخبار. ونتيجة أخرى هى أن معظم الصحف
تقوم بتوفير العمالةء وقد فشلت فى تزويد المراسلين بالوقت الذى يحتاجونه من أجل البحث
Y ٠ فشل النظام
الشامل وراء القصص المعقدة. وفى الوقت ذاتهء قاموا مُضحين بتغطية حقيقية للأخبار من
أجل زيادة نسبة القراء والإعلانات من خلال القيام بتغطية أكبر لأخبار المشاهيرء والمزيد من
مقالات المساعدة الذاتية والمزيد من الأخبار الطبية التافهة"33.
والهدف الثائنى فى لعبة اللوم كان المؤسسات البيئية ذاتها. يلاحظ مارك دوى (Mark
Dowie) فى كتابه فقدان الأرض.ء أن المؤسسات البيتية القومية قد قامت بعمل جدول أعمال
وسعت وراء استراتيجية قائمة على السلطة المدنية وحسن النوايا لدى الحكومة الفيدرالية.
وهو يعتقد أن: "هناك يكمن الضعف المتأصل والتعرض للانتقاد من جانب الحركة البيئية. لقد
ثبت أن السلطة المدنية والإيمان الراسخ فيما يتعلق بقضايا البيئة هما محض خيال فى
واشنطن". يقول دوى Lal أن الجماعات البيئية القومية "أخطأت فى فهم غضب أعدائها
وقامت بالتقليل من شأنه"ة3.
ail واجهت المنظمات البيئية السائدة تحديًا مرة أخرى فى عام ٠٠٠٤ فى الكتاب
المشهور الآن موت حركة حماية البيئة: ففيه كتب كل من مايكل شلنبرجر (Michael
Shellenberger) وتيد نوردهاوس (Ted Nordhaus) أن نشطاء حركة حماية البيئة "لا يفصحون
عن رؤية للمستقبل تتساوى مع حجم الأزمة. وبدلاً من ذلك يقومون بالترويج لثوابت سياسية
تقنية مثل ضوابط التلوث ومعايير أعلى للأميال المقطوعة بالنسبة للمركبات - وهى عروض
لا تقدم الإلهام الشعبى أو التحالف السياسى الذى يحتاجه المجتمع للتعامل مع المشكلة"....
"لقد تغيرت الأرض بأكملها التى لعب عليها السياسيون بصورة جذرية فى الثلاثين Ule
الماضيةء ولكن حركة حماية البيئة تتصرف كما لو كانت العروض التى تقوم على ‘alu ale”
ستكون كافية للتغلب على المعارضة الأيديولوجية والصناعية. يخوض نشطاء حركة حماية
البيئة حربًا ثقافية سواء رضينا أم لم نرض. إنها حرب على صميم قيمنا كأمريكيين وعلى
رؤيتنا للمستقبل» ولن نكسبها باللجوء إلى التفكير العقلانى فى المصالح الذاتية الجماعية".
إننى أخشى أنه عندما يقوم النقاد بالتركيز على نشطاء حركة حماية البيئة ejas من
المشكلة فإنهم يوشكون على إلقاء اللوم على الضحية. إننى أعتقد أن النقاد قد قاموا بتوضيح
بعض النقاط الرائعة وقاموا بتعريف عدد من الأمور التى كان من المفترض أن تحدث ولكنها
لم تحدث. ولكن المنظمات التى أنشئت للدفاع عن القضايا البيئية والضغط من أجلها أو من
أجل القيام بدراسات معقدة للسياسة ليست بالضرورة هى الأفضل لحشد الحركة المحلية أو
لبناء قوة من أجل السياسات الانتخابية أو من أجل تحفيز العامة بحملات تسويقية اجتماعية.
يتعين أن يتم عمل هذه الإشياء» ولعمل هذه الأمور سيكون من الضرورى إطلاق منظمات
جديدة ومبادرات ذات قو ة خاصة فى هذه المجالات.
كما يتعين علينا Gal أن نتساعل ما إذا كان من الخطأ بالفعل للجماعات البيئية القومية
حدود حركة حماية البيئة gall الا
أن Gt فى واشنطن" وأن تعمل بداخل النظام. فى ceil oll لقد حقق هذا المنهج الكثير. إن كلا
من طرق وأسلوب حركة حماية البيئة ليست إطارات جامدة عنيدةء ولكنهم مع ذلك صارمون
للغاية بالنسبة لتوجه ale لقد كانت المشكلة تكمن فى GLE استثمار تكميلى ضخم» للوقت
والطاقة فى المناهج الأخرى للتغييرء مثل تلك المذكورة فى الفقرة السابقة وفى عدة فصول
تالية. وهناء يتعين أن يتم لوم المؤسسات البيئية الرائدة بالفعل لعدم قيامها بعمل المزيد لضمان
وجود هذه الاستثمارات.
والأهم من إخفاقات وسائل الإعلام والجماعات البيئية السائدة هو صعود اليمين الحديث
فى السياسات الأمريكية مؤخرًا. إن حركة حماية البيئة الآن لها جذور فى حركة مبدأ الفعالية
فى ستينيات وأوائل سبعينيات القرن العشرين. وقد سعت إلى تدخلات نظامية كبرى فى
الاقتصاد. بل إنها فى بعض الأحيان تحدثت عن حدود للنمو. ولكن الأمر يبدو كما لو كانت
هذه المؤسسات البيئية قد بدأت للتوء فى حين كانت مؤسسة أولن (Olin) والممولين الآخرين
ل"اليمين الجديد"» والذين كانت هذه الأفكار مكروهة لديهم يتحركون فى الاتجاه المضاد. وفى
حين كانت المنظمات البيئية تكتسب القوة الجاذبةء كان المعهد الأمريكى للأعمال؛ ومؤسسة
التراث» ومعهد كاتو (Cato) ومؤسسة المحيط الهادى القانونيةء والجماعات الأخرى التى
يقودها اليمين يكتسبون هذه القوة أيضا”. لقد اكتسبت أصولية السوق القوة بالتوازى مع حركة
حماية البيئة اليوم.
وقد قام فريدريك بيول «(Frederick Buell) فى كتابه القيم وغير المُلاحظ من سفر الرؤيا
إلى أسلوب حياة» بترتيب ما حدث ترتيبًا زمنيًا: "حدث شىء ما أزال [السبب] البيئى لما بدا
فى سبعينيات القرن العشرين أنه دليله الذاتى الحتمى. وحدث شىء ما للسماح لأعداء حركة
حماية البيئة بوصم حماتها السابقين بأنهم مثيرون للقلق وغير مستقرين ومناصرين ذوى مبدأ
فاسد ويصفون تحذيراتهم فى أفضل حال بأنها هستيريةء وفى أسوأ الأحوال بأنها أكاذيب
ملفقة. فى الواقع» حدث شىء يسمح للبعض بأن يشك (بدون أن يبدو سخيفا) فى الافتراض
المنطقى الظاهرى بأن نشطاء حركة حماية البيئة كانوا أفضل حماة للبيئة.
"وليس من الصعب إيجاد أكثر التفسيرات أهمية لهذه الأحداث. وفى ردة الفعل تجاه
الأزمة المستمرة طوال عقد كامل» ظهرت صناعة تضليل قوية وناجحة بصورة كبيرة ضد
البيئة. لقد كانت ناجحة بدرجة أنها ساعدت على ولادة مرحلة جديدة فى تاريخ السياسات
البيئية للولايات المتحدة» حيث كانت وفرة الاهتمامات البيئية الكثيرة تقريبًا قد تلاشت ald
وفرة أخرى مساوية من مواجهات معادلة تتحرك ضد حركة حماية البيئة.... لقد تم 'تحييد“
التوجه العام للتغير البيئى بحلول ثمانينيات القرن العشرينء وقد ساعد على تلاشيها تعاون
متزايد مُنظم ومتكامل ومعارضة محافظة.
VY فشل النظام
"وقد كانت هناك مجالات ALY كان فيها استغلال الجناح اليمينى مفيذا كما هو مع
المناهضين لحركة حماية البيئة. كيف تنافس اليمين مع نشطاء حركة حماية البيئة؟ لنقم
بإحصاء الطرق... قامت مؤسسة التراث» وهى مؤسسة محافظة رائدة؛ فى مجلتها بوليسى
ريفيو (Policy Review) بتسمية حركة حماية البيئة 'بالخطر الأكبر على الاقتصاد
الأمريكى“".
ويلاحظ بيول تطورا آخر: 'بمجرد تنفيذ الجولة الأولى من التحسينات [البيئية]....
تهاوت المراقبة البيئية أمام النمو المنشود (فى القطاع الاقتصادى) بثقل أكبر وبخطى أكثر....
وبمرور الوقت؛ نسى الناس أن الأوضاع التى يتمتعون بها هى نتائج المكاسب التى فازت بها
حركة حماية البيئة فى السابق. لقد أصبح الناس مستعدون للتضليل ولقبوله والانصياع )84
الأساسيات
يمكن أن تتغير الأنساق. يمكن أن يفقد اليمين قبضته على الأشياء» كما قد يكون الحال الآن.
ويمكن أن تستيقظ وسائل الإعلام» كما تفعل الآن على EW فيما يتعلق بتغير المناخ. كذلك
يمكن أن تشترك الجماعات البيئية بصورة أكبر مع النقاد والسياسيين؛ كما بدأوا يفعلون. ولكن
توجد قيود أخرى على حركة حماية البيئة اليوم والتى هى أكثر ديمومة وأكثر شدة. وفيما يلى
القيود الكبرى.
YI يقوم العالم الرأسمالى اليوم بخدمة كمية متزايدة من الإهانات للبيئة. هذه هى
طبيعته؛ فهو يحمل التقنية القوية فى أيدى الشركات القوية مع قليل من الشفافية» والبصيرة
الضعيفة والالتزامات ذات الأولوية القصوى للأرباح والنمو. وكنتيجة CLUS استمرت
المخاوف القائمة وانتشرت قضايا جديدة» مثل الهندسة الوراثية والنانوتكنولوجيا
(Nanotechnology) وكانت الولايات المتحدة قد بدأت فى التعامل مع جدول الأعمال
المحلى والعالمى ليوم الأرض عندما أصبح جدول الأعمال العالمى مرئيًا. وبمجرد أن تموت
القضاياء تعود مرة cog yal مثل القوة النووية والتعدين السطحىء والذى يدعى الآن إزالة قمم
«Seal والتطورات المعدنية فى المناطق البدائية. إن قائمة الاهتمامات الآن طويلة بصورة
مخيفة. وفى الوقت نفسه» يقوم .العالم أيضًا بخدمة اتجاه ثابت من التهديدات المتنافسة
وأحدثها الحرب على الإرهاب والحرب فى العراق. وهذه التهديدات الى تبدو عاجلة بصورة
أكبر يمكن أن تشغل المساحة السياسية المتوافرة» وهى تقوم بذلك بالفعل» وتعمل على إخفاء
القضايا البيئية والكثير من القضايا الأخرى.
إن التوجه نحو الأرباح والنمو يجعل صمام المشكلات البيئية مفتوحًا بالكامل. ويتناول
مارك هرتزجارد (Mark Hertsgaard) فى كتابه أوديسا الأرض هذه القضية بصورة جيدة: "إن
حدود حركة حماية البيئة gall ۷۳
دافع الربح هو ما يجعل الرأسمالية تستمرء ولكن من الأساسى لعمل النظام أن يقصد تجاوز
الأهداف الاجتماعية.... من الناحية النظريةء من المفترض أن تتحكم الحكومات فى جشع
الشركات وتقوم بتوجيهها..... بعيذا عن الأركان التى تهدد الصحة والسلامة العامة. ولكن
اللوائح أمر مشكوك به. إن الشركات تضغط بصورة مستمرة على الحكومات من أجل تخفيف
اللوائح الخاصة بالبيئة إن لم تقم بإزالتها برمتها. وغالبًا ما يتم مواصلة هذا الضغط بالرشوة
— والأكثر cle gd الرشوة القانونية المعروفة باسم الاسهامات فى الحملة الإنتخابية» والتى
أدت لتحويل الكثير من السياسيين فى الولابات المتحدة إلى متضرعين ضعفاء للشركات غير
راغبين فى جرح الأيدى التى أطعمتهم.... تحتاج الرأسمالية وتعمل على الترويج لتوسع لا
ينتهى» ولكن الدليل على أن النشاط البشرى قد طغى على النظم البيئية للأرض بالفعل يوجد
فى كل ما ML ga كما طغى على قدرة الجهود البيئية على التكيف.
Gil إن القضايا البيئية معقدة بصورة متزايدة وصعبة Ley يكفى» وهى مزمنة ومتزايدة»
وغاليًا ما تكون خفية وتتكشف ببطء. ويواجه العامة الآن أوقاتا أكثر صعوبة مع هذه القضايا
الأحدث من تلك التى واجهوها مع القضايا الأكثر وضوحًا فى سبعينيات القرن العشرين.
وهناك أبعاد أخرى للتعقيد المتزايد. لقد أثمرت جهود الحماية البيئية عن لوائح وآليات إدارة
ضخمة لا يمكن تخطيها. وتستعصى اللوائح البيئية الآن على الفهم بشدة. فمن منا يعرف ما
الذى يجرى بشأن لوائح "الحد من انهيار كبير" والتى تعمل على حماية طرق الأشجار الغربية
أو لوائح "إجمالى الحد الأقصى من التحميل اليومى" بموجب قانون المياه النقية أو "مراجعة
المصدر الجديد" الخاص بمصادر الطاقة أو تنفيذ قرار المحكمة العليا بشأن حماية الأراضى
الرطبة؟ كل هذه تعتبر قضايا لها دلالة وذات أهمية كبيرة نسبيّاء ولكن من الصعب متابعتهاء
بل حتى أن المحترفين البيئيين يجدون صعوبة فى الاستمرار عندما ينتقلون من اختصاصاتهم.
وعلى المستوى الدولي»: تحتاج تعقيدات القواعد الخاصة باتفاقية كيوتو إلى مهارة تحدى
الموت والإصرار. وتضاهى مشكلة التعقيد التقنى فقط مشكلة التعقيد السياسى عندما ينتقل
المرء حيث لابد له أن ينتقل إلى الساحة الدوليةء حينما يتعين أن تتكيف الجهود لإبرام
الاتفاقات مع تقسيم الشمال الجنوبء والتنمية مقابل البيئةء ونمو الاستهلاك فى الشمال فى
مقابل نمو الكثافة السكانية فى الجنوب» واستثناء جماعات المواطنين من الأدوار الهامةء
ومراعاة مسألة أن الجميع متواجدين فى alle مكون من حوالى مائتى أمة تدعى السيادة
وتطالب بأن تسمعء ويقومون بالسعى وراء مصالحهم القومية. ويعمل هذا التعقيد المتزايد على
إضعاف السياسات البيئية الواهنة بالفعل.
ثالثاء توجد مشكلة وقت اللوائح مشكلة وقت وصول الكوب إلى الشفاه وهى مشكلة
متأصلة فى مناهج الإصلاح السياسى اليوم. ماذا لو غطى أحد اللوائح %۸٠ من المشكلة وأن
VE فشل النظام
%۸٠ بالإضافة إلى أن ged من هذه المشكلات التى تم تنظيمها باللوائح حاولت أن ٠
لقد صغرت المشكلة أمام وكالة الحماية .0,8 ×٠,۸ × ٠,۸ من ذلك الجهد قد نجح؟ أترى!
والمشكلة تنموء يدفعها كما رأينا التوسع الاقتصادى. إذا ما تحكمت .960٠ البيئية بنسبة
canal من النفايات السائلة» ولكن المصادر التى تنتج النفايات تتضاعف فى 900٠ اللوائح فى
سيكون التلوث كما هو قبل فرض اللوائح. وهناك المزيد والمزيد من المشكلات. لقد أشار
والمؤلفون المشاركون معه وهو يكتب فى مجلة سينس (Steve Pacala) ستيف باكالا
إلى سبب آخر يمكنه إنهاء جزء كبير من المشكلة: "لا محالة أن ۲٠٠۳ فى عام (Science)
المشكلات التى تتحرى إشارات التحذير وتتجاوز المصالح الكبيرة تؤدى إلى تأخير اللوائح
وغالبًا ما تتسبب فى حدوث أضرار كان من الممكن تلافيها بحساسية أكبر" للتحذيرات
البيئية!*.
رابعاء توجد قيود تنتج من الاتجاه الواقعى المفاوض والذى يتعامل مع تأثيرات منهج
حماية البيئة الحديثة. وعادة ما يؤدى هذا المنهج إلى إصلاحات سريعة وقطف الثمار المتدلية
القريبة. تتعامل الإصلاحات السريعة مع الأعراض وليس الأسباب الخفية*. إنهم لا يتفهمون
المشكلة وبالتالى يمكنهم مواجهة ما هو مطلوب عمله. يمكن أن تجعل قوانين بناء المنازل
أكثر كفاءة» ولكن ماذا لو أراد المستهلكون والبناة منازل أكبر؟ يمكن أن تكون معايير كفاءة
السيارات مقيدة» ولكن ماذا لو أراد المستهلكون القيادة لأميال أكثر وأكثرء وهذا من جانب لأن
خيارات الانتقال السريع الجيدة غير متواجدة؟
يمكن أن يُعطى قطف الثمار المتدلية القريبة مكاسب سهلة من الناحية السياسية وجذابة
من الناحية الاقتصاديةء ولكنء بينما يبدو أن الموقف يتحسن ويصبح أكثر تسامخا مثل
البيئة فى الولايات المتحدة اليوم وحيث تزداد تكاليف التحسينات الإضافيةء يمكن أن يختفى
الدعم» ويمكن أن يجد القادة البيئيون أنفسهم محاصرين وغير قادرين على التقدم للأمام مع
استكمال نصف المهمة. مع مراعاة ميل نشطاء حركة حماية البيئة — وتقريبًا جميع
المجتمعات الأخرى المهتمة للعمل بصورة أساسية مع أنفسهم» فعندما يُحاصر المرء يوجد
عدد قليل من الأصدقاء لمساعدته.
لقد حاولت حركة حماية البيئة الحديثة أن تجعل النظام يعمل لصالح البيئة» ولكن العديد
من الملاحظينء Jia مراسل جريدة واشنطن بوست المخضرم ويليام جريدر (William
Greider) متشائمون للغاية. وقد كتب فى كتابه روح الرأسمالية: 'لقد أصبحت الدولة النظامية
فوضى حاكمة خاطئة. إن الكثير من وكالات تطبيق القانون تطبق عليها Gid الصناعات التى
تنظمهاء والبعض الآخر يكون es أمام اتخاذ خطوة فعالة من قبل حركة المدافعة اللانهائية
للصناعة والهجوم السياسى المضاد. كما يكون من الصعب فرض تطبيق القوانين الأكثر
حدود حركة حماية البيئة all ملا
صرامة بصورة تعذيبية وتكون عملية التطبيق منغلقة وتبقى ثابتة بالثغرات المغرضة التى بها
والتى هى المصممة من أجل تأخير التطبيق الفعال للقانون لسنوات» بل حتى لعقود".
باختصارء لقد وقع العبء الكامل للتعامل مع التهديدات البيئية المتراكمة والقوة الفعالة
للرأسمالية الحديثة التى تقود هذه التهديدات على كاهل أعضاء المجتمع البيئى ممن هم داخل
الحكومة أو خارجها. ولكن العبء كبير للغاية. وسوف يؤدى النظام الرأسمالى الحديث كما
يعمل الآن إلى وجود نتائج بيئية أكثر تتجاوز الجهود الخاصة بإدارتها. وفى الواقع» سوف
يسعى النظام إلى التقليل من هذه الجهود وسوف يقوم بتحديدها فى إطار قيود ضيقة. لقد تم
تنفيذ الهيكل الأساسى للحركة البيئية فى إطار النظام كما هو مُصمم حاليّاء ولكنها تعمل فى
إطار مُدخلات النظام على حل القيود Yap من توجيه الجهود الأساسية لتصحيح العديد من
اتجاهات التدهورء بما فى ذلك معظم مجالات التغيير التى سيتم مناقشتها فى الصفحات التالية.
وفى النهايةء فإن العمل فى إطار النظام فقط لن ينجح عندما يكون المطلوب هو تغيير تحويلى
فى النظام ذاته.
الجزء الثانى التحول العظيم
الفصل الرابع
فهى الساحة التى يقوم فيها المشترون والبائعون بتبادل السلع والخدمات بسعر يحدده العرض
والطلب. وعلى سبيل المثالء بالنسبة للكثيرين» فإن العديد من أهداف السوق وآلية التسعير
تعمل بصورة جيدة فى مجالات التصنيع والبيع بالتجزئة والمجالات الأخرى. ولم يتم حتى
الآن اختراع نظام أفضل لتخصيص الموارد القليلة» كما أنه من غير المحتمل أن يتم ذلك فى
المستقبل القريب.
لقد كانت ومازالت الحكومة الديموقراطية هى الثقل الموازن للسوق. يعترف جميع
أو معظم المؤيدين الأيديولوجيين لسياسة عدم التدخل بضرورة التدخل الحكومى فى السوق
على جبهات عديدة لأسباب كثيرة. وفى واشنطن اليوم؛ فإن مجال العمل التجارى والأموال
تحميه لجنة الضمانات والمبادلة ووزارة العدل؛ وتحمى هيئة الأغذية والعقاقير ولجنة سلامة
المواد الاستهلاكية المستهلكين وتحمى وكالة حماية البيئة ووزارة الداخلية البيئة وهكذا عبر
مبادئ رأس المال.
وقوى السوق الآن قوية بصورة كبيرة للغاية» وتعتبر الأسعار إشارات قوية. وتسعى
الأعمال التجارية باستمرار إلى توسيع الأسواق لمنتجات جديدة ومناطق جغرافية جديدة» وهذا
تبعًا لقاعدة أنه إذا لم يعمل السوق لصالح البيئة» فإن الساحة مهيئة لعواقب بيئية سلبية كبيرة»
وهذا ما رآه العالم. ويعد تفهُم سبب حدوث هذا وما الذى يمكن عمله حيال ذلك Vyd حيويًا.
يتعين أن يكون الهدف فى هذا الشأن مكونا من جزئين: الأول» هو تحويل السوق إلى أداة
قوية من أجل حماية البيئة وتجديدهاء والثانى» تحديد وتحجيم ما أسماه الصحفى والاقتصادى
روبرت كوتنر (Robert Kuttner) إمبريالية السوق. وهو يذكرناء فى ANS كل شىء el
v4
٠ التحول العظيم
'بأنه حتى فى الاقتصاد الرأسمالى» فإن السوق هو أحد السبل العديدة التى يقوم المجتمع من
خلالها باتخاذ القرارات وتحديد القيمة وتخصيص الموارد والحفاظ على النسيج الاجتماعى
وإقامة علاقات إنسانية". Lay US الاقتصادى آرثر أوكون (Arthur Okun) أن السوق يحتاج
إلى أن يحتل مكاناء ولكنه يحتاج كذلك إلى الحفاظ على مكانه".2 وقد أحسن كل من بول
هاوكن والعالم أمورى لوفينز وهانتر لوفينز صياغة ذلك بصورة جيدة فى كتاب الراسمالية
الطبيعية عندما كتبوا "إن الأسواق أدوات فقط. وهى خادم جيد ولكنها سيد سىء وديانة أسوأ.ة
يعتبر ale الاقتصاد البيئى إجابة ple الاقتصاد الحديث حول فشل السوق فى الاهتمسام
بالبيئة. بالأساسء إنها الاقتصاديات الجزئية والكلاسيكية الحديثة التى يتم تطبيقها على البيئةء
وبالقطع صار لها موطئ قدم قوى فى المجتمع الأكاديمى. ومن بين جميع المجالات التى تم
استكشافها فى هذا الكتاب» كان الاقتصاد البيئى هو الأكثر خضوعًا للدراسة والأكثر دقة
الناحية النظريةء وهى الأكثر اتساقا مع اقتصادنا القائم على السوق.
يقول والاس أوتس وعلماء الاقتصاد البيئى أن علم الاقتصاد البيئى له ثلاثة إسهامات
كبرى“. الأول» إنه يخلق حالة إجبارية مقنعة للتدخل العام فى السوق الحر من أجل تصحيح
فشل السوق.
الثانى: إنه يقدم إرشادات حول إلى أى مدى يتعين أن يصل ذلك التدخل الحكومى فى
سن الأهداف والمعابير البيئية. وعادةء حيث ينتقل المرء من الضوابط المتساهلة إلى الضوابط
القويةء تكون الخطوات الأولى هى الأقل AMS وترتفع تكاليف الإذعان كلما أصبحت
الضوابط المقترحة أكثر صلابة. وفى ذات الوقت» على سبيل المثال» سوف تنهار الفوائد
الاجتماعية الإضافية للتدخل الأكثر قسوة Wha كلما انخفض التلوث إلى مستويات يمكن
تحملها بصورة أكبر. يقر علم الاقتصاد البيئى بأنه يتعين على الحكومة أن تقوم بتوجيه
الاستثمار فى الحماية البيئية حتى النقطة التى تتساوى عندها تكلفة الإذعان (المتصاعدة) مع
الفوائد الاجتماعية (الهابطة). وستكون زيادة الاستثمار أمرًا غير مربح GY التكاليف الهامشية
ستتجاوز الفوائد الهامشية.
رالات فر مايش ليه اومن واخرون باه نرد Br يضع المرء هدفا أو معياراء
بأى وسيلة كانت» فإن علم الاقتصاد البيئى يمكن أن يرشدنا إلى الطريقة الأقل تكلفة والأكشر
فعالية من أجل تحقيق ذلك الهدف.
لنتناول كل من هذه الإسهامات الثلاث.
السوق AY
حالة التدخل العام
يخلق علماء الاقتصاد حالة إجبارية للنوع الصحيح من التدخل الحكومي. وأنا أصوغ الأمر
بهذه الطريقة لأنه غالبا ما تتدخل الحكومات بطريقة خاطئةء حيث تعطى ble} سيئة تعمل
على زيادة اضطراب الأسعار والتى تعد بالفعل مُضللة من الناحية البيئية. وهى مُضللة لأنها
فشلت فى إظهار التكاليف الفعلية الكاملة للإنتاج» أو ما يسمي بالتكاليف البيئية والتى تكون
خارج المؤسسة - وتُسمى العوارض السلبية. ويمكن أن تؤدى إعانات الحكومة إلى جعل ذلك
الموقف أكثر سوءًا.
يقدم alle الاقتصاد ٹیو بانايوتوى Ladle (Theo Panayotouy) رائعًا وموجزًا للموقف
الناتج عن ذلك: "إنه مزيج من الفشل المؤسسى وفشل السوق وفشل السياسة وينتج عنه بخس
سعر الموارد الطبيعية النادرة والأصول البيئية» وهو الأمر الذى ينتج عنه بالتبعية بخس
أسعار السلع والخدمات القائمة على أساس الموارد وحوافز البيئة. ويؤدى كل من صور الفشل
المؤسسى مثل غياب حماية حقوق الملكية» وصور فشل السوق مثل العوارض البيئية» وصور
فشل السياسة مثل إعطاء الإعانات المشوّهةء يؤدى كل ذلك إلى انقسام وتفاوت بين التكاليف
الخاصة والتكاليف الاجتماعية للإنتاج والاستهلاك. وكنتيجة مباشرة: لا يتلقفى كل من
المنتجين والمستهلكين الإشارات الصحيحة بشأن حقيقة ندرة الموارد التى يستنفذونها أو تكلفة
الأضرار البيئية التى يتسيبون فيها. وهذا يؤدى إلى الخلط الاجتماعى الخاطئ للناتج
الاقتصادى: فيحدث فرط إنتاج واستهلاك السلع التى تستنزف الموارد وتعمل على تلوث
البيئة» وقلة إنتاج واستهلاك السلع التى تعمل على المحافظة على الموارد وتعتبر صديقة
للبيئة. وبالتالى» فإن النمط الناشئ للنمو الاقتصادى وهيكل الاقتصاد هو النمط الذى يقلل من
قاعدة موارده وهو غير دائم بصورة مطلقةء حيث أن الندرة النسبية لا يجرى احترامها
والانتباه لها “°
وفى كتاب الأسواق «Lilly يجذب عالما الاقتصاد البيئى ناثانيال كوهين (Nathaniel
Keohane) وشيلا أولمستيد (Sheila Olmstead) الانتباه إلى ثلاثة أنواع مختلفة من فشل السوق
فيما يتعلق بالبيئة. أولاًء توجد العوارض السلبية التى ذكرت فيما سبق» وعلى سبيل المثالء
فإن كافة التكاليف غير المباشرة للأضرار البيئية المفروضة على ذلك التيار من الملوثين
وعلى العامة بصورة أكبرء هى تكاليف لا يطلب السوق منهم أن يقوموا بسدادها. ويعتبر
النوعان الآخران من فشل السوق هما السلع العامة ومأساة الأمور المشتركة: "إن بعض
المميزات البيئية» مثل التنوع البيولوجى» يتمتع بها الكثير من الأشخاص» سواء قام هؤلاء
الأشخاص بالمساعدة فى سداد مقابلها al لا. ويسيى علماء الاقتصاد هذه السلع بالسلع
العامة . وينشأ فشل السوق GY الأمر سينتهى بأن يصبح بعض الأشخاص مستهلكين للسلع
AY التحول العظيم
المجانية: Yad من المساعدة فى توفير السلع العامة بأنفسهم» فإنهم يتمتعون بما يقدمه
الآخرون لهم.
'ويُعرف النوع الثالث من المشكلات البيئية بأنها مأساة الأمور المشتركة؛ فعندما يتاح
مورد طبيعى - مثل المصايد أو مستودع ماء تحت الأرض - للجميعء سوف يقوم الأفراد
باستهلاك oy gall إلى أبعد من المستوى الأمثل. وتنشأ هذه المشكلة GY محفزات الأفراد
تختلف عن المنفعة العامة. ونحن نسمى هذه مأساة GY الجميع سيصبح أفضل حالاً إذا ما
استطاع كل فرد الالتزام بالتصرف بصورة أقل أنانية. وهكذا فإن التصرفات العقلانية الفردية
تضيف إلى النتيجة غير المرغوبة اجتماعيًا”.
فى الواقعء لقد أقام علماء الاقتصاد البيئى حالة قوية للتدخل الحكومى من أجل تصحيح
فشل السوق والحفاظ على الإعانات. ولكن للأسف» لا يمكن القول gh العلماء أقوياء» حيث
يستمر فشل السوق والإعانات المؤيدة للأعمال بوفرة.
محفزات السوق
سوف أتناول فيما يلى الإسهام الثانى لعلماء الاقتصاد البيئى chilly يتناول كيفية وضع
المعايير. وعند تلك النقطة سوف نقوم بدراسة الإسهام الثالث - وذلك باستخدام محفزات
السوق وآلياته لتحقيق نتائج فعالة وأقل تكلفة» بغض النظر عن كيفية وضع معيار الحماية.
وها هنا يكون موضع انتشار ple الاقتصاد البيئى بحق.
لم يكن الأمر دائمًا هكذا. بينما كنت أؤلف هذا الكتاب» كنت أبحث فى كتاب صغير
بعنو ان التحسن البيئى من خلال المحفزات الاقتصادية» وقد كتبه منذ ثلاثين Úle صديقى فريد
أندرسون (Fred Anderson) وعلماء اقتصاد فى مؤسسة الموارد للمستقبل» وهى مؤسسة
الإرشاد والنصح فى واشنطن”. لقد أهدانى أندرسون الكتاب» ولكن» للحق» لم يعجبنى لا أناء
ولا العديد من نشطاء حركة حماية البيئة الآخرين» منذ ثلاثة عقود مضت. وخلال سبعينيات
القرن العشرين؛ حيث كان يتم تشريع القوانين المناهضة للثلوث» كانت هناك حرب فكرية
مشتعلة عن الأنواع. فمن جانب كنا نحن المحامين وحلفاؤنا فى المجتمع العلمى؛ وكانت لنا
اليد العليا. لقد فضلنا ما يسمى الآن طريقة ازدراء لوائح "القيادة والسيطرة". وغالبًا ما كانت
هذه اللوائح قائمة على أفضل تقنية متوافرة مناهضة للتلوث. وكانت الفكرة هى وضع معايير
إجبارية للانبعاث والصرف - معايير أداء والتي سوف تجبر الشركات على تبنى أفضل
تقنيات السيطرة على التلوث من تلك التى كانت متاحة ويمكن تحمل تكلفتها. ولان اللمصادر
الجديدة للتلوث كانت لها معايير ذات مرونة أكبر وأعلى على سبيل المثالء كان من السهل
عليها إجراء تعديلات فى عمليات الإنتاج الخاصة بها فإن المعايير العليا القائمة على
4
AY قوسلا
التقنيات تم تطبيقها عليهم. وقد قامت وكالة حماية البيئة بالعمل على حدود الصرف والانبعاث
القائمة على التقنيات المتوافرة لكل صناعةء وتمت كتابة هذه الحدود فى التصاريح التسى تم
وضعها ضد الملوثين الأفراد. وأحياناء وبموجب الأحكام الأساسية الصادرة طبقا لقائون
الهواء النظيفء لم يكن وضع المعايير قائمًا على أفضل التقنيات ولكن على ما كان مطلويًا
لحماية الصحة والبيئة.
وفى الجانب الآخر من هذه الحرب الصغيرة كان علماء الاقتصاد يجادلون You من ذلك
بشأن استخدام الآليات القائمة على السوق والمحفزات الاقتصادية. لقد كانت هذه أصواتا فى
البرية فى تلك الحقبة. إننا لم تعر إلا القليل من الاهتمام لها WY رأينا أن رسوم التلوث» على
سبيل المثالء هى بمثابة رخصة لها وتعتبر كالسماح للشركات بشراء حق إحداث التلوث؛ ولقد
كنا قلقين للغاية بشأن عدم التأكد إذا لم يتم وضع حدود الانبعاث والصرف بعناية فى
التصاريح.
وبالنظر إلى الماضىء فإننى أعتقد الآن أننا كنا مخطئين بشأن عدم الاستماع إلى علماء
الاقتصاد آنذاك. لقد أدى اتجاه معايير الأداء إلى وجود اختلاف كبيرء ولكننى أتمنى لو أننا
بدأنا مبكرا بآليات السوق. كان هذا سيؤدى إلى وجود اندماج مبكر وأفضل للأهداف البيئية
داخل تخطيط العمل التجارى كما أنه كان سيشكل تحالفا أقوى بين نشطاء حركة حماية البيئة
وعلماء الاقتصاد.
ail بدأ تصحيح إهمال المناهج القائمة على السوق فى ثمانينيات القرن العشرين؛ إلى
الحد الذى أصبحت فيه آليات السوق اليوم مكانا مشتركا يحتضنه كل من نشطاء حركة حماية
البيئة ورجال الصناعة. على سبيل «Shall فإن معهد الدفاع عن البيئة ومعهد الموارد العالمية
قد قادا المؤيدين لهذه المناهج. يقول عالم الاقتصاد بول بورتنى (Paul Portney) أن مناهج
السوق هى الآن الوضع المعتاد فى السياسة البيئية.؟ فى عام ١١٠۲.لاحظت منظمة التعاون
الاقتصادى والتنمية أنه "على مدار العقد الماضىء كانت الأدوات الاقتصادية تلعب Vy gd
متزايدا فى السياسات البيئية لدول المنظمة. وفى هذا السياقء كان الملمح المميز هو الدور
المتزايد للضرائب المتعلقة بالبيئة» فقد قدمت كافة الدول الضرائب البيئية على مدى متغير...
وكان متوسط عوائد الضرائب المتعلقة بالبيئة YY من إجمالى الناتج المحلى للدول
الأعضاء.” وأحد أكثر التطورات المأمولة هى فكرة ضريبة التتقل التى تبنتها ألمائيا وعدد من
الدول الأوروبية الأخرى. تقوم دولة ألمانياء وهى تنتقل بين أربعة مراحل بداية من عام ۹۹٩
بنقل عبء الضريبة من شىء يرغب المرء تشجيعه مثل العمل والأجور التى تنتج — إلى
شىء يرغب المرء فى عدم تشجيعه - مثل استهلاك الطاقة والتلوث الناتج عن ذلك.
لقد تطورت رسوم الانبعاثات والرسوم البيئية الأخرى إلى أقصى حد فى أوروبا. وفى
٤ التحول العظيم
الولايات المتحدة الأمريكيةء رأينا ظهور مخططات "الحد الأعلى والتبادل التجارى" والتى
يمكنها القول بأن بموجبها يتم وضع حد إجمالىء بشأن انبعاثات الكبريت فى منطقة بعينهاء
ويسمح للمُلوثين فى المنطقة بتبادل الحقوق أو السماح بالانبعاثات فيما بينهم من أجل تحقيق
استجابة إجمالية بأقل التكاليف للحد الأعلى. تعتبر الحدود الأعلى حدوذا كمية لحجم المُلوثات
التى يمكن أن تنبعث. l
ail تم إطلاق التجربة الكبرى بشأن الحد الأعلى والتبادل التجارى فى GLY gl المتحدة
فى تعديلات قانون الهواء النظيف لعام ١11٠0 بحد أعلى لانبعاثات الكبريست من مصانع
الطاقة الأخصصة للتعامل مع خطر الأمطار الحمضية. وكانت المدخرات الاقتصادية Adi gall
من مناهج الحد الأعلى والتبادل التجارى؛ والمتضمنة فى برنامج الولايات المتحدة بشأن
الأمطار الحمضية» حقيقية وجوهرية. وقد كان مصدر هذه المدخرات هو قدرة الأدوات
الاقتصادية على الاستفادة من التنوع الكبير بين الشركات فى تكاليف الإذعان. ويتم عمل
خصومات أكثر عندما يكون ذلك أقل تكلفة. سعت كافة مشروعات القوانين الخاصة بحماية
المناخ أمام الكونجرس فى عام ٠٠٠١7 إلى تنظيم انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بالحد الأعلى
والتجارة. ويبدو أنه من المحتمل أن التصاريح القابلة للتبادل والآليات الأخرى القائمة على
السوق للتعامل مع الأمراض البيئية سوف تستمر فى الانتهاكات. لذا انتصر علماء الاقتصاد
مرة أخرى.
لقد أصبح الاندفاع نحو تقديم محفزات اقتصادية وآليات للسوق يحدث بصورة أساسية
من أجل تحسين كفاءة وفعالية البرامج البيئية. لقد أصبح علماء الاقتصاد البيئى مبتكرين فى
تحديد مجموعة متنوعة من أدوات السوق لتحقيق هذه الأهداف: إقامة حقوق ملكية للتغلب
على مأساة الأمور المشتركةء وإيجاد أسواق يمكن من خلالها تبادل كميات الانبعاشات
والصرف وفرض ضرائب ورسوم على نشر التلوث وتصميم أنظمة "التمويل الذاتى" وإعادة
الخصم حيث يتم فرض الرسوم على الأضرار البيئية ولكن يتم إعادتها بسبب السلوك الحسن»
وهكذا. وعلى سبيل المثال» فإن مخطط "التمويل الذاتى" قد يقوم بفرض رسوم على ag tall
اعتماذا على حجم التلوث ثم يقوم بإعادة المردود للملوثين بناءَ على مقدار التلوث الذى سببوه.
ولهذا فإن أصحاب الأداء الجيد يستردون أموالهم وأكثر.
الأسعار المناسبة
ولهذا نجح علماء الاقتصاد البيئى فى إثارة القضية الفكرية للتدخل الحكومى والقضية العملية
لاستخدام المحفزات الاقتصادية. ولكن كان هناك تقدم أقل بكثير فى الإسهام الثانى فى إطار
۸° قوسلا
العمل الخاص بأوتس» واضعا المعيار البيئى عن طريق المساواة بين التكاليف الهامشية
والفوائد. وتذكر أن الفكرة هنا هى التحرك نحو نظام تكون فيه التكلفة البيئية الهامشية لنشاط
ما ضمن سعر المنتج الذى يتم إنتاجه. وعادة تكون هذه التكاليف البيئية خارجة عن الشركة
- العوارضء ولا تسددها الشركة وبالتالى لا تكون ضمن السعر. وتوجد طريقة واحدة
للتغلب على فشل السوق هذا وهى فرض ضريبة أو رسوم على النشاط المدميرء حيث يتم
فرض الضريبة مساوية لقيمة الضرر. على سبيل المثال» بالنسبة لملوثات الهواء سيتم فرض
الرسوم بصورة تساوى قيمة الأضرار الناتجة عن وحدة إضافية من الانبعائات. ويُسمى
علماء الاقتصاد هذا "الحصول على السعر المناسب" ويمكن أن يتم بالتساوى عن طريق وضع
حد أعلى للانبعاثات فى المستوى الأمثل والسماح بتبادل الانبعاثات بدلاً من الضرائب لتحديد
السعر "!.
إذا لم يبد ذلك نموا تلقائيًا لدعم الولايات المتحدة للفكرة الأساسية لعلم الاقتصاد البيئى
بشأن كيفية وضع المعايير البيئية» فيتعين علينا أن نسأل عن السبب فى ذلك. وبالطبع» فإن
أحد الأسباب هو عدم وجود الدائرة الانتخابية السياسية المطلعة. ولكن الصعوبات السياسية لا
تمثل المشكلة الوحيدة» فالمشكلة الأكبر والأكثر line هى ما تسمى مشكلة التقييم» حيث يشمل
faye 'الحصول على السعر المناسب" وضع القيمة الدولارية على الأضرار البيئية» وهنا توجد
مشكلات كثيرة.
وعلى قمة هذه القائمة توجد الصعوبة التقنية والتحليلية فى تطبيق هذا المنهج. وفى كتابه
الرائد فى مجال ple الاقتصاد البيئى» يشرح توم 335 ج Yd «(Tom Tietenberg) كيف يمكن
وضع ضريبة التلوث لمساواة هامش التكاليف مع الفوائدء ثم يقول: "برغم أنه يمكن بسهولة
تحديد المستويات الفعالة لهذه الأدوات السياسية بالأساس» فإنه من الصعب للغاية تنفيذها
عمليًا. ومن أجل تنفيذهاء من الضرورى معرفة مستوى التلوث الذى يمر عنده منحنيا التكلفة
الهامشية لكل مصدر انبعاث. إن ذلك ترتيب طويل» ترتيب يفرض عبء معلومات غير
واقعى على سلطات المراقبة. وتمتلك سلطات المراقبة معلومات قليلة للغاية عن تكاليف
مراقبة [الملوث] وكذلك معلومات قليلة يمكن الاعتماد عليها بشأن وظائف الضرر [البيئى].
كيف يمكن لاطا البيئية أن قوم AA je Alphas oaa الوك بطريقة SS ne
عندما يبدو عبء المعلومات كبير بصورة ظاهرة؟ أحد المناهجء وهو المنهج الذى يختاره
عدد من الدول (من بينها الولايات المتحدة)ء هو اختيار مستويات قانونية محددة من التلوث
قائمة على بعض المعايير الأخرىء مثل توفير هوامش كافية لسلامة البشر أو الصحة البيئية.
وبمجرد أن يتم إقامة هذه المدخلات؛ بأى وسيلة كانت؛ يكون قد تم حل نصف المشكلة.
وسيتعامل النصف الآخر مع كيفية تخصيص المسئولية للوفاء بمستويات التلوث السابق
AT التحول العظيم
تحديدها من بين العدد الكبير من الانبعاثات"!!.
باختصارء يضم مبدأ "الحصول على السعر المناسب" معرفة الأضرار البيئية الزائدة التى
تتسبب فيها كل زيادة فى التلوث الناتج عن كل ملوث. تخيل محاولة حساب ذلك بالنسبة
لانبعاثات الكبريت والنتروجين حيث توجد مجموعة من التأثيرات الصحية؛ وكذلك جميع
التأثيرات الأرضية والمائية المصاحبة للأمطار الحمضية.
يمكن إيجاد استنتاجات مشابهة لاستنتاجات تيتنبرج فى المراجعات الأخرى لعلم الاقتصاد
البيئى. ولكن يقول كل من رائد ale الاقتصاد البیئی دافيد بییرس (David Pearce) وإدوارد
باربيير Lasy «(Edward Barbiere) عالمئ اقتصاد بيئى ويُعدان مدافعين مخلصين عن مبدأ
"الحصول على السعر المناسب" فى كتابهما مخططات الاقتصاد المستدام: 'لقد أكد (كتابنا
السابق) على أهمية وضع قيم المال على الأصول والخدمات البيئيةء فلقد ثبت أنها قد تكون
أكثر القضايا إثارة للجدل فيما يتعلق بالمناقشة العامة للكتاب فى وسائل الإعلام وفى المنتديات
العامة. وقد يحول الاهتمام عن الحقيقة» والتى Leash تم توضيحها [فى كتابنا السابق]ء والقائلة
ob حالة المناهج القائمة على السوق لحل المشكلات البيئية يمكن تبريرها بصورة مستقلة
سواء تم التقييم أم IY وباختصارء ما يقوله علماء الاقتصاد البيئى فى هذا الصدد هو: ضع
الهدف أو المعيار البيئى على أساس ما هو مطلوب من أجل حماية البيئة بصورة كافية أو
على المستوى الذى سيتحمله الاتصال السياسىء وليس على أساس جعل كافة الصعاب
الخاصة بتحويل التكاليف الهامشية الناتجة عن التلوث إلى الداخل. ثم استخدم الأدوات القائمة
على أساس السوق والمحفزات الاقتصادية من أجل تحقيق هذا الهدف بأكثر طريقة فعالة
وبأقل التكاليف. بالطبع؛ فإن هذا يتساوى مع ترك "الإسهام الثانى" لعلماء الاقتصاد البيئى.
تكمن بعض الصعوبات فى وضع القيمة الدولارية على الأصول البيئية. ويمكن رؤية
الحياة البشرية والصحة فى المجال النامى لتحليل فوائد التكلفة؛ حيث كان علماء الاقتصاد
أكثر تصميما وابتكاراء وأكثر إثارة للجدل. ويمكن أن يتم تطبيق تحليل فوائد التكلفة لتقييم
المشروعات مثل السدود الجديدة أو لتقييم السياسات والبرامج» مثل قانون الهواء النظيف.
ويتطلب ذلك أن يتم التعبير عن التكاليف والفوائد بصورة مقاربة» وهى الدولارء حيث أن
تحليل فوائد التكاليف يتطلب لب التقييم.
فى كتاب النفيس» ينتقد كل من فرانك أكرمان (Frank Ackerman) وليزا هنزرلئج (Lisa
Heinzerling) بشدة منهج فوائد التكاليف: 'تكمن المشكلة الأساسية فى التحليل الاقتصادى
المحدود عن الصحة والحماية البيئية فى أن الحياة البشرية والصحة والطبيعة لا يمكن وصفهم
بمصطلحات مالية ذات معنى؛ فهذه أشياء نفيسة لا تقدر بثمن. عندما يكون السؤال عن ما إذا
كنا سنسمح لشخص ما بإيلام شخص آخر أو بتدمير مورد طبيعى؛ وعندما لا يمكن تعويض
السوق لام
حياة أو منظر طبيعى؛ وعندما تمتد الأضرار على مر عقود أو حتى أجيال؛ وعندما تكون
النتائج غير مؤكدة» ويتم تقاسم المخاطر أو استخدام الموارد بصورة مشتركة؛ ولا يكون لدى
الأشخاص الذين 'يشترون" الأضرار أى علاقة بالأشخاص الذين يتأذون بالفعل» إذن فإننا فى
عالم ما لا يُقدر بثمنء حيث تخبرنا قيم السوق بالقليل عن القيم الاجتماعية التى على المحك.
"لا يوجد سبب يدعو للتفكير فى أن الإجابات الصحيحة سوف تبرز من العملية الغريية
الخاصة بتقدير القيم الدولارية للحياة البشرية وصحة الإنسانية والطبيعة ذاتهاء ومن ثم فلنقل
“Via? لهذه الأرقام. وفى الواقعء فإن السعى تجاه ذلك المنهج دائمًا ما يؤدى بعملية تحليل
فوائد التكاليف الرسمى إلى الإيذاء أكثر منه إلى المساعدة....
'"وفى جوهر الأمرء فإن فكرة وموقف علماء الاقتصاد هو أن لكل شىء ثمن.... ولكن
بالنسبة لأغلب الأشخاصء توجد أمور من الحقوق والمبادئ التى تكمن وتأخذ مكانها فيما
وراء الحسابات الاقتصادية. ويساعد وضع حدود للسوق على تحديد من نحن وكيف نود أن
نعيش وما الذى نؤمن به. ولكن دائمًا توجد أنشطة عدة لا يُسمح بها بأى ثمن....
"لا يعتبر تقدير القيم المالية لصالح كل ما نهتم به خطة عملية بالنسبة للحكومة. إن [هذا]
سوف يغمرنا بوفرة من التقييمات الفرضية» والتى سوف تحجب أولوياتنا المجمعة Ya من
توضيحها. كما أنها سوف ترفع المشكلة المستحيلة 'لتقييم* الأشياء رقميًا والتى لا يوافق عليها
كل الأشخاص. على سبيل المثال» هل تعتبر "قيمة وجود" العيادات التى تمارس الإجهاض
رقمًا إيجابيًا al سلبيًا؟ إن الأمر يعتمد على الشخص الذى تطرح عليه السؤال. من المحتمل ألا
يكون هناك من يسعد باتخاذ قرار بناء على متوسط التقييم المالى للمجتمع بشأن حق اختيار
الإجهاض"'.
ويتجاوز نقد أكرمان وهنزرلنج قضية صعوبة التقييم إلى القضايا الأخلاقية والسياسية
التى تثيرهاء فقضايا مثل اضطرابات النمو فى الحمل وفقدان بحيرات أديرونداك
(Adirondack) وانقراض بعض الفصائل وجفاف أنهار الجنوب الغربى الأمريكى أو نهر
الأمازون - من السهل أن ترى فيها لماذا يرى الأشخاص أنه من المهين أخلاقيًا وضع قيمة
دولارية لهذه الأشياء من أجل موازنة ما إذا كان فقدانها سوف يكون مقبولاً. وهكذاء نرى أن
علماء الاقتصاد البيئى يسارعون فى الإشارة إلى أن اللوائح البيئيةء طوعا أو كرهاء والتى
تضع ثمنا حتى لقيمة الحياة بالصورة الإحصائية؛ طالما كنا نرغب فى معرفة كم س تتكلف
اللوائح وكم من الأرواح تم إنقاذها.
وتعتبر مسألة التقييم المثيرة للجدل واحدة فقط من عدة قضايا تدور فى إطار جهد جلب
النموذج السائد للاقتصاد التقليدى الجديد بالتزامن مع الوقائع والاحتياجات البيئية!. هل يعتبر
النموذج القائم فى أساسه على الحساب المركزى البشرى العقلانى (والذى لا يراعى أحذا) هو
4 التحول العظيم
بحد ذاته UDU لصنع خيارات بيئية؟ كيف يمكن وضع معدل الخصم المسستخدم فى تقييم
التكاليف والفوائد التى يمكن زيادة مداها إلى المستقيل؟ وهل يضمن مبدأ "الحصول على
السعر المناسب“ بالمفهوم الاقتصادىء أن يمر الإرث الطبيعى بدون نقصان إلى الأجيال
المستقبلية؟ إن هذه جميعًا قضايا هامة. لكن هدفى هنا ليس تصوير التحديات التى يواجهها
ale الاقتصاد البيئى» بل إنه مجرد بحث سيصف بعض المفاهيم الجوهرية التى إذا ماتم
تنفيذها يمكن أن يتحول السوق إلى قوة مفيدة ومجددة.
سوق جديد
ما هى هذه المفاهيم الأساسية؟ أولاء إننا نعيش فى اقتصاد السوق حيث توجه الأسعار
والقرارات وحيث تتزايد ندرة الأصول البيئية وتعرضها للتهديد. إن الموارد الطبيعية المتعلقة
بالاقتصاد لا تنقصنا؛ بل ينقصنا البيئة. وفى مثل هذا العالم» يتعين أن يكون إيذاء البيئة مكلفا
للغاية ويكون فعل الأشياء التى لا تضر بالبيئة أو الموارد المجددة غير باهظ نسبيًا. لقد لوحظ
أن الاقتصاد السوفيتى المخطط قد فشل GY الأسعار لم تعكس الواقع الاقتصادى. إننا نعيش
اليوم فى اقتصاد السوق والذى يخاطر بالفشل GY الأسعار لا تعكس الواقع البيئى. إننا بحاجة
إلى خطوتين مبدئيتين من أجل تحريك الأسعار فى هذا الاتجاه: أولهما أنه ينبغى أن تعمل
الحكومات على إزالة الضرر الذى أحدثته عندما قامت بمنح إعانات معاكسة للبيئةء وثانيهما
أنه يتعين أن تتدخل الحكومات فى الاقتصاد من أجل تنفيذ مبدأ "تغريم الملوث” المفهوم
والبتعارفة:طية خالا Aly GUNES ْ
وكانطلاق مبدئى للتحرك إلى الاستدامة» يتعين أن يوجد هجوم ole على ذلك الهدف
الضخم» ألا وهو الإعانات. لقد حلل كل من نورمان مايرز وجنيفر كنست؛ فى كتابهما
الإعانات المعاكسة الصادر فى عام ۰۲۰۰۱ مئات الدراسات التى تقيس الإعانات فى مجالات
الزراعة والطاقة والنقل والمياه ومصائد الأسماك والغابات. وقد قاموا بتصنيفها كإعانات
'معاكسة" حيث أن لها تأثيرات ظاهرة سلبية على كل من الاقتصاد والبيئة. وكان استنتاجهماء
وبناءَ على المصالح القويةء أن حكومات العالم تدخلت في السوق لمنح الإعانات المعاكسة
والتى يقدر إجماليها الآن بحوالى 66٠ مليار دولار سنويًا. وتقدر هذه الإعانات بحوالى ۲,١
بالمائة من الاقتصاد العالمى» مما يشكل حافز! اقتصاديًا كبيرًا لتدمير البيئة“'. لقد قدر مركز
خدمات الأبحاث التابع للكونجرس أن إعانات الولايات المتحدة فى مجالات الطاقة كانت ما
بين سبعة وثلاثين مليار وأربعة وستين مليار دولار فى عام ۲۰۰۳ وتم زيادتها بمليارين
أو ثلاثة سئويًا بموجب أحكام قانون سياسة الطاقة لعام NOY oO
يقول مبدأ تغريم الملوث أنه فى الواقعء أى مستهلك أو سارق للبيئة يتعين أن
84 قوسلا
يطالب بتحمل التكاليف الكاملة للأضرار البيئية التى حدثت للبشر أو الطبيعةء وكافة تكاليف
التنظيف والتعويض» وكافة المصروفات المطلوبة لتقليل التأثيرات إلى المستويات المستدامة.
وبصورة أساسيةء توجد ثلاث فلسفات للتنظيم البيئى. لكل منها مكانه؛ وكل منها يحرك مبدأ
تغريم الملوث إلى الأمام.
الأولى هى الحصول على Lud المناسبة. ويمكن أن تقوم المعايير التنظيمية على
ما يمكن تحقيقه بالتقنية المتوافرة أو بالممارسات الإدارية. وفى هذا الصدد فإن المعيار الذهبى
هو ما الذى يمكن alec عن طريق تطبيق أفضل التقنيات المتوافرة. |
و الثانية هى الحصول على الأسعار المناسبة. ويمكن أن تقوم المعايير على مطالبة
الملوثين بدفع غرامة مقابل الأضرار التى تسببوا فيها. وتعمل مخططات تعويض الضحايا
على ذلك» كما تفعل المطالبات بتنظيف وتجديد البيئة. كما يقع ضمن هذه الفئة اسستخدام
الضرائب أو الرسوم أو العلاوات القابلة للتداول لمطالبة الملوثين بجعل تكاليفهم الخارجية
داخلية. وهنا يكون المعيار الذهبي هو "الحصول على الأسعار المناسبة" عن طريق Jaa كافة
التكاليف البيئية داخلية.
Ll الثالثة فهى الحصول على البيئة المناسبة. ويمكن Uad أن تقوم المعايير على ما هو
مطلوب من أجل تحقيق الجودة اللازمة للبيئة المحيطة. وهنا يكون المبدأ الذهبى هو الحماية
الكاملة لصحة الإنسان» وعدم حصاد الموارد التى تحتاج إلى وقت طويل gaill + وعدم إطلاق
المنتجات التالفة أكثر من الطاقات الاستيعابية والحماية الكاملة لهيكل ووظيفة النظام البيئى.
يمكن استخدام المحفزات الاقتصادية وآليات السوق فى كل من هذه المناهج الثلاثة
لجعلها أكثر فعالية التكلفةء ولكل منهج Has كرفع أسعار السوق للسلع والخدمات المدمرة
للبيئة. وفى كل حالة» فإن المعيار الذهبى قد يعنى عدم وجود صرف أو تأثير أو منتج» على
سبيل المثال» حيث تتوافر تقنية مؤثرة بعينها أو حيث ينتهى منتج مضير (على سبيل المثال»
الرصاص فى البنزين أو الكلوروفلوروكريون أو مادة ال دى دى تى).
أخيراء من مناهج التنظيم الثلاثةء نخلص إلى أنه يتعين أن يكون "الحفاظ على الصحة
العامة والكميات البيئية المناسبة" هو الآن المنهج المفضل فى معظم الحالات. ومن المحتمل
لهذا المنهج أن يقود الأسعار فى الاتجاهات الصحيحة Ya من التوجهات الأخرى» وسيقوم
بإشراك مواهب كل من العلماء ورجال الاقتصاد بصورة أفضلء وسوف يقوم بفرض المزيد
من الابتكارات التقنية كما أنه سيكون أكثر حماية للبيئة وسيتفهمه العامة بصورة أفضل.
لقد قام علماء الاقتصاد البيئى بتطوير أدبيات واسعة بشأن مشكلات التوافق مع الاختيار
الصحيح للإدارة لتحقيق نتائج كافية وفعالة”!. وفى ظل نظام الحد الأعلى والتبادل التجارى»
على سبيل المثالء فإن كمية الملوثات ثابتة» وغالبًا ما يكون هذا أمرًا هاما للغايةء ولكن يوجد
٠ التحول العظيم
شك حول المكان الذى ستنتج فيه الانبعاثات. وبالنسبة للملوثات التى لا يهم IBS مكانها (ثانى
أكسيد الكبريت والكلوروفلوروكربون وثانى أكسيد الكربون) فإن نظام الحد الأعلى والتبادل
التجارى يعتبران اختيارا جيذا. ولا تعتبر رسوم التلوث وبرامج المحفزات الاقتصادية
الأخرى أمرًا مرغوبًا فيه» ولكن؛ أينما يصعب قياس الانبعاثات: وأينما يمكن أن تحدث
التغييرات فى الظروف المحيطة بصورة سريعة (على سبيل المثالء يمكن أن ينحدر تدفق
التيار أو يمكن أن تحدث انقلابات جوية)ء وأينما يمكن أن توجد مواد أو أنشطة خطرة
خاصة» أو أينما يمكن أن يؤدى نظام الحد الأعلى والتبادل التجارى أو ضرائب الانبعاثات فى
'بؤر ساخنة" تحتوى على الملوثات 35S yall ففى مثل هذه الحالات يكون التنظيم المباشر هو
CAs 1
ly ما كانت الفلسفة المستخدمة الخاصة بوضع المعايير» Ul y ما كانت الأداة الاقتصادية
أو المنهج الآخر المختارء فإنه يتعين أن يكون الهدف فى كافة الحالات هو التأكد من أن
غرامة تدمير البيئة من كافة الأنواع مرتفعة بشدة ورادعة. وستكون نقطة البداية بالنسبة لهذا
المشروع هى تحديد تلك السلع والخدمات»ء سواء الوسيطة منها أو النهائيةء والتى لها أكبر
التأثيرات البيئية. ولقد بدأ علماء البيئة الصناعيين فى أوروبا بداية ممتازة فى ذلك الشأن"!.
عندئذ يمكن للمرء أن يعود للعمل من خلال سلسلة الإنتاج وفرض الضرائب على الانبعاثات
وعلى الثراء ورسوم المستخدم والمتطلبات الأخرى على الأنشطة الأكثر Lal ويمكن أن
تزداد هذه الرسوم بصورة ثابتة فى إطار الجهود الرامية إلى إغلاق الفجوة بين تكاليف
الإنتاج الخاصة والعامة.
والمجموعة الثانية من المفاهيم الأساسية لتحول السوق هى التى وضعها بول هاوكن
وأمورى لوفينز وهانتر لوفينز فى كتابهم الراسمالية الطبيعية. وكما قلت فى المقدمةء فهم
يدافعون عن استراتيجية استثمار قومية تروج لها الأعمال التجارية والحكومة والتسى تؤكد
جذريًا على إنتاج الموارد المتزايدء وغاليًا إنتاج رأس المال الطبيعى على نطاق واسع. يمكن
أن تعمل التغييرات فى قانون الضرائب الفيدرالية على الإسراع بالتحركات فى هذه المجالات»
حيث يمكن وضع رسوم على استخراج المواد الخام: وإجراء الأبحاث الخاصة والحكومية
الملائمة وبرامج التنمية والدعم الحكومى الكبير لمبادرات التجديد البيئى.
وينتج المجال الثالث لتحول السوق من عمل عالمى للاقتصاديين ريتشارد نورجارد
(Richard Norgaard) وريتشارد هاوارث Richard Howarth) . لقد بينا أن مبدأ "الحصول
على الأسعار المناسبة" لن يضمن الاستدامة بالنسبة للجيل الحالى» وهو الأمر الذى يتعلق
بالمساواة بين الأجيال. تتطلب الاستدامة أن يقرر كل جيل بوعى كامل إعادة توزيع الموارد
الكافية لأجيال المستقبل» وهى عملية تشبه إعادة توزيع الموارد فى إطار الأجيال الحالية.
4١ قوسلا
وحتى يمكن الوصول إلى هذه الغاية» فإنهم يشجعون على اعتبار مثل هذه المقاييس التى
تشتمل على تطبيق لضرائب استخدام الموارد وبناء أسواق مستقبلية ووضع الموارد المعدنية
والموارد الأخرى فى الأمانة العامة من أجل الاستخدام المستقبلى؛: وإعانة ملاك الموارد على
تخفيض معدل الاستخراج والتآكل. وسيكون المقياس الآخر فى هذا السياق هو المطالبة بأن
يتم إعادة استثمار نسبة من عائدات تطوير الموارد غير المتجددة (حيث تكون هذه النسبة
أعلى من الأرباح العادية) فى تطوير موارد تعويضية متجددة.
وينتج المجال الرابع للعمل الحكومى نحو تحول السوق من الحقيقة القائلة بأن الأسعار لا
تعمل دائمًا عند التطبيق العملى كما تعمل فى النظرية. ولذلك فإنه على مستوى coals تقوم
بعض العوامل على إخفاء إشارات الأسعار - وهى ظاهرة يعيها علماء الاقتصاد تمامًا. على
سبيل المثال» وجدت دراسة أجريت عام ٠٠١5 على أسواق الطاقة قامث بها مؤسسة ماكنزى
وكومبانى للأبحاث أن الإمكانيات العالمية للحصول على إنتاجية للطاقة كانت ضخمة؛ ولكن
تحقيق ذلك سيتطلب أكثر من أسعار طاقة مرتفعة'2. ما الأسباب؟ بعض القطاعات بها مرونة
فى الأسعار المنخفضة»ء وبالتالى فإن الأسعار الأعلى لا تؤدى إلى استجابات كبيسرة. يفتقفد
المستهلكون إلى المعلومات ورأس المال لتحسين إنتاجية الطاقةء واستجابة الأسعار لديهم
تواريها أولويات الملائمة أو الراحة أو الأسلوب أو السلامة. لقد قامت الأعمال التجارية
Lal بتشكيل استثمارات الطاقة القيمة بسبب تكاليف الطاقة الصغيرة أو المجزأة. تستطيع
المعايير الحكومية التى تقلل تكاليف الصفقات وتوفر المعلومات ورأس المال وتقلل المخاطر
أن تساعد فى التغلب على تلك المعوقات السلوكية والمؤسسية.
والمجال الأخير لعمل الحكومة على الترويج لتحول السوق هو الحاجة إلى تصحيح
إشارة اقتصادية مُضللة أوء على الأقلء تم إساءة استخدامها أو الإفراط فى استخدامها - مثل
إجمالى الناتج المحلى. وكما يحدث حاليّاء فإن إجمالى الناتج المحلى معترف به على نطاق
واسع كمقياس ضعيف للرفاهية الاقتصادية القوميةء مهما كانت قيمته كمقياس للناتج القومى.
إن المجتمعات بحاجة إلى مقياس حقيقى للرفاهية لقياس مدى نجاح اقتصاديات السوق فيما
تقدمه لسكانها. وسيتم مناقشة حدود إجمالى الناتج المحلى وعروض مؤشرات البدائل فى
الفصل السادس.
يتعين أن تقوم هذه التغيرات وغيرها بجعل السوق يعمل لصالح البيئةء على عكس النسق
التاريخى. ولكن هناك أيضنًا الحاجة المكملة للاعتراف بوجود حدود على اختراق السوق.
يحدث التسليع' عندما تنتقل سلعة أو خدمة ليست فى نطاق السوق إلى السوق ويتم بيعها
' هو تحويل كل المنتجات والخدمات إلى سلعة؛ وهو منهج ماركسى. (المترجم)
7 التحول العظيم
مقابل ثمن. وحيث تم تسليع الأصول الطبيعيةء تزداد شدة المنظور الإنسانى للطبيعة على أنها
شىء مفيد للبشرية» ويوجد من أجل استخدامنا وفائدتناء وليتم شراؤه وبيعه.
يسعى المدافعون عن الفقراء إلى إعلان أن مياه الشرب حق إنسانى أساسى يتعين أن
تعترف به الحكومات والآخرين. ولكن فى الواقع أصبحت المياه سلعة عالمية كبيرة» مع
وجود خطوط أعمال كبرى فى مجال خدمات مياه الصرف ومد خطوط مياه الشرب والمياه
المعبأة. ومن المناسب تمامًا المطالبة بأن يتم تسعير المياه بتكلفتها الكاملة للمستهلكين بصورة
كبيرة» ولكن من غير المناسب عدم توفير خط مياه الشرب الذى يمكن تحمل تكلفته ماديا
والمتوافر للجميع.
والاتجاه المرتبط بذلك هنا هو الخصخصة. حيث يتم انتقال المسئوليات والوظائف التى
كانت Ale ذات مرة إلى الملكية الخاصةء أى لإدارة قائمة على السوق بصورة كبيرة. فى
عام 2٠٠١07 نشرت جريدة بيزنس ويك تقريرا عن أن المستثمرين يلحون فى طلب الاستحواذ
على الطرق السريعة والجسور والمطارات فى الولايات المتحدة: "مع وجود قادة الدولة والقادة
المحليين الذين يهرعون وراء السيولة النقدية من أجل حل مشكلات مالية قصيرة المدىء فإن
الظروف مهيئة لوقوع انفجار غير مسبوق للشراء والبيع. ويُجمع الكل على أنه قد يتبدل
أصحاب الملكيات العامة التى تساوى ٠٠١ مليار دولار فى خلال العامين القادمين؛ وبذلك
يكونوا قد ارتفعوا من أقل من ۷ مليار دولار خلال العامين الماضيين”2. وفى الوقت ذاتهء
فإن التعهد الفيدرالى الحكومى مستمر بصورة سريعة. إن المبلغ الذى قامت واشنطن بإنفاقه
على المتعهدين من القطاع الخاص قد تضاعف فى الأعوام الستة الماضيةء ويمتلك العم سام
الآن عمال متعهدين أكثر من الموظفين الفيدراليين2. بل لقد تم العرض بجدية أن يتم
خضخصة المتنزهات المحلية لدينا. بلا شك سيكون هناك بعض الفوائد البيئتية من هذه
الاتجاهات» حيث سيتم تسعير الموارد والخدمات بصورة أكثر دقة» ولكن سيكون هناك آثار
سلبية على البيئة والجمهور على السواء.
لقد لاحظ روبرت كوتنر أن الزحف نحو السوق يعطى إشارات 'ليس على خصائص
السوق بل على نيته لاختراق عوالم لا ينتمى إليها*. فى الواقع توجد أماكن يتعين ألا يصل
إليها السوق؛ وتوجد أنشطة وموارد لا ينبغى أن يتم تسليعها؛ وتوجد أشياء لا تقدر بثمن.
وكما قال كارل بولانى” إننا بحاجة إلى حماية الأماكن الذاتيةء فى حياتنا وفى مجتمعاتنا وفى
الطبيعة.
' رمز ولقب شعبى يطلق على الولايات المتحدة وهو اسم تاجر أمريكى كان ينقل المؤن للجيش الأمريكى. وكان
يطبع براميل هذا الطعام بحرفى U.S (أى الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة. ولذلك أطلقوا لقب العم
سام على التاجر. فحرف U للرمز إلى Uncle اي العم و S إلى Sam أى سام. (المترجم)
47” a gull
فى كتابه اقتصاد الأرضء Bay مارك ساجوف «(Mark Sagoff) فيل سوف الأخلاق
والباحث البيئى» أنه بينما يمكن أن تفشل الأسواق وهى تفشل بالفعل» فإن المجتمعات لا تتدخل
من أجل إصلاح فشل السوق. "إن اللوائح الاجتماعية الخاصة بسلامة منتجات المستهلك
ومكان العمل والبيئة تستجيب تاريخيًا للحاجة إلى جعل الأسواق al قدراء وليس بالضرورة
جعلها أكثر فعالية.... تعبر اللوائح الاجتماعية عن ما نؤمن بهء وما نحن عليه» وما نمثله
كأمة... ولا يوجد منهج لصنع ”قرارات صعبة' و 'مقايضات*. يتعين علينا الاعتماد على
فضائل المناقشات حيث العقول المتفتحة والانتباه للتفاصيل وحس الفكاهة والشعور
الجيد'“. ويُعبّر ساجوف بصورة جيدة عن الحقيقة القائلة بأن تحول السوق هو أمر متعلق
بالسياسة وليس بالاقتصاد. وهو أمر سيتطلب اتخاذ قرارات سياسية صعبة للغاية مثل إلغاء
الإعانات ورفع أسعار البنزين والأغذية التى تصل إلينا طائرة عبر طريق طوله نصف العالم
وإبقاء الموارد بعيذا من أجل أجيال المستقبل وحظر الوصول إلى السوق ذاته. ولكن يعتبر
تحول السوق هو حجر الأساس: ففى اقتصاد السوق» ببساطةء لا يوجد بديل للأسعار البيئية
الصادقة والمبادرات الأخرى التى تجعل السوق يعمل لصالح البيئة ككل Ya من أن يعمل
ضدها. وقد بدأ مجهود جاد وإن كان جزئيًا فى هذا الاتجاه. وكلما كان السعى وراء تحول
السوق أكثر وأسرع كلما كان حال أولادنا وأحفادنا أفضل.
الفصل الخامس
النمو الاقتصادى:
الانتقال إلى مجتمع ما بعد النمو
النمو الاقتصادى هو مبدأ الرأسمالية الحديثة والناتج الأكثر حصذا للجوائزء إذ أن فكرة إنه
يوجد أو يستلزم أن يكون هناك حدود للنمو عادة ما تقابل بالسخرية. ومع ذلك لم يكن كل
الاقتصاديين رافضين لتلك الفكرة. لقد كان جون ماينارد كينيز» والذى كان يكتب منذ ثمانين
عامًا مضتء يتطلع إلى اليوم الذى تصبح فيه "المشكلة الاقتصادية" شيئا من الماضى. لقد
كانت كتاباته بحد ذاتها ثمينة حينما قال: "عليك افتراض Lil بعد مائة عام من الآن سنكون
ثمانى مرات أفضل من اليوم. وبافتراض أنه لا توجد حروب هامة ولا يوجد زيادة شديدة فى
الكثافة السكانية فربما تحل المشكلة الاقتصادية“ . وهذا يعنى» إذا ما نظرنا إلى المستقبل» أن
المشكلة الاقتصادية ليست المشكلة الدائمة للجنس البشرى.
"وريما تسأل لماذا يعد هذا مروعًا للغاية؟ إن ذلك مروع لأن المشكلة الاقتصادية
والصراع من أجل البقاء أصبحا حتى الآن المشكلتين الأكثر إلحاحًا وأولية للجنس البشرى...
وهكذا لأول مرة منذ خلق الإنسان» سوف يواجه الإنسان واقعه ومشكلته الدائمة ألا وهى
كيف يقوم باستخدام حريته بدءَ من الاهتمامات الاقتصادية الملحة» وكيف يقوم بشغل وققت
الفراغ... ووصولاً إلى كيف يعيش بحكمة وباقتناع وفى حالة جيدة.
"فهناك تغييرات فى المجالات الأخرى Lad والتى يجب أن نتوقع حدوثها. فحينما يصبح
تراكم الثروة دون أهمية اجتماعية عالية المستوىء سوف تصبح هناك تغييرات هامة فى
دستور الأخلاق. إن حب المال كشىء ممتلك - مع اختلافه عن حب المال كوسيلة للاستمتاع
والوصول إلى حقائق الحياة — سوف يعرف بوصفه مرضنا مثيرًا للاشمئزاز إلى حد ماء
وسوف يصبح حب المال واحذا من تلك الميول شبه المرضية وشبه الإجرامية» والتى يقوم
الشخص بعرضها على المتخصصين فى مجال المرض العقلى وهو يرتجف...
ul,’ أرى tal أحرارء ولذلك يجب العودة إلى بعض المبادئ الحتمية والمحددة فى الدين
والفضيلة المأثورة ومن بين تلك المبادئ: أن الجشع ALS, وأخذ الربا عمل شرير» وحب
q0
1 التحول العظيم
المال مكروهء وأن الذين يسيرون حقا فى طريق الفضيلة والحكمة العاقلة يقومون بالقليل من
التفكير من أجل الغد. ويجب علينا مرة أخرى إعلاء قدر الغايات قياسًا إلى الوسائل» وتفضيل
الجيد عن المفيد. ويجب علينا تكريم هؤلاء الذين يستطيعون تعليمنا كيف نقوم باستغلال
الساعة واليوم بطريقة مستقيمة وجيدة؛ إن أسعد الناس هم الذين باستطاعتهم الاستمتاع مباشرة
بالأشياء» GY الحياة ليست سعيًا وراء المأكل والمشرب والملبس فحسبء لأن ذلك لا يطيل
من عمر الحياة.
'ولكن كن منتبها! فلم يحن وقت كل هذا بعد. وفى فترة لا تقل عن مائة cale يجب علينا
التظاهر لأنفسنا ولأى شخص بان الأشياء سوف تأتى بعكس واقعها؛ فيبدو الحق حمقاء وتبدو
الحماقة أحق أن تتبع. يجب أن يكون الجشع والربا والحذر مرشدينا حتى نستطيع البقاء لفترة
أطول قليلاً. وهذا فقط لأنهم سوف يخرجوننا من ظلمات نفق الضرورة الاقتصادية إلى ضوء
النهار..
'وفى نفس الوقت لن يكون هناك ضرر فى القيام ببعض الإصلاحات الطفيفة لمصيرناء
وذلك بتشجيع وتجرية فنون الحياة بالإضافة إلى أنشطة الهدف.
"ولكن فى المقام الأول؛ ليس علينا المبالغة فى تقدير المشكلة الاقتصادية أو التضحية من
أجل ضرورياتها المفترضة بأمور أخرى ذات مغزى أكبر وأكثر دوامًا. إن هذا الأمر يجب
أن يكون من شأن المتخصصين مثل طب الأسنان. وإذا كان بإمكان الاقتصاديين أن يتدبروا
أمرهم لجعل الآخرين يرونهم بوصفهم أشخاصًا متواضعين وأكفاء فى نفس مستوى أطباء
الأسنان» فسوف يكون هذا رائعا".
تنبأ كينيز بعالم يصبح فيه المجتمع متجاوز! ومتحرر! من احتياجات النمو ولا تقفع
التكاليف الأساسية لهذا النمو على البيئة ولكن على الكيفية التى شوه بها السعى وراءه أخلاق
وفضائل الإنسان. وحيث أننا نقترب من ala المائة عام" التى حددها كينيز وفكرة 'ثمانى
مرات أفضل"؛ ربما يكون حان الوقت لكى Shad عن أولوية النمو الاقتصادى غير المحدود
وغير المنتهى. فى الحقيقةء وقبل إهدار كثير من الوقت لكى نصل لنقطة من خلالها يمكن حل
المشكلة الاقتصاديةء هناك أسباب جيدة لكى نطالب بتثبيت توسيع الاقتصاد الكلى كالبضاعة
غير المشوبة وكالدواء لكل الأمراض.
وعلى سبيل المثال» قام تقرير التنمية البشرية لعام ١117 بعمل مسح للأداء الاقتصادى
للدول ووجد العديد من الأمثلة:
٠ نمو بلا وظائف حيث يوجد نمو اقتصادى ولكنه لا يزيد من فرص التوظيف.
٠ نمو بلا رحمة حيث agi ثمار النمو الاقتصادى الأغنياء فى الغالب.
ه٠ نمو بلا صوت حيث لا يصحب النمو فى الاقتصاد توسع فى الديمقراطية أو المساعلة.
النمو الاقتصادى ۹۷
٠ نمو بدون جذور حيث يسبب هذا النمو ذبول الهوية الثقافية للأشخاص.
o نمو بلا مستقبل Gus تبدد الأجيال الحالية الموارد التى تحتاجها أجيال المستقبل2.
ولقد رأينا نحن العاملين ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) مع مرور الوقت العديد
من تنوعات النمو Yay من النمو الجيد الذى قمنا بتعريفه على أنه نمو مصحوب بالعدالة
والتوظيف» والبيئة والمساءلة. لقد وجدنا أيضًا أن الرابط بين النمو الاقتصادى وتخفيض الفقر
بعيد كل البعد عن المثالية» بل إنه كان سيصبح أقل إذا قام أحد الأشخاص باستخدام مقاييس
الفقر Yay من الدخل التقليدى» والذى لا يزيد عادة عن دولار فى اليوم لكل فردء وهذا هو
مفهوم "الفقر المطلق”. وقد قمنا بتوثيق أن استراتيجية قومية ناجحة ضد الفقر سوف تشتمل
على العديد من الأشياء بداخلها أكثر من مجرد التزام بالنمو الاقتتصادى*. ولكن؛ كما ذكرناء
قمنا بتأكيد أن النمو الاقتصادى أصبح حاجة ملحة فى العالم النامى. إن تخفيف حدة الفقر لن
يصل إلى ما هو أبعد بدون حدوث النمو الاقتصادى.
وبالرغم من أن تحقيق النمو الصحيح فى الدول النامية يظل واحذا من أكبر تحديات
العالم» فإن تركيزى هنا على تلك المجتمعات فى أو بالقرب من نهاية رحلة كينيز الذى قال
عنها أن: أفضل ما قامت به دول أمريكا الشمالية؛ وأوروباء واليابان» وأسترالياء ونيوزيلنداء
وسنغافورة وبعض دول الخليج هو وجود تلك التحديات الخاصة بالوفرة أكثر منها بالفقر.
وبالتفكير فى مستقبل النمو بين الدول الغنية» علينا الأخذ فى الاعتبار ثلاثة مفاهيم
مختلفة:
٠ نمو الإنتاج إن النمو فى الإنتاج أو المخرجات هو ما يوصف عامة بالنمو
الاقتصادى. وهو يشتمل على النمو فى كل من الإنتاج المالى وغير المالى. ويقوم نظام
الحسابات القومية بإحصاء القيمة بالدولار لفرع من هذا الإنتاج وخاصة الخدمات
والبضائع التسويقية والإنفاق الحكومى ويدعى ذلك الناتج المحلى الإجمالى.
ه٠ نمو فى اقتصاد المدخل البيوفيزيائى. “فالناتج” يتضمن كل المواد المأخوذة من الطبيعة
والتى تخضع للعمليات الاقتصادية وتخرج فى شكل ماء Male أم Sal على هيئة
نفايات. إن إعادة التدوير وزيادة المخزون الرئيسى Lay يبطئ قليلاً ولكنهم لا يوقفون
مسألة أن يصبح المدخل من النفايات أعلى وأكثر فى النهاية. وبالمثلء فإن المدخل هو
مجموعة من الكميات وليس الدولارات. وببساطة لا يستطيع أى فرد أن يزيد من تلك
الكميات حيث أن التأثيرات البيئية للنفايات والأنشطة المتنوعة مختلفة جدا. وربما يُنظر
إلى الناتج على أنه يقيس» أو على الأقل يرمز إلىء الحجم أو المقياس الفيزيائى
للاقتصاد. ولذلك فإن الناتج ونموه هما الأصل لكثير من أعباء الاقتصاد على البيئة.
۸ التحول العظيم
والنقطة الرئيسية هى أن نمو الناتج متصل اتصالاً وثيقا بالنمو فى الإنتاج الاقتصادى» مع
معرفة طبيعة اقتصاد اليوم وكيف يقاس إجمالى الناتج المحلى. عليك كذلك ملاحظة أن
التغيرات التقنية لادخار الموارد تستطيع بل وتحصل على المزيد من الإنتاج من مدخل
١ dom
o نمو الرفاهية الإنسانية. تشمل الرفاهية الإنسانية أكثر بكثير مما يشمله النمو فى الإنتساج
الاقتصادى والاستهلاك الناتج عنه. وتتواجد GY) العديد من مقاييس الرفاهية وتتضمن
مؤشر الرفاهية الاقتصادية المستديمة ومؤشر التنمية البشرية؟. وسيتم تناول هذه
المؤشرات لاحقا فى الفصل القادم.
وعادة ما يستخدم إجمالى الناتج المحلى على أنه بديل للمدخل»ء شأنه فى ذلك شأن مفهوم
إجمالى الناتج المحلى لكل فرد (أو نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى) عندما يستخدم
عادة كبديل للرفاهية. ولكنها مقاييس غير تامة لتلك الأغراض» فاس تخدام إجمالى الناتج
المحلى والمدخل لكل فرد كمقاييس للناتج والرفاهية يثير انطباعا بأن البيئة والرفاهية على
خلاف تام إلا أنه كلما زاد إجمالى الناتج المحلى زادت الرفاهيةء ومن ثم تحدث خسارة
بيئية. فإذا كانت لدينا مقاييس AUS صحيحة للرفاهية البيئية ورفاهية الإنسان» فربما نرى
العكس.
وبتلك الخلفية علينا أن نتناول أربعة أسئلة كل بدوره:
.١ هل من المنطقى تحدى النمو الاقتصادى مباشرة؟
؟. ما هى الأساسيات لمثل هذا التحدى؟
*. ما هى السياسات أو الأمور المتاحة لتحقيق الانتصار أو للعمل على التصدى لمثل هذا
التحدى؟
4. ما هى النتائج العملية والسياسية المتوقعة لخوض تحدى النمو؟
أن ننمو أو لا ننمو
هل من المنطقى تحدى النمو الاقتصادى مباشرة؟ إن أغلب الناس سوف يجيبون بالرفض
وسوف ينقسمون إلى فريقين. أولاء هؤلاء الذين يرون النمو الاقتصادى كبضاعة صرفة.
ولنسترجع الرؤية العالمية لعالم السوق فى الفصل الأولء فهؤلاء الذين لديهم منظور تقديس
العمل والتطلع للمستقبل عندهم يقين بالأسواق الحرة والمنافسة لحل المشكلات. وهم يسعون
إلى رؤية الطبيعة على أنها غير محدودة: ولذلك فإنهم بعيدو الاحتمال عن وضع القيود
الواضحة على الفعل الإنسانى. والنمو الاقتصادى فى نظرهم إيجابى كليّاء فإنه ييسر الحلول
النمو الاقتصادى 8498
والابتكارات التقنية لندرة الموارد الطبيعية.
إنى آمل أن تكون مناقشة النمو والرأسمالية الحديثة فى الفصل الثانى قد أظهرت عدم
واقعية هذا المنظورء ففى الماضى القريب وفى الوقت الحاضرء أصبح النمو الاقتصادى.
والذى تمت تجربته فعليّاء مازال هو المصدر الرئيسى لمشكلاتنا البيئية الهامة. وكما كتب ج.
ر. ماكنيل فى التاريخ البيئى الذى رصده للقرن العشرين: إن النمو يعتبر مفيدا "فى alle ذى
أرض خاوية» وأفواج من الأسماك الهادئةء وغابات واسعة ودرع الأوزون القوى“ ولكنه
الآن مصدر "التصدع البيئى الخطير”.
وهناك مجموعة أخرىء والتى تنفصل بعيدًا عن تحدى النمو فى حد ذاته» وهى التى
تشارك نظرية عالمية فى عالم سياسات الإصلاح؛ وهذه المجموعة تتضمن العديد من رجال
البيئة من التيار الرئيسى. وجهة النظر هنا هى أن النمو قد يكون منسجمًا مع التحفظضات
البيئيةء ولكن يحدث ذلك فقط إذا تم توجيهه حسب القواعد» وتصحيحات السوق وغير ذلك من
أعمال الحكومة.
والمتواجدون فى عالم سياسات الإصلاح لهم دون شك رأى صائب حول أن النمو يمكن
أن يكون أكثر نفعًا من اليوم؛ فكلا من السياسات البيئية الإبداعية والتقليدية لديها المزيد لتقدمه
كطرق نحو نمو أكثر نفعًا. وفى الحقيقةء فإن السياسات المتواجدة حاليًا قد وطدت الصداقة
بين النمو والبيئة أكثر مما كانت عليه سابقا. ولكن؛ كما ذكرنا فى الفصول iilud هناك
العديد من الحدود لهذه المناهج.
إن الاعتقاد الجوهرى للذين يعون أنه ليس علينا القلق بشأن النمو فى حد ذاتهء لأنه
بإمكاننا أن نزيد من النمو إلى المستويات المقبولة» هو أن التغير التقنى لأحد صور حفظ البيئة
يمكن أن يتشكل بسرعة شديدة لدرجة أنه يعوض الضغط البيئى الزائد والذى يولده النمو. إن
معادلة "التأثير البيئى للكثافة السكانية والوفرة والتقنيات"(105487) تساعد فى اختبار هذا
الاقتراح”.
PAT =1
التأثير البيئى = الكثافة السكانية × الوفرة × التقنيات
فهذه المعادلة فى الحقيقة هى بطاقة هوية:
التأثير > الكثافة السكانية × A AS SS
إجمالى الناتج المحلى إجمالى الناتج المحلى
Impact = Population X (GDP/population) X (Impact/GDP)
٠ التحول العظيم
التأثير = إجمالى الناتج المحلى a التأثير —
إجمالى الناتج المحلى
حيث أن إجمالى الناتج المحلى لكل فرد هو قياس الوفرة؛ وحيث التأثير البيئى لكل دولار من
إجمالى الناتج المحلى (أو وحدة من الناتج) هو انعكاس للتقنيات المنتشرة فى الاقتصاد.
إذا كان إجمالى الناتج المحلى يزيد بنسبة Y فى المائة كل عام» وإذا ما أراد شخص
ما أن يقلل التأثيرات البيئية بشكل ملحوظء لذا يجب على التأثيرات البيئية لكل دولار من
إجمالى الناتج, المحلى وعلى كل وحدة من الناتج الاقتصادى أن تنخفض إلى معدلات ملموسة
Perens إلى معدل ثلاثة بالمائة فى كل عام. ويتطلب تقليل التأثيرات البيئية أسرع من
الاقتصاد الذى ينموء تغييرا تقنيًا سريعًا. ولهذا السبب فأنا وغيرى من الأشخاص قد طالبنا
بالسياسات التى تعزز الثورة البيئية حول التقنيات والتى تعنى تحديثا Giy ضروريًا للاقتصاد
والذى سوف يشتمل على كل من تحويل المخزون الرأسمالى الحالى من خلال الإبداع وروح
المبادرة وخلق صناعات بيئية جديدة ومنتجات وخدمات”. إن إحدى الطرق الرئيسية لتقليل
التلوث واستهلاك المصادر الطبيعية أثناء تجربة النمو الاقتصادى هى إحداث تغييرات إجمالية
فى التقنيات التى تهيمن اليوم على الصناعة والطاقة والتشييد والنقل والزراعة. إن تقنيات
القن العشرين التى شاركت بصورة كبيرة فى مشكلات اليوم يجب أن يتم التخلص منها
تدريجيًا وأن تستبدل بتقنيات القرن الحادى والعشرين» تلك المصممة باستدامة بيئية ومحفوظة
فى الأذهان. يجب أن يصبح الاقتصاد "غير مادى” إلى أقصى حد ممكن من خلال جيل جديد
من التقنيات والتى تقلل بشدة استهلاك المصادر الطبيعية وتوليد المخلفات لكل وحدة من الناتج
الاقتصادى.
على سبيل المثالء خذ فى اعتبارك ماذا يعنى هذا فى سياق ظاهرة الاحتباس الحرارى
العالمية واستخدام الوقود الحفرى. ولنفترض إنه من أجل تثبيت تركيزات الغازات المسببة
للاحتباس الحرارى فى الهواء عند معدلاتها "الآمنة"» فإنه سيصبح من الضرورى تقليل
انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى الولايات المتحدة الناتج عن استخدام الوقود الحفرى بنسبة
٠ فى المائة على مدار الأربعين Gle القادمة. ولنفترض Wal أن اقتصاد الولايات المتحدة
سوف يزيد بنسبة ۳ فى المائة كل عام خلال هذه الفترة. إذن "الإنتاج المكثف لثانى أكسيد
الكربون" يمكن أن يوصف كالتالى:
مجموع الوحدات الحرارية مجموع الوحدات
ثانى أكسيد الكربون ى ثانى أكسيد OaD ,الناتجة من الوقود الحفرى _ بر aal
إجمالى الناتج المحلىي مجموع الوحدات الحرارية مجموع الوحدات إجمالى الناتج المحلى
الناتجة من الوقود الحفرى الحرارية
النمو الاقتصادى Vel
وتعتبر هذه طريقة مناسبة لملاحظة أن كثافة ثانى أكسيد الكربون فى الاقتصاد (ثانى أكسيد
الكربون/ إجمالى الناتج المحلى) يعتمد على مزج الوقود الحفرى (نسبة الطاقة التى تستخرج
من الفحم مقابل النفط مقابل الغاز الطبيعى)»؛ وتعتمد أيضًا على أهمية الوقود الحفرى فى
الاستخدام الكلى للطاقة وكفاءة الطاقة.
تتطلب هذه الافتراضات أن تقل شدة ثانى أكسيد الكربون فى اقتصاد الولايات المتحدة
بنسبة ۷ فى المائة كل عام على مدى الأربعين عاما القادمة؛ وذلك باستخدام معدلات
مضطردة للتغيير. فهل من الممكن تحقيق مثل هذا الهدف؟ وهل يمكن أن يستبدل الغاز
الطبيعى بالفحم والنفط بسرعة كافية لتقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون لكل وحدة حرارية
من الوقود الحفرى والمستخدمة بنسبة ١ فى المائة كل عام على مدى أربعين عام؟ هل يمكنء
مع الانتقال للطاقة المتجددة» خفض نصيب الولايات المتحدة فى اس تخدامها لطاقة الوقود
الحفرى بنسبة ۲ فى المائة كل عام بين عامى PY Oe y 7٠٠١ هل تستطيع كفاءة الطاقة
للولايات المتحدة أن تتحسن بنسبة 4 فى المائة كل عام خلال تلك الفترة؟ ربما تعتمد هذه
العملية الناجحة على مدى قبول الإجابات المؤكدة لأسئلة مثل السابقة". لقد تحسنت كفاءة
الطاقة فى الولايات المتحدة بنسبة ٠,١ فى المائة فى العام لمدة قصيرة وذلك فى أوائل
الثمانينيات من القرن العشرين عندما كانت أسعار الطاقة مرتفعةء ولكن بالنسبة للثلاثة عقودء
بداية من عام ١97١ إلى عام 23٠٠١ فإن النسبة كانت حوالى ۲ فى المائة كل عام.
لذلك فإن المعدلات المطلوبة للتحسين التقنى مرتفعة ويجب أن تكون مسددامة دائتا.
هناك العديد والعديد من المناطق Cus لابد لمثل هذه التغيرات التقنية أن تحدث» أبعد من
التغيرات التى تؤثر على انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وذلك فى مجال الزراعة والصناعة
والنقل وفى أى مجال آخر. وفى مثال ثانى أكسيد الكربون» فإن نصف النسبة المطلوبة للتغير
تقريبًا مطلوبة لكى تعوض تأثيرات النمو الاقتصادى. والأمر مثل مصعد يعلو ويهبط بل
إنه مصعد يهبط بسرعة كبيرة. إن المسألة كلها فى إمكانية تنفيذ وتطبيق مثل هذه الأفكار.
إننى إنسان كثير ULE ولكن هنا توجد نقطة أساسية ألا وهى: هذا التغيير لا يحدث اليوم
ولا توجد حكومة ممن أعرفهم تعزز على نحو ملائم ومنظم الاختراق العالمى والسريع
والمستدام للتقنيات النظيفة فى المنازل وبالخارج على النطاق المطلوب. ومع ذلكء فإن
الحكومات ملتزمة بشدة يدفع النمو.
إن السرعة الحقيقية مطلوبة للتغير التقنى لكى يحدث ويتم تطبيقه حتى يستطيع أن
يتواكب مع النمو؛ ولكن المؤسسات السياسية والاجتماعية التى تمد بالمحفزات من أجل تغير
تقنى سريع ربما تبطئ فى الاستجابة كما قد تبطئ التقنيات والعلوم المطلوبة. وعلى سبيل
المثال» فإن تطور ضوابط وقانون البيئة الدولى بطئ جذا. ولكن اقتصاد الع الم والتحضر
7 التحول العظيم
مستمران فى التقدم أسرع مما تستجيب المجتمعات. وقد تم إنتاج مركبات الكلوروفلوروكربون
منذ عقود قبل أن gan العلماء 8 بهذا الموضوع. ولكنه استغرق aic للموافقة على
التخلص التدريجى والذى استغرق أيضنًا عقدًا كاملاً. كانت المشكلة ماتزال بسيطة بمقارنتها
بأغلب المشكلات» والاستجابة كانت سريعة من قبل المعايير الدولية. وحتى اليوم لم تتحسن
قدرتنا كثيرًا على المشاركة والاستجابة بكفاءة. ولكن فى الوقت الذى سوف يصل فيه طلاب
الجامعات اليوم إلى مناصب قياديةء سوف يصبح اقتصاد العالم ضعف حجمه الحالى.
وهناك طريقة أخرى لكى نناقش هل من الضرورى أن نخوض تحدى النمو؛ وهى أن
نسأل هل الاعتماد على كل الطرق التى ذكرت فى الفصل الرابع سوف يجعل النمو دون
مخاطر ومجدذا ومتجدداء وبالتالى يعيد مثل هذا التحدى للنمو الفائض بذاته. ونظريّاء إذا تم
اعتماد كل هذه الطرق بسرعة وبنشاط وبتنفيذ كاملء يمكننا أن نقول نعم هذا سوف يكفى.
ويمكن للاقتصاد أن يمضى قدمًا فى طرق مازالت مفتوحة. وبالرغم من أن ذلك ربما يثير
بعض الأمراض الاجتماعية إلا أن البيئة سوف تكون هزيلة. إن نمو الناتج سوف يتوقف ويبدأ
فى التدهور. ولكن النظرية ليست بالحقيقةء وفى الحقيقةء فإن الطرق بعيدة الأمد المذكورة فى
الفصل الرابع سوف يتم الاعتماد عليها ببطء؛ وعلى الأرجح جزئيًا. وإذا استمر النمو
الاقتصادى كأولوية مسيطرة: فإن اعتماد هذه الطرق الجديدة سوف يبقى مسببًا للمشكلات. لذا
فإن القوى الفعالة المحركة للخلاف بين الاقتصاد والبيئة» سوف تستمرء ويجعل هذا من
الضرورى مخاطبة تلك القوى ومنها النموء والاستهلاك والسلوك المشترك فيما بينهم. ولذا
يفسر ذلك بوضوح سبب مناقشة النمو الاقتصادى وحتمية النموء ففى الوقت الحالى والمستقبل
القريب هناك مقايضة: الاقتصاد مقابل البيئة. إن الكوكب لا يستطيع أن يُبقى على الرأسمالية
كما نعرفها.
النمو غير الاقتصادى
هذا النوع من النمو هو الذى يصل بنا إلى السؤال الثانى: كيف سيبدو خوض تحدى النمو؟ إن
أفضل شىء للبدء هو فحص السجلات التاريخية. تضمنت التحديات الأولى للنمو التحدى الذى
قدمه الاقتصادى جون كينيث جالبريث gà «(John Kenneth Galbraith) عام 5 كتب أن:
Aale” وليس el يجب على اهتمامنا بكمية البضائع المنتجة ونسبة الزيادة فى إجمالى
الناتج القومى أن يمهدا الطريق إلى السؤال الأشمل لجودة الحياة التى توفرها"'. وقد قام
بتأليف GUS بعنوان اقتصاد أرض الفضاء القادمة فى عام 221977 وقام أ.ج. ميشان (EJ.
Mishan) بتأليف كتاب تكاليف النمو الاقتصادى فى ع 8,17 ولكن الكتاب الذى أتسى
بالعاصفة هو كتاب حدود /لنمو لدينيس ودونيلا ميدوز“'. ولم أكن من محبى هذا الكتاب حيث
النمو الاقتصادى ٠١١
كان يؤكد على الحدود المادية لإتاحة المواد الخام — الحدود التى سوف تؤدى بالاقتصاد إلى
الإنطلاق العنيف والانهيار. ولكن السؤال الحقيقى هو "هل ينبغى أن ننمو” وليس Ja" نستطيع
أن ننمو" . وخلال بضعة أعوام من نشره؛ كان هذا الكتاب قد باع أربعة ملايين نسخة»
وبالتالى أصبح هدفا Sew بالنسبة للاقتصاديين» والذى أظهر بعضهم أنه يمكن لأى شخص أن
يغير افتراضات نموذج ميدوز قليلاً ويوضح أنه لا يوجد مثل هذه الحدود المادية السريعة
والمحددة للنمو.
وبعد السبعينيات من القرن العشرينء تلاشى التركيز على النمو ولم يُسمع إلا القليل aic
لمدة عقدين. وعاد الاهتمام به الآن. ويأتى هذا الاهتمام من اتجاهين مؤكدين. أولاء يلاحظ
النقاد الاجتماعيون أن النمو لا يقوم بتوصيل البضائع الاجتماعية — وذلك بالرغم من أن
الدخول تتزايدء فإن الرفاهية الاجتماعية والفردية لا تتحسن ولكنها فى الحقيقة تتدهور وفقا
للمؤشرات. وسنناقش هذا المنظور فى الفصل القادم. إن الاستمتاع الجديد الذى يجده النقاد فى
تحدى النمو يأتى Lal من الذين يرون» كما ناقشنا هناء أن gail يحقق مكاسب بيئية ساحقة
وأن الطرق التقليدية لحماية البيئة لا تعمل بصورة جيدة إلى درجة كبيرة.
وقد قام مفكر سياسى استرالى يدعى كلايف هاميلتون (Clive Hamilton) بجمع العديد
من الأفكار الحديثة معا فى كتابه سحر انمو فى عام Ye et ويثير هاميلتون موضوعه قائلا:
all" حقيقة الوعود الرائعة بالنمو الاقتصادى وذلك فى بداية القرن الحادى والعشرين» نحن
مواجهون بحقيقة مخيفةء فبالرغم من المستويات المستدامة والعالية للنمو الاقتصادى فى
الغرب على مدى m Gle ٠١ هذا بالإضافة إلى أن النمو قد واجه زيادة فى الدخول الحقيقية
عدة مرات — فإن جموع الأشخاص غير مقتنعين بحياتهم الآن أكثر مما كانوا. ولذلك فإذا
كان النمو ينوى أن يعطينا حياة أفضل وليس له غرض آخرء فإنه قد فشل... وكلما اختبرنا
دور النمو فى المجتمع الحديث» كلما زاد قلقنا منه باعتباره ساحراء وهذا يعنى أنه جماد يُعبد
من أجل قواه السحرية الظاهرة.
'وحقيقة أن الليبرالية الجديدة تبقى غير قابلة للتحدى هى شىء خارق للعادة وذلك بشهادة
أحداث التاريخ الحديث» وقد شهدت سياسة عدم التدخل الرأسمالية فشلاً مدمرا... هذا
بالإضافة إلى أن تكلفة النمو الاقتصادىء والتى تقع خارج حيز السوق ولذلك لا تظهر فى
الحسابات القومية» أصبحت واضحة ولا مفر منها - وهى تبدو فى شكل علامات غير
منتظمة للتدهور البيئى» وعبارة عن عرض للمشكلات الاجتماعية GL النمو قد فشل تصحيحه
وأيضا فشل فى مواجهة أوبئة البطالة والعمل الشاق وعدم الأمان...
'وأهم جزء هو أن الرأسمالية بذاتها قد حققت متطلبات اشتراكية القرن التاسع عشر
ولكن الوصول إلى هذه الأهداف قد أتى فقط بمصادر أكبر pad الارتياح الاجتماعى وذلك
£ التحول العظيم
من خلال التلاعب عن طريق المسوقين» والاستحواذ المادى» والتدرج البيئىء والاغتراب
المستوطن والوحدة. وبالاختصار... ففى مجتمع التسويق» نحن نسعى وراء الإنجاز ولكن
نطالب بالوفرة. إننا سجناء الوفرة. إن لدينا الحرية للاستهلاك بدلا من .الحرية لكى نجد مكاننا
فى العالم"'. ويقدم هاميلتون قضية قوية. وقد استحق نقده الجدارة والاهتمام الشديد.
إن العديد من هؤلاء المتواجدين فى المدرسة الحديثة 'لعلم الاقتصاد البيئى" يتحدون أيضنًا
النمو. ومن أبرزهم هيرمان دالى (Herman Daly) أحد مؤسسى هذه المدرسة الجديدة. ولابد
من الإقرار ale gh الاقتصاد البيئى يشهد تقدمًا سريّعا.
وفى كتابهم alle الاقتصاد (tall الصادر عام ٠٠١4 تحدى كل من هيرمان دالى
وجوشواه فيرلى (Joshua Farley) التفكير المألوف للاقتصاد والنمو الاقتصادى حيث وضحوا:
"أن أكثر شىء مثير للجدل وأيضا الأكثر أهمية هو clas الاقتصاد البيئى لوضع نهاية للنموء
فنحن نقوم بتعريف النمو على أنه زيادة فى الناتج الذى يعد تدفقا للموارد الطبيعية من البيئة
من خلال الاقتصادء ثم العودة مرة أخرى للبيئة على هيئة نفايات. إنها زيادة كمية فى الأبعاد
الفيزيائية للاقتصاد و/أو تيار النفايات الذى ينتجه الاقتصاد. إن هذا النوع من النمو لن يستمر
بالطبع إلى أجل غير مسمىء؛ Cus أن الأرض ومواردها ليست بلا نهاية. وحيث يستوجب
على النمو أن ينتهى؛ فلا يتضمن ذلك بأى طريقة نهاية التطور والذى نعرفه بالتغير الكيفىء
ومعرفة القدرات» والثورة نحو هيئة أو نظام متطورء ولكن ليس بنسبة كبيرة إنها زيادة فى
جودة البضائع والخدمات (حيث تقاس الجودة بالقدرة على زيادة رفاهية الإنسان) والتى تمنح
"وحيث أن الاقتصاد التقليدى يلازم النمو للأبدء فإن الاقتصاد البيئى يتصور وجود
اقتصاد ثابت بالحجم الأمثل. وبالطبع كل من هذه الاقتصاديات منطقى من خلال رؤيته
السابقة على التحليل» وكل منها غريب من وجهة نظر الآخر. ولا يمكن للفرق بينها أن يكون
أكثر أساسية أو أكثر ابتدائية أو أكثر تشتتا""'.
ويعتقد دالى وفيرلى Lil الآن "بعالم مكتمل" حيث "يهدد الاتساع المادى المستمر للاقتصاد
ob يفرض أسعار! غير مقبولة"'. إنهم يلاحظون أن العائق الأكبر للنمو الاققصادى ربما
يكون سعة امتصاص البيئة للنفايات وليس تآكل المواردء الأمر الذى استغرق تفكيرا طويلاً
حتى يصبح العائق المتوقع.
وعبر العقد الماضىء أصبح الاقتصاد البيئى نظامًا تحليليًا متطور! ومتزايداء فمن منظور
العديد من ممارسيه من المستبعد أن تقابل التحديات البيئية بالنجاح من خلال إطار عمل
الاقتصاد المحدث» وذلك GY هذا النظام المؤسس جيذا للتفكير الاقتصادى يدرك التخصيص
الأمثل وليس المقياس المستدام. وأكد الاقتصاديون العاملون بالبيئة أنه بالنسبة لظشروف كل
النمو الاقتصادى ه.١
منظومة بيئية يوجد مقياس أمثل للاقتصادء هذا غير النمو المادى فى الاقتصاد (الناتج) والذى
يتكلف أكثر مما يستحق من حيث مراعاة رفاهية الإنسان. إنهم يرون عوائد متناقضة للنمو
باعتبارهم مستهلكون حيث يتلاقى المزيد من المتطلبات الأساسية فى نقطة ما بينما هناك
حدود لإشباع المستهلك. وفى هذه الأثناء» تزيد تكلفة النمو الزائد وتصبح التكاليف البيئية
بارزة بينهم. وفى النهاية يصل المجتمع إلى نقطة حيث لا يستحق ay pall من النمو كل هذا
العناء. وعمليّاء فإن دالى وغيره سوف يتفقون على إننا قد وصلنا إلى أو مررنا بتلك Ahil
ونحن OY! فى تجربة ما يسميها دالى "النمو غير الاقتصادى".
النمو المكبح
إذا كان النمو الذى يتحدى مفيذاء فما هى الطرق السياسية المتاحة؟ هناك نوعان. أولاً هناك
السياسات البيئية المؤيدة من قبل علماء الاقتصاد البيئى» وثانيّاء هناك الطرق التى تقع خارج
الساحة البيئية.
LS ناقشنا فى الفصل السابق؛ يؤكد علماء الاقتصاد البيئى أن منهج "الكميات الصحيحة
Uy تقترب من الكفاءة فى الحماية البيئية» فالفكرة الأساسية هنا Vogl هى معرفة كمية
الملوثات المسموح بإفراغها أو كمية الموارد المسموح بحصادها. وبالنسبة للملوث؛ يجب على
الشخص أن يعرف ما هى الكمية التى سوف تزيد عن الطاقة الاستيعابية للبيئة لهذا الملوث
وبعد ذلك يقوم بوضع التفريغات تحت ذلك المستوى. وبالنسبة لمورد متجدد تم حصده Jia
صيد الأسماك وقطع الأشجار يريد الفرد معرفة الكمية التى من الممكن أخذها عند معدل
مستدام حتى لا تتجاوز السعة المتجددة لهذا المورد. وبالنسبة لعلماء الاقتصاد والبيئةء فإن
الاستدامة تعرف بمفهوم عدم تجاوز الطاقة المتجددة والاستيعابية. ولذلك فإن الخطوة الأولى
فى الاقتصاد البيئى هى الحصول على الكميات الفيزيائية البيولوجية بشكل صحيح. وسوف
يتوج ذلك بالناتج الكلى عند مقياس مستدام.
يمكن أن تنفذ هذه الحدود الكمية إما عن طريق الضرائب أو عن طريق آليات التجارة
كما ناقشنا فى الفصل الرابع. ويمكن استخدام رخص التلوث التجارية ورخص اس تخراج
الموارد التجاريةء كما يمكن استخدام ضرائب التلوث والضرائب على المواد الخام. ويمكن أن
تتحد هذه الآليات القائمة على السوق. وهذا الاتجاه هو الذى يؤيده العديد من الاقتصاديين
البيئيين التقليديين» مع إشعار واحد كبير. إن علماء الاقتصاد والبيئة يصممون على أن الحدود
الكمية لابد أن توضع حتى تصبح البيئة وصحة الإنسان فى حماية ALAS وفى الاتجاه
المعاكس» يريد علماء الاقتصاد والبيئة أن يروا رأس المال الطبيعى محمى كليّاء وفى الحقيقة
مجدد دائمًا. ولذلك فإنهم يتخذون موقفا يطلق عليه "الاستدامة القوية". وفى هذا الموقف» فإن
5 التحول العظيم
البيئة مدعمةء وكذلك رأس المال الطبيعى. وفى "الاستدامة الضعيفة" ي صبح مفهوم النمو
الاقتصادى طويل المدى هو المدعم. كما أنه فى هذا النوع الأخير من الاستدامة يمكن
استهلاك رأس المال الطبيعى بشرط أن يكون هناك بدائل cad مثل رأس المال المصنوع عن
طريق الإنسان. إن العديد من الاقتصاديين التقليديين ومن agin العديد من علماء الاقتصاد
البيئى يفضلون منهج الاستدامة الضعيفة. والمنهج القوى والضعيف مختلفان للغاية ولكنهما
يسيران سويًا تحت راية الاستدامة» وهنا يكمن مصدر المزيد من الحيرة؛ فالجميع يحب
الاستدامة» ولكن يقوم كل واحد بتعريفها بأشكال متعددة"".
وربما تكون أهم الوصفات التى تتحدى النمو المكبح تنبع من خارج القطاع البيئى. وكما
هو موضح بالتفصيل فى الفصول التاليةء فإنها تشتمل على معايير مثل مزيد من الفراغ
متضمنة أسبوع عمل أقصر وأجازات أطول» وحماية أكبر للعمالء وتأمينات العمل» والفوائد-
متضمنة التقاعد والمميزات الصحيةء والقيود على الإع لان والقوانين الأساسية الجديدة
للشركات» واحتياطات بيئية واجتماعية قوية للاتفاقيات التجارية» وحماية المستهلك الصارمة
وارتفاع فى مستوى JAM والمساواة الاجتماعية مشتملة فرض الضرائب التصاعدية على
الأغنياء ودعم أفضل لدخل الفقراء وإنفاق أكثر على خدمات القطاع العام والفضائل الخاصة
بالبيئةء واستثمار كبير للتعليم» والمهارات» والتقنيات الجديدة لتعزيز كل من الحداثة البيئية
ورفع إنتاجية العمال» وذلك لتعويض قوى العمل الأصغر حجِمًا والساعات الأقل عدذا
بسرعة. إن الناس يستحقون مزيذا من وقت الفراغ» وشعورا أكثر بالأمان» وفرصًا أكثر
للزمالة والتعليم المستمر. agil يستحقون أن يتحرروا من نماذج النمو بكل تكلفته والاقتصاد
القاسى الذى وصفه صامويلسون ونوردهاوس.
لذلك فمجتمع ما بعد النمو لا يجب أن يكون مجتمعًا راكذا. ولابد أن يشتمل على
مبادرات فعالة توضح المصادر الحقيقية لرفاهية الإنسان. وقد وضع كلايف هاميلتون
الموضوع فى صورته الصحيحة قائلاً أن "مجتمع ما بعد النمو يعزز بإدراك الأنشطة
والتركيبات الاجتماعية والتى تحسن بالفعل رفاهية المجتمع والفرد. وسوف تهدف إلى توفير
بيئة اجتماعية حيث يمكن للأشخاص مواصلة الفردية الحقيقية بدلا من الفردية الكاذبة والتى
يحصل عليها الآن من خلال الإنفاق على أسماء العلامات التجارية وأساليب الحياة
المصطنعة"'.
المشهد
ما هى التوقعات العملية والسياسية لمجتمع ما بعد النمو؟ من الواضح أن التخلى عن سحر
النمو لن يأتى سريعًا أو بسهولة. وكما لاحظ alle الاجتماع دانيال بيل (Daniel Bell) إن النمو
النمو الاقتصادى /ا١٠
معادل للديانة الدنيوية”2. ويرى الاقتصادى هارفارد بنجامين فريدمان (Harvard Benjamin
Friedman) فى كتابه العواقب الأخلاقية للنمو الاقتصادى أن "التسامح من أجل التنوحء
والحراك الاجتماعى والالتزام بالعدل» والالتزام بالديمقراطية"؛ كل هذا يعتمد على المواصلة
الثابتة للنمو الاقتصادى'. إنى أشك ob رأيه صحيح» ولكن يتفق الكثير من الأشخاص معه
اليوم.
ويأتى إلزام آخر من تحليل الرأسمالية ذاتها. لقد رأينا كيف أن الدافع للنمو متأصل فى
الرأسمالية. ويلاحظ بولز أن: "فى الاقتصاد الرأسمالى فإن البقاء يتطلب النمو ... ويتم
التفريق بين الرأسمالية وبين غيرها من الأنظمة الاقتصادية بواسطة دافعها للتراكم... وميولها
الكامنة نحو التوسع". أو كما يقول باومول: 'يمكن رؤية الاقتصاد الرأسمالى أكثر نفعا على
إنه آلة» ومنتجها الأساسى هو النمو الاقتصادى””. إن التحدى بالنسبة للنمو يقارب التحدى
بالنسبة للرأسمالية. 1
ويأتى شعاع من الأمل عن طريق الاقتصادى روبرت كولينز (Robert Collins) فى
كتابه مزيد من سياسات النمو الاقتصادى فى أمريكا ما بعد الحرب. ويشير كولينز كيف
"أصبح السعى وراء النمو الاقتصادى سمة تعريفية ومركزية للسياسة العامة للولايات المتحدة
فى منتصف القرن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. لقد ابتكر المعلقون فى الخمسينيات من
القرن العشرين مصطلح 'علاقة الإنسان بالنمو' ليصفوا السعى العقلى الفردى للنمو
الاقتصادى الضخم والذى ظهر فيما بعد مهيمنا على جدول الأعمال السياسية والأحاديث
العامة خلال عالم التصنيع الغربىء ولا يوجد مكان أكثر من ذلك الحصن للزيادة المادية وهى
الولايات المتحدة..
calls حث السعى الجديد المميز للنمو بعد الحرب هو وفرة سلطات الدولة الجديدة
ووسائل إدادة. الاقتصاد الكلى والمخصصة لتحقيق النمو الذى يعتبر أكثر ض خامة» وأكشر
استمرار! وشاتاء وأكثر دقة فى القياس Lac كان عليه سابقا. وربما يمكننا تقدير ما الذى جعل
علاقة الإنسان بالنمو بعد الحرب أكثر تمييزا بالنظر إلى السياق الذى انبثق منه؛ حيث كان
هو التعارض مع سياسة التعامل الاقتصادية الجديدة التى جعلت الانبشاق المتتالى لعلاقة
الإنسان بالنمو يبدو وكأنه رحيل لافت للنظر2
ولو أن ولعنا الحالى بالنمو هو حقيقة مزيفة لعالم ما بعد الحربء إذن فهناك أمل بأن هذا
الولع ليس سمة حتمية أو دائمة للمنظر الطبيعى الاقتصادى. ولكن كولينز واقعى بالنسبة
لمقياس التحدى. لقد لاحظ إن 'قبول الحدود فى السعى وراء النمو تأتى بنتائجها المؤلمة. ولقد
أصبح النمو غالبًا ناتج“ لأمريكا واعتقد العديد أن الدولة يمكنها بشكل ما تربيع الدائرة
والتوفيق بين حبها للحرية وبين المطالب المتساوية. وبدون وعد بنمو محدد وسريع لحل هذا
التحول العظيم
التوتر والذى يقع فى جوهر المغامرة الأمريكية» نبقى نحن على مشارف نهاية القرن
متروكين ونحن محملين بمهمة تحدى كافية لاختبارء وربما مرة أخرى لاختيارء Uf مما تبقى
من العبقرية القومية والعظمة التى نسير على خطاها فى الألفية الجديدة“. ومن الأخبار
الجيدة إن هناك طرقا غير النمو السريع 'لحل هذا النزاع'؛ كما يوضح الفصل التالى.
وإذا كان النمو المتحدى يبدو صعبّاء فعلى الفرد تذكر ملاحظة ميلتون فريدمان وهى:
"إن المشكلة وحدها سواء أكانت حقيقية أو ملحوظة هى التى تؤدى إلى تغير حقيقى. إن
الحقيقة هى أنه حينما تحدث المشكلة فإن الأفعال التى تصدر بصددها تعتمد على الأفكار التى
تدور حول تلك المشكلة. وهذه كما أعتقد وظيفتنا الأساسية: وهى وضع بدائل للسياسات
الحالية» وجعل تلك السياسات نشطة ومتواجدة حتى يصبح المستحيل سياسيًا بمثابة أمر لا مفر
منه سياسيًا”2. هذه هى فلسفة واحدة كن مستعذا للأزمة القادمة. والفلسفة الأخرى مأخوذة
عن مهاتاما غاندى (Mahatma Gandhi) والتى تعتبر أكثر فاعلية حينما يقول: "أولا إنهسم
يسخرون منك» ثم يقومون بتجاهلك وبعدها يحاربونك ثم تفوز فى النهاية".
هل يمكن للنمو الاقتصادى أن يبطئ عن معدله؟ فى أكتوبر عام ٠٠٠٠ء قامت منظمة
التعاون الاقتصادى والتنمية بنشر تقرير تقول فيه أن النمو الاقتصادى العالمى ربما يقل بشدة
خلال العقود الثلاثة القادمة إذا لم يبدأ العاملون القدامى بالعمل لفترات أطول لتعويض معدلات
المواليد المنخفضة. وقد دعا التقرير إلى تقليل نسبة التقاعد وفوائد الرفاهية لتشجيع العاملين
القدامى على أن يبقوا على قوة العمالة. وتشير توصيات منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية
بالتحديد إلى الاتجاهات الخاطئة ألا وهى: كثير من العمل وأوقات فراغ أقل. ولحسن الحظ
فإن توصياتها لم ينتبه إليها أحد. وهناك قصة ممائلة نشرت فى أكتوبر ٠٠١ فى أحد أعداد
جريدة فاينانشيال تايمز والتى أقرت بالآتى: "أن العديد من البلجيكيين قد تم إحضارهم إلى
الأراضى فى يوم الجمعة السابق حيث أتى آلاف من العمال؛ وقد سدوا الطريق وقاموا
بمظاهرة ضد خطط الحكومة لرفع سن المعاش. وتلك الصيحة العالية كان لديها صدى قوى
إلى ما بعد بلجيكاء ومع ذلك فإن العديد من الدول تسعى وراء الفحص الدقيق لأنظمة الرفاهية
والمهددة بالحاجة للعناية GUS السن””.
كل منطقة فى العالم تواجه انخفاضًا فى معدلات الخصوبة وذلك يشمل انخفاضات شديدة
فى آسيا وأمريكا اللاتينية؛ ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإنه بحلول عام ۲٠٠١ سوف يصبح
عدد سكان خمسين دولة أقل من العدد الحالى. وفى عام ۲٠٠١ سوف تبدأ الكثافة السكائية فى
الصين بالانخفاض طبقا للتكهنات”2. وفى الولايات المتحدة» فإن النمو السكانى والهجرة سيظل
أعلى من أوروبا ولكن نسب المشاركة حيث نسب كثافة السكان الذين وصلوا للعمر الملائم
لبدء العمل وسط القوة العاملة - تبدو وكأنها قد وصلت إلى الذروة. وهذا الاتجاه غير محتمل
أن يوجد GY الطفرة الضخمة للسيدات فى قوى عمل الولايات المتحدة قد تباطأت. ويتوقع
بعض المحللين أن هذه الاتجاهات ربما تثبط من إمكانيات النمو.
إنه ليبدو ممكنا أن نمو قوى العمل البطىء والتفضيلات الكبرى للرفاهية ربما يؤديان
إلى نمو أبطأ فى البداية فى الدول الأغنى. ويجادل بعض المحللين ضد هذه النتيجة. وهناك
العديد من الأمثلة للدول ذات النمو السكانى البطىء والتى ليس لديها نمو سكانى وهى التى
تحقق نسبًا متوسطة إلى عالية من النمو الاقتصادى. ويوجد J gall Gal الغنية حيث انخفضت
بها نسب الخصوبة ثم عادت إلى 'وضعها الصحيح"*. وأيضنًا إذا قامست أسواق العمال
بالتضييق في الاقتصاد بالنسبة لكبار السن ربما يؤدى هذا إلى نقلة أبعد فى استثمارات
المناطق حيث يتواجد العمال بوفرة وتنخفض الأجورء وربما تؤدى thal إلى طلبات للهجرة
المتزايدة وبرامج استضافة العمالة. من الصعب أن تتوقع كيف ستقوم تلك العوامل بأداء
دورهاء ولكن ذلك بالتأكيد سوف يصبح طفرة للإيمان المستبدل وذلك بالاعتماد على النمو
الاقتصادى البطىء فى الدول الغنية.
وفى النهاية؛ فإن الذى يستوجب تطويره هو الالتزام اللانهائى بالنمو الاقتصادى المتراكم
— وهو النمو الذى يستهلك الآن كلا من رأس المال الاجتماعى والبيئى بكمية غير AMS وفى
الوقت نفسه؛ فإنه من الواضح أن المجتمع الأمريكى وغيره من المجتمعات يحتاجون النمو فى
عدة اتجاهات والتى يمكن أن تزيد من رفاهية الإنسان الآن وفى المستقبل. ويظهر هذا النمو
فى الوظائف الجيدة وفى دخول الفقراءء وفى توافر وكفاءة الخدمات الصحيةء وفى التعليم
والتدريب؛ وفى التأمين ضد مخاطر المرضء والإحلال الوظيفيء وكبر السن» والإعاقة» وفى
الاستثمار فى البنية التحتية العامة للنقل المتحضر وما بين المتحضر وإدارة النفايات والماء
وغيرها من الخدمات الحضرية؛ وفى توزيع التقنيات النظيفة بأسرع مما يمكن؛ وفى إحلال
نظام الطاقة العتيق لأمريكا؛ وفى استعادة النظم البيئية؛ وفى الحكومات غير الحربية والتى
يتحمل الجيش نفقاتهاء وفى المساعدة الدولية للاستدامة» والتطور المرتكز على الأفراد وذلك
لذكر بعض الاحتياجات البارزة. Li} نحتاج إلى تقليل الناتج وتنمية الأشياء التى تزيد من
رفاهية الإنسان.
إن مجتمع ما بعد النمو بحاجة لئلا يكون مجتمعا غير نامى. وبالنسبة لهاميلتون» فإن
المفتاح هو الاعتراف بأنه "لا يمكن الاستمرار فى التضحية بالحياة العاملة والبيئة الطبيعية
والقطاع العام لزيادة معدل النمو””. إن مجموع المقاييس المؤيدة فى هذه الفصول سوف تبطئ
ودون شك من نمو إجمالى النائج المحلى المتراخى وذلك فى الولايات المتحدة إلى حد بعيد.
وربما يتطور الاقتصاد إلى حالة ثابتة حيث يتم التعويض عن قوى العمل المنخفضة وساعات
العمل القصيرة بالقدرة الإنتاجية المرتفعة”. ولكن كما لاحظ كينيزء وجالبريث» ودالى
٠ التحول العظيم
وغيرهم الكثيرون أن هذه ليست نهاية العالم ولكن بداية لعالم جديد. وكما Lay الاقتصادى
والسياسى جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill) منذ زمن مضىء أنه سوف يظل هناك
"مزيد من الأهداف أكثر من أى وقت سابق لكل أنواع الثقافة العقلية والتقدم الاجتماعى
والأخلاقى ومزيد من المجالات لتحسين فن الحياة وأكثر بكثير من ذلك سوف يتم تحسينه"”.
لقد كان نصيب الفرد من إجمالى الناتج المحلى؛ فى عام ٠٠١ 25٠٠05 ألف دولار فى
العام فى كل من ألمانيا وفرنساء و۳۹ ألف دولار فى المملكة المتحدة» و44 ألف دولار فى
الولايات المتحدة. لذا فإن نقص المال ليس هو المشكلة. ولكن ما تحتاجه أمريكا بشدة هو
أولويات جديدة. يجب علينا التوقف عن النظر إلى نمو إجمالى الناتج المحلى على أنه مُنقذناء
وبدلاً من ذلك علينا أن نسعى لحل مشكلاتنا بمعالجتها مباشرة بطرق مجدية حقا. إننا نتجه
الآن إلى هذا النهج البديل.
الفصل السادس
النمو الفعلى:
تعزيز رفاهية الأشخاص والطبيعة
سم هل أثمر سعى أمريكا للنمو ووفرة الخامات الكبيرة فى أى وقت مضى عن سعادة
س8 حقيقية وشعور بالرضا فى الحياة؟ إن السعادة موضوع معقد. إن كل فرد تقريبًا
يريد أن يكون سعيذا ويبدأ حياة من الرضا الحقيقى. وحتى الآن مازال العديد من الأعمال
الضخمة فى الفن والأدب وغيرهم من وجهات النظر المتمعنة هى نتاج العقول الحزينة
والمعذبة. هذا بالإضافة إلى أن السعادة لديها الكثير من المعانى. إن مفاهيم السعادة تمتد على
طول الطريق من سعى سطحى ممتع نحو الإشباع الفورى إلى التركيز البوذى لإيجاد
السعادة؛ وذلك بمعرفة عدم جدوى السعى بالتحرك نحو ما وراء النفس ووصولاً بها إلى حد
الشفقة. إن العديد من الفلاسفة العظماء فى العصور القديمة قد تصارعوا مع السعادة. ما هى
منابع السعادة الحقيقية؟ CaS, تتلائم السعادة مع الأهداف العظيمة التى يستحقها الجنس
البشرى؟
يقول أستاذ التاريخ دارين ماكماهون «(Darrin McMahon) فى كتابه الرائع السعادة: إن
التاريخ يتعقب هذه الأسئلة على مر العصور. يرى ماكماهون أصول "الحق فى السعادة" فى
حركة التنوير الفلسفية. وكتب أن هذه الحركة الفلسفية قد درست 'لخلق مساحة من السعادة
على الأرض. لنرقص» ونغنى» ونستمتع بطعامناء ونستمتع من خلال أجسادنا وبصحبة
الآخرين بالاختصار لنبتهج فى عالم من صنعنا ليس لنتحدى إرادة الله ولكن لنعيش Úb
لما أقرته الطبيعة» فهذا هو هدفنا على الأرض.... وأتساءل: Gall? لكل فرد حق فى
السعادة؟“... وقد تم تحرير مدخل هذا الموضوع فى الموسوعة الفرنسية عن طريق الفيلسوف
ديئيس ديدرو (Denis Diderot) وبالحكم بمقاييس الألفية السابقةء فإن السؤال يبدو غير
طبيعيًا: هل هناك حق للسعادة؟ ومازال هذا السؤال مطروحًا خطابيًا وبثقة تامة لإيماء العقول
المستنيرة بالموافقة"".
۷ التحول العظيم
فى عام ١۱۷۷ء وهو عام إعلان الاستقلالء قام الفيلسوف جيرمى بنتهام (Jeremy
Bentham) بكتابة مبدئه الشهير للمنفعة: "إنها لأعظم سعادة لأعظم رقم ألا وهو قياس
الصواب والخطأ".
ولذلك حينما قام الرئيس الأمريكى الراحل توماس جيفرسون (Thomas Jefferson) بعمل
مسودة للإعلان في يونيو ١1۷۷ء خطرت كلمات "السعى وراء السعادة" بطريقة طبيعية على
calls وأبحرت اللغة خلال مناقشات شهرى يونيو ويوليو دون معارضة. ويعتقد ماكماهون OL
هذا الاحتياج إلى الجدال قد نبع جزئيًا من حقيقة أن عبارة "السعى وراء السعادة" قد دمجت
بإبهام مفهومين مختلفين تمامًا ألا وهما: الفكرة المأخوذة من الفيلسوف جون لوك (John
Locke) وجيرمى بنتهام وهى أن السعادة عبارة عن سعى للمتعة الشخصية؛ والفكرة القديمة
المأخوذة من مذهب فلسفى بأن السعادة مستمدة من التكريس الفعلى للصالح العام ومن
الفضائل المدنية والتى لا علاقة لها بالسعادة الشخصية.
ويكتب ماكماهون قائلاً أن "السعى وراء السعادة قد أطلق فى اتجاهات متضاربة ومختلفة
منذ البداية مع تعايش المتعة الخاصة والرفاهية العامة بنفس الأسلوب. وبالنسبة إلى
جيفرسونء فبالرغم من هذه النقطة الجوهرية إلا أن التعايش بالنسبة لرجل يتبع حركة التنوير
الفلسفية لا يمثل مشكلة". Lady ماكماهون أنه مع ذلك فإن معادلة جيفرسون فقدت معناها
المزدوج فى الممارسة Ls وأن للمدنيين حق فى السعى وراء استمتاعهم واهتماماتهم
الشخصية قد فازوا به. وتأكد هذا الانتصار عن طريق موجات المهاجرين إلى الشواطئ
الأمريكية من هؤلاء الذين يعتبرون أمريكا هى أرض الفرص. "إن السعى وراء السعادة فى
مثل هذه الأرض هو حقيقة السعى للرخاء والمتعة والثروة”.
وقد وجد ماكماهون فى هذا المفهوم البعيد للفضائل المدنية للسعادة لصالح إرضاء CCMA
الرابط بين السعى وراء السعادة وارتفاع الرأسمالية الأمريكية فى القرن التاسع عشر والقرن
العشرين. ويكتب قائلاً أن "السعادة استمرت فى لفت الانتباه مع القوى الجاذبة بإعطاء تبرير
للعمل والتضحية وأساس للمعنى والأمل والتى أضاءت مساحة أكبر على أفق الديمقراطية
الغربية". وصف أستاذ ale الاجتماع دائيال بيل» كما يلاحظ ماكماهون» التحول الهائل الذى
حدث ألا وهو: "الانتقال من الإنتاج إلى الاستهلاك على أنها نقطة ارتكاز الرأسمالية"» وهى
التى أتت "بالرفاهية للجموع' وجعلت "التسويق ومذهب المتعة... هما القوتان المحركتان
للرأسمالية". ويلاحظ ماكماهون أنه "إذا كان النمو الاقتصادى الآن ديانة دنيوية» فإن السعى
وراء السعادة ظل عقيدته المركزية؛ بالإضافة إلى فرص أكثر مما سبق للسعى من أجل
المتعة فى الراحة والأشياء". ويرى ماكس فيبر alle «(Max Weber) الاقتصاد والسياسة» هذا
التحول مباشرة. لقد لاحظ فى كتاب الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية "أن الخامات
١١7 الفعلى gail
الجيدة قد اكتسبت فى النهاية قوى عنيدة ومتزايدة فوق حياة الرجال كما لم يحدث ذلك سابقًا
فى أى فترة من التاريخ".
إن قصة السعى وراء السعادة فى أمريكا هى قصة لتحالفها القريب مع الرأسمالية
والاستهلاكية. ولكن فى الأعوام الحاليةء بدأ العديد من الباحثين رؤية هذا العلاقة على أنها
واحدة من الولاءات المستبدلة. هل أدى السعى وراء السعادة من خلال النمو فى وفرة
الخامات والممتلكات لسعادة الأمر يكيين؟ هذا السؤال يبدو Gale أكثر منه فلسفيّاء Lally الأهم
هو أن العلماء الاجتماعيين فى الحقيقة قد تحولوا وباستدامة إلى هذا الموضوع. وقد تم
اختراع مجال جديد ألا وهو علم النفس الإيجابى ودراسة السعادة والرفاهية الشخصية؛ وحتى
توجد الآن جريدة مهنية لدراسات السعادة؟.
لماذا يعتبر تدفق دراسات السعادة هو "النبأ الأهم تخيل: إذا أمكن» وجود بديلين
مختلفين تمامًا لمجتمعات غنيةء ففى أحد هذه المجتمعات» يأتى النمو الاقتصادى والرخاء
والثراء بسعادة الأشخاص والرفاهية والرضا المتزايد بمقدار ثابت» وفى المجتمع الثانى»
لا يرتبط كل من الازدهار والسعادة ببعضهما. وفى الحقيقة فإن الازدهارء Lad وراء نقطة
ماء يرتبط بنمو أمراض اجتماعية هامة. Wy كان التصور الأول مشابه بطريقة قريبة
للحقيقةء فإن احتمالية تدعيم البيئة عن طريق مواجهة الرأسماليةء والنمو والاستهلاك مقيدة
بشدة. إن تدعيم البيئة سوف يكون على تناقض مع مسيرة السعادة الإنسانية. من الناحية
الأخرى» إذا كان التصور الثانى يوفر أفضل ملاءمة للحقيقة» فإن هناك خلفيات راسخة
الأساس للأملء ففى هذه الحالة يصبح تدعيم البيئة والسعى وراء السعادة غير متناقضين.
ولذلك فما يقوله لنا العلماء الاجتماعيون فى هذا المجال ذو أهمية أساسية. دعنا نتجه
الآن إلى نتائجهم. لقد استعرض اثنان من الرواد فى هذا المجال» وهما إد دينير (Ed Diener)
ومارتن سيلجمان «(Martin Seligman) الأدبيات الغزيرة وتأثيرها على الرفاهية فى مقالهما
لعام ٠٠١5 بعنوان الى ما هو أبعد من المال: نحو اقتصاد الرفاهية”. Lady يأتى» أحاول
جذب القراء لهذا المقالء مكملاً إياه بغيره من الأبحاث.
السعادة والمال
إن المفهوم الكلى الذى يلقى القبول بين الباحثين هو "الرفاهية الشخصية"؛ وهو يعنى الرأى
الذاتى للفرد عن رفاهيته. ويشير كل من دينير وسيلجمان إلى أن الرفاهية تتضمن ثلاثة
أشياء: المتعة والاندماج والمعنى”. تتميز shall السعيدة بالعواطف والميول الإيجابية
والاندماج. ويتضمن العمل استيعاب ما يفعله الشخص — والذى يوصف أحيانا على أنه تدفق.
والملل عكس الاندماج. وينتمى المعنى ويخدم Vind أكبر من ذاته. ويبدو أن الثلاثة يلعبون
٤ التحول العظيم
دور فى الرضا عن shall إن الموضوعات tage gall فى الاستقصاءات تطرح bale فى
تدرج من واحد إلى عشرة:؛ إلى أى مدى cil راض عن حياتك؟ فتسأل معظم استقصاءات
الرفاهية اليوم الأفراد كيف يبدون سعداء أو راضين عن حياتهم» وبصفة عامة كيف يصبحون
راضين فى سياقات معينة (على سبيل المثال؛ العمل أو الزواج)ء وإلى أى مدى يثقون
بالأخرين» وغيرها من تلك الأسئلة
وبالرغم من أن قاعدة البيانات المتاحة عن الرفاهية الشخصية ليست مكتملة أو منظمة
كما يريدها المرءء إلا أنها ALLS والنتائج المعتمدة على هذه البيانات تسعى لتكون قوية
ومتسقة داخليًا". لقد وجد الباحثون روابط قوية بين مقاييس الذات للسعادة والرضا عن الحياة
من جانب» وعلى الجانب الآخرء قائمة للرفاهية النفسية التى تتضمن الهدف من الحياة
والاستقلاليةء والعلاقات الإيجابيةء والنمو الشخصىء وقبول الذات. ولذلكء فحينما يقوم العلماء
الاجتماعيون بقياس السعادة والرضا عن الحياةء فإنهم يقومون بقياس أشياء هامة وليست
وخير موضوع للبداية هو الدراسات التى تقارن بين مستويات السعادة والرضا عن
الحياة بين الدول فى مراحل مختلفة من التطور الاقتصادى. لقد وجدوا أن المواطنين فى
الدول الأكثر ثراءٌ يسجلون مستويات أعلى فى الرضا عن الحياة» بالرغم من أن الروابط
ضعيفة وتصبح أكثر ضعفًا حينما تكون عوامل؛ مثل جودة che Soll مضبوطة إحصائيًا.
بالإضافة إلى cell فإن العلاقة الإيجابية بين الرفاهية القومية ونصيب الفرد من الدخل القومى
تختفى فعليًا حينما ينظر المرء فقط للدول ذات إجمالى الناتج المحلى للفرد الذى يزيد عن ٠١
آلاف JS عام. وباختصارء حينما تحقق Al gall مستوى متوسط من الدخل» فإن المزيد من
النمو لا يحسن الرفاهية المتصورة (شكل (Y
ويقرر كل من دينير وسيلجمان gh الأشخاص المتمتعين بالرفاهية المرتفعة ليسوا سكان
الدول الأكثر ثراءاء ولكن هم الذين يعيشون حيث تكون المؤسسات السياسية فعالة وحقوق
الإنسان مكفولة» وحيث يكون الفساد منخفضنًا والثقة المتبادلة مرتفعة. وهناك عوامل أخرى
ترتبط إيجابيًا بمعنى الرفاهية فى المستوى القومى ألا وهى: معدلات الطلاق المنخفضة»
والمشاركات المرتفعة فى الجمعيات التطوعيةء والانتماءات الدينية القوية”'.
والأكثر Gass لفكرة أن الرفاهية تزيد عن طريق الدخول المرتفعة هى قاعدة البيانات
المسلسلة زمنيًا والشاملة» والتى توضح أنه خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تفريياء
حيث ارتفعت الدخول فى الولايات المتحدة والاقتصاديات المتطورةء أعلن ثبات مستويات
السعادة والرضا عن الحياة أو انخفاضها قليلاً (شكل P(r إن الثبات على هذه النتائج عبر
نطاق المجتمعات المتقدمة اقتصاديًا يعتبر Und مذهلاً.
١١6 الفعلى gail
١ ea
سويسرا
° ۾ ي © السويد @
۾ © النرويج o ليا مو 5
dy yall LaLa © ia Yo
ت المتحدة 5
A SW oe © Ol 258
بي هه ° ع 9 اليابان
صفر ٩ دولار ٠١ دولار ٠١ دولار ٠١ دولار Yo دولار Nat 5" دولار
الشكل :١ الرفاهية الشخصية مقابل إجمالى الناتج القومى فى العديد من الدوّل فى عام ٠۹۹۸
(Leiserowitz et al., "Sustainability Values, Attitudes and Behaviors," 2006) : المصدر
ولكن هذا ليس كل شىء. يلاحظ دينير وسيلجمان إنه 'حتى مع المزيد من التفاوت [بين
الدخل والرفاهية] فإنه يُظهر متى يعاد التفكير فى مقاييس عدم السعادة. على سبيل cL all
ازدادت معدلات الاكتئاب ٠١ مرات عبر فترة الخمسين Úle ذاتهاء وتزداد أيضًا معدلات
القلق. لقد سجل الطفل الأمريكى العادى فى الثمانينيات من القرن العشرين نسبة قلق أكبر من
الطفل العادى الذى يتلقى العلاج النفسى فى الخمسينيات من نفس القرن. هناك أيضًا مستوى
متناقص من الترابط الاجتماعى فى المجتمع؛ كما هو موضح بالمستويات المنخفضة للثقة فى
الأشخاص الآخرين وفى المؤسسات الحكومية. ولأن الثقة تعتبر مؤشر! هاما للاستقرار
المجتمعى وجودة الحياةء فإن التنافصات تعتبر مثيرة لقلق كبير “'.
ويوجد أيضاء مع ذلك» نتائج متناقضة فى الظاهر أى أن الاستقصاءات توضح أنه
داخل العديد من البلدان فى الوقت ذاتهء فإن الأفراد الأكثر EIA يسعون لأن يكونوا أكشر
سعادة من الأفراد الفقراء. وفى كتاب السعادة: دروس من علم جديد يوضح ريتشارد ليارد؛
(Richard Layard) أنه فى الولايات المتحدة ae gi بنسبة %٤١ من هؤلاء المتواجدين فى
5 التحول العظيم
ž
3
35
Sa
£
5
4
Ł
3
Yeso ۱۹40 1۹449 14۷¥ An. 1400 F
المملكة المتحدة 5
إجمالى الناتج المحلى لكل فرد 8
(Vee ۱۹۷۰ (فى عام 35
اه
300
مستوى الرضا عن الحياة 2 &
)٠١١-1 AVY ple (فى 2 E
9
fA
E È
3
ee ا ال اح اع CT ee eg F
r o P Ca a ~ ~ v o T:
اليابان -
إجمالى الناتج المحلى الحقيقى لكل فرد i
>
o
>
1
3
3
AA ۹A۲ NAVA vayr VATA 147¥ 1۹90۸
الشكل :١ الاتجاهات فى الرضا عن الحياة والسعادة فى مقابل مستوى دخل الفرد فى المجتمعات
الغنية (المصدر : United States, Porritt, Capitalism as If the World Matters, 2005; United Kingdom,
Donovan. And Halpern, Life Satisfaction, 2002; Japan, Frey and Stutzer, Happiness and
(Economics, 2002
النمو الفعلى ١١
الجانب الأعلى من الدخول أشخاص يقولون أنهم 'سعداء للغاية" فى حين أن 9077 فقط من
الأشخاص فى الجانب الأسفل سعداء للغاية. وفى بريطانيا تكون النسبة 904٠ مقابل
6008
إذن كيف يمكن للمرء شرح هذه النسب؟ أولآء يوجد دليل قوى على أن الأشخاص الأكثر
سعادة أكثر Glai ويعملون بشكل أفضل من الناحية المالية. ولذا يبدو أن السببية تتجه فى
الاتجاهين. وثانيّاء فإن الأشخاص الأثرياء لديهم فجوة صغيرة بين دخولهم ورغباتهم. ولكن
كيف نفسر حقيقة أن الأشخاص الأكثر ثراءَ داخل المجتمعات يعتبرون أكثر سعادة؛ بينما
المجتمعات التى تصبح أكثر ثراء لا تصير أكثر سعادة؟ هناك عاملان وراء هذا السؤال:
الوضع الاجتماعى والتعود. إن الأشخاص دائمًا ما يقارنون أنفسهم بغيرهمء وإذا كان أحد
الأشخاص أفضل من الناحية الماليةء إذن فلا يوجد شخص سعيد بعده. إذا كان وضع المقارنة
هو الذى يؤخذ فى الاعتبار وليس الدخل الكامل؛ فإن الأجور المتزايدة من الممكن أن تترك
العديد من المقارنات غير الناجحة. ربما يمكنك شراء سيارة جديدة تحمل العلامة التجارية
دودج (Dodge) ولكن جيرانك قاموا بشراء سيارة ليكزس (Lexus) إنك تنتقل إلى منزل أكبر
وكذلك يفعل الكثير. هذا الميل الإنسانى لمقارنة أنفسنا بالغير لم يبتعد عن ذهن الفكاهيين.
ولذلك قام أمبروز بييرس (Ambrose Bierce) فى كتابه قاموس البائس بتعريف السعادة على
أنها 'شعور مريح ناتج من تأمل مأساة الآخر". وهناك حكاية أخرى عن الفلاح الروسىء الذى
يمتلك جاره بقرة بينما هو لا يمتلك واحدة. وحينما سأله الرب كيف يساعده؛ قال له الفلاح:
"اقتل البقرة!". تؤكد العديد من الدراسات أن مستويات السعادة تتناسب عكسيًا على ازدهار
حال واحد من الجيران".
والعامل الثانى هو ما يطلق عليه التعود أو السعادة الروتينيةء فالأشخاص يقومون بالتأقلم
أو التكيف مع دخولهم الجديدة. ويصف ليارد هذا فى كتاب السعادة: "حينما أحصل على منزل
جديد أو سيارة جديدة» أكون مستمتعًا فى البداية. ولكن بعد ذلك أصبح معتاذا عليهم» وتميسل
حالتى المزاجية للعودة إلى حيث كنت من قبلء والآن أشعر أنى بحاجة إلى منزل أكبر
وسيارة أفضل. وإذا عدت إلى المنزل القديم أو السيارة القديمة» سوف أصبح أقل سعادة
مما كنتء لأننى قمت بتجربة شىء أفضل.... بمجرد أن يصبح وضعك مستقرا مرة أخرى
فسوف تعود إلى مرحلة 'تعيين “Akii ما لمستوى السعادة.
"إن الأشياء التى نعتاد عليها بسهولة ونأخذها على أنها مضمونة هى ممتلكاتنا المادية
مثل سيارتنا ومنزلنا. ويستوعب المعلنون هذا ويدعوننا ”لإشباع نهمناء بمزيد ومزيد من
الإنفاق. ومع ذلك؛ فإن الخبرات الأخرى لا تسير بنفس الطريقة مثل الوقت الذى نقضيه
مع أسرتنا وأصدقائنا وجودة وأمان استمرار وظيفتنا”!.
التحول العظيم
إذن كيف نقوم بتلخيص كل هذا؟ وكما تقول العبارة الساخرة: "هؤلاء الذين يقولون أن
المال لا يمكنه شراء السعادة لا يعرفون مجرد أين يقومون بالتسوق! ولكن الحقيقة أن قاعدة
البيانات توضح أن المال لا يستطيع شراء السعادة أو الرضا عن الحياة وسط المجتمع الأكثر
ثراء. وتوضح دراسة تلو الأخرى أن الدخل الإضافى منفعة هامشية منخفضة بشدة. وكما
يشير دينير وسيلجمان: "يبدو أن النمو الاقتصادى قد احتل الصدارة بقدرته على إنتاج مزيد
من الرفاهية فى الدول المتقدمة. إن الجهود والسياسات التى تسعى لزيادة الدخل فى الدول
الثرية تعتبر بعيدة الاحتمال عن أن تزيد الرفاهية وربما تقوم حتى بتقويض العوامل Six)
العلاقات الاجتماعية المربحة أو القيم المعززة) والتى لديها فعالية أعلى لإنتاج الرفاهية
المدعمة.
clit فحينما يتواجه كل من علوم الاقتصاد والرفاهية» فإنهما يتصارعان فى بعسض
الأحيان. وإذا عكست نتائج الرفاهية ببساطة تلك النتائج الخاصة بالدخل والمال — مع اختلاف
أن الأشخاص الأكثر ثراء أكثر سعادة من الأشخاص الفقراء فنادرًا ما يحتاج الفرد لقياس
الرفاهية أو لخلق سياسة jy jail هذا المقياس مباشرة. ولكن الدخل» والذى كان يعتبر بديلاً
lage تاريخيًا حينما كانت الاحتياجات الأساسية غير ملباة أصبح الآن بديلاً ضعيفا للرفاهية
فى الدول الغنية"5!.
المنابيع
إذا كانت الدخول تعتبر مثل المولدات الضعيفة للرفاهية فى مجتمعاتنا الأكثر ثراءً» فما هى
الأشياء التى تنتج السعادة والتعاسة؟ إن الأمر الأكثر أهمية يبدو وكأن الجينات هى التى تتحكم
فى السعادة والتعاسة» فبعضنا فقط سعيد أو تعيس بشكل فطرى. وجيناتنا تبدو وكأنها تتحكم
فى حوالى نصف نسبة الاختلاف فى السعادة الفردية.
Lady يختص بالأشياء التى تتغير فإن البطالة أو التسريح تعتبر مدمرة لإحساس الفرد
بالرفاهية. وبالنسبة للعديد من الأشخاصء فإنه حتى إيجاد وظيفة جديدة لا يعيد الرفاهية إلى
مستوياتها السابقة. وترتبط الصحة الجيدة للذات أيضا بالرفاهية؛ وتعتبر الاضطرابات العقلية
مصدرا منتشر! ومتزايدًا للمعاناة الإنسانية. ويؤكد كل من دينير وسيلجمان على أهمية
العلاقات قائلين: “إن جودة العلاقات الاجتماعية للأشخاص تعتبر مصيرية لرفاهيتهم. إن
الأشخاص بحاجة إلى العلاقات الإيجابية والداعمة والانتماء الاجتماعى لدعم الرفاهية...
والحاجة إلى الانتماءء وامتلاك علاقات اجتماعية وطيدة وطويلة المدى» هى حاجة بشرية
أساسية.... والأشخاص بحاجة إلى الروابط الاجتماعية فى العلاقات الملتزمةء وليس فقط
التفاعلات مع الغرباءء لاختبار الرفاهية"".
١١9 الفعلى gail
ولقد قام ليارد بتلخيص هذه العوامل بدقة قائلاً: "ما gill لا يهم؛ يمكننا البدء بخمس
صفات والتى فى المتوسط لديها تأثير متواضع على السعادة. إن أول هذه الصفات هو العمر:
إذا Lud بتتبع الأشخاص خلال حياتهم» فإن متوسط السعادة ثابت بطريقة Alb gale بالرغم من
صعود الدخول ثم هبوطهاء وبالرغم Gal من تزايد اعتلال الصحة. الصفة الثانية هى النوع:
ففى كل دولة تقريبًا يعتبر الرجال والنساء سعداء بالتساو تقريبًا. ويبدو أن النوع يحدث قليلاً
من الفرق. كذلك الحال مع مستوى الذكاء» فهو يرتبط بدرجة ضعيفة بالسعادة» وكماا هو
الأمر بالنسبة للطاقة العقلية والجسدية (تقدير الذات). وأخيراء فإن التعليم لديه تأثير مباشر
وصغير على السعادة.... إذن ما الذى يؤثر علينا حقا؟ هناك سبعة عوامل وراء ذلك وهى:
علاقاتنا الأسرية» وموقفنا المالى» وعملناء ومجتمعنا وأصدقاؤناء وصحتناء وحريتنا الشخصية
وقيمنا الشخصية. وفيما عدا الصحة والدخل؛ فكل هذه al gall تهتم بجودة علاقاتنا"2. وفى
دراسة سابقة لدينير وسيلجمان وجد أن الميزة الأكثر أهمية المشتركة بين الطلاب الأكشر
سعادة هى روابطهم القوية بأصدقائهم وأسرهم'2.
وقد وضعت السلطات الأخرى نقطة أدق لمشكلة لماذا لا نزداد سعادة بل بالعكس نصاب
أكثر بالإحباط والقلسق. يرى روبرت لين jane Sis (Robert Lane) علم الاجتماع
Ud ga من الانغلاق والاجتياز. ويلاحظ أيضنًا فى كتاب ضياع السعادة فى ديمقراطيات
السوق أننا: 'نحصل على السعادة فى المقام الأول من الأشخاصء من ميلهم أو كرههم» من
رأيهم الجيد أو السىء عن أنفسناء ومن قبولهم أو رفضهم والذى يؤثر بشكل واضح على
حالتنا المزاجية...
"إن نظريتى تقول أن هناك نوعا من العجز فى العلاقات الشخصية الحميمةء وفى
التواصل بسهولة مع الجيران وفى الاحتواء وضم الأعضاء وتضامن الحياة الأسرية. وهناك
مزيد من الدلائل بالنسبة للأشخاص المفتقدين للمسائدة الاجتماعية من هذا og gill تشير إلى أن
البطالة لها مزيد من التأثيرات الخطيرة» والأمراض مميتة للغاية» وخيبة الأمل فى الأبناء
لا تحتمل» ونوبات الاكتئاب تستمر أكثرء والإحباط والتوقعات الفاشلة من كل الأنواع تعتبر
أكثر صدمة. .
"هناك bud 56 إن الاقتصاد الذى جعل من مسألة كون الأمريكيين أثرياء وسعداء
فى الوقت نفسه عبر التاريخ كان أمرًا مضللاً epal يقدم مزيذا من المال» الذى لا يجعلهم
سعداء» You من مزيد من الرفقة التى ربما تجعلهم سعداء...
'لقد التزمت المجتمعات الغربية بهذا المسار طويلا... فالتطور الاقتصادى الذى قام
بتحسين الرفاهية الشخصية عبر آلاف الأعوام لم يعد مصدر! هاما للرفاهية فى الولايات
المتحدة. ومثل غيره من البضائع؛ فإن الدخل المادى والسلع التى تشتريها لها منفعة هامشية
٠ التحول العظيم
منخفضة ولكن الرفقة لهاء فى هذه اللحظةء منفعة هامشية متزايدة.
"إذن فالخطأ هو أن النظم المرشدة فشلت فى إعادة التفكير فى النهايةء بالأمور التى تهم
بالفعل. وليست Wai صدفة للتاريخ الفكرى الذى أعطى للاقتصاديات الوصاية على كيفية
التفكير فى الرفاهية؛ وخلال الفترة الطويلة لمرحلتها الفكرية كانت القيم الهامة هى البقاء أولا
ثم الخلاص من الفقر. وطبعًا بفضل التقنيات وبالإضافة إلى الاقتصاديات» حلت الدول
المتقدمة المشكلة الأولى وتتجه بتردد نحو حل المشكلة الثانية. وهذا النجاح هو الذى يرتقفى
إلى أهمية تنافسية لقيمة أهم سلعة منافسة وملحة ألا وهى الرفقة. ولكن هذه السلعة المنافسة
خارجة عن اقتصاديات السوق» لأنها ليست مسعرة وأن السوق ليست دقيقة بخصوص قيمها
المتز ايدة"”.
هناك ملاحظ مدقق آخر للمشهد الأمريكى هو بيتر وايبرو (Peter Whybrow) وهو
طبيب نفسى ومدير ple ages الأعصاب والسلوك الإنسانى بجامعة كاليفورنيا فى لوس
أنجلوس. فى GUS الهوس الأمريكى يرى وايبرو تحفظ البحث الأمريكى عن السعادة قائلاً:
'بالنسبة للعديد من الأمريكيين أصبح البحث عن السعادة مرتهن بنشاط مزعج وهائج. وبما
أننى طبيب نفسى ممارس» أكتشف الكثير فى هذه الملاحقة الهائجة التى تعتبر تذكرة بالهوس»
فهى حالة مختلفة للعقل تبدأ بإحساس سار بالإثارة والإنتاجية العالية ولكنه ينحدر إلى سعى
مجازف» وحدة الطباعء والتشوش قبل الانحدار نحو الاكتئاب.... وفى لغة الطب النفسى»
الوس هو حالة من الإحباط للنشاط.... التى تبدأ بالسعادة ولكنها تخفى وراءها ضجة من
القلق» والمنافسة والخلل الاجتماعى. بالقياسء يمكن للفرد أن ينظر إلى الأسعار المتزايدة
بأمريكا كدليل للتعثر القومى فى شىء قريب لحالة الإحباط هذه. إننا على نحو عفوى» وفى
إطار سعينا القاسى وراء السعادةء قد تجاوزنا الهدف Lindy بتشكيل مجتمع مصاب بالهوس
ولديه نهم نحو الزيادة. إن حلم أمريكا فى تكوين نظام اجتماعى مثالى - حيث تشكل منذ
البداية عن طريق اعتقادين متماثلين وهما أن النجاح المادى يتعادل مع الرضا الشخصى...
وأن التقدم التقنى هو المفتاح للتقدم الاجتماعى - قد أصبح عريقا فى مزيج محير من هوس
الرغبة والانزعاج المحبط”2.
وفى العقود الحديثة» ارتفع الإنتاج الاقتصادى لكل فرد فى الولايات المتحدة بشدة» ولكن
لم تكن هناك زيادة من الرضا عن الحياةء فى حين أن مستويات عدم الثقة والاكتئاب قد
ازدادت بصورة مستدامة. ويصف لين ووايبرو وغيرهم المجتمع الأمريكى بأنه ضل وتعثر
فى طريقه. لذا فإن النماذج» التى سبق وأن جلبت السعادة» تأتى الآن بالعكس. وقد توصل
الكاتب بيل «(Bill McKibben)cuSbe أحد المراقبين الوطنيين الأكثر إدراكاء إلى نتيجة مماثلة.
لقد لاحظ أن "تركيزنا الأحادى التفكير على الثروة المتزايدة قد نجح فى الدفع بالأنظمة البيئية
١7١ الفعلى gail
لكوكب الأرض إلى حافة الفشل؛ حتى أنه فشل فى جعلنا أسعد". إنه يتساءل كيف حدث هذا؟
'والإجابة واضحة تمامًا إننا داومنا على فعل ذات الشىء الذى كنا نعمل من أجله فى
الماضى. وبما أن السعادة قد ازدادت بزيادة الدخل فى الماضىء ققد افترضنا أن هذا سوف
يحدث حتمًا فى المستقبل". Vary من ذلك يلاحظ ماكبين أن ازدياد iyn قادنا لأن نكون
أكثر فردية أكثر مما كنا نريدء وذلك بزيادة العزلة الاجتماعية وتقويض إحساسنا بالمجتمع*.
يرى العالم النفسى دافيد ماير هذا النموذج لارتفاع الثروة والروح المنقبضة على أنه
"التناقض الأمريكى". ويلاحظ أنه فى بداية القرن الواحد والعشرين» وجد الأمريكيون أنفسهم
'يمتلكون منازل كبيرة وبيوت مهدمةء ولديهم دخول مرتفعة ومعنويات منخفضة»ء وحقوق
مضمونة وكياسة متضاءلة. لقد كنا بالفعل متميزين فى كسب القوت ولكن غالبًا نفشل فى خلق
الحياة. نحن نحتفل بإزدهارنا ولكن نتوق إلى الهدف. إننا نعزز حريتنا ولكن نتوق إلى
التواصل. وفى عصر الوفرة» نشعر بالجوع الروحى. كما أن حقائق الحياة هذه هى التى
تدفعنا إلى نتيجة مذهلة ألا وهى: كوننا أفضل ماديًا لم يجعلنا أفضل نفسيًا"2.
الرفاهية فى أمريكا
إذن لقد ضل المجتمع الأمريكى طريقه بإتباع الإشارات المعطاة عن طريق إجمالى النساتج
المحلىء وليس من المدهش أن يكون العديد من الملاحظين قد سعوا إلى التعرف على أوجه
القصور لهذا المقياس ووضع البدائل التى تقيس بدقة الرفاهية البيئية والإنسانية. أولاً» إن نظام
الحسابات الاقتصادية القومية الذى يوفر لنا إجمالى الناتج المحلى قد أصبح معرضًا للهجوم
من قبل المحللين الذين يعتقدون أن إجمالى الناتج المحلى يظل خاطنًا للغاية حتى باعتباره
نظامًا لقياس الرفاهية الاقتصادية”. إنهم يشيرون إلى مجموعة من أوجه القصور فى إجمالى
الناتج المحلى كما هو مقاس حاليًا أى أوجه القصور المعترف بها على نطاق واسع فى
الحقيقة.
يشتمل إجمالى الناتج المحلى على كل شىء يمكن أن ely أو لديه قيمة مالية» حتى لو لم
يضف Ups لسعادة أو رفاهية الإنسان. تخيل مجتمعًا ينفق 907٠١ من إجمالى الناتج المحلى
على السجون والشرطةء وذلك بإزالة التلوث وعواقب حوادث المرور. الآن قم بتخيل مجتمع
آخر ليس بحاجة إلى تلك النفقات الوقائية» على سبيل المثال» لأن مواطنيه لا يلوثون البيئة أو
يقودون بتهور بل إنهم يحترمون القانون. إن هذا المجتمع الثانى على العكس يقوم بتخصيص
العشرين فى المائة من إجمالى الناتج المحلى لبناء مدارس أفضلء ولتحسين توقعات الحياة
ولتخفيف مشكلات الفقراء. إن إجمالى الناتج المحلى متماثل فى كلا المجتمعين؛ و
الرفاهية تعتبر أعلى بكثير فى المجتمع الثانى.
7 التحول العظيم
la إن إجمالى الناتج المحلى لا يقوم بحساب التكاليف والفوائد التى تحدث خارج
السوق» فعلى سبيل المثالء يمكن لدولة ما أن تقوم باستهلاك رأس مالها الطبيعى إلا أن ذلك
يظهر فى حسابات الدخل القومى ليس كانخفاض رأس مالى ولكن كدخل. وكما كتب
الاقتصادى روبرت ريبيتو: 'يمكن لأى دولة أن تقوم باستهلاك مواردها المعدنية:؛ وتقطيع
غاباتهاء وتجريف تربتهاء وتلويث المياه Aad gall وصيد حيوانتها البرية وصيد الأسماك حتى
الانقراضء ولكن الدخل المقاس لن يتأثر بما أن هذه الأصول قد اختفت.... فالاختلاف فى
التعامل بين الموارد الطبيعية وغيرها من الأصول الملموسة محير بالنسبة لتاكل الأصول
القيمة مع تولد الدخل.... فالنتيجة يمكن أن تكون مكاسب وهمية فى الدخول وخسائر دائمة
فى الثروة"”. كذلك يتجاهل إجمالى الناتج المحلى حساب فوائد الرفاهية الحقيقية المولدة من
قبل المتطوعين والعمالة المنزلية.
ÉG يعجز إجمالى الناتج المحلى أن يأخذ فى الاعتبار توزيع الدخل المقاسء بالرغم من
أن رفاهية معظم المجتمعات يمكن أن تتحسن عن طريق نقل الدخول المستهلكة من شديدى
الثراء إلى شديدى الفقر حيث أن المنفعة الهامشية للدخل تكون أعلى بالتأكيد.
لقد حفزت أوجه قصور إجمالى الناتج المحلى كمقياس للظروف البيئية والاجتماعية
تكاثر المعايير والمؤشرات» التى تسعى وراء تحسين فهمنا للظروف الحقيقية. ولذلك فبعض
هذه المعايير تسعى بطريقة أساسية لتوفير مجال من الاعتبارات البيئية داخل الحسابات
الدولية*2. وتسعى مناهج أخرى لقياس رفاهية الإنسان عن طريق جمع قياسات القوى الشرائية
مع مؤشرات الصحة والتعليم. إن مؤشر التنمية البشرية؛ والذى قمنا بوضعه فى برنامج الأمم
المتحدة للتنمية» يتبع هذا المنهج. إنه يوضح؛ على سبيل المثال» أن الدول ذات المستويات
المتشابهة فى إجمالى الناتج المحلى للفرد تستطيع أن تكوّن مستويات مختلفة من تنمية الإنسان
والرفاهية”2.
والجهود الأكثر أهمية هى تلك التى تسعى لخلق بدائل ALLS لإجمالى الناتج المحلسى.
وأول هذه الجهود هو مؤشر الرفاهية الاقتصادية المستديمة (ISEW) إنه يبدأ بنفققات
الاستهلاك القومى الخاص ويكيف ذلك مع عدم المساواة فى التوزيع. ثم إنه يضيف
المساهمات غير السوقية فى الرفاهية» مثل أعمال المنزل غير المدفوعة ويقوم بطرح النفقات
الدفاعية مثل حماية رجال الشرطة والتحكم فى التلوث بالإضافة إلى انخفاض الموارد
الطبيعية والأصول البيئية.
وحينما تتوفر تعديلات مثل هذه لستة اقتصاديات صناعية عملاقةء فإن النتائج تشكل
النسق الموجود فى (شكل PÒ ويزداد مؤشر الرفاهية الاقتصادية المستديمة مع إجمالى
الناتج المحلى فقط لفترة معينة ثم يبدأ فى الركود وقد يبدأ فى الانخفاض بالرغم من الزيادات
النمو الفعلى ١7
05
19A
1y
141
qo
194%.
IIA
19۷
191
Mo
الشكل ۳: الاتجاهات فى الرفاهية الاقتصادية المستديمة للفرد وإجمالى الناتج القومى للفرد فى
المجتمعات الغنية (المصدر: (Jackson and Stymne, Sustainable Economic Welfare in Sweden
1996(-
المستمرة فى إجمالى الناتج المحلى. ويكمن وراء هذه النقطة أن نمو إجمالى الناتج المحلى
يتم تقييمه أخذا فى الاعتبار بالتكاليف الاجتماعية والبيئية المتزايدة» وبذا يستطيع النمو أن
قال Üa من الرفاهية. وقد تم الوصول إلى العتبة التى لم يعد بعدها النمو محسنا لجودة
seat
لقد استمر مؤشر الرفاهية الاقتصادية المستديمة فى التحسينات تحت الشعار الجديد وهو
مؤشر التقدم الحقيقى (GPI) وفى الولايات المتحدةء يوضح مؤشر التقدم الحقيقى أن
الأمريكيين لم يكونوا بأحسن حال اليوم Lee كانوا عليه فى عام ١۹۷٠ء بالرغم من أن إجمالى
الناتج المحلى قد نما بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة (شكل 2)4.
يجب التركيز على أن القياسات البديلة (مثل مؤشر الرفاهية الاقتصادية المستديمة
ومؤشر التقدم الحقيقى) تقوم بتوظيف افتراضات قاعدة البيانات والمنهجية المتاحة للنقاش
والتطوير. وحتى الآن مازالوا يعملون على أساس تقدير عمل أفضل الاقتصاديين» ومن بينهم
جيمس توبن (James Tobin) وويليام نوردهاوس؛ Cus أن لهم جهوذا خطيرة وإنهم يسعون
لإخبارنا بشىء PL بالاختصار» يخبرنا مؤشر التقدم الحقيقى أنه من أوائل السبعينيات من
64 التحول العظيم
۰ دولار
۰ دولار
۰ دولار
۰ دولار
۰ دولار
DY gd ۰
JY 53 صفر
1A7
Na
a
w~
Peur
1IAY
GAs
IVA
EES
مما(
ا
JV,
۹7۸
4977
LITE
ETRE
IATa
1104
1907
مه(
زه
)Jo.
2
35
2
2
شكل :: الاتجاهات فى مؤشر التقدم الحقيقى all 2 وإجمالى الناتج المحلى pall 2 فى GLY oll المتحدة
(المصدر :2004 -(Venetoulis and Cobb, The Genuine Progress Indicator,
القرن العشرين أصبح التأثير الإيجابى للنمو على رفاهية الأمريكيين أقل Ta DAS من
الرفاهية المقترحة عن طريق إجمالى الناتج المحلى.
المنهج الآخر لتطوير المؤشر هو أن نتوقف عن محاولة التعبير :ع عن الظروف بالدولار
والسنت» ونقوم بتأسيس مؤشرات مركبة تعتمد على الشروط البيئية والاجتماعية الموضوعية
ALU, للقياس. ومرة أخرىء هناك عنصر اختيارى ولكن مازلنا نستطيع تعلم أشياء هامة.
وقد وضع دانيال إيستى (Daniel Esty) وزملاؤه مؤشرا يقيم الأداء البيئى للدول. ومن بين
۳ دولة التى صنفها إيستى» جاءت الولايات المتحدة فى المركز الثامن والعشرين. وكانت
نيوزيلندا فى المركز الأول» كما يعرف محبى فيلم سيد الخواتم”؛ فإن ثروة أمريكا العظيمة لم
تتحول إلى أداء بيئى ممتاز.
وبالانتقال إلى الظروف الاجتماعية» تم جمع المعلومات السائدة فى الولايات المتحدة فى
مؤشر مركب عن طريق (Marc)dl jla وماركيو لويزا ميرينجوف (Marque-Luisa
Miringoff) من عام ۰ إلى .۲٠٠١ وقد احتوى مؤشرهم على Leslie ١5 للرفاهية
الاجتماعية» حيث يشتمل على البيانات التى تخص وفاة الرأضع» والتسرب من التعليم الثانوى»
والفقرء واستغلال الأطفال» وانتحار المراهقين» والجريمةء والأجور الأسبوعية الضئيلةء
وتعاطى المخدرات» وإدمان الكحوليات والبطالة وغيرها من تلك الأشياء. إن مؤشر
النمو الفعلى ٠١١
LO r.
\o.
Yeso’
——_
E RSD
JOs’ 3%
إجمالى الناتج المحلى للفرد (قيمة SY gall فى عام (YY
للستي
۴
صفر
Vues 14409 144 VAAG AVAL NAVO NAV. 020
الشكل 5: الاتجاهات فى موؤشرى الصحة الاجتماعية وإجمالى الناتج المحلى للفرد فى الولايات
المتحدة (المصدر : Mirinigoff and Opdycke, America’s Social Health: Putting Social Issues Back on
-(the Public Agenda, 2007
ميرينجوف للصحة الاجتماعية يوضح بعض الشىء الظروف الاجتماعية المتدهورة بالرغم
من النمو الهائل فى نصيب الفرد من إجمالى الناتج المحلى (شكل Ho
وقد طور ريتشارد إيستس (Richard Estes) فى جامعة بنسلفائيا مؤشرًا للتقدم الاجتماعى
ل ٠١١ دولة فى عام 1970. إنه يسيطر على المعايير الهادفة لكل من الظروف البيئيسة
والاجتماعية. ويوضح إيستس أن سرعة التطور الاجتماعى فى الولايات المتحدة قد أصبحت
"متوقفة" منذ عام ١۹۸١ء فالترتيب الإجمالى يضع الولايات المتحدة فى قائمة دول العالم
قريبة من بولندا وسلوفينيا فى المركز السابع والعشرين. ولذلك فإن ثراء أمريكا لم يتحول إلى
elol اجتماعى أو بيئى متميز .
النوع الثالث من مقاييس الرفاهية البديلة هى تلك المعايير المؤيدة من قبل دينير»
وسيلجمان وغيرهم من علماء النفس مثل دانيال كاهنمانء الحائز على جائزة نوبل والذى
يعمل فى جامعة برينستون. إنهم يناقشون نظاما من المؤشرات القومية للرفاهية وللتعاسة
الشخصية. وفى كتاب Lad وراء olal يختتم دينير وسيلجمان قائلين: 'لقد كانت مؤشرات
الاقتصاد فى غاية الأهمية فى المراحل الأولى للتطور الاقتصادىء حينما كانت تلبية
5 التحول العظيم
الاحتياجات الأساسية هى الموضوع الرئيسى. ومع زيادة ثراء المجتمعات» تعتبر الفروق فى
الرفاهية أقل وضوحا بناءَ على مستوى الدخل وأكثر وضوحا نتيجة للعوامل مشل العلاقات
الاجتماعية والمتعة فى العمل.... فمن أجل تيسير استخدام نتائج الرفاهية فى تشكيل السياسة»
نقترح تشكيل مؤشر للرفاهية القومية الذى يقيم متغيرات الرفاهية الرئيسية للعينات التمثيلية
للكثافة السكانية. إن المتغيرات المقاسة لابد أن تشتمل على المشاعر السلبية والإيجابية:
ومعدل الاندماج؛ والغرض والمعنى» وقد خلق التفاؤل مستوى أكبر من الرضا عن الحياة”7.
إن القضية بالنسبة لمثل هذا المؤشر غير مقنعة وذلك بحسب النتائج المذكورة هنا.
asl تلك المعايير الذى وجدته مختلفًا هو مؤشر الكوكب السعيد (HPT) الذى وضعته
مؤسسة الاقتصاديات الجديدة فى بريطانيا. يستخدم مؤشر الكوكب السعيد كلا من البيانات
الشخصية والموضوعية. إنه يقيس الرفاهية الإنسانية عن طريق مضاعفة رصيد الرضا عن
الحياة لدولة ما مضروبًا فى توقع الحياة بهذه الدولة. ثم يقسم كل هذا على البصمة البيئية
للدولة (والتى تم مناقشتها فى الفصل الأول). ولذلك فإنه يقيس كيف تجيد دولة ما تحويل
الموارد المحدودة للأرض إلى رفاهية مواطنيها. وكلما عاش سكان دولة ما حياة سعيدة تحت
تأثيرات بيئية صغيرةء كلما زاد رصيد الرضا. ومؤشر الكوكب السعيد متاح الآن لمعظم
الدول. والولايات المتحدة قريبة من نهاية قائمة العالم» حيث تسبقها بالقائمة دول أوروبا
الغربية» وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتقع كوستاريكا بالقرب من قمة مؤشر الكوكب السعيدء
وزيمبابوى فى الأسفل*3. وفى هذا الصدد يُذكر أن مملكة بوتان لديها رصيد عال ضمن
مؤشر الكوكب السعيد فهى تعتبر الدولة الثالثة عشر على مستوى العالم والثانية على
مستوى أسيا. إن مملكة بوتان صادقة بخصوص تطوير نظام من المعايير الشخصية
والموضوعية والذى ينقل تعهدها إلى إجمالى السعادة القومية كبديل لإجمالى الناتج القومى”.
وقد لوحظ أن مؤشر الكوكب السعيد مكان جيد لفحص اتخاذ قرار بمكان قضاء الأجازة.
أولويات الرفاهية
تقترح هذه النتائج» التى نفكر بها cles الحاجة إلى إعادة تفكير جذرى وإعادة ترتيسب
الأولويات. حاليّاء يوضح لقب توجيه السياسة والعقلية أن طريقة مواجهة الاحتياجات
الاجتماعية وتحقيق حياة أفضل وأسعد هى النمو أى زيادة حجم الاقتصاد. إن الإنتاجية»
والأجورء والأرباح» وأسواق الأوراق الماليةء والتوظيف, والاستهلاك يجب أن يزدادوا أيضياء
cus أن النمو شىء جيدء حيث يستحق كل التكاليف. والاقتصاد المتصلب يمكن أن يقوض
الأسرء والوظائف» والمجتمعات» والبيئة» والإحساس بالمكان والاستمراريةء حتى الصحة
العقلية لأنه فى النهايةء وكما يقال» أننا سنصبح أفضل بطريقة ما. إننا نقوم بقياس النمو عن
النمو الفعلى ٠١۷
طريق حساب إجمالى الناتج المحلى على المستوى القومى» والمبيعات والأرباح على مستوى
pill 48« ونحصل على ما نقوم بقياسه.
ولكن ما تم عرضه سواء من قبل البيانات أم المحللين يوضح أن الموضوع لا يبدو
كذلك: فالنمو الاقتصادى الكلى أى نمو إجمالى الناتج المحلى لم يعد يجعلنا أفضل Yla
وتقترح البيانات أنه بالعديد من الطرق يجعلنا أسوأ بيئياء واجتماعيّاء ونفسيا. أننا نقوم
باستبدال نمو إجمالى الناتج المحلى ومزيد من الاستهلاك للتعامل مع الموضوعات الأساسية
وذلك مقابل فعل أشياء سوف تجعلنا أفضل حقا. إن هؤلاء الذين يتومون بإلقاء المواعظ
يؤمنون دون شك Ley يلقونه. ولكن بالنسبة لهؤلاء الذين فى الحكومة ومجال العمل التجارى
والإعلام الذين يدعوننا لتمجيد هيكل إجمالى الناتج المحلى» فإن هذا المطلب الأبدى للنمو
الإجمالى الآخذ فى الزيادة يخدم نفسه ذاتيًا وبشكل كبيرء ولذلك فإنهم نادر! ما ينظرون فيما
وراء تقارير الاقتصاد الربع سنوية لفهم ما يفتقدونه. إن النتيجة هى أن المجتمع يصبح مضالاً
حرفيًا.
هناك دروس عظيمة للسياسة العامة فى التحليلات المقدمة هنا. لقد حان الوقت ل نخطط
Wyle جديذا للولايات المتحدة» فمن الواضح أن نمو إجمالى الناتج المحلى قد أصبح وسيلة
متواضعة وفى بعض الأحيان وسيلة تؤدى لنتائج عكسية فى وضع الحلول للمشكلات
الاجتماعية. ونحتاج بدلا من ذلك لأن نعالج تلك المشكلات مباشرة وبتعقل» وبإشفاق وكرم.
إننا باحتياج لعالم كامل من السياسات القوية والجديدة ومنها المعايير التى تقوى عائلاتنا
ومجتمعاتناء وتواجه انهيار الترابط الاجتماعى وتفضل الثبات عن التحرك؛ والمعايير التسى
تضمن الالتزام والوظائف الجيدة المجزيةء والتى تزيد رضا الموظفين» وتقلل نسبة تسريح
العمال وعدم الاستقرار الوظيفىء وتوفر دخول التقاعد الكافية؛ والمعايير التى توفر مزيذا من
سياسات الصداقة العائلية فى العملء متضمنة الوقت المرن والوصول السهل لرعاية الطفل
عالية الجودة؛ والمعايير التى توفر لنا المزيد من أوقات الفراغء والتعليم غير الرسمىء
والفنون» والموسيقى» والدراماء والرياضات» والهوايات» والعمل التطوعى» وعمل المجتمع»
والاستجمام فى الهواء الطلق؛ والتعرض للطبيعةء واللعب؛ والمعايير التنى توفر الرعاية
الصحية العالمية وتخفف UY) المدمرة للمرض العقلى؛ والمعايير التى توفر لكل شخص
التعليم الجيد ليسعده فى الحياة ويزيد من الإنتاجية؛ والمعايير التى توفر الرعاية والملازمة
للمصابين بأمراض مزمنة والعاجزين؛ والمعايير التى تعالج التحيز» والاستثناء والنفى دون
محاكمة؛ والمعايير التى تحدد واجبنا نحو نصف الإنسائية الذين يعيشون فى فقرء فالواجبات
تنعكس الآن فى الأهداف التنموية للألفية؛ والمعايير التى تنظم الإعلانء وتمنع الإعلان عن
الأطفالء وتوفر للأشخاص الوقت المجانى على الهواء مباشرة للرد على بعضهم البعض»
۸ التحول العظيم
والمعايير التى تحسن بشدة توزيع الدخل وتفرض الضرائب على استهلاك الرفاهيةء والعمل
الزائدء والدمار البيئى ويضع الخطوات فى القطاع العام النهم وفى مساندة الدخول المدعمة
والبرامج الاجتماعية لمن هم فى قاع المجتمع*.
يندرج كل هذا بين الأشياء التى يجب أن تسعى أمريكا لزيادتها. هذه هى الاتجاهات التى
يجب التركيز عليها فى الاستثمارات العامة وفى أى مكان آخر. إنها جزء كبير من الطريق
البديل لهذا الطريق المدمر الذى نسير عليه» وعلى هذا يجب أن ينظر لكل المعايير على أنها
معايير بيئية بالإضافة لكونها معايير اجتماعية. إن أملى هو أن يسعى كل الأمريكيين الذين
يهتمون بالبيئة OY يتبعوا تلك المعايير كل هذه البصمات لمجتمع مهتم وجيد بما أنها
ضرورية لنذهب بعيذا عن المال ونصل إلى الاستدامة والمجتمع. إن تعزيز الأشخاص
وتعزيز الطبيعة يعتبر هدفا واحدا دون انفصام.
الفصل السابع
الاستهلاك: العيش Lag يكفى.
وليس دائمًا أكثر من ذلك
المبدأ الاستهلاكى ركيزة من ركائز الرأسمالية الحديثة» وهو يحوى التزامًا قويًا
علا مقبولاً اجتماعيًا بزيادة مستمرة فى القوة الشرائية للبضائع والخدمات فى السوق.
ويتواءم المبدأ الاستهلاكى مع المبدأ المادى فى هذا الإطارء والمبدأ المادى هو منهج للحياة
والرفاهية الاجتماعية حيث يسمو بالأوضاع المادية فوق الأبعاد الروحية والاجتماعية.
يتسم المجتمع الاستهلاكى بوجود كل من المبدأ الاستهلاكى والمبدأ المادى كمظهرين
رئيسيين للثقافة المهيمنة» حيث لا يتم الحصول على البضائع والخدمات من أجل إشباع
الاحتياجات العامة فقطء بل لضمان تمييز الهوية والمدلول كذلك. وفى هذا المجتمع يمكن أن
تسيطر سيادة المستهلك» وإن كان هذا التعبير مضللاً. والحقيقة هو أن هناك قوى مؤثرة تعمل
على تشكيل أنماط الاستهلاك وليس مجرد مجموعة مشكلة مسبقا من التفضيلات الفردية
ومن هذه القوى الإعلان» والأعراف الثقافية» والضغوط الاجتماعيةء والأنماط النفسية.
كان إنفاق المستهلك ومازال ضلعا رئيسيًا فى الانحدار البيئى. ولا يمكن للأمر أن يكون
غير ذلك» فعلى سبيل المثالء تبلغ نفقات الاستهلاك الخاص فى GUY gl المتحدة نحو 7٠١ %
من إجمالى الناتج المحلىء وإنفاق المستهلك هو المحرك الرئيسى للاقتصاد وتوسعه. عندما
نستعرض مقال 'لماذا يجب على الأمريكيين الاستمرار فى الإنفاق' نجد أن جريدة نيويورك
تابمز قد نشرت Lail عن الحقيقة المزدوجة للاستهلاك: 'تلاحظ الأسر وجود تيار لا نهائى
من الاحتياجات» وبالإضافة لذلك فإن الاقتصاد يعتمد عليها".
وتلاحظ جريدة فاينانشيال تايمز أن التركيز منصب على مساعدة المستهلكين للاقتصاد
وليس العكس» وذلك موضح فى مقال بعنوان "مثابرة المتسوقين سيكون مصيريًا من أجل نمو
الاقتصاد العالمي”. إننا نجد أن مثابرة المستهلك الأمريكى خاصة تحظى بالتقدير فى مجال
التجارة حول العالم. وبالرغم من ركود الأجور الحقيقيةء استمر معدل الإنفاق للمستهلك
٠ التحول العظيم
الأمريكى فى الارتفاعء مما أدى إلى وقوع الأسر الأمريكية فى الديون. لقد قفز دين المستهلك
Jala الولايات المتحدة من OY مليار دولار عام ۱۹۷۰ إلى 7١55 مليار دولار عام
4 وقد يتعرض الأمريكيون إلى نقص فى pall gal وفقد لمنازلهم ولكنهم أبقوا على
مسيرة الاقتصاد عام Yee V
وبعض أوجه الإنفاق الجديدة اختياريةء ولكن الزيادة الشديدة كانت بسبب التكاليف
المرتفعة لأساسيات العيش مثل المسكن والرعاية الصحية والمأكل والتعليم إلى أكثر من
0١ فيما بين عامى 7٠٠١١ و4١٠٠ عندما ارتفعت الأجور الحقيقية فوق الصفرة. يذكرنا
هذا الموقف جيذا بأنه لابد من توحيد الجهود المبذولة للحد من الاستهلاك التقديرى والمسرف
مع جهود قوية جنيًا إلى جنب لتلبية الاحتياجات الاقتصادية الحقيقية للأمريكيين محدودى
الدخل "ممن يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة".
أما فى العصر الحديث المناصر للبيئة» فهناك تركيز بيئى ضئيل للغاية على الاستهلاك.
وهذا الوضع فى طور التغيير ولكن لم يرغب كثير من عامة مناصرى البيئة فى أن يقترحوا
بأن الأوضاع التى يدافعون عنها ستتطلب تغييرات جدية فى أنماط الحياةء كما أن وجهة نظر
الاقتصاديين مناصرى البيئة تصف التركيز على الاستهلاك على أنه ضرب من الإلهاء. ومن
هذا المنطلق» فإن طريقة التعامل مع كل من الاستهلاك والنمو الاقتصادى بوجه عام هى
'تحديد الأسعار بطريقة صحيحة". وسيؤدى هذا بدوره إلى تحول الاستهلاك بقوة بعيذا عن
المنتجات والخدمات الضارة بالبيئة تجاه المنتجات والخدمات صديقة البيئة. وعلى الرغم مسن
أن الاقتصاديين بلا شك محقون بشأن هذا التحول وقيمة هذه الطريقة إلا أن ذلك» كما ناقشناه
مسبقاء غير كاف.
إن التقاعس عن تحدى الاستهلاك مباشرة خطأ فادح» ناهيك عن ارتفاع التكاليف البيئية
والاجتماعية لرغد العيش الأمريكى. ولذلك فإنه منذ عام ١97١ زاد حجم المنزل الجديد بنحو
#٠ وارتفع معدل استهلاك الفرد للكهرباء إلى أكثر من + ZV كما أن معدل النفايات
الصلبة التى يخلفها كل فرد قد زاد بمقدار YI وعلاوة على ذلكء فمنذ عام ۱۹۹٤ نجد أن
٠ من المنازل الجديدة تقع خارج الرقعة الحضريةء كما أن أكثر من نصف قطع الأرض
مساحتها عشرة أفدنة أو أكثر. ومع ذلك» ومع هذه الزيادات فى حجم المنازلء إلا أنها تعتبر
متناهية الصغر كي تستطيع أن تحتوى على كل الممتلكات المتراكمة. لم تبدأ صناعة التخزين
الذاتى حتى بداية السبعينيات من القرن العشرين» ولكنها نمت بسرعة حتى أن مبانيها تغطى
الآن أكثر من سبعين ميل مربعء أى ما يعادل مساحة مانهاتن وسان فرانسيسكو مجتمعتين”.
لم تكن كل اتجاهات الاستهلاك فى GUY gl المتحدة سلبيةء فقد انخفض نوعا ما نصيب
الفرد من المياه من قمته عام ١۱۹۷ء كما ازداد معدل استخدام النفط بنفس معدل الزيادة
١١ الاستهلاك
السكانية. ولكن يظل معدل استهلاك المياه والنفط والمصادر الأخرى مرتفغا ومسرفا قوق
العادة. وبالرغم من أن العصر الجديد المناصر للبيئة بدأ فى السبعينيات من القرن العشرين»
إلا أن كل من الرفاهية الأمريكية والسياسات المعيبة قد اتحدت للعمل على تدهور البيئة بشكل
مطرد وعلى نطاق واسع”.
النبأ الجيد هو أن هذا التقاعس فى مواجهة قضية الاستهلاك قد بدأ يتغير. ويظهر الجهد
للتصدى للمبدأ الاستهلاكى على مستويين من الجديةء كلاهما تحت شعار "الاستهلاك المستدام"
وكلاهما فى dale إلى دعم أكثر. التحدى الأول هو ظهور ما سوف أطلق عليه "النزعة
الاستهلاكية صديقة البيئة". ولا تصر هذه Ae jill على التقليل من الاستهلاك بشكل cle ولكن
تريد للمستهلكين أن يقوموا بشراء المنتجات صديقة البيئة وتريد للمؤسسات أن تقوم بإنتاجها.
التحدى الثانى والأكثر أهمية ينم عن أن كلا المستويين الحاليين للاستهلاك يعملان على
التدمير البيئى والاجتماعى ally يمكن أن نتمتع بحياة وبيئة أفضل من خلال خفض
الاستهلاك. كان هناك؛ فى الماضىء اهتمام أكثر لفصل الإنتاج عن مدخلات المواردء وبذلك
"فصل" الاقتصاد باستخدام أكثر كفاءة للموارد. ويتجه الاهتمام الآن إلى فصل الرفاهية
الاجتماعية عن الإنتاج.
شراء المنتجات صديقة البيئة
يمكن تفعيل النزعة الاستهلاكية صديقة البيئة فقط عندما يمتلك المستهلكون معلومات كافية
ويكون لديهم الإصرار والاستعداد لدفع مال أكثر بدرجة قليلة مع وجود دعم حكومى قوى.
ويمارس الأفراد والأسر المستهلكة القوة الحقيقية فى السوق» كما يمكن تحويل تفسضيلاتهم
بسرعة ملحوظة مثل خطوط الموضة المؤقتة والارتفاع المؤسف لأسعار السيارات الرياضية
ذات الدفع الرباعى. يمكن لحملة مستدامة للطعام أن تساعد فى تغيير المشروعات الزراعية
وصناعة صيد الأسماك. إن التزام المستهلك بطاقة مستدامة يمكنه من الضغط من أجل إحداث
تغييرات فى إنتاج الطاقة وفى ذات الوقت يكون مساعذا فى حماية المناخ» كما أن التزام
المستهلك بتوفير بيئة خالية من السموم فى المنزل ومكان العمل قد يدفع الصناعة الكيميائية
نحو منتجات جديدة أكثر Gus
حتى فى مستويات الاستهلاك dedi pall والمتنامية» يصر المستهلكون على وجود أمرين
من أصدقاء البيئة. أولا: يمكنهم تحويل المشتريات إلى منتجات وخدمات حيث يتم صنع
واستخدام المنتج بطريقة أكثر حماية للبيئة. ثانيًا: يمكنهم الإصرار على تصنيع السلع بحيث
يمكن إعادة تدويرها وإعادة استخدام منتجات المستهلك. عندما يستغنى المستهلك عن جهاز
تليفزيون أو ثلاجة أو أى سلعة أو حاسب آلىء فإن المصنع يأخذها مرة أخرى ويبحث ما إذا
١ التحول العظيم
كان سيتم sale} استخدام هذه السلعة مرة أخرى al سيتم تدويرها al سيتم التخلص منها بطريقة
مسئولة Giy يطلق على هذا النظام اسم "توسيع نطاق مسئولية giia ويتم تطبيق هذا النظام
بطريقة افضل فى أوروبا عنه فى الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن تطوير هذه الأهداف
المتعلقة والمترابطة ببعضها البعض من خلال حملات المستهلك وسن التشريعات.
وهناك E E RES التشريعات» متضمنة Lacs
متزايذا من جماعات حماية البيئة والمستهلك. تعتبر العنونة البيئية والسير الذاتية للمنتج هى
البداية». تتضمن التطورات الملحوظة جهود مجاس اشرات على الغابات فن تشتجيم Jid
شهادات وتمييز المنتجات الخشبية لكونها منتجة فى غابات يتم إدارتها باسندامة بالإأضافة
لبرنامج مجلس الإشراف البحرى الذى يصرح بممارسات صيد الأسماك طوال الوقت. وتحوذ
الشهادة الصادرة عن مجلس الأبنية صديقة البيئةء والتى تعطى للأبنية الجديدة المحافظة على
البيئة» القبول» بل وتستخدم على نطاق واسع. أصبح المستهلكون يصوتون للمنتجات صديقة
البيئة فى السوق مما يدعو للتغيير. فى أوروبا واليابان فإن قوائين توسيع نطاق مسئولية
المنتِج التى تتطلب أن يعود المنتج إلى المنيّج؛ أى "من الأصل إلى الأصل" لها تأثير لتشجيع
giid أن يفكر فى إعادة استخدام المكونات والمواد من البداية7. وقد أقر البرلمان الأوروبى
قوانين تلزم المصنعين بتحمل AMS إعادة تدوير الأجهزة الكهربائية fle ماكينات الحلاقة
والثلاجات وأجهزة الحاسب الآلى. وفى عام Yee Y قامت شركة ديل (Dell) — استجابة
لضغط المستهلكين بافتتاح GUI جديدة ببرنامج طوعى لإعادة تدوير أجهزة الحاسب الآلى.
والآن» لدى أربع ولايات أمريكية» منها واشنطن وكاليفورنياء قوانين لإعادة تدوير المخلفات
الإلكترونية.
وفى عام ٠٠١7 تم إعداد تقرير هام لمجموعة من المؤسسات الأمريكية » مثل جمعية
البيئة التى تقدم المنح» وقد شجع هذا التقرير على الاستثمار فى خمس مناطق من أجل زيادة
الاستهلاك صديق البيئة. كما تم إخطار المؤسسات الخاصة بهذه التوصيات» ولكنهم فى حاجة
إلى أن يتم تبنى هذه التوصيات من قبل الحكومات والجماعات المناصرة للبيئة وآخرين.
ه زيادة الوعى والقدرة على الاختيار لدى المستهلك. 'تحتاج المؤسسات التى تقدم المنح أن
تمول حملات اتصالات» ومناهج للمدارس» واستثمارات أخرى ثقافية من أجل رفع
الوعى» ويتشارك المواطنون والمستهلكون من أجل هذا الهدف. كما يحتاج المستهلكون
إلى فهم كيفية شراء منتجات صديقة للبيئة وكيفية الإشارة للمنتجين Gh حركة الجمهور
المتزايد من المستهلكين لهذه المنتجات فى “pal
٠ تشجيع سياسات مبتكرة. 'ينطوى منهج تقديم ا الدعم السياسى لمبادرات
١“ كالهتسالا
الاستدامة.... يوجد العديد من السياسات الجديدة والمبتكرة القادرة على إعطاء حوافز
وتعمل على تقييم أكثر دقة للأسعار (سياسة الضرائب) وإلغاء الدعم للممارسات المسرفة
أو غير المستدامة”.
o تسارع الطلب على المنتجات صديقة البيئة. "إن الأعمال التجارية والحكومات والجامعات
وغيرها من المؤسسات هى أعظم المستهلكين للبضائع والخدمات. وهذه القوة الشرائية
عامل أساسى للتغيير لأنه يجب على الموردين الإنصات للمستهلكين... عندما يتم إعادة
توجيه مليارات الدولارات — من الحكومات والجامعات والشركات إلى منتجات يستم
حصدها وإنتاجها باستدامةء فإن رد فعل السوق والمنتجين هو تغيير ممارساتهم".
o المطالبة بمساعلة الشركات. "هناك عنصر هام جذا من أجل التغيير يركز على حملات
ومبادرات الشركات بأن تكون مسئولة عن مستثمريها ومستهلكيها اجتماعيًا. إن تأييد
حملات المستهلك والمقاطعات والمساهمين له فاعلية فى التأثير على سلوك الشركات GY
الشركات تريد أن تحمى قيمة علاماتها التجارية وسمعتها".
o تشجيع ممارسات الأعمال التجارية المستدامة. ”تستطيع المنظمات غير الحكومية
والحكومات وأخرون مساعدة الشركات أن يعدلوا من منتجاتهم وخدماتهم لتكون صديقة
للبيئةء ومن خلال بعض الوسائل مثل تخطيط تأثيراتهم البيئية وإعادة التفكير فى استخراج
الموارد واستخدامها وإعادة تدويرها؛ وإعادة تصميم المنتجات باستدامةء وتحليل سلاسل
التوريد وتأثيراتهم البيئية".
إن هذا الجدول من الأعمال ممتاز ويستحق tees شاملاً أكثر من مجتمع الجهات التى
تقدم المنح.
وهناك دليل على أن المستهلكين الأمريكيين يتغيرون. لقد ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين
صرحوا بأنهم مستعدون لتقديم تضحيات — بمعنى التخلى عن الوقت أو المال أو الجهد من
أجل البيئة من 9646 عام ٠٠٠١ إلى WU عام Te eT كما ازدادت مبيعات السيارات
المهجنة* بمعدل 907717 من عام ٠٠١5 إلى عام ٠۲٠٠١ وادخر المستهلكون أكثر من VY
مليار دولار فى فواتير المياه والكهرباء من خلال شراء منتجات مؤهلة لتوفير الطاقةء فقد
ازدادت نسبة مبيعات المصابيح الكهربائية الفلورسنت المضغوطة بمعدل AYY بين عامى
4 و5١٠0٠. كما تضاعف وجود الغذاء العضوى فى السوق فيما بين عامى ۲٠١١
و5١٠5 عندما كان يبلغ © مليار دولار sins
ˆ هى سيارات تعتمد على أنواع مختلفة من المحركات وتسير بأنواع مختلفة من الوقود (كهرباء وبنزين)
وتعتبر صديقة للبيئة. (المترجم)
٤ التحول العظيم
وبالرغم من هذه المكاسب» لاتزال "المنتجات صديقة البيئة" تحتل Vo je صغيرًا مسن
اهتمام السوق والمستهلك. لذلك نجد أن عددا كبيرًا من الأمريكيين عبروا عن استعدادهم
للتضحية من أجل البيئةء ولكن نجد %۸۳ منهم يقرون بعدم أخذ خطوات جادة GY يعيشوا
أصدقاءً! للبيئة؛ LS نجد %1٤ منهم غير قادر على ذكر اسم علامة تجارية واحدة صديقة
للبيئة فى حين أن 99١7 فقط يشترون منتجات صديقة للبيئة بانتظام".
والنزعة الاستهلاكية للمنتجات صديقة البيئة أكثر تقدمًا فى أوروبا ولكن» حتى cian
يرى أحد الملاحظين المدققين وأحد رواد مناصرة البيئة» جوناثان بوريت «(Jonathan Porritt)
قيودا عليها. ولذلك فإنه يذكر أن التقرير الأخلاقى للاستهلاك بالمملكة المتحدة قام باكتشاف
أنه فى عام ۲۰۰۳ تم إنفاق 4 مليار استرلينى على المنتجات والخدمات الأخلاقية» وهى تمثل
نسبة مئوية صغيرة من السوق. يؤمن بوريت GL 'سلوك المستهلك يعد من أصعب القوى
المحركة فى الوقت الحاضر من أجل التغيير". ويضيف أن حملات المستهلك قد قامت بأفضل
ما عندها عندما كانت مسألة وقف حدوث الأشياء السيئة أكثر من العمل على حدوث أشياء
جيدة. 'يمكن تعبئة أعداد غفيرة من المستهلكين للأولى عن الأخرى'.
ويلاحظ cy yy أنه "مع قلة المستهلكين المهتمين» نجد أن العديد من الأنشطة والمنتجات
المدمرة للبيئة ستبقى جذابة بشدة لمعظم المستهلكين. وفى النهاية الساحرة ل"الاستهلاك
الواضح" الذى يفعل الكثير من أجل إرضاء تطلعات جموع المستهلكينء فإن التقنيات صديقة
البيئة لن تجد الطريق سهلا لتتيح مجموعة الاختيارات الآخذة فى فى التزايد منطوية على السرعة
والموضة والتغيير والتنوع والرفاهية التى تتوقعها الطبقات المتوسطة الغنية المتزايدة فى
العالم. ويوجد؛ حتى الآنء على المستوى العادى للاستهلاك الجماهيرى استعداد ضئيل لدى
المستهلكين أن يقايضوا قيم الراحة والأسعار الزهيدة بالنسبة للمستهلك التقليدى فى مقابل
الأداء البيئى أو الاجتماعى المعزز والمدعوم ليكون أكثر قوة. حتى لو كان الدمج بين
الاستدامة البيئية والنمو الاقتصادى ممكنا من الناحية الفنيةء فإنه من الواضح بأى حال من
الأحوال أن المستهلكين لا يزالون مستعدون لاختيار نوع النمو الاقتصادى الذى تلمح إليه"'.
اعترفت فى كتابى السماء الحمراء عند الصباح بانجذابى الشخصى إلى فوائد الاستهلاك.
وذكرت أنه “إلى جانب تلبية الاحتياجات الأساسية» فإن الاستهلاك يجلب لنا السعادة ويساعدنا
على تجنب cal) والأسوأ من ذلك كلهء الملل والرتابة. إن الاستهلاك يعمل على منح التحفيز
والالهاء والاستيعاب والتعريف eae والاسترخاء والإنجاز والتعليم والمكافأة. وإذا ضغط
على أحدهم سأعترف بأننى حقا أستمتع بمعظم الأشياء التى أنفق le لشرائها"! .
وهناك عدد من التحديدات الأساسية لجعل الاستهلاك صديقا للبيئة. أولهاء كما أكدت من
قبل فى سياقات أخرىء سيتم ابتلاع فوائد الاستهلاك المحسن وصديق البيئة بسبب النمو
٠١١ الاستهلاك
المتزايد للاستهلاك نفسه وحتى تقوية النزعة الاستهلاكية. ويرى جون لنتوت (John Lintott)
فى مقاله "هناك ما هو أكثر وراء ale الاقتصاد وهو إرساء حماية البيئة" من أجل الحصول
على فائدة من المشكلات البيئية من خلال تقديم منتجات جديدة أكثر نظافةء وإنشاء الصناعات
المهتمة بتنظيف البيئة. ويشير لنتوت إلى أن 'تقليل الاستهلاك؛ ناهيك عن الرغبة فى
الاستهلاك» ليس متضمنا فى البرنامج بشكل مؤكد. وسبب أو ذريعة ذلك هو الانخفاض
المزعوم للرفاهية وهذا يستتبع من ثم عدم جدواها السياسية. إن النتيجةء بالرغم من احتمال
إدخال بعض التحسينات المعينة» بشكل عام تعزز المجتمع الاستهلاكى والميل تجاه دمار بيئى
أكثر '. وقد أصبحت المنتجات صديقة للبيئة موضة عند بتعض الجماعات» وحتى تلك
المنتجات والخدمات لها تكاليف بيئية وتحتاج إلى إنتاجية.
ثانى هذه المشكلات» القول بأن قرارات المستهلك الفردى هى المشكلةء بينما فى الحقيقةء
توجد قضايا أكبر . وصف JOL مانيتس (Michael Maniates) ذلك gi: ة قائلاً: يلوح فى
الأفق انحراف شديد فى الطريق لهؤلاء الراغبين فى وضع الاستهلاك بجدول الأعمال
المناصر للبيئة. أحد الطرق السهلة التى تؤدى إلى مستقبل تجد فيه أن 'الاستهلاك' قد أصبح
فى مظاهر غير مرغوبة بيئيًا... قد وجد مكانا فى مناظرات بيئية. وستعمل الجماعات
المناصرة للبيئة جاهدة ل ‘pales? المواطئين الحاجة إلى شراء المنتجات صديقة البيئة ويقللون
من الاستهلاك إولكن]... ستظل المسئولية والسلطة على المشكلات البيئية غامسضة. ومن
المفارقات» أن استطاع الاستهلاك الاستمرار فى التوسع بينما تحث خصخصة الأزمة البيئية
على الاستهلاك المتزايد منفلت الزمام» طالما كان هذا الاستهلاك 'صديقا للبيئة“. هذه هى
طريقة العمل كالمعتاد. Lal الطريق الآخرء وهو طريق صخرىء يتجه نحو مستقبل حيث يفهم
المواطنون المهتمون بالبيئة» نظرا لتأثير المناظرة الحماسية والمحادثة المفعمة بالحيوية»
'مشكلة الاستهلاك". وعندها فإن هؤلاء سيرون إن اختيارات استهلاكهم الفردى مهمة Listas
ولكن تحكمهم فى هذه الاختيارات he ومحدد ومحاط بإطار من قبل المؤسسات والقوى
السياسية التى يمكن تجديدها فقط عن طريق العمل الجماعى للمواطنين» على عكس سلوك
الاستهلاك الفردى"'.
Ld المشكلة الثالثة فهى ما يسمى ب "أثر الانتعاش". وتظهر آثار الانتعاش عندما يتم
إنفاق المدخراتء فى فواتير المياه والكهرباء على سبيل المثال من كفاءة الطاقةء بطرق
تقوض المكسب البيئىء مثل الاحتفاظ بمنزل أحدهم ilo أو شراء أجهزة أكشر استهلاكًا
للطاقة.
وآخر هذه المشكلات أنه توجد احتمالات هائلة للتلاعب بالمستهلكين وتضليل العملية.
وقد أصبح مصطلح "منتج نظيف وصديق للبيئة" شائعًا اليوم فى الإعلانات وحملات العلاقات
RAAE V7
العامة. أشار بول هوكن وآخرون إلى أن العديد من صناديق الاستثمار التعاونية للبيئة التى تم
عرضها لا تبدو مختلفة عن التى لم يتم عرضها'. وإذا كنت تتطلع لنزعة استهلاكية صديقة
للبيئةء فاحترس عندما يأتيك محترفو التسويق فهم بارعون للغاية. لقد أصبحت أنت الآن جزءًا
من القطاع السكانى المستهدف. ويلخص منشور مجلس الريادة التسويقية "استهداف قطاع
أسلوب الحياة الصحية والاستدامة" قائلا: 'سعت نسبة كبيرة من البالغين إلى أسلوب حياة بديل
مبنى على مبادئ بسيطة للصحة والاستدامة البيئية. هذه المجموعةء والمشار إليها بجماعة
"أسلوب الحياة الصحية والاستدامة"؛ تضع قيمة عالية بالنسبة للصحة العامةء والحفاظ على
البيئة والعدالة الاجتماعية والإنجاز الشخصى والمعيشة المستدامة...
وبالرغم من هذه الاحتمالات إلا أن هذه الجماعة قد أثبتت صعوبة تسويقها لأن معظم
الناس لا يثقون بوسائل الإعلام التقليدية ويبدون شكوكهم تجاه الشركات التى يخافون أن
تستغل تقديرهم للربح. ويوضح هذا المنشور الموجز الصفات السكانية والنفسية لهذا القطاع»
وما يفضلونه فى الاتصالات والخطط التى تستخدمها الشركات للتسويق بكفاءة لهذه
المجموعة"''. كما يكتشف هذا المنشور أن dala ماديسون (Madison Avenue) تجتهد فى
عملها كيف تبيع أكثر وأكثر منتجات صديقة للبيئة"'.
ومع أخذ كل هذا فى الاعتبارء ما هو احتمال تحقيق التلازم - على المدى الطويل —
بين المنتجات صديقة البيئة والنزعة الاستهلاكية تجاهها؟ يمكن أن يكون ذلك التلازم على
مستوى كبير إلى حد ما إذا دفعت ودعمت الحكومة بقوة هذه المنتجات» وستظل على مستوى
متواضع )13 ظلت الحكومة على tale! وعلى سبيل المثال» سوف يشكل تأييد علماء
الاقتصاد لمقاييس الحكومة بيئيًا فرقا كبيرا» كما سيكون كوصفة مباشرة للتقنيات الحديثة
(متل متطلبات كفاءة الطاقة والتزامات الطاقة المتجددة) ومتطلبات لمسئولية المنتّج الموسعة.
عندما يكون هناك متطلبات واضحة وإلزامية ومنتظمة ومطبقة بعدل على الجميعء فإن النزعة
الاستهلاكية صديقة البيئة ستكون أكثر كفاءة وقبولاً على نطاق أوسع. ولكن وجهة نظر
المركز التجارى أنه من التهور الاعتماد على تغيير كبير فى اختيارات لأفراد من المستهلكين
المتطوعين.
خفض الاستهلاك
خلاف النزعة الاستهلاكية صديقة البيئة» هناك نزعة ثانية أكثر أهمية وهى التركيز على
خفض الاستهلاك وليس مجرد تحسينه. تحتل نفقات الاستهلاك الشخصى نحو ثلثى إج مإلى
الناتج المحلىء لذا فإن الحالة البيئية من أجل خفض الاستهلاك بوجه عام فى الدول الغنية
تعتبر نفس الحالة عند خفض الإنتاج.
VY الاستهلاك
للاستهلاك تكاليف وفوائدء فبخلاف أسعار السوق» من الصعب تحديد وفهم التكاليف
الاجمالية للاستهلاك ودائمًا ما يبخس قدرها. وفى المقابل» فإن فوائد الاستهلاك فورية ويمكن
قياسها وعادة ما تفوق التقديرات» ويرجع الفضل فى جزء من هذا إلى جهاز التسويق
المتطور للغاية. ويساهم عدم التناسق هذا فى استهلاكنا المسرف.
ومع ذلك توجد عائدات متضائلة للاستهلاك بداية من تلبية الاحتياجات الأساسية وصولاً
إلى إشباع المستهلك. كما أن التكاليف فى ارتفاع Gin واجتماعيًا كما هو الحال اقتتصاديا.
لذا ينبغى على الاستهلاك أن يستمر حتى تتساوى التكاليف الآخذة فى الارتفاع لهامش السعر
مع فوائد الانحدار - وعندئذ تتوقف. وبينما يكون لدينا نموا غير اقتصادى؛ يمكن أن يكون
لدينا إسرافا فى الاستهلاك - العالم الذى تستغله الحياة بشدة فى مجالات أخرى. ولذلك ففى
الولايات المتحدة نحن قد تجاوزنا النقطة التى ينبغى أن نكون قد توقفنا bae ليس كل فرد
بالطبع ولكن بشكل عام.
Lal الجيدء والذى ناقشناه فى الفصل السادسء؛ هو أن البحث الواسع يوضح أن
الاستهلاك المعتمد على السوق ليس مقرونا بشدة برفاهية الإنسان والرضا فى الحياة. لذا فإن
إمكانية تحقيق أرباح مضاعفة تطرح نفسها. إذا كان الاستهلاك المفرط فى الوقت الحاضر
يعمل على التدمير نفسيًا cling فإنه يمكن أن نقوم بتحسين حياتنا وبيئتنا بالتقليل من aaa هذا
الاستهلاك. أما Gal السىء فهو أن الاستهلاك لايزال إلهامًا قويًا للناس حتى مرحلة الإدمانء
فى كل مكان. all تعلقنا به. ولاستعراض تقليل الاستهلاك وأن نصبح أقل استهلاكًا وماديةء
من الأفضل أن نفهم كيف ولماذا تحجزنا هذه القوى فى قبضتها بشدة.
قام تيم جاكسو ن (Tim Jackson) بتلخيص ينابيع مذهبنا الاستهلاكى بسلاسة فى مقاله
الذى كتبه فى sal أعداد مجلة البيئة الصناعية عام .*۲٠٠٠ إن العمل على هذا الموضوع
كبيرء ولكن جاكسون يحدد أربع مدارس رئيسية للتحليل.
أول هذه المدارسء هناك من يرون أن ثقافة المستهلك هى أحد نماذج علم الأمراض
الاجتماعية. من أبرز الأسماء فى هذه المدرسة ثورستن فيبلن «(Thorsten Veblen) وإريك
فر وم «(Eric Fromm) وايفان إيليتش Mich) هه17)؛ وتبور شيتوفسكى «(Tibor Scitovsky)
وهيربرت ماركو س (Herbert Marcuse) وارنست بيكر (Ernest Becker) يقول جاكسون:
"انتبه فروم )١177( إلى العزلة والسلبية التى انتشرت فى الحياة الحديثة وألقى اللوم باتزان
على نظام اقتصادى مبني على المستويات المتزايدة من الاستهلاك. وقد pala ايفان إيليتش
)١131707( الأيديولوجية التى تساوى التقدم بالثراء والاحتياجات بالسلع. وفى محاولة لاكتشاف
سبب "الرخاء الذى لم يسبق له مثيل والمتنامى بسرعةء كان المستفيدون غير راضين". وقد
أكد شيتوفسكى )١1177( على الطبيعة المدمنة لسلوك المستهلك وفشلها فى عكس تعقيد
٨۸ التحول العظيم
الدافعية والخبرة البشرية'. وجدت مثل هذه الآراء Gees تجريبيًا لها فى ظل العدد المتزايد
من دراسات هؤلاء التى تظهر فشل المستويات المعلنة للرفاهية لتناسب النمو فى الدخول”: .
يجد تيم كاسر (Tim Kasser) وزملاؤه جذور المذهب المادى بالتعرض للنماذج
الاجتماعية مشيذا بالاستهلاك والقيم المادية وبالخبرات التى تزيد من عدم الأمان الشخصى.
وهنا تبدأ حلقة مفرغة. ويؤدى عدم الأمان الشخصى والضغوط الاجتماعية بالناس إلى أن
يكونوا أكثر تعلقا بالبضائع المادية ("أنا محبط؛ أعتقد أننى سأذهب للتسوق"). وحتى عندما
يقومون بذلك» فإن احتياجاتهم النفسية الأساسية لا يجب تلبيتها أكثر من ذلكء لذا فهم
يستهدفون التعويض بممتلكات أكثر. إن الاستهلاك فى زيادة بينما الرفاهية الشخصية لا تزيد.
ويؤمن كاسر بأن الرأسمالية الحديثة تعمل على زيادة كل من عدم الأمان الشخصى والأولوية
الاجتماعية للاستهلاك. وهكذا فإن الرأسمالية تعزز المادية. كما يشير كاسر إلى أن هؤلاء
الذين لديهم توجه نحو مستوى عال للقيم المادية هم أكثر تأثرًا بالإعلانات ily ميلا لدعم
حماية البيئة'” .
ويؤمن إد دينر Gl (Ed Diener) "المذهب المادى يسمم السعادة*. ومع ذلك فهو فى
ارتفاع فى أمريكا. وفى استطلاع رأى بالمجلس الأمريكى للتعليم أجرى مع ربع مليون طالب
حديثى الالتحاق بالكلية» تبين أن المجموعة التى اعتبرت المذهب المادى مهما جذا ليصبح
الفرد "ثريًا جذا من الناحية المالية" قد ارتفعت نسبتها فى السبعينيات والثمانينيات من القسرن
العشرين من ٠١ إلى %۷٤ بينما انخفضت بشدة نسبة الذين اعتبروه مهمًا جذا من أجل
'وضع فلسفة ذات مغزى للحياة"2.
ويرى ارنست بيكر فى كتابه ابكار الموت وكتب أخرى بأننا جميعًا نبذل ما فى وسعنا
لإنكار موتنا ونتجاوز عن Lil سنموت يومًا ما — ويقوم بعضنا بهذا من خلال أطفالنا
أو طلابنا أو كتبنا أو ديننا وكثير منا من خلال حشد سلع مادية وثروة وسلطة أكثر من أى
وقت مضى. وفى هذا الإطارء لا يصير التعلق بالاستهلاك إلا نمطا مرضيًا آخر من التحكم
فى الرعب من موتنا*. ويوضح بيرسى بيش تشيلى (Bercy Bysshe Shelley) فى قصيدته
"أوزيماندياس" عدم الجدوى من السعى لانكار الموت من خلال الثروة والسلطة:
التقيت بمسافر من الأرض العتيقة
قال : ساقين من الحجر يتسمان بالضخامة ويلا جسد
تقفان فى الصحراء. بالقرب lagia على الرمال»
نصفهما قد غاص وهناك أكانيب غارقة»ء تبدو محطمةء
عبوسها وشفتيها المجعدتين وسخرية من الأوامر الباردة
٠١۹ كالهتسالا
تقول بأن نحاتها قرأ مشاع رها جيذا
وهى لاتزال على قيد الحياة؛ تاركة أثارًا على هذه الأشياء الجامدة»
اليد التى سخرت منهم والقلب الذى تغذى.
وعلى قاعدة التمثال تظهر هذه الكلمات:
"اسمى أو زيماندياس» ملك الملوك:
انظر على أعمالى» أيها العزيز» واشعر باليأس/"
لا شیء بجانبی ظل قائماء إلا التحلل فى كل مكان حولى
هذا الحطام الهائل» عار ولا حدود له
وتمتد رمال الأرض الوحيدة بعيذا.
ويرى علماء النفس بأن الناس تكتشف صعوبة أن تجد الأمان بواسطة "الاعتماد كلية
على النفس" و"الانخراط فى المجتمع". يخدم الاستهلاك الهدفين؛ إن كلاً من ثقافتى المذهبين
الرأسمالى والتجارى تؤكدان على "الاعتماد AUS على النفس" و"الانخراط فى المجتمع" من
خلال الممتلكات وعرضها. تعمل هذه الثقافة على تغيير التوازن بعيذا عن "الانخراط فى
المجتمع' من خلال الانتماء إلى مجتمع والتعاطف الاجتماعى والتواصل مع الطبيعة.
المدرسة الثانية للتحليل ترى سلوك المستهلك كتكيف تطورى. ويؤمن علماء علم النفس
التطورى بأن ارتباطنا بالاستهلاك كان ضروريًا للنجاح الجينى لأجدادنا. إنهم يرونا خاضعين
بصورة خاصة بشرط أن نسعى جاهدين لوضع أنفسنا للتوافق مع الجنس الآخر وتأسيس
وضعنا وسلطتنا ووضعنا الاجتماعى. ولذلك تفى سلوكيات الاستهلاك المرئى بهذه المساعى.
ولذلك تسمح لنا "السلع الوضعية" بوضع أفضل لأنفسنا مع تقدير الآخرين الذين من الجائز أن
يكونوا منافسين. وبالطبع يعرف المعلنون ذلك Vaa
وتتألف المدرسة الثالثة للتحليل من هؤلاء الذين يؤكدون» بركاكةء على أن كيرا من
إنفاق المستهلك مقيد بالاتفاق الاجتماعى والتلاعب بالتجارة. ويشيرون إلى ذلك بب
"الاستهلاك المبهم" لتناقضه مع "الاستهلاك الواضح" الخاص بفيبلن والمتمشل فى الرهن
العقارى؛ وتكاليف الرعاية الصحيةء والتعليم وأسعار الطاقة. هنا يكمن الجوهر الخاص بعلم
الأمراض ليس فى ذات الفرد ولكن فى الهيكل المؤسسى للاختيار اليومى.
ثم تأتى مدرسة التحليل الرابعة والأخيرة والتى تؤكد على الدور الرمزى لسلع المستهلك.
ومفادها أننا تمنحنا ممتلكاتنا المعنى والهوية» إنها تتحدث إلينا لتجذبنا نحن والآخرين
بقوة. ويلاحظ جاكسون أن "أهم درس من تلك الهيئة الكبيرة للعمل ليس جليا بقدر كاف:
فالسلع المادية هامة بالنسبة لنا ليس فقط لما تفعله لنا بل لما تعبر عنه Lic) وعن Lite
٠ التحول العظيم
وأحبتنا ورغباتنا ونجاحاتنا واخفاقاتنا) للآخرين ولنا. إن السلع المادية ليست تحفا فقط. كما
أنها لا توفر مزايا وظيفية بحتة. إنها تستمد أهميتهاء فى جزء على الأقل» من دورها الرمزى
في الوساطة وتواصل المعنى الشخصى والاجتماعى والثقافي"”.
وسأعرض هنا كيف يقوم كلايف هاميلتون بتسويق السمن: "عند تسويق السمن»› يتم
فصل مساهمة المنتج فى رفاهية المستهلك تمامًا من أى خواص فيزيائية. لقد أصبحت الفائدة
الفعلية للمنتج غير ذات صلة بحيث أن المستهلك لا يشترى Und ليقوم بوضعه على الطعام
ولكن سلسلة من المشاعر المرتبطة بالعلاقات العائلية المثالية. لقد صُمم الإعلان بطريقة
معقدة وذكية ورمزية لإقناع المشاهد بأن الإناء من هذه الدهون النباتية مطابق لنصف دستة
من العلامات التجارية الأخرى من الدهون النباتية الأخرىء ويستطيع هذا أن يعطينا شيا
مميزاء شيئًا نحن فى حاجة إليه بالفعل. فى عالم من عدم التكامل الاجتماعى» يوجد لدى
المستهلكين المعاصرين حاجة قوية للدفء العائلى والبشر» Jute كلاب بافلوف (Pavlov)
بالضبط يكونون مترابطين بلا وعى. إن الاحتياجات العاطفية والترابط اللا واعى هما
الركيزتين النفسيتين المتوائمتين لمجتمع التسويق". والآن نعرف بوجود مشكلة أخرى ألا
وهى تجاهل مُصنعى السمن اختبار الآثار الصحية للدهون غير المشبعة التى كانوا يبيعونها.
تحدى الاستهلاك
كل هذه العوامل — من مدارس التحليل الأربعة قيد العمل. وهذا هو سبب التزامنا القوى
تجاه الاستهلاك. ولكن Quill هذا الالتزام القوى غير منتقد؟ سيكون: من الصعب الاعتداء على
حصن الاستهلاك» ولكنه غير محكوم بأى وسيلة.
يجب أن نأخذ فى الاعتبار ما يلى. تؤكد مدرسة علم الأمراض الاجتماعية على أن
استهلاك اليوم لا يفى بالاحتياجات الاجتماعية والنفسية. إذا كان الحال هو العكس؛ فإن
الاستهلاك الزائد عمل على تحسين الشعور بالرضا بالحياة والرفاهية؛ Uric كنا سنتعرض
لمشكلة عويصة على الجبهة البيئية. ولكن الوضع ليس كذلك» وذلك لكون كثير وكثير جذا
من الناس يشعرون بسطحية الهويات المتغيرة باستمرار والتى نتجت من التقلبات الإعلانية.
يبحث الناس عن شىء واقعى ودائم وحقيقى أكثر. قد يكونون يبحثون فى الأماكن الخطأ فى
بعض الأحيان؛ ولكنهم يبحثون على أية حال. إنهم منهكون بسبب سباق الحياة ويحاولون
مواكبة أقرانهم. وهناك مخطط رائع يوضح ذلك فى كتاب داء الثراء: "بينما تشاهد التليفزيون»
وفى منتصف أحد البرامج تعتم الشاشة للحظة. لقد انقطع البرنامج لنشر خبر عاجل. يحتشد
كثير من الناس خارج منزل مرتفع الثمن مستقلين سيارات أسعارها متقاربة تقريبا. هناك
عائلة حسنة الهندام تتكون من أربعة أفراد تقف على الدرج وتبدو محبطة. أحد الأطفال يمسك
١4١ الاستهلاك
بعلم أبيض. ويتحدث المراسل فى جهاز الميكروفون بصوت خفيض: "نحن الآن أمام منزل
عائلة جونز (The Joneses) — جيرى (Jerry) وجانيت جونز (Janet Jones) — العائلة التى
حاولنا مواكبتها لسنوات. حستاء يمكننا التوقف عن تلك المحاولة لأنهم استسلموا. إذن
فلنسترق السمع للحظة' . تتغير الصورة كاشفة عن جانيت جونز وهى تبدو متعبة بينما يد
زوجها مرتخية على كتفها. صوتها يتقطع وهى تتكلم: 'الموضوع لا يستحق ذلك. نحن لم نعد
نرى بعضنا البعض. نحن نعمل كالكلاب. دائمًا فى قلق على أطفالنا وعلينا ديون كبيرة لن
نستطيع أن نسددها لسنوات. إننا نستسلم. لذا من فضلكم توقفوا عن محاولة مواكبتنا'. ويصيح
أحدهم من الحشد 'وماذا ستفعلون؟“ وترد جانيت: 'سنحاول فقط أن نعيش أفضل بتكلفة أقل؛.
ثم يقول المراسل 'والآن كما ترون. عائلة جونز تستسلم. والآن مع فاصل إعلانى“"”.
يشعر كثير وكثير من الناس فى مستوى ما بأن هناك تضليل وتبديد بدرجة كبيرة لطاقة
الحياة. لقد حددنا مسار رغباتنا وانعدام الأمن وحاجتنا لإظهار قيمتنا ونجاحنا. وأعلنا بوضوح
رغبتنا فى أن ننخرط فى أشياء مادية وأن نعمل بصورة متزايدة فيها مثل منازل أكبر
وسيارات أكثر رفاهية وأجهزة أفخم وأجازات غريبة. ولكن فى الخلفية لا نستطيع المساعدة
ولا الهروب من الموضوع؛ بل نعرف أن "أفضل الأشياء فى الحياة هى الأشياء المجانية" وأن
"المال لا يستطيع أن يشترى الحب". نعرف أننا نستخف بالأشياء الثميئة التى نعرف أنها غير
موجودة ch سوق والتى تجعل الحياة حقا مجدية. نشعر بأننا نقوم بتفريغ مناطق كاملة من
الحياة للحكم الذاتى الفردى والاجتماعى والطبيعةء وأننا إذا لم نستيقظ» سنفقد فرصة العودة
من أجل إصلاح أنفسناء ومجتمعنا المهملء وعالمنا المزيف» LY إذا لم نكن أكثر حرصًا فى
القريب العاجلء لن نجد ما يتبقى لإصلاحه ولن نجد ما يبقى لنعود إليه.
نشعر بتلك الإمكانية ونرتعد. نرقضها أوء على الأقل؛ نطمح فى أفضل لحظاتنا أن
نتجاوزها. وفى أحد استطلاعات الرأى؛ وجد الباحثون أن %۸۳ من الأمريكيين يقولون
gh المجتمع لا يركز على الأولويات الصحيحةء وأن %۸١ يقولون أن أمريكا تبالغ فى
التركيز على التسوق والإنفاق» وأن %۸۸ يقولون أن المجتمع الأمريكى صار مجتمعًا ماديا
للغاية» بالإضافة إلى أن ٤ يؤمنون Ob المذهب المادى المفرط يؤذى البيئة*2. إذا كانت
هذه الأرقام صحيحة تقريبًا فى كل مكان؛ فهناك قاعدة قوية يمكن أن نبنى عليها.
فى محلات بيع «SII تمتلئ الأرفف بكتب عن كيف 'تستعيد dba وكيف تواجه
"الاشتهاء الروحى فى عصر الوفرة": وكيف تتجاوز "اضطراب jac الطبيعة"» وكيف تعيش
ببساطة وببطء أكثر”. ويوجد عشرات المواقع على شبكة الإنترنت التى يمكن أن تخبرك
كيف تعيش sha سليمة بيئيًا؛ أى كيف تبطئ من أدائك» وماذا يمكن أن نفعله لنحافظ على
كوكب الأرض والعمل على إيقاف عملية الاحتباس الحرارى"”.
۲ التحول العظيم
وهنا نتحدث عن باتاجونيا (Patagonia) أحد الشركات التى لا أزال أؤمن بها. ونجد
نصيحة ايفون شوينارد (Yvon Chouinard) المدير التنفيذى للشركةء" لا تشتر هذا القميص إلا
إذا كنت بحاجة إليه". فى اقتصاد الوفرةء يوجد ما يكفى» ليس أكثر مما ينبغى» ولا أقل مما
يجب... ولكن بقدر كاف. والأهم وجود وقت كاف للأشياء الهامة مثل: العلاقات والطعام
اللذيذ والفن والألعاب والراحة. يعيش معظمنا فى الولايات المتحدة فى إطار ما يُعتقد أنه
وفرة» حيث الكثير من كل شىء حولناء ولكنه وهم وليس واقعًا. نحن نعيش فى اقتصاد
معروف باسم "غير كاف"... فى اقتصاد الوفرة. تعود أسماك السلمون البرى إلى الأنهار التى
تعيش فيهاء وتنمو الأشجار حتى تصل إلى طولها الطبيعى» والمياه نقية. Ai} عصر عودة
الشعور بالغموض والسحر للعالم. نعيش نحن البشر فى حدود إمكاناتنا وحتى أفضل من فيناء
لديه الوقت ليستمتع بما لديه!”.
ولذلك صار لدينا منتج ثورى جديد يحاول أن ينجح فى السوق يحمل اسم: لا شىء:
“مضمون بعدم إغراقك فى ديون... غير سام ...96٠٠١ لا يكلفك أى أجور... لا يذر
مخلقات... لا يساهم فى الاحتباس الحرارى العالمي... صديق للعائلة... ممتع ومبدع!“
ورفضت الشابات اللاتى كن يبعن منتج "لا شىء“ فى مراكز التسوق المغادرة وألقى القبض
عليهن”. لقد كان هذا Wad لهن. إن الدعابة طريقة قوية لتغيير النظام — فهى طريقة ذكيةء
وفاضحة بطريقة غير محترمة للادعاء والاصطناعية.
ويحاول كثير من الناس الآن أن يناضلوا ضد النزعة الاستهلاكية وعملية التحول إلى
التجارة. إنهم يدعونا إلى أسلوب جديد فى الحياة ونضال جديد. إنهم يقولون لنا: واجهوا
الاستهلاك» مارسوا الاكتفاء» اعملوا أقل» استغلوا الوقت فهو كل ما لديكم. اتركوا التقنيات»
انضموا إلى "يوم بلا تسوق”؛ لا تشتروا شيئاء لا للشعارات؛ مارسوا اليقظة واللعب» مارسوا
الحياة فى العالم الطبيعى. افسحوا الطريق من أجل أن تزدهر الطبيعةء ابتكروا بيئات
اجتماعية حيث يُنظر للاستهلاك المفرط عن الحاجة بأنه ساذج» ومسرف فى الإنفاق»
ومتفاخر. وابتكروا مناطق خالية من التجارة» اشتروا المنتجات الوطنيةء كلوا الطعام المطهى
بتؤدة. يسروا حياتكم. اعزلوا الممتلكات» قللوا من مكاسبكم»ء ابتكروا عملة محلية. ابنوا
تعاونيات مملوكة للمستهلك؛ واستعيدوا أمريكا* .
يقول صاين وندل بيرى (Sign Wendell Berry) فی قصيدته "بیان"*:
عندما يريدونك أن تشترى Vind
سوف يتصلون بك. عندما يريدونك
أن تموت من أجل الربح سوف يُعلمونك ويخبروك.
VEY الاستهلاك
لذلك» الأصدقاء؛ فى كل يوم يفعلون شينًا
لن يحسب. أحب الله.
أحب العالم. اعمل من أجل لا شئ.
خذ كل ما لديك وکن فقيرا.
أحب Y Vaii يستحق ذلك.
انسحب من الحكومة واحتضن علم البلاد.
ليكن لديك أمل فى أن تعيش فى هذه
الجمهورية الحرة التى تدافع عنها...
توقع نهاية العالم. اضحك»
فالضحك بلا مقاييس. كن مستمتعا بما حولك»
وإن كنت قد راعيت جميع الحقائق.
وكى لا تكون النساء أقل قيمة
للسلطة؛ أسعد النساء أكثر من الرجال.
اسأل نفسك : هل هذا يرضى
امرأة راضية ob تحمل طفلاً؟...
بمجرد أن يتمكن الجنرالات والساسة
من أن يتنبأوا بالاقتراحات من willie.
اتركها. واجعلها كرمز لتحدد الدرب الخاطئ؛ حيث الطريق
الذى لم تسلكه. كن كالثعلئب
الذى يمهد مسارات أكثر من الضرورى؛,
بعضها فى الاتجاه الخاطىء.
مارس التجدد.
الفصل الثامن
تحدى الديناميكيات الأساسية
تعد الشركات بمثابة الممثلين الأبطال على مسرح الرأسماليةء إذ أنها تمشل أهم
EB, مؤسسات الرأسماليةء Lays أهم المؤسسات فى عصرنا. إذا كانت الرأسمالية هى
آلة e gaili فالشركات هى التى تشغل هذه الآلة. إذا كان النمو يعمل على تدمير البيئة»
فالشركات هى التى تقوم بمعظم أعمال التدمير. يوجد فى الولايات المتحدة» عدد قليل من
النقاد للنمو والرأسمالية. لكن مديرى الشركات» فى المقابلء يمارسون لعبة عادلة. لقد كانوا
محط نظر النقاد الاجتماعيين من أجل الأجيال؛ ولسبب وجيه.
بالطبعء يوجد جانب إيجابى. تقوم الشركات أيضنًا بأعمال خيرية هائلة فى العالم. لقد
صنعوا التيفو (TiVo) (مسجل ومشغل برامج التليفزيون والإنترنت) الخاص بى. كما صنعوا
سيارتى المهجنة ونظام الطاقة الضوئية الذى اشتريته وأبقونى مطلعًا إلى حد cle وساعدونى
فى القيام بأعمالى المصرفيةء وفى معالجة ضغط الدم. وأنا ممتن لكل ذلك» وأكثر من ذلك
بكثير. واليوم هناك الكثير من الاستمرار فى تكوين شركات صديقة للبيئة حقيقية. لم أكن
لأوصى فى عام ١17١ بعمل فى مجال أعمال للطلاب خاص بالبيئة؛ ولكنى أفعل ذلك الآن
فى كثير من الأحيان. ولكن لايزال هناك شيئًا أساسيًا لابد من القيام به؛ وهذا فى alle حيث
البيئة بها كثير من المشكلات مثل ما يحدث cp gall فالشركات هى القوة المهيمنة.
الشركة الحديثة
الشركة الحديثة هى اختراع حديث العهد نسبياء يعود إلى منتصف القرن التاسع عشرء ولكنه
انتشر بسرعة. لا تشكل الشركات إلا نحو 96٠١ من المؤسسات الأمريكية؛ فمعظم الأعمال
التجارية عبارة عن ملكيات وشراكات. ولكن قطاع الشركات مسئول عن WAC من دخل
١.
7 التحول العظيم
الأعمال التجارية الأمريكية. وعلى النطاق العالمى؛ تنتج أكبر ألف شركة نحو ۸٠ % من
إنتاج العالم. وتتميز الشركة بالعديد من الخصائص المحددة التى تؤثر بشكل كبير على
سلوكها:
.١ فصل الملكية عن الإدارة. يمتلك المساهمون الشركةء ولكنها تدار من قبل مديرى
وموظفى الشركة. لقد حذر pal سميث منذ وقت طويل من أن المديرين "الذين يقومون
بإدارة أموال أناس آخرين... لا يمكن أن نتوقع أن يراقبوها بالقلق نفسه والحذر إذا كانوا
يديرون أموالهم الخاصة"!.
¥. مسئولية محدودة. وعلى عكس الملكيات والشراكات؛ يمكن أن يفقد أصحاب الشركات
استثماراتهم» ولكن هذا كل شىء. إن أصحاب الشركات والمساهمين ليسوا مسئولين
شخصيًا تجاه مانحى القروض للشركة. والمسئولية المحدودة هى أحد الأسباب التشى
تستوجب على الشركات أن تحصل على تصريح لها من قبل أحد السلطات الحكومية —
مثل إدارة الولايات فى الولايات المتحدة ولتلك السلطة gall فى الإشراف وتنظيم
الشركات» وإن كان هذا لا يحدث عمليًا إلا نادرًا.
Y الشخصية الاعتبارية للشركة. إن قصة كيف أصبحت الشركات أفرادًا اعتباريين يتمتعون
بحماية الأحكام الدستورية الرامية إلى ضمان حقوق الأفراد لشىء رائع. فى عام VAAT
كانت هناك قضية فى المحكمة العليا بين مقاطعة سانتا كلارا (Santa Clara) وسكك حديد
جنوب المحيط الهادى. لم يقل رئيس المحكمة العلياء من فوق مقعده أثناء مرافعة شفويةء
إلا أن لجنوب المحيط الهادى الحق فى الحماية طبقا للتعديل الرابع عشر. هذا التعليقء
والذى لا يمت بأية صلة بالحكم الذى ستتخذه المحكمة إزاء هذه القضيةء تم تدوينه -
وليس حكم المحكمة فى نوتة ملاحظات كاتب المحكمة فى هذه القضيةء ولم يتم ذكر
أى شىء آخرة. ويستمر التاريخ ليقول لنا أنه فى يونيو ۷٠٠۲ء ألغت المحكمة العليا CSa
لقانون تمويل الحملات الانتخابية الخاصة ب ماكين فينجولد (McCain Feingold) عام
۲ للإعلانات السياسية» على أساس أنه ينتهك حقوق التعديل: الأول للشركة. وفى
فبراير Ye eV أسقطت المحكمة العليا حكمًا لهيئة المحلفين ضد شركة سجائر على أساس
أن الحكم بالتعويضات التأديبية انتهكت حق الشركة الدستورى فى الإجراءات القانونية
الواجبة.
.٤ مبداً ” أفضل مصلحة للشركة“. ينص هذا المبدأء وهو جزء رئيسى من قانون الشركات»
على أن لدى المديرين والإداريين عملاً يجب أن يقوموا به من أجل أفضل مصلحة
AS pill والذى تم تفسيره على أنه عمل لتعظيم ثروة المساهمين. هذا المبدأء وهو الأولوية
للمساهمين؛ يشكل عقبة أمام تطور الشركات نحو مؤسسة مسئولة اجتماعيًا بدرجة أكبر.
١47 الشركة
يفسر جويل (Joel Bakan) ASU فى كتابه الشركة" النتيجة: "يمكن للشركة فعل الخير
فقط لمساعدة نفسها على العمل بشكل جيدء وهو ما يضع حذا واضحًا على مدى ما يمكن
أن تحققه من خير.... والناس الذين يديرون الشركات هم» بالنسبة الأكبرء أهل خير
وأخلاق. إنهم أمهات وآباء» ومحبون وأصدقاء» ومواطنون صالحون فى مجتمعاتهم...
وعلى الرغم من صفاتهم agile gales الشخصيةء... فإن عملهم كمديرين تنفيذيين فى
الشركات واضح: يجب دائمًا أن يضعوا أفضل مصالح الشركة فى الاعتبار Yoh
وألا يتصرفوا انطلاقا من الاهتمام بأى شخص أو أى شىء آخر (أمكن تبرير التعبير عن
هذا الاهتمام مثل تعزيز المصالح الخاصة بالشركة)".
ه. توزيع التكاليف. لقد أوضحنا سالفا المحرك القوى للشركة من أجل تعظيم الأرباح فى
النظام الرأسمالى» وهو المحرك الذى نرى الآن أنه يحظى بدعم قانونى أيضناء فى ضوء
المبدأ الذى انتهينا من مناقشته للتو. يصف باكان كيف أن هذا المحرك يجعل من الشركة
آلة توزيع: "ليس فى حدود بنيتها القانونية ما يمكن أن تفعله للآخرين سعيًا لتحقيق
أغراضها الأنانية» وأنها مضطرة إلى التسبب فى ضرر عندما تجد الفوائد تفوق التكاليف.
إن قلقها واهتمامها العملى فقط هو لمصالحها الخاصة وقوانين الأرض تقيد غرائز الشركة
الضاريةء وغالبًا لا يكفى ذلك لمنعها من تدمير حياة بعضهمء وإلحاق أضرار بالمجتمعات
وتهديد كوكب الأرض ككل.... كل الأشياء السيئة التى تحدث للناس والبيئة نتيجة لقسوة
الشركات والسعى المفروض بالقوة القانونية من أجل المصلحة الذاتية... تم تصنيفها بدقة
بواسطة اقتصاديين كوفورات خارجية — وحرفيًا كمشكلات للآخرين... ليس من المبالغة
القول بأن الإلزام المتضمن فى بنية الشركة لتوزيع تكاليفها هو السبب الجذرى لكثير من
مشكلات العالم الاجتماعية والبيئيةء وهو ما يجعل الشركة مؤسسة خطيرة للغاية*.
وأحد السمات البارزة الأخرى لرأسمالية الشركات هى الحدود التى تضعها على الرقابة
الديمقراطية. الجميع يعلم أن هناك شد وجذب بين سلطة الشركات وسلطة المواطن» e فهى
فى العموم ليست مباراة متكافئة فى عالم السياسة اليومى. أولأء يمكن لزعماء مجال
الأعمال ممارسة سلطة كبيرة مباشرة فى العملية السياسية من خلال ممارسة الضغوط
والتبرعات للحملات الانتخابية» وبطرق أخرى. فى عام ۱۹١۸ كان هناك عدد أقل من wall
عضو من جماعات الضغط فى واشنطن. اليوم هناك ما يقرب من خمسة وثلاشين ألف
عضو”. ازداد إنفاق لجنة العمل السياسى للشركات Ley يقرب من خمس عشرة ضعف ما تم
إنفاقه خلال العقود الثلاثة الماضية» أى من خمسة عشر مليون دولار فى عام 1914 إلى
۲ مليون دولار فى عام Yeo ومن بين أكبر مائة حملة للضغط فى واشنطن بين
عامى ١934 و٤٠٠٠ كان هناك GUE وتسعون منهم شركات وجمعياتهم التجارية. وكانت
التحول العظيم
غرفة التجارة الأمريكية هى أكبرهم”.
«Lats يمكن للشركات تشكيل الرأى العام ومناقشة السياسة العامة. ويمتلك رجال الأعمال
وسائل الإعلام» وحتى Cull العام يعتمد بشكل كبير على تبرعات الشركات. إن الدعاية وهى
مسألة مكلفة» ودعم الأعمال Aga gall لمؤسسات الفكر والرأىء والدراسات الممولة جيذاء
ومنظمى مشاريع السياسة كلهاء تعد أدوات للتجارة. يعمل رواد العمل التجارى على المشاركة
فى مجالس إدارة المنظمات غير الهادفة للربح ويساهمون بجهودهم لجمع التبرعات. ويدعم
مجال العمل التجارى الجامعة وأعمالاً بحثية cs yal يمكن أن يكون تأثيرها قويًا أو هامشياء
ولكنها ea
ثالثاء هناك قوة اقتصادية. يمكن للقوة العاملة أن تقوم بإضرابء ولكن كذلك يمكن أن
يقوم رأس المال بذلك. يمكن لرأس المال أن يترك منطقة أو يرفض الاستثمار فيها إذا كان
"مناخ العمل التجارى" غير مناسب. وطالما كانت التجمعات الإقليمية والدول مسصرة على
جذب الاستثمار والنمو» وتتنافس مع بعضها البعض» فإنها سوف تقدم خدمات للشركة.
وأخيراء لا يوجد تناسق فى الحصول على المعلومات. وغالبًا ما يكون مسن مصلحة
الشركة حجب المعلومات التى لا يمكن للحكومة والجمهور الحصول عليها إلا بصعوبةء إذا
كانت هناك فرصة لذلك.
ونتيجة cll فالشركات ليست مجرد العناصر الاقتصادية المهيمنة فحسبء بل هى Ual
العناصر السياسية المهيمنة. وها هو ويليام دومهوف GY! (William = Dombhoff) فى الطبعة
الخامسة من كتابه المشهور والاستفزازى بعنوان من يحكم أمريكا؟ يجيب على هذا السؤال
قائلاً: إن تحليل مجتمع الشركات يبين كيف أن "المالكين والمديرين عند أعلى مستوى فى
الشركات الكبرى يعملون معًا للحفاظ على أنفسهم باعتبارهم أساس مجموعة السلطة
المهيمنة.... و[رغم] الصراعات السياسية الواضحة للغاية بين قادة الشركات المتنافسة...
إلا إن مجتمع الشركات مجتمع متماسك بالنسبة للقضايا السياسية التى تؤثر على مصلحتها
العامةء والتى غاليًا ما تكون على المحك عندما يقوم بالتحديات السياسية عاملون منظمون؛
أو ليبراليون» أو مناصرون أقوياء للبيئة".
ووجهة نظر دومهوف تقول "إن قدرة مجتمع الشركات على تحويل قوتها الاقتصادية إلى
تأثير سياسى والوصول إلى السلطة السياسية إلى جانب قدرتها على الدخول فى Da) لاف مع
الطبقة الاجتماعية الوسطى والمحافظين الملتزمين»ء يجعلها أهم مؤثر على الحكومة الفيدرالية".
ويلاحظ دومهوف أن قادة الشركات يتم تعيينهم فى مناصب عليا فى القسم التنفيذى بصورة
منتظمة»ء ويتم الإصغاء جيذا إلى التوصيات السياسية من خبراء الشركات فى الكونجرس.
"هذا المزيج من القوة الاقتصاديةء والخبرة السياسيةء والنجاح السياسى المستمر يجعل من
١43 الشركة
أصحاب الشركات والمديرين التنفيذيين طبقة مهيمنة» ليس بمعنى السلطة الكاملة A ihal y
ولكن بمعنى أن لديهم القدرة على رسم الأطر الاقتصادية والسياسية التى يجب أن تعمل
الجماعات والطبقات الأخرى فى نطاقها”.
تم عرض كل هذا فى يونيو ۲۰۰۷ عندما تبنى الكونجرس الأمريكى مشروع قانون
الطاقة المترامية الأطراف. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن التشريع المقترح "أطلق ملحمة
كسب التأييد للحرب من جانب الصناعات الضخمةء والتى تخوض صراعًا مع بعضيها
البعض؛ مثل شركات السيارات»ء وشركات النفط؛ والمرافق الكهربائيةء ومنتجى الفحم
ومزارعى الذرة» وهذا غيض من فيض”. فى النهايةء توصل الكونجرس إلى حل تقليدى
وسط وهو: تحسين معايير الاقتصاد فى وقود السيارات» ولكن يرجع الفضل فى ذلك
للمعارضة من المرافق الكهربائيةء ولكن لم يستهدف الطاقة المتجددة حاليًا.
الشركات والعولمة
نمت العديد من الشركات لتصبح كيانات عملاقةء وقامت». بصورة متزايدة» بتخطى العالم
الضيق. من بين أكبر مائة من الاقتصاديات فى callall هناك ثلاثة وخمسون منهم يمثلون
شركات. إن شركة إكسون وحدها أكبر من أكثر من ١8٠١ دولة. فى عام 1917٠١ كان هناك
سبعة آلاف من الشركات المتعددة الجنسيات» وبحلول عام ۲٠٠۷ كان هناك على الأقل ثلاثة
وستين ألف شركة. وتوظف هذه الثلاثة وستون ألف شركة بصورة مباشرة حوالى تسعين
مليون شخص وتسهم بربع إجمالى الناتج العالمى. ولذلك فهى تدفع بعملية العولمة الاقتصادية.
فى عام ۱۹۷١ كان رأس مال التجارة الدولية أقل من تريليون دولارء وبحلول عام Yous
بلغ حجم التجارة الدولية أكثر من خمسة تريليون دولار. بلغت الأسهم العالمية من الاستثمار
الأجنبى المباشر فى عام ۱۹۷١ مائتى مليار دولار؛ وبحلول عام ٠٠٠١ بلغت أكثر من ستة
تريليون دولار. فى عام Ye eV قام أعضاء منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية البالغ عددهم
ثلاثين عضوا بضخ استثمارات أجنبية مباشرة تبلغ أكثر من تريليون دولار. كما ارتفعمت
عمليات الاندماج والشراء عبر الحدود لتصل إلى أكثر من تريليون دولار أيضًا فى عام
٠ وبذلك قامت الشركة العالمية بتخطى التعاون القومى وأحلت محله الشركات العابرة
للدول؛ تمامًا كما حل الاقتصاد العالمى محل شبكة من الاقتصاديات القومية التجارية. وبطبيعة
الحالء لهذه الشركات متعددة الجنسيات تأثير كبير على البيئة العالميةء وعلى سبيل المثال هى
مسئولة عن توليد نصف الغازات المسئولة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى العالمية. كما أنهم
يسيطرون على نصف النفط والغاز وتعدين الفحم والتكرير بالعالم'. إن العولمة تنتشر بالفعلء
ولكنها عولمة فشل السوق.
٠١ التحول العظيم
عملت كل من العولمة الاقتصادية والزيادة فى الشركات العالمية على حد سواء على
زيادة قوة الشركات وإضعاف القدرة على التحكم فيها. انتهى أحد التحليلات إلى أنه؛ "بما
لديهم من موارد وقدرات تقنية واسعة وبدون مسئوليات cl gall يمكن للشركة التحرك بسرعة
عندما يحين التحدى أو الفرصة. وعندما لا تعوق الحرية القوانين القومية أو الدوليةء
أو التفاهم البيئى» أو المسئولية الاجتماعيةء يمكن أن تدفع هذه الحرية نحو ارتكاب فعلى
لأفعال تدميرية. وفى الوقت نفسه؛ فإن المرونة والحصول على رأس المال والموارد تسمح
لهم بالابتكار» وإنتاج السلع والخدماتء والتأثير فى العالم على نطاق واسع وبسرعة لم
يشهدها العالم من قبل""'.
وقد تم توجيه الكثير من الانتقادات الأخيرة للشركات إلى الشركات المتعددة الجنسيات
وعملية التحول الى العولمة”'. يوجه كل من جون كافاناج (John Cavanagh) وجيرى ماندر
(Jerry Mander) وغيرهم من مؤلفى كتاب بدائل العولمة الاقتصادية: إمكانية خلق alle أفضل
Vi مستمرا ضد هيمنة ما يسمونه 'مناصرى عولمة الشركات"'. هؤلاء الكتاب» والذين
تجمعوا من قبل المنتدى الدولى حول العولمة» هم قادة الفكر فيما يسمى غالبا الحركة
المناهضة للعولمة. وسواء ند نتفق أو نختلف معهمء فهم يقدمون منظور! متماسكا لما هو خطاء
ولماذا البيئة عرضة للتهديد» وما ينبغى عمله حيال ذلك. تم التفكير فى الحركة المنامضة
للعولمة بواسطة» وإن يكن خلطاء أناس ذوى تناقض ذاتى؛ وحتى فوضويين. وتوضح قراءتى
لكتابهم الذى صدر عام .٠ه بالإضافة لكتابات أخرىء أنهم ليسوا GÍ من هذه الأمور. على
الرغم من أننى أتفق معهم فى العديد من النقاط وأختلف معهم فى نقاط أخرىء إلا إننى أعتقد
أنهم فى الواقع مثاليين» وهذا ليس Vjal سيئا.
يستهدف هجومهم الهياكل المهيمنة على الاقتصاد الحديث ونظام الحكم مباشرة: 'منذ
الحرب العالمية الثانيةء والقوى الدافعة وراء العولمة الاقتصادية» كانت عدة مئات من
الشركات العالمية والبنوك التى كونت شبكات من الإنتاج والاستهلاك» والتمويل» والثفافة عبر
الحدود على نحو متزايد...
'قامت البيروقراطيات العالميةء والتى نشأت على مدى نصف القرن الماضى» بمساعدة
هذه الشركات» وكانت النتيجة Un gee تركيزًا على القوة الاقتصادية والسياسية غير الخاضعة
. للمساءلة أو المحاسبية بواسطة الحكومات أو الناس أو هذا الكوكب على نحو متزايد...
"يتم الاستعانة بهذه الأدوات معًا فى معظم أعمال إعادة التصميم الرئيسى للترتييات
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للكوكب منذ الثورة الصناعية. إنها تقوم بتحويل السلطة
ذات الأبعاد المذهلةء والتى هى آخذة فى القوة الاقتصادية والسياسية الحقيقية بعيذا عن السلطة
القوميةء والدولةء والحكومات والمجتمعات المحلية نحو سلطة مركزية لم يسبق لها مثيل
١6١ الشركة
بالنسبة للشركات العالميةء والمصرفيينء والبيروقراطيات العالمية...
"إن المبدأ الأول لتصميم Lal gall هو إعطاء أهمية قصوى لتحقيق النمو الاقتصادى
السريع الأكثر من أى وقت مضى - النمو المفرط حيث يتم تغذيته عن طريق البحث
المستمر عن فرص الحصول على موارد جديدة» بها عمالة جديدة أرخص أجراء وأسواق
جديدة... ولتحقيق النمو المفرطء فإن التركيز ينصب على الجوهر الأيديولوجى للنموذج -
تجارة حرة مصحوبًا برفع القيود عن نشاط الشركات. هذه الفكرة تهدف لإزالة أكبر عدد
ممكن من العراقيل فى سبيل التوسع فى نشاط الشركات”".
وقد تم وضع وتثبيت التدهور البيئى بشكل لا لبس فيه عند أعتاب هذه القوى: "إن
العولمة الاقتصادية فى جوهرها ضارة بالبيئة لأنها تستند إلى الاستهلاك المتزايدء واستغلال
المواردء ومشكلات التخلص من النفايات. وأحد سماتها الأساسيةء وهو الإنتاج المخصص
للتصدير» يسبب أضرارا على وجه الخصوص لأنه المسئول عن زيادة نشاط النقل على
الصعيد العالمى... بينما يتطلب بنية تحتية جديدة مكلفة جذا ومضرة بالبيئة مثل الموانئ
والمطارات والسدود والقنوات المائيةء وهكذا دواليك".
حينما يضعون أنفسهم فى معسكر أصدقاء البيئة الاجتماعية» فإنهم يقولون إنه ليس هناك
الكثير مما يمكن القيام به بشأن غياب التغييرات بعيدة المدى للاتجاهات البيئية السلبية فى
إطار تكون فيه السلطة السياسية والاقتصادية موزعة فى المجتمع الحديث. إذن» نقد مناهضة
العولمة هو فى الأساس يعتبر نقذا سياسيًا: "تعتمد رفاهية الإنسان الحالية والمستقبلية على نقل
علاقات القوة داخل وبين المجتمعات نحو وسائل لإدارة الشئون البشرية أكثر ديمقراطية
ومسئولة أمام بعضها البعض"'.
وكرد فعل لذلك فهم يعرضون رؤية مختلفة: "إن WS من مناصرى عولمة الشركات
يلتقون فى تجمعات فاخرة لتخطيط مسار عملية تحول الشركات إلى العولمة باسم أرباح
خاصةء وحركات المواطنين التي يتم تنظيمها للتصدى لهم باسم الديمقراطية؛ والتى يتم
فصلهما بسبب خلافات عميقة فى القيم والرأى العام العالمى: وتعاريف التقدم. وفى بعض
الأحيان يبدو أنهم يجب أن يعيشوا فى عالمين مختلفين تماماء وفى الواقع» فى كثير من
النواحى هم كذلك....
"ترى حركات المواطنين واقعًا مختلفا تمامًا. وحيث أنه واقع يركز على الناس والبيئة؛
فهم يرون العالم فى أزمة خطيرة حيث أنه يهدد النسيج الاجتماعى للحضارة والبقاء للأجناس
فيكون عالمًا من عدم المساواة المتنامية بسرعةء وتآكل للعلاقات المبنية على الثقة والاهتمام»
وفشل نظم دعم الحياة على هذا الكوكب. أينما يرى مناصرو عولمة الشركات انتشار
الديمقراطية واقتصاديات السوق النابضة بالحياةء سترى حركات المواطنين أن السلطة يجرى
۲ التحول العظيم
استخدامها لتوجيه التحول بعيذا عن الناس وتحويل المجتمعات المحلية إلى مضاربين ماليين
وشركات عالمية تضع ديمقراطيات المال محل ديمقراطيات الناس» وتستعيض عن أسواق
التنظيم الذاتى بالاقتصاديات المخططة مركزيًا للشركات» وإحلال الثقافات المتنوعة بثقافات
من الجشع والمادية“'.
ولمعالجة هذه المخاوف» نجد مؤلفى GUS بدائل العولمة الاقتصادية وانتقادات مماثلة
واضحين فى أن الهدف الرئيسى من التغيير التحولى يجب أن ينبع من داخل الشركة: أفى
أوائل القرن الحادى والعشرين» تقف الشركة العالمية بوصفها القوة المؤسسية المهيمنة فى
مركز النشاط البشرى والكوكب نفسه.. .. ويجب lide أن نحدث تغييرًا هائلاً فى الشركة
العالمية ذات المسئولية المحدودة للتداول العام» كما قامت الأجيال السابقة بالإعداد للقضاء
أو السيطرة على النظام الملكى تمامًا""'.
إن هذا يمثل بدوره نقذا قويًا لرأسمالية الشركات كما نعرفها. وعليك تقليل حدته» وسيظل
نقذا قويًا. وهناك العديد من الانتقادات الأخرى"!. إذن» ماذا ينبغى القيام به لترويض الشركة —
بحيث نجعلها أداة لحماية البيئة Ya من قوة لتدمير البيئة؟ وما هى التوقعات بالنسبة لمثل هذه
التدابيرء نظرا لعلاقات القوة التى استعرضناها منذ قليل؟
يمكن تصور العمل على ثلاثة مستويات ثلاثة ميادين للتغيير» كل منهم أبعد مرمى
بكثير من السابق. أولاء يمكن اتخاذ خطوات لتشجيع المبادرات الطوعية للشركات. LRG
يمكن تعزيز القدرة على حساب الشركات من خلال القوانين وغيرها من الضوابط الحكومية
على الصعيدين القومى والدولى. وثالثاء يمكن تغيير طبيعة الشركة نفسها.
تنقية الشركات
فى المستوى الأول» تقع المبادرات الطوعية فى المقدمةء وتتخذ الشركات خطوات واضحة
لتنقية عملياتها ومنتجاتها بطرق غير مطلوبة من قبل الحكومة. قد يقول البعض أن مستوى
النشاط غير مسبوق» وتستحق جماعات حماية البيئة الثناء لتحريك هذه التغيرات إلى الأمام.
Lil صحافة الأعمال التجارية اليوم فهى مكتظة بالقصص:
بيزنس ويك: "إن تنقية الشركات لشىء جيد للعمل التجارى" A) مايو (YT
og e الشركات مكاسب الاتجاه إلى تنقية العمل" (؟ أكتوبر (Yet
نيويورك تايمز : "الآن ما يبدو نقيًا يبدو جيدا" (۰٦ an
والاتجاه نحو تنقية الشركات هو نتيجة لعوامل عديدةء ولكن أبرزها هو التركيز بعين
صافية على الأساس. هناك المزيد من مستهلكى المواد النقية اليوم» هذا النقاء جيد لسمعة
yoy الشركة
ومنتجات الشركات ذات العلامات التجارية. يفيد تقرير جريدة فاينانشيال تايمز بأن 'مجموعة
من مراكز التسوق Las فى ذلك جنرال إلكتريك (General Electic) وول مارت (Wal-Mart)
وشركة يونيليفر (Unilever) قد اصطفت لإظهار Leal jill بالمعايير البيئيةء فى محاولة
لجذب العملاءء على الأقل بالنسبة للسلع الغالية بالسوق.... يذكر جهاز المملكة المتحدة
لتوزيع البقالة فى تقريره أن المنتجات 'الأخلاقية' تزيد بنسبة ۷,١ 90 سنويّاء مقارنة ب 4,7
% بالنسبة للمنتجات التقليدية””'. ومن Age أخرى قامت جريدة بيزنس ويك عام ۲٠٠۷ بنشر
قصة كبيرة حول الشركات التى "تبلى بلاءًا جيذا عندما تفعل POY as
كما أن الطلب على التقنيات والمنتجات الجديدة المولدة للحلول يتزايد. وعلى ذلك فآلية
جنرال إلكتريك لطاقة الرياح فى ازدهارء بسبب برنامجها الشامل المسمى ب 'رؤية بيئية"”.
ويحلل دانيال إستى (Daniel Esty) وأندرو وينستون «(Andrew Winston) فى كتابهما مصادقة
البيئة هى طريقك الى الذهب فى عام 7١٠٠هذه التطورات بالتفصيل. ويشير الكاتيان فى
تقريرهما إلى أنه "فى alle يحتوى على الموارد الطبيعية المحدودة وضغوط التلوثء تزداد
حالة قطاع الأعمال من أجل رعاية البيئة قوة كل يوم. لا تأتى الآن الضغوط على الشركات
فقط من صراخ علماء البيئة المتطرفين» ولكن أيضًا من المصرفيين التقليديين المتأنقين. هناك
آخرون يوجهون أسئلة Carey على الذهن إدراكها حول المخاطر البيئية والمسئولية. وأولئك
الذين يقدمون حلولاً للمشكلات البيئية بالمجتمع عملواء على حد cel gun على إخماد صوت
منتقديهم المحتملين والعثور على الأسواق المتوسعة”2. ستكون المنافسة من قبل الشركات
الناشئة التى نجحت فى توقع الاتجاهات الجديدة فى مجال السياسة العامة»ء والمخاطر
التنظيمية» عاملة على تأمين وقت مبكر من حصة السوق لمنتجات وخدمات جديدة وبناء
المهارة المؤسسية المطلوبة فى وضع يتغير.
كما يشير كل من إستى ووينستون إلى أن بقاء النقاد والمنظمين الحكوميين فى وضع
حرج هو عامل مهم أيضا. ويصير قلق الشركات هنا فى موضعه المناسب. وتشير دراسة
أجريت مؤخرا للمواقف العامة فى عشرين دولة إلى أن أغلبية كبرى فى كل دولةء بما فى
ذلك الولايات المتحدة» تفضل لائحة أكثر صرامة لحماية البيئة. لقد كان متوسط مستوى الدعم
لمزيد من اللوائح فى الدول العشرين يعادل Yo يشير ثلثا الأمريكيين إلى أنهم يودون أن
يروا تأثيرًا أقل للشركات الكبرى فى Al gall وعدد الأمريكيين الذين يرون الأعمال التجارية
الكبيرة بأنها "أكبر تهديد لمستقبل هذه الدولة" وصل إلى أعلى نقطة (ATA) فى ثمان وأربعين
عامًا من الاقتراع» وذلك على الرغم من أن أكثر الأمريكيين يخشون الحكومة الكبيرة2.
عامل آخر يقود التغيير هو ظهور ما يسمى ب "الرأسماليين الجدد". فى عام ۱۹۷۰
كان هناك عدد متواضع نسبيًا من الأفراد الأثرياء الذين سيطروا على الشركات. a gall تمتلك
4 التحول العظيم
de gapa متنوعة من صناديق التمويل صناديق المعاشات وصناديق الاستثمار المشترك»
وهكذا أكثر من نصف جميع الأوراق المالية الأمريكية» ارتفاعًا من نسبة V4 % فى عام
.٠ هؤلاء المستثمرون يسعون لتحقيق أعلى عوائد مما لا شك فيه؛ لكنهم أصبحوا
حازمين بصورة متزايدة فى الإدارة المسئولة» وقضايا الاستدامة2.
وإلى جانب انعكاس هذا الاتجاه فى العمل التجارى نحو تبنى مفهوم "مشاريع مستدامة"٠
والذى أساسياته الثلاثة هى الاقتصادء والبيئة» والمجتمع» أصبحت "المسئولية الاجتماعية
للشركات" شعار!'2. يمكن للمسئولية الاجتماعية للشركات أن تشير إلى كل من مبادرات
الشركات الهادفة وغير الهادفة للربح على حد سواء» بشرط أن يبدو للمبادرات التى تستهدف
الربح عنصر! بيئيًا أو اجتماعيًا قويًا. وما يتم إحصاؤه هنا هو الزيادة المضطردة فى عدد
قواعد السلوك الطوعى لإدارة وإنتاج برامج الشهادات التى تعمل على الصعيدين القومى
والدولى: إرشادات مبادرة الإبلاغ العالمية بتقارير الشركات عن الاستدامة» وشهادة القيادة فى
الطاقة والتصميم البيئى (LEED) الموجبة للمبانى الجديدة المحافظة على البيئةء ومجلس
رعاية الغابات ومجلس الإشراف البحرى للتصديق على البرامج والعنونة البيئية لمنتجات
الغابات والأسماك» ومبادئ الأداء البيئى الذى اعتمدته البنوك الكبرىء والميثاق العالمى للامم
المتحدة الرامى إلى تعزيز السلوك الجيد للشركات بشأن قضايا العمالء والبيئة» وقضايا حقوق
الإنسان؛ مثل برنامج آيزو (ISO 14000) ١٠٠١ والعديد من البرامج الأخرى. وقد ركزت
الجماعات البيئية» وغيرها من المنظمات غير الحكومية والأكاديميات المختصة» على هذه
القضايا بقوة.
إن خطر الاحتباس الحرارى العالمى هو قوة دافعة رئيسية ومهمة فى كل هذه العمليات
لتنقية الشركات وتفسر القدر الكبير من التغيير الذى يحدث. وترى الشركات الخطوط
الرئيسية مما ينذر بمستقبل من التنظيم الجدى Lee gd ودوليًا وموجة من المنتجات الجديدة
للوفاء بها. وتشعر الشركات بالفعل بضغوط مستوحاة من المناخ العام من خلال مستثمريهم
ومصرفييهم وشركات التأمين الخاصة cage وهم يعرفون أن الإجراءات القانونية لتحديد
المسئولية عن أضرار تغير المناخ قد بدأت. على الأقل يدرك بعض قادة الشركات أن العالم
المتسم بتغير المناخ غير المتزن سيكون مدمرًا جذا لعملياتها””.
ومن ثم فإن تنقية الشركات تحركها النزعة الاستهلاكية صديقة البيئة؛ والمقرضين»
والمستثمرين» وشركات التأمين لقلقهم من المخاطر البيئية والمالية على حد سواء؛ وحملات
اللوم والهوان للمنظمات غير الحكومية؛ وتنظيم الحكومة الحالى واحتمالات التنظيم المقبل فى
الداخل والخارج؛ وفرص المبيعات التى تتيحها المنتجات والتقنيات الجديدة صديقة البيئة؛
والحاجة العامة لتحسين مكائة الشركات كمواطنين صالحين. فى الأيام الخوالى» كان النموذج
\oo الشركة
Vega نظت الحكومة والشركات ps oly clad رة Ja gin اسحا الت اة
المتعددة داخل الشركة. إنها تفتح الباب أمام مجموعة من أفضل النتائج تأتى بعد الامتثال
البسيطء Lay فى ذلك ae ose من المشكلات التى تتطلب التنظيم» ومنتجات جديدة لأسواق
الاستدامة» وسلوك أفضل للشركة فى السياسة والمحافل السياسية.
وبالتالى يجرى تشجيع التغيير فى قطاع الشركات اليوم؛ ولكن إلى أى مدى سيتم
الاعتماد على هذه التغييرات وتوسيع نطاقها؟ تعمل دراستان حول المبادرات الطوعية
والمسئولية الاجتماعية للشركات على زيادة الشكوك حول إمكاناتها. ويعرض الأستاذ دافيد
فوجل (David Vogel) أستاذ الأعمال التجارية بجامعة بيركلى (Berkeley) استنتاجاته التالية
فى كتابه السوق من أجل الفضيلة قائلا: "هناك حدود مهمة للسوق من أجل الفضيلة. كان
العائق الرئيسى لقدرة السوق على زيادة المتاح من فضائل الشركات هو السوق نفسه. وهناك
قضية تجارية للمسئولية الاجتماعية للشركات؛ ولكنها أقل أهمية أو Wa gis بكثير من العديد من
الأنصار... وهذا كما أعتقد. ومن هنا يمكن فهم المسئولية الاجتماعية للشركات بصورة أفضل
بوصفها مسألة متخصصة بدلا من كونها استراتيجية عامة: فهى تضفى العقلانية من الناحية
التجارية بالنسبة لبعض الشركات فى بعض المجالات وفى ظل ظروف معينة...
"تعكس المسئولية الاجتماعية للشركات كلا من نقاط القوة والضعف فى رأسمالية السوق.
إنها من ناحية» تشجع على الابتكار الاجتماعى والبيئى من قبل الأعمال التجارية» مما دفع
العديد من الشركات لاعتماد سياسات Bute واستراتيجيات» ومنتجات» حيث أن العديد منها
يخلق الفوائد الاجتماعية ومنها ما يعمل على زيادة الأرباح عن طريق تخفيض التكاليف».
وخلق أسواق جديدة؛ أو تحسين معنويات الموظفين...
“ومن ناحية أخرى» وتحديدا GY المسئولية الاجتماعية للشركات هى عمل تطوعى
ويتأثر بالسوق»ء ستنخرط الشركات فى هذه المسئولية فقط إلى الحد الذى يضفى الححس
التجارى : بالنسبة لهم للقيام بذلك. لقد أثبتت هذه المسئولية الاجتماعية للشركات أنها قادرة على
إجبار بعض الشركات على العمل لاستيعاب بعض من العوامل الخارجية السلبية المرتبطة
ببعض ee الاقتصادية. ولكن يمكن للمسئولية الاجتماعية للشركات أن تقلل فقط بعسض
إخفاقات السوق. وغالبًا لا يمكنها التصدى بفعالية للسلوكيات الانتهازية مثل الانتفاع المجانى
الذى يمكن أن يقوض فعالية التنظيم الذاتى أو الخاص. وخلافا للائحة الحكومةء فإنه لا يمكن
إجبار الشركات على اتخاذ قرارات غير مربحة ولكنها مفيدة اجتماعيًا. ولذلك فإنه فى معظم
الحالات؛ لن يكون للمسئولية الاجتماعية للشركات أى معنى تجارى إذا كانت تكلفة ممارسة
سلوك أفضل لاتزال متواضعة”2.
فى كتابهم الأخير التحقق من الواقع» يقَيّم الاقتصاديون فى منظمة "موارد من أجل
1 التحول العظيم
المستقبل" غير الهادفة للربح نتائج سلسلة طويلة من البرامج البيئية الطوعية فى الولايات
المتحدة وأوروبا واليابان. ويخلص الباحثون إلى أن "البرامج الطوعية يمكن أن تؤثر على
السلوك وتقدم مكاسب بيئية ولكن بطريقة محدودة... لم يجد مؤلفو الكتاب دليلا مقنعا حقا فى
أى دراسة حالة يوضح التحسينات البيئية الهائلة» ولذا نجد أنه من الصعب أن نجادل من أجل
برامج طوعية Cus إن هناك رغبة واضحة لتغيير كبير فى السلوك".
شركة صديقة للبيئة موثوق بها
وهكذا سيكون من الخطأ أن نعتمد كثيرًا على المسئولية الاجتماعية للشركات والمبادرات
الطوعيةء لأن كلا من فوجل واقتصاديى منظمة 'موارد من أجل المستقبل" قد حذروا من ذلك
وهم ليسوا وحدهم فى التشكك”. يعتمد الكثير على التعزيز المستمر للقائمين على تنقية
الشركات التى ذكرناها منذ قليل. والأمر المهيمن على هذه الساحة أى القوة الرئيسية
الدافعة لتنقية الشركات - فى الماضى وفى المستقبل هو الإجراءات الحكومية: الفعلية
والمتوقعة» والمحلية والأجنبية*. ولتغيير ديناميكيات الشركاتء هناك حاجة إلى إجراءات
حكومية على جبهة واسعة. بادئ ذى بدءء هناك الإجراءات الحكومية التى قمت بالتنبيه إليها
فى الفصول السابقة. والهدف الرئيسى» بالطبع» هو الشركة ووجود شركة صديقة للبيئة
موثوق بها هو الأمر المطلوب كى تكون منفذة لأمر القانون. وحتى المدير صاحب أفضل
النوايا سوف يتجنب الأعمال المرغوبة إن كانت مكلفة عندما يواجه مناضتًا يفتفر إلى الضمير.
ويجب أن يتم تعزيز هذه الأنظمة البيئية والضوابط الأخرى على الصعيد الدولى وكذلك على
الصعيد القومى وعلى مستوى الولاية. يحتوى كتابى السابق السماء الحمراء فى الصباح على
مجموعة من الوصفات بشأن ما يتعين على المجتمع الدولى القيام به لإنجاح المعاهدات
والاتفاقيات السياسية البيئية فى العالم» وهو الأمر الذى لا تفعله دول العالم الآن بنسبة
كبيرة. وقد حصلت مبادرة واحدة هناك»ء وهى إنشاء منظمة البيئة العالميةء على دفعة قوية
فى الآونة الأخيرة عندما أيدت فرنسا وأربعون دولة أخرى الفكرةء ولكن الولايات المتحدة
اعترضت على وجه السرعة.
تتضمن ساحة الإجراءات الحكومية المطلوبة مجموعة من التدابير الجديرة بالاهتمام
والتى هى ليست بيئية على وجه الدقة:
.١ الغاء مواثيق الشركات. تتضمن معظم قوانين الشركات أحكامًا تسمح للحكومة بإلغاء
المواثيق إذا كانت الشركة قد قامت بانتهاك المصلحة العامة بشكل صارخ. وما يجعل هذا
التهديد حقيقيًا على قيد الحياة يمكن أن تكون له آثار مفيدة جذا. أحد الطرق للقيام بذلك
سيكون طلب مراجعة عامة دورية وإعادة كتابة الميثاق.
yoy الشركة
". استبعاد أو طرد الشركات غير المرغوب فيا . تم استخدام هذه الخطة المُحكمة على نطاق
واسع فى الهندء على سبيل المثال» من قبل المزارعين والمستهلكين الذين نظموا حملة
"شركة مونسانتو (Monsanto) ”اتركوا الهند'": كانت هناك حملات فى الولايات المتحدة
لإغلاق وول مارت وغيرها من شركات البيع بالتجزئة العملاقة فى أماكن مختلفة.
". التقليل من المسئولية المحدودة. ينبغى أن يكون مدراء الشركات وكبار المديرين التنفيذيين
مسئولين شخصيًا عن الإهمال الجسيم وغيره من أوجه القصور الرئيسية. فى النهاية»
ينبغى أن تمتد المسئولية الشخصية إلى المساهمين فى بعض الحالات. هذا من شأنه أن
يجعل شراء أسهم شركة موضوعا أكثر جديةء وسيجعل الإدارة الآن أكثر حذرًا بشأن
القضايا البيئية» والعمالةء وحقوق الإنسان.
؟. القضاء على شخصية الشركات . هناك حركة وليدة فى الولايات المتحدة تفعل ذلك تمامًا.
تحفزت هذه الحركة نتيجة لتجاوزات الشركات المحلية والمطالبات المقدمة من الشركات
للإجراءات القانونية الواجبة وحقوق التعديل الأولى؛ء نجحت كل من مدينتى بورتر
تاونشيب (Porter Township) بولاية بنسلفانيا وأركاتا (Arcata) بولاية كاليفورنيا (رمزيًا
إلى حد كبير) فى اجتياز التدابير الرامية إلى تجريد الشركات من الخيال القانونى
للشخصيةء وبالتالى قدرتها على المطالبة بحقوقها الدستورية المخصصة للشعب. ويعد
الافتقار إلى التراجع الصريح لسلسلة طويلة من قرارات المحكمة العلياء وتعديل الأحكام
الصادرة عن المحكمة العليا الخاصة بحماية حرية التعبير والدعاية للشركات» عنصرا
pale إلى حد ما.
.٥ ايعاد الشركات عن السياسة . يمكن القيام بذلك على أكمل وجه بالاتجاه إلى انتخابات يتم
تمويلها علانية'. إن سبب الدعوة إلى "الانتخابات النظيفة" هو ضمان تجميع بعض الدعم.
وثمة خطوة أخرى تتمثل فى فرض قيود أشد على تضارب المصالح عن طريق تقليص
حجم الباب الدوار بين الحكومة والشركات وعن طريق الحضور باهتمام كبير لعملية
توكيد السياسيين المعينين المقترحين.
1 إصلاح ضغط الشركات. لقد ناقش روبرت ربيتوء عالم الاقتصاد والمناصر للبيئةء بعض
الخطوات المبدئية الهامة فى هذا الاتجاه. ولذلك فإنه يسأل ببلاغة فى بحثه "هل ينبغى
على إدارة الشركات أن تضغط على قضايا السياسة العامة التى لها آثار اجتماعية واسعة»
مستخدمة أموال المساهمين» وليس على مرأى من قبل ممثلى المساهمين فى مجلس
الإدارة؟" ويشير ربيتو إلى أنه "إذا كان الضغط على قضايا السياسة العامة يمثل Lila
جوهريًا وهامًا من نشاط الشركة؛ إذن على مجالس الإدارة» كجزء من 'واجب الرعاية؛
الخاص بالوكيل» أن تتحمل مسئولية الحصول على معلومات عن أنشطة ومواقف ضغط
۸ التحول العظيم
الشركة والإشراف "yale ويقول أنه من أجل الإشراف على المواقف السياسية للشركات
ونفقات كسب التأييد من قبل لجئة تابعة لمجلس إدارة الشركةء فإن الغالبية منهم سيكونون
"مديرين من الخارج بوجهة نظر واسعة من الاقتصادء والأفق السياسى”2.
oly هذه الأفكار فى الانتشار. ولذلك ففى عام ٠٠٠۲ء تم عرض ثلاثين قرار! للمساهمين
حول الضغط على الشركات؛ لقد تلقوا دعمًا بمتوسط ۲١ % فى الاجتماعات السنوية حيث
تضاعف دعم العام السابق. ومن المسائل الأخرى التى تحتاج للمعالجة أن الشركات تقول
شيئا وتضغط لشىء آخرء وأحيانا تصرح للمؤسسات التجارية بالقيام بالعمل القذر.
شركة المستقبل
تشكل هذه النقاط الست جدول أعمال بعيد المنال. ويمكن أن تضاف نقاط أخرىء She تكليف
dial الضمانات والتبادل بطلب مجموعة متطورة حقا من الكشوف المالية والبيئية:. بض
المبادراتء Sie فرض المسئولية الشخصية فى حالات معينةء وإلغاء الشخصية الاعتبارية
للشركة يمكن أن تؤدى لتغيرات تحولية بدرجة كافية» لدرجة أنه يمكن النظر إليهم بعين
الاعتبار كفئة ثالثة وأخيرة من الإجراءات تلك المبادرات هى التى تسعى إلى تغيير طبيعة
الشركات نفسها. ولكن التغيير الكبير فى طبيعة الشركة المطلوب الآن؛ والذى سيكون
ضروريا فى المستقبل» هو تغيير التكليف القانونى الذى يتطلب من الشركة متابعة مصالحها
الشخصية وإعطاء الأولوية لتعظيم حقوق ملكية المساهمين. من وجهة نظر باكان يجب أن
توفر الشركة "إعادة خدمة وتعزيزء وتحمل المسئولية تجاه مجالات أوسع من المجتمع أكثر
. من أنفسهم ومساهميهه*3.
يؤمن ألين (Allen white) Cul y الأستاذ بمعهد تلس «(Tellus Institute) وأعتقد أنه محق؛
ob "الأولوية للمساهمين هى العقبة الكبرى الوحيدة lal توجه الشركات نحو عالم أكثر عدلاً
وإنسانية وفائدة اجتماعيًا". وهو يؤيد وجود 'تغييرات جوهرية لمقدمى رؤوس الأموال المانحة
للامتياز الحالى وتغييرات الهياكل القانونية والتنظيمية والأسواق المالية التى تمكن هذا
الامتياز من الاستمرار. و ثقافة Saba التى تتحدى الميزة التنافسية والكفاءة» وقبل كل شىء
عائدات المساهمين» ليست ثقافة الشركات التى تنسجم مع [اقتصاد مستدام ومجتمع إنسانى].
ويكمن السلوك الذى تبرزه والعواقب الاجتماعية لذي i bas صميم التقدير المنخفض
وتزايد انعدام الثقة التى يمسك الجمهور من خلالها بزمام مجتمع الأعمال".
يجب على شركات المستقبلء على النحو المتوخى من uly وآخرون» أن تقوم على
الفكرة القائلة بأن الثروة التى تحققها الشركة هى نتاج مشترك لجميع مقدمى الموارد —
المساهمين والموظفين والنقابات» وأجيال المستقبلء والحكومة:؛ والعملاء والمجتمعات»›
١8 الشركة
والموردين؛ كل يوفر الموارد اللازمة لخلق الثروة مع مرور الوقت» ولكل منها حق فى أن
يتوقع Wile لمساهمته: 'وضع الشركة فى إطار باعتبارها المستفيد مسن مقدمى الموارد
المتعددة لفتح آفاق للتحول والتى تخنقها مسألة إعطاء أولوية للمساهمين. وفى هذا [الإطار
الجديد] فإن الأطراف المختلفة التى تساهم بمواردها لخلق السلع والخدمات ليسوا مجرد
مساهمين ثانويين» ويمكن الاستغناء عنهم؛ فى عملية الإنتاج. وبدلاً من ذلكء فإن لديهم
مطالبات شرعية فى كل من الفائض المتحقق من جانب الشركةء وكذلك من مجلس الإدارة
والإدارة. وهم» باختصارء متساوونء وليسوا مرؤوسين لمقدمى رؤوس الأمنوال. ولهذا
التفسير الجديد لطبيعة الشركة آثار عميقة على الحكمء والمواثيق» وقوانين الأوراق الماليةء
فضلاً عن وسيلة توزيع ثروة الشركات.
Lag! اعتبر فى وقت سابق أن النطاق والنمو وتعظيم الربح سلعًا جوهرية وأهدافا
أساسية للشركةء نجد تقدم الشركة الجديدة نحو مجموعة مختلفة من المبادئ؛ وتحديدا تلك التى
تخدم المصلحة العامةء والاستدامة والإنصاف والمشاركة واحترام حقوق البشر. وإينبغسى أن
تشتمل] أشكال الشركات على التعددية الغنية المطابقة للمعايير العالمية التى ستحكم سلوك
العمل التجارى بصرف النظر عن المكان أو القطاع أو النطاق". يرى وايت أن "الهيكل متعدد
المستويات والمتمثل فى وكلاء عالميين وإقليميين ومحليين» والأعراف» والصلاحيات تمكن
المواطن من ممارسة حقوقه ومن الرقابة الديمقراطية على الشركة. [ينبغى أن يصل] هدف
الشركة العام إلى الإشراق» بدعم من السياسات والإجراءات والأدوات التي تقود العملية
الديمقراطية إلى صدارة حكم SHAS pill
هل هذا المستقبل واقعى؟ إن التغييرات التى يراها "وايت" وآخرون الآنء بالتأكيد» فى
معظمها تقع خارج نطاق السياسات الأمريكية. ولكن فى المستقبل» تجد أن مستوى عدم
الرضا عن الشركات وعملية التحول إلى العولمة مرتفع بالفعلء بل ومن المرجح أن يتزايد.
ويمكن أن يمتد هذا الاستياء ليشمل iae متزايذا من قادة الشركات الذين يشعرون بأنهم
محاصرون ومحبطون وقلقون بشأن المستقبل مثل الكثير من بقيتنا.
يقال فى بعض الأحيان أنه لا توجد حلول جيدة لتحديات اليوم. تشير المجموعة الغنية
من الخيارات من أجل التغيير التحولى المعروضة هنا وفى بعض الفصول الأخرى إلى
خلاف ذلك. مع انعدام الثقة فى الشركات وفى النشاطات الواضحة بالفعل» فإن الدافع للتغيير
يتنامى. إن ما نحتاج إليه هو إتاحة فرص من أجل التغيير التحولى. ويبدو من المرجح جذا
أن مثل هذه الفرص سوف تكون متاحة GY (lai العالم عرضة للأزمات والديناميكيات التى
تحكم الآن سلوك الشركات. وبطبيعة الحال» يمكن أن يأتى ذلك اليوم فى وقت قريب تلبية
لرغبة المواطن.
الفصل التاسع
تخطى ر أسمالية اليوم
تبدو رأسمالية اليوم وكأنها قلعة منيعة» فاليوم تجد اشتراكية ماركس» وذريتها
a» المأساويةء الشمولية الشيوعية» وحتى على النسخة المعتدلة التطورية للاشتراكية
لإدوارد برنشتاين (Eduard Bemstein) وآخرين Ld فى هزيمة ALIS أو تراجع سريع. OSI
لتحدى الرأسمالية تاريخ طويل وغنىء ومن غير المرجح أن نكون فى نهاية التاريخ. وكما
قال جار ألبروفيتز (Gar Alperovitz) فى كتابه أمريكا Lad وراء الرأسمالية فإنه 'يوجد تغيير
Ge فى الواقع تغييرات جذرية شاملة على نطاق واسع فى تاريخ العالم". وكما
حدث فى الماضى» سوف تتطور الرأسمالية وقد تتطور لتصبح نوعًا جديدا تمامًا.
يذكرنا روبرت هيلبرونر (Robert Heilbroner) فى كتابه طبيعة ومنطق ال رأسماليةء بأن
العديد من الاقتصاديين الكبار تصوروا منذ فترة طويلة تطور الرأسمالية إلى شىء آخر.
"لا يمكن على وجه التحديد التنبؤ بمدى استمرارهاء ولكن زوالها النهائى أو إخمادها بواسطة
نظام اجتماعى آخر أمر متوقع عالميًا. يصف رائد الاقتصاد السياسى آدم سميث النظام
كالوصول إلى استقرار نسبى» عندما 'يكتمل» تراكم الثروات؛ مؤديًا بنا إلى ركود عميق
وطويل. ويتوقع جون ستيوارت حدوث ميل وصول سريع ل حالة ثابتة“. عندما يتوققف
التراكم» تصبح الرأسمالية نقطة انطلاق لشكل من أشكال اشتراكية تكافلية. بينما يتوقع
ماركس سلسلة من الأزمات المتفاقمة نتيجة للتناقضات الداخلية للتراكم فكل أزمة تزيل
عقبات اللحظة ولكن تسرع اليوم الذى سيتوقف فيه النظام ويكون غير قادر على إدارة شئونها
الذاتية المتولدة من حدة التوتر. ويعتقد كينيز أن المستقبل سيتطلب تنشئة اجتماعية شاملة
le gs ما للاستثمار“؛ ومن جهة أخرى يعتقد الاقتصادى شومبيتر (Schumpeter) أنها سوف
تتطور لتصبح الاشتراكية dy Nay!
۹1
١ التحول العظيم
التطلع إلى ما بعد اليوم
يرى عدد من العلماء المعاصرين أيضنا انتهاء الرأسمالية فى نهاية المطاف. أو على الأقل
الرأسمالية كما نعرفها. ومن المفيد أن نفهم لماذا يتوقعون مجىء ذلك اليوم. يقدم صامويل
بولز وزملاؤه فى كتابهم فهم الرأسمالية نسخة مبسطة من هذه الأطروحة. لقد كتبوا أن
'التغييرات فى العلوم والتقنيات من المرجح أن تؤدى إما إلى إحداث تغييرات جوهرية فى
المؤسسات الرأسمالية. . . أو إلى ظهور نظام اقتصادى مختلف نوعيًا... سوف تواجهنا
التغييرات فى التقنيات بتحديات لم يسبق لها مثيل فى تاريخ البشرية”.على مدى العقود
المقبلةء وبخاصة فى ثورة المعلومات» والتأثير المتسارع للإنسان على بيئتنا الطبيعية»
وخاصة ظاهرة الاحتباس الحرارى العالمية.
لكن بولز يحذر من أن التغييرات المطلوبة فى النظام ليست حتمية: p gall” هناك العديد
من الناس فى جميع أنحاء العالم الذين أبلوا بلاءً! حسنا فى خضم الرأسمالية كما نعرفها. إن
الرأسمالية تبدو اليوم مترددة فى المخاطرة بفقدان مركزها المتميز بسبب تجارب مع الهياكل
المؤسسية الجديدة التى قد تكون أكثر ملاءمة للتعامل مع تحديات اقتصاد المعلومات؛
والسيطرة على تعدى البشر على بيئتنا الطبيعية وسد الفجوات بين الأغنياء والفققراء داخل
الدول Lady بينها. إذا كانت النخب المحددة مقاومة لهذا التغيير المؤسسىء فيمكن أن تكون
المحطة التالية فى رحلتنا التاريخية أن يُبتلى العالم باللاعقلانية الاقتصاديةء وبأزمة بيئية
عاصفةء وأن ينقسم إلى معسكرات معادية لبعضها البعض بشكل متزايد فى ظل انقسام عالمى
بين من يملكون ومن لا يملكون”.
يؤمن إيمانويل والرشتاين «(Immanuel Wallerstein) وهو مؤسس تحليل النظام العالمىء
بأن الرأسمالية الحديثة تقود العالم إلى نقطة الاختيار: إما تدابير بيئية مكلفة والتى "يمكن أن
تكون بمثابة الضربة القاضية لبقاء الاقتصاد الرأسمالى العالمى" أو 'كوارث بيئية مختلفة"
نجمت عن تراكم غير منقطع من رأس المال والنمو الكامن فى الرأسمالية. وأضاف أن
"الاقتصاد السياسى للحالة الراهنة هو أن الرأسمالية التاريخية فى الواقع فى أزمة على وجه
التحديد لأنها لا تستطيع إيجاد حلول معقولة للمعضلات الراهنة وأهمهاء إن لم تكن الوحيدة
عدم القدرة على احتواء الدمار البيئى". ويعتقد والرشتاين أن "النظام التاريخى الحالى فى
الواقع فى أزمة نهائية. والقضية المطروحة أمامنا هى ما الذى سوف يحل محله. هذا هو
النقاش السياسى المحورى لل 50-765 Cle القادمة. إن قضية التدهور البيئى» وإن كانت
ليست هذه هى القضية الوحيدة بالطبعء تعتبر النقطة الرئيسية لهذا الجدل”.
وتحليل واضع النظريات السياسية جون دريزك مشابه لتحليل بولز ووالرشتاين» إذ أنه
يرى المشكلات البيئية كمحرك رئيسى للتغيير: "انتشرت المشكلات البيئية بصورة كافية على
أساس الرأسمالية ١١۳
نطاق واسع وخطير لتشكل اختبارًا Caula لجميع الترتيبات المقترحة الفعلية الاقتصادية
والسياسية وبالنسبة لجميع عمليات إعادة البناء المؤسسى» سواء كانت تدريجية أو ثورية."
يعتقد دريزك أن الجمع بين الرأسمالية» وسياسة مصلحة الجماعة أو المجموع.ء والدولة
البيروقراطية سيثبت "عدم وجود الكفاءة الكاملة عندما يتعلق الأمر بالبيئة" وأن "أى ملامح
للتعويض يمكن العثور عليها فقط فى الإمكانيات التى تنفتح لتحولها الخاص”.
يرى دريزك ضرورة وجود نظام جديدء لكنه يبدو حذرًا: "من الناحية التاريخية» على
وجه العموم» أفرزت نتائج الثورات علاقة ضعيفة بنوايا الثوّار... وبدلاً من التكهن حول
إمكانيات مبالغ فيها من أجل التحول الهيكلى الواسع؛ تبدو الأمور أكثر عقلانية عند تحديد
احتمالات حقيقية للتغيير فى المواقع المعرضة للخطر فى الاقتصاد السياسى. وتوجد مثل هذه
الاحتمالات إما عندما تكون هناك معارضة كبيرة للهياكل المهيمنة وحتمياتها أو حيثما يجعلهم
التناقض والارتباك فى الهياكل المهيمنة عرضة للعمل نيابة عن بعض أعضاء النظام
المؤسسى البديل”٠ ويرى دريزك أن هناك معارضة كبيرة من طائفة واسعة مختلفة مسن
القضايا والجماعات المضطيدة:؛ ويعتقد أن مواجهة هذه الجماعات ضد الدولة وسلطة
الشركات يمكن أن تكون قوة رئيسية للتغيير فى الرأسمالية.
كما يرى ويليام روبنسون فى كتابه نظرية الرأسمالية العالمية» أن الرأسمالية العالمية فى
طريقها لأزمة: "من وجهة نظرىء فإن الأزمة التى تعانى منها الرأسمالية العالمية فى منعطف
القرن الحادى والعشرين ضمت أربعة جوانب مترابطة: )١( الإفراط فى الإنتاج أو
الإقلال من الاستهلاك؛ أو ما يعرف باسم الإفراط فى التكديس؛ (Y) الاستقطاب الاجتماعى
العالمى؛ (Y) أزمة شرعية الدولة والسلطة السياسية؛ (E) أزمة الاستدامة. وآخرهم... تشر
القضايا النظرية المتعمقةء والتاريخية والعملية بالنسبة للبشرية".
يدعى روبنسون أنه من الممكن تحقيو
واجتماعية. وفى إطار هذه الأزمة ف والاجتماعيةء يواجه النظام كلا من أزمة هيكلية
(موضوعية) وأزمة الشرعية أو الهيمنة (ذاتية). إن الأزمة السياسية والاجتماعية إبحد ذاتها]
ليست كافية لإحداث تغيير أساسى وتدريجى فى نظام اجتماعى» بل» فى الواقعء أدت فى
الماضى إلى انهيار اجتماعی» واستبداد وفاشية. كما توجد نتيجة إيجابية لهذه الأزمة تتطلب
أن يكون هناك بديل طيع فى صعود سلطوىء وهذا يعنى» بديلاً عن النظام القائم الطيع والذى
يراه غالب أفراد المجتمع طيعًا ومفضلاً لهم". ويخلص روبنسون إلى أن "الرأسمالية العالمية
لم تشهد أزمة سياسية واجتماعية فى أوائل القرن الحادى والعشرين" ولكن 'تطور الوضع
لمثل هذه الأزمة كان أكثر تحديدا فى الأفق فى منعطف القرن أكثر من أى وقت ربما منذ
عام VANA
تحقيق تغيير جوهرى عند حدوث أزمة سياسية
4 التحول العظيم
ومثل الكثيرين» يرى روبنسون إمكانية التغيير ناشئة عن القوة المتنامية CALS yall
الاجتماعية والمقاومة فى جميع أنحاء العالم. تغطى وسائل الإعلام السائدة فى الولايات
المتحدة هذه الحركات وقضاياها تغطية ضئيلة؛ ولا يدرك معظم الأمريكيين ما يحدث".
يجتمع المشاركون فى ما يمكن أن يطلق عليه حركة العدالة العالمية اجتماعًا سنويًا الآنء عادة
فى بلدية بورتو أليجرى (Porto Alegre) بالبرازيل؛ فى المنتدى الاجتماعى العالمى؛ وهو
حدث يقصد به أن يكون Suu عن منتدى دافوس (Davos) الاقتصادى العالمى بسويسرا.
ولإعطاء صفة مميزة من مواقفهم» سنسرد هنا مقتطفات من تصريحاتهم النهائية فى عامى
gas Yee ١ النساء؛ والرجالء والمزارعون» والعمالء والعاطلون عن العمل»
والمهنيون؛ والطابةء وذوو البشرة السوداء والسكان الأصليون القادمون من الجنوب ومن
الشمال» ملتزمون بالنضال من أجل حقوق»ء وحريةء وأمن» وعمل وتعليم السشعوب. نحن
نناضل ضد الهيمنة المالية» وتدمير تقافاتناء واحتكار المعرفة» ووسائل الإعلامء والاتصالاتء
وتدهور الطبيعة وتدمير جودة الحياة من خلال الشركات المتعددة الجنسيات والسياسات
المعادية للديمقراطية. تبين لنا التجارب الديمقراطية التشاركية مثل تلك الموجودة فى بورتو
أليجرى — إمكانية وجود بديل ملموس. نحن نؤكد مجدذا على سيادة حقوق الإنسان» والحقوق
البيئية والاجتماعية وأولويتها على المطالب المالية للمستثمرين".
وفى مواجهة التدهور المستمر فى الأوضاع المعيشية للناس» فإنناء بصفتنا الحر
الاجتماعية من جميع أنحاء العالم؛ قد التقينا معْا وسط عشرات الآلاف فى المنتدى الاجتماعى
العالمى الثانى فى بورتو أليجرى. نحن هناء على الرغم من محاولات كسر تضامننا. ونحن
نجتمع مرة أخرى لمواصلة نضالنا ضد الليبرالية الجديدة والحربء ولنؤكد على الاتفاقيات
الخاصة بالمنتدى الماضى ونؤكد مجددًا على إمكائية وجود alle آخر.
"إننا حركة تضامن عالميةء متحدون فى تصميمنا على مكافحة تركيز الثروة وانتشار
الفقر وعدم المساواة وتدمير كوكبنا. نحن نعيش ونبنى النظم البديلة» ونستخدم وسائل مبتكرة
للترويج لها. نحن نعمل على بناء تحالف واسع من نضالنا ومقاومتنا ضد نظام قائم على
التمييز على أساس الجنس» والعنصرية والعنف» والذى يعطى امتيازات لمصالح رأس المال
ونظام سيادة المجتمع الأبوى على حساب احتياجات وتطلعات الناس.
"ينتج عن هذا النظام مأساة يومية celal والأطفال والمسنين الذين يموتون بسبب
الجوع؛ ونقص الرعاية الصحية والأمراض التى لا يمكن الوقاية منها. وهناك عائلات مجبرة
على ترك ديارهم بسبب الحروب» وآثار ”التطورات الكبيرة'» وعدم القدرة على امتلاك
الأراضى والكوارث البيئيةء والبطالة» والاعتداءات على الخدمات العامة وتدمير التضامن
الاجتماعى. Lil نجد» سواء فى الجنوب أو ف فى الشمالء نجاحات لنضالات ومقاومة حيوية
أساس الرأسمالية ١526
للحفاظ على كرامة SLs
لم يسبق لى الذهاب الى بورتو أليجرىء ولكن عدذا من طلابى قد فعلواء وقد تحدثت
معهم. وأفضل ما أستطيع أن أقولهء إنهم ملتزمون بجدية بشعارهم وهو: "إمكانية تحقيق alle
أفضل". إنهم حقا يسعون إلى تغيير العالم.
يعتقد ألبيروفيتز أن أمريكا قد دخلت فترة من "أزمة شاملة حقبة من التاريخ حيث
يجب أن تزول شرعية النظام الاقتصادى السياسى ببطء بسبب أن الوقائع التى ينتجها النظام
تتناقض مع القيم التى ينادى بها". ويعترف ألبيروفيتز بأن هذا الوضع لايزال صعبًا بالنسبة
لمعظم الناس ليقدرونه حق قدره» ولكنه يستعرض مجموعة رائعة من الأفكار والمبادرات
الجديدة التى نمت "لأقل من المستوى السطحى لاهتمام وسائل الإعلام" والتى تبدأ فى محاولة
أن تقدم 'نموذجًا اقتصاديًا سياسيًا على نطاق منظومى مختلف de ومن بين القوى
المحركة لأزمة النظام code من وجهة نظر ألبيروفيتز؛ تجد "تجاوز قضية الاستدامة البيئية""'.
ما يقوله هؤلاء المؤلفون؛ إلى حد كبيرء هو أن عدم قدرة الرأسمالية على الحفاظ على
البيئة هو واحد من أكبر الأخطار التى تهدد مستقبلهاء وربما يكون هذا هو أكبر تهديد. يرى
الجميع أن التحديات البيئية الراهنة تساهم فى الأزمات التى تنزع شرعية ما يبدو لنا نظاما
قائمًا غير قادر على المواجهة. ولا يعتقد Uf منهم أن نتائج مثل هذه الأزمة محددة سلفا. فى
الواقع» إن النتيجة النهائية هى سبب النزاع والصراع. وكما يقول والرشتاين» فإن الصراع
يقدم وعوداء 'والتى هى أكثر ما يمكننا أن نتوقعه"'.
وبالطبع؛ فإن المشكلة الكبرى التى تواجه جميع المناقشات حول بدائل الرأسمالية هى أنه
لا يبدو أن هناك أى بدائل. وطوال فترة الحرب الباردة» كان البديل هو الدولة الاشتراكية
أو الشيوعيةء لكنه أخذ يتلاشى سريعًا فى جميع أنحاء العالم. وإذا سألنا الناس عن بدائل
للرأسمالية اليوم» سنجد معظمهم يرسم مكانا فارغا. والبعض الآخر سيضيف إجابةء وذلك
لسبب وجيه. لذلك يجدر ملاحظة تنوع النظم الاقتصاديةء خلال كل من الرأسمالية
والاشتراكية» وهی النقطة التى شدد عليها معهد تيلس (Tellus Institute) فى JULI
الرأسمالية» توجد مجموعة متنوعة من نظم اقتصادية قومية» حيث المتغير الرئيسى هو درجة
مشاركة الحكومة فى تحديد الأولويات الاقتصادية والظروف الاجتماعية. وعلى ذلك فإنه فى
نهاية أحد طرفى السلسلة؛ يقترب ما يسمى بالنموذج الأمريكى البريطانى من سياسة عدم
التدخل. ويميل السوق هنا إلى السيطرة على الدولة. فى الدول الاسكندنافية وأماكن أخرى من
القارة» تجد المرء يمارس صور! متنوعة من الرأسمالية الديمقراطية الاجتماعية*'. وفى هذه
الحالة تفرض الدول الديمقراطية الاجتماعية مزيذا من الرقابة العامة على استثمار رأس
المالء وقد وضعت المزيد من البرامج الاجتماعية الشاملة بما فى ذلك برنامج لرفع الحد
5 : التعول المظليم
الأدنى للأجورء وتعويضات البطالة» وزيادة الحماية ضد التسريح الوظيفىء والرعاية الصحية
المجانية أو aud المجانية» والتعليم» وهكذا. ويعتبر كل من السوق والدولة فى هذه البلدان
شريكين. وفى اليابان وأماكن أخرى فى آسياء توجد هناك نظم يمكن وصفها بأنها رأسمالية
الدولة» حيث يوجد تدخل قوى للحكومة فى توجيه الاقتصاد وتميل الدولة للسيطرة على
السوق.
ومثلما يوجد أنواع من الرأسماليةء يوجد ما لا يقل عن اثنين من الفروع الرئيسية
للاشتراكيةء كلاهما ينطويان على ملكية الدولة القوية. فى اشتراكية Al gall من خبرة الكتلة
السوفيتية السابقة» وضعت البيروقراطية الحكومية أهدافا للإنتاج على أساس خطة لعدة سنوات
بالنسبة للاقتصاد. كما حددت الدولة معظم الأسعار والأجور. وفى ظل اشتراكية السوق»
وضعت الحكومة أولويات الاستثمار والأعمال التجارية المملوكة للدولة التى شاركت فى
الأسواق بمعظم السلع والخدمات» وحدث هذا Gja لتجنب العديد من مشكلات تنسيق وكفاءة
التخطيط المركزى.
LS, يقترح هذا الاستعراض الموجزء هناك العديد من الخيارات والتدرج فى تنظيم
النشاط الاقتصادى. بالنسبة للبديل الاشتراكىء لا يوجد شخص تقريبًا يرغب فى العودة إلى
اشتراكية الدولة. كما لايزال البديل الاشتراكى للسوق الديمقراطى Ve ja من الخطاب السياسى
فى أوروباء ولكنه لا يصيب نجاحا. وقد لخص اثنان من علماء الاجتماع» وهما لورنس بيتر
کینج «(Lawrence Peter King) وإيفان زيلينى Ivan Szelenyi) ) الوضع الحالى: "نحن على
ple تام بأنه على الرغم من تزايد الاهتمام النظرى بالأفكار الجديدة حول الاشتراكيةء وعلى
الرغم من النجاح الانتخابى لأحزاب ديمقراطية اجتماعية جديدة مختلفة» إلا أنه لا تلوح حركة
اجتماعية فى الأفق. إن الأفكار موجودةء ولكن فى الوقت الحاضر لا توجد أى قوة سياسية
قادرة على تحويل هذه الأفكار إلى واقع.
لم تعد المسألة المهمة هى مستقبل الاشتراكية» بل تحديد معالم نظام جديد للتشغيل غير
الاشتراكى قادر على تحويل الرأسمالية كما نعرفها. وهناك رؤية واحدة لهذا النظام الجديد قام
بتقديمها كلايف هاميلتون فى كتابه سحر النمو. يجادل هاميلتون بأن ما سوف يقوم بتنشيط
النظام الجديد ليس الصراع القديم لتحل الاشتراكية محل الرأسماليةء فالرأسمالية ضرورية جذا
Gy القوة المحركة للإنتاج والتنظيم الاجتماعى ملك رأس المال الخاص؛ والاشتراكية
ضرورية جذا لأنها تتمركز على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج. واشتركت الفلسفات
السياسية معاء والتى حددت مطالباتها المتنافسة تاريخ العالم خلال القرنين الماضيين» فى
تحديد المشكلة الاجتماعية الأساسية أى كيفية إنتاج وتوزيع الثروة المادية. لكن الآن تم حل
المشكلة الاقتصادية فى البلدان الغنية» ولذا يجب أن يبتعد محور النقاش السياسى والتغيير
أساس الرأسمالية ١51
الاجتماعى عن مجال الإنتاج وأشكال ملكية وسائل الإنتاح"'.
يعتقد هاميلتون أن تركيز السياسة ينبغى أن يكون متوجها نحو تعزيز "الإدراك الكامل
لإمكانات الإنسان من خلال تقدير سليم لمصادر الرفاهية فى المقام الأول. وبينما [مثل هذا
البرنامج]ء إذا تم تطبيقه» سيمثل Gaas كبيرًا للرأسمالية كما نعرفهاء فإنه لا يمكن تصنيفه على
أنه اشتراكىء فهو يؤكد من جديد على الدور الضرورى للملكية العامةء ولكنه لا يقتترح أى
مصادرة للممتلكات الخاصة. ورغم ذلك فهو معاد للرأسمالية من حيث مجادلته بأنه لا
ينبغى على المجتمع والحكومات الاستمرار فى التخلى عن فكرة أهمية خاصة للأهداف أو
المطالبات الأخلاقية من أصحاب رأس المال".
وفى هذا النقد المعاصر لكتاب سحر النموء ودعوة مؤلفه لتعزيز مصادر الإنسان
والرفاهية البيئية» حدد هاميلتون ملامح هامة للبديل غير الاشتراكى لرأسمالية اليوم. يقول
هاميلتون: "نحن بحاجة لاستعادة الأمن واندماج المجتمعات المتخلفةء وهى المجتمعات التسى
ate} بها تأسيس وحدة العمل والحياة؛ للمجتمع والجماعة:؛ وللفرد والمجموعة: وللثقافة
والسياسة» وللاقتصاد والأخلاق”1.
بذور التغيير
مؤخراء تمكن اثنان من المفكرين الأمريكيين Cad من تحويل الانتباه إلى المخططات المحتملة
لنظام تشغيل جديد. أشير هنا إلى كتاب البيروفيتز أمريكا ما وراء الرأسمالية؛ وكتاب ويليام
جريدر روح الراسمالية. إن أفكارهما متشابهة فى نواح عدة» وكتاباهما أمريكيان بشكل
جوهرى. وكل من جريدر وألبيروفيتز متفائلان ولديهما عدد من المقترحات الملموسة مسن
أجل التغيير. وأفضل ما فيهماء أن أفكارهما معتمدة على أمور واقعية تحدث فى أمريكا اليوم.
ومن المثير للاهتمام أن كلاهما يختلفان مع هاميلتون إلى ae ماء GY كلاهما يرى أن ملكية
رأس المال والمؤسسة لاتزال قائمة. وكما يصف ألبيروفيتز فإن "التغيير الشامل ينطوى قبل
كل شىء على مسائل تتعلق بكيفية الاستحواذ على الممتلكات والسيطرة عليها مركز
السلطة الحقيقية فى معظم الاقتصاديات السياسية””'. ومع ذلكء قد يبدو هذا الخلاف أكثر
وضوحًا من حقيقته. إن ما يشجبه هاميلتون هو استمرار الرأسمالية القديمة مقابل الجدال
الاشتراكى؛ وليس الابتكارات التى توسع نطاق الملكية والسيطرة وتجعله أكثر استجابة
للاحتياجات المدنية.
يرى كل من جريدر وألبيروفيتز أن بذور التغيير يتم غرسها داخل النظام الرأسمالى
اليوم» وهى البذور التى يمكنها أن تنمو وتعمل على تحويل النظام. ويظهر هنا كيف يصفها
جريدر: jas" فكرة إعادة اختراع رأسمالية أمريكية بعيدة المنال... ولاسيما بالنظر إلى
التحول العظيم
المعتقد التقليدى المتمركز حول السوق الذى تحكم بالتفكير التقليدى. ومع ذلكء أستطيع أن
أعلن أن العديد من الأمريكيين يعملون بالفعل على الفكرة بطرق مختلفة متفرقة (على الرغم
من أنه ليس من العادة أن يحدث ذلك مع التصريحات التى تجتاح هذه النوايا). إنهم يجرون
التجارب فى إعدادات محلية حيث يقومون بترقيع الطرق التى يعمل بها النظام - ونحن
مقتنعون Gh البدائل ممكنة» وهى ليست مخططات مثالية ولكنها لمصلحة ذاتية. وتعد
التغييرات العملية التى يمكن أن تخدم أغراضًا أوسع نطاقا. يبدو هذا المنهج بعيد المنال عن
المشاغل الراهنة فى السياسات الكبرى والأعمال التجارية الكبرى؛ ولكن هنا dya نجد أعمق
الإصلاحات للمجتمع عادة ما تكون قد نشأت فى الماضى الأمريكى”.
ويرى.جريدر» وهو المراقب لواشنطن على المدى الطويل؛ أملاً ضئيلاً فى أن واشنطن
سوف تدفع تغبيرً! كبيرا. 'والنقطة الأكبر... هى أن الصدام بين المجتمع والنظام الرأسمالى
عانى على مدى سنوات care على الرغم من القوانين وتغيير الحساسيات السياسية» وذلك
لأنه فى جوهره عبارة عن صراع بين نظامين للقيمة مختلفين. لم تنجح الحكومة فى تسوية
الخلاف» على الرغم من إصدارها عدذا من القواعد للمؤسسة لتتبعها Lad يجب وما لا يجب
عملهء وذلك بسبب أنها لا تحاول تغيير القيم الأساسية التى تحدد سلوك الرأسمالية. ولكى
يستمر هذا التغيير» يجب أن يحدث داخل الرأسماليةء وهو مثل تغيير النظام الجينى للنبات
أو الحيوان"2.
تذكر تعريف بولز للرأسمالية: هى نظام اقتصادى حيث يقوم أرباب العمل - أصحاب
رؤوس الأموال — بتوظيف العاملين من أجل إنتاج سلع وخدمات لمصلحتهم. وأحد التغييرات
الرئيسية التى لاحظها كل من جريدر وألبيروفيتز هو بداية JSG هذا النظام من خلال أشكال
جديدة من الملكية والسيطرة. وقد كانوا يعتقدون أن تعزيز الوعى بهذه التطورات يمكن أن
يعجّل من ذلك التآكل.
asl الأنساق هو ملكية الموظفين أى امتلاك الناس لأعمالهم الخاصة. يفيد جريدر بأن
"فى بداية هذا القرن الجديد؛ كان هناك نحو ٠١ مليون من العاملين الأمريكيين يملكون
٠ شركة مملوكة لموظفين”2. وتنبع المزيد من ملكية العامل هذه من فكرة خطط ملكية
الأسهم للموظف والتى تم طرحها عام ۱۹١۸ من قبل لويس كيلسو (Louis Kelso)
—(ESOPs) ومنهج خطط ملكية الأسهم للموظف يشبه الاستحواذ بالاستدانة: حيث يقترض
الموظفون مالا لشراء أسهم الشركةء ويتخذون موقفا مسيطراء ويسددون للدائنين من الربح
الذى يكسبونه. بلغت ملكية العمال فى الولايات المتحدة ١8٠١ مليار دولار فى عام ۲٠٠٠ء
أى ما يقرب من %۸ من أسهم جميع الشركات الأمريكية.
يلاحظ جيف جيتس (Jeff Gates) فى كتابه الإبداعى حل الملكيةء أن مفهوم خطط ملكية
أساس الرأسمالية ١19
الأسهم للموظف يجرى تمديده. ويمكن تمديده لمفهوم الخطط المتعلقة بملكية نصيب من
المؤسسة للموظف «(RESOP) حيث يستطيع موظفو الشركات الأصغر حجنا التربح
بالحصول على حصة ملكية فى شركات أكبر وأكثر تأسيساء ومفهوم خطط ملكية الأسهم
للعملاء «(CSOPs) حيث يستطيع العملاء الحصول على حصة رئيسية فى العملية2.
ومفهوم خطط ملكية الأسهم للعملاء هو أقرب إلى نسق آخر من تزايد الملكية أى
الجمعيات التعاونية. يرى ألبيروفيتز أنه "من النادر إدراك أن هناك أكثر من 48٠٠١ جمعية
تعاونية تعمل فى الولايات المتحدة Gly هناك ٠١ مليون أمريكى يعملون كأعضاء فى
تلك الجمعيات التعاونية. ويوجد ما يقرب من ٠٠٠٠١ اتحاد اثتمانى (بأصول تبلغ أكثر من
٠ مليار دولار) يقوم بتقديم الخدمات المالية إلى ۸۳ مليون عضو؛ منهم ۳١ مليون
أمريكى يشترون الكهرباء من الجمعيات التعاونية للكهرباء بالريف؛ وأكثر من ٠٠٠١ شركة
تأمين متبادل (بأكثر من ٠١ مليار دولار فى شكل أصول) مملوكة لحاملى وثائق التأمين؛
وهناك نحو %۳٠ من منتجات المزارع يتم تسويقها من خلال الجمعيات التعاونية””.
وعلى أعلى es jima يمكن تأسيس صناديق تمويل ملكية على المستوى المحلى ومستوى
الدولة - والتى يثق بها العامة لمصلحة المواطنين والبيئة. ستعمل هذه الصناديق على
مبادئ الثقة الائتمانية. يمكن أن يتولد رأس المال من خلال عائدات بيع الموارد الطبيعية
(على سبيل المثال» عائدات النفط؛ كما هو الحال مع صندوق ألاسكا الدائم) أو من مزاد لبيع
حقوق انبعاثات ثانى أكسيد الكربون أو استراتيجيات ضمان القرض من نوع كيلسو. تم طرح
هذه الأفكار بشكل خلاق dya قام بيتر بارئز (Peter Barnes) بتطويرها فى كتابه الجديد
الرأسمالية ۰ ٣ 2.
هناك عدة أنساق أخرى للملكية والسيطرة محققة للنتائج وآخذة فى الظهور وجديرة
بالملاحظة:
٠ يمتلك أعلى ألف صندوق للمعاشات فى الولايات المتحدة ما يقرب من خمسة تريليون
دولار فى JSS أصولء أصبحوا هم ومشاركون آخرين غيرهم فى الرأسمالية الائتمانية
الآن أكثر حزما بشأن القضايا البيئية والاجتماعية*.
٠ شرعت مدن وولايات فى أن تكون مالكة وأطرافا فعالة مباشرة فى ساحة الأعمال
التجارية - فهى تقوم باستئجار شركات التنمية البلدية» وتوفير الخدمات الصحية والإدارة
البيئيةء وأنشطة أخرى مُدرة للدخل.
٠ بدأت الجمعيات الخيرية وغيرها من المنظمات غير الهادفة للربح ad الدخول فى
الأعمال التجارية» طامسة بذلك الفرق بين القطاع الهادف لتحقيق الربح والقطاع غير
الهادف لتحقيق الربح. ولذا نجد أن أكثر من ٠١ مليار دولار تتحقق سنويًا من قبل أكبر
٠١ التحول العظيم
٤ ألف منظمة أمريكية غير هادفة للربح. وتفرز المشروعات التجارية والمنظمات غير
الهادفة للربح تشكيلة واسعة من الشركات الهجينة”.
تختلف كل هذه الاتجاهات فى ما يسميه ألبيروفيتز "التحول إلى ديمقراطية الثروة" مع
أنساق الرأسمالية التقليدية؛ فهى تعمل على مقاسمة الملكية مع العاملين» والملكية العامة؛
والمؤسسات العامة والخاصة التى لا تسعى إلى الأرباح التقليدية. وهى توفر فرصا لمزيد من
السيطرة المحليةء وأكثر حساسية لمصالح ile gall والعامة» والمستهلكين» وأداء بيئى
مضاعف. وإجمالاء فهى تشير إلى ظهور قطاع جديد عام أو مستقل لديه القدرة على أن
يكون مركزا تعويضيًا للسلطة الرأسمالية اليوم*.
وباختصارء يمكن إلقاء نظرة خاطفة على المعالم غير المنظمة لبديل غير اشتراكى
لرأسمالية اليوم فى المقترحات المعروضة فى الفصول السابقة والأفكار التى روج لها جريدرء
وألبيروفيتزء وبارنزء وغيرهم. وقد تم تحديد مجموعة كبيرة من المبادرات لتحويل السوق
والنزعة الاستهلاكية» وإعادة تصميم الشركات» وتركيز النمو على الاحتياجات البشرية
والبيئية ذات الأولوية القصوى. مثل هذه المبادرات ما جرت متابعتهاء فإنها ستغير الرأسمالية
الحديثة بطرق أساسية. لن يصبح لدينا الرأسمالية كما نعرفها. والسؤال هنا عما إذا كان قد تم
تعريف هذا الشئ الجديد إلى حد كبير وهو أبعد من الرأسمالية أم أعاد اختراع الرأسمالية.
وكما يقترح هاميلتون» لم تعد الإجابة هامة للغاية.
أما القضية المتبقية فهى ما إذا كانت كل هذه التكهنات ليست سوى تكهنات مثيرة أو ما
إذا كان النظام الذى نعرفه برأسمالية اليوم هو فى الواقع أكثر ضعفا مما كنا نتصور. وأود أن
أختتم هذا الفصل من خلال تهيئة أفضل الأجواء التى أستطيع القيام بها استعداذا لميلاد BSH
جديدة » على الرغم من أن فترة اختمارها لن تكون قصيرة. تستند القضية إلى ستة اقتراحات:
الاقتراح الأول: أن النظام المعمول به اليوم فى الاقتصاد السياسىء والمشار إليه هنا بوصفه
الرأسمالية الحديثة» مدمر للبيئة» وليس بطريقة بسيطة ولكن بطريقة عميقة تهدد كوكب
الأرض؛ وسيطالبون الناس بالتالى بالحلول؛ أما النظام الحالى فلن يكون قادرًا على
استيعابهم؛ لذا سوف يضطر النظام إلى التغييرء وربما فى السياق المؤسف لنوع ما من
الأزمة أو الانهيار البيئى؛
الاقتراح الثانى: أن المجتمعات الثرية قد وصلتء أو قرييًا سوف تصل» إلى نقطة:؛ كما
يتصورها كينيز؛ حيث يتم حل المشكلة الاقتصادية؛ ويمكن أن تنتهى الحقبة الطويلة من
الكفاح المتواصل للتغلب على المصاعب والحرمان قريبًا؛ هناك ما يكفى للرحيل؛
الاقتراح الثالث: لم تعد الرأسمالية الحديثة في المجتمعات الأكثر ثراءء تعزز رفاهية الإنسان»
أساس الرأسمالية 1۷١
سواء رفاهية موضوعية أو رفاهية ذاتية» وبدلاً من ذلك تعمل على إنتاج واقع اجتماعى
غير مرضى LLG ويقع تحت ضغط عصبى؛ والناس فى استياء على نحو متزايد
وتبحث عن شىء أكثر فائدة» وسيزداد هذا الاستياء قوة وسيجبر على حدوث التغيير؛
الاقتراح الرابع: أن الحركة الاجتماعية الدولية من أجل التغيير والتى تشير إلى نفسها ك
"ارتفاع لا يقاوم لمناهضة الرأسمالية عالميُْ"ة أقوى مما يتصور الكثيرون؛ وستزداد
قوة؛ فهناك تلاحم للقوى: السلام» والعدالة الاجتماعيةء والمجتمع» وعلم البيئة» ونظرية
المساواة بين الجنسين وهى إحدى الحركات؛ وفى هذه الغضون» تجد هذه الحركة أن
ديمقراطية أمريكا الضعيفة والسياسة البيئية الفاشلة هما فى حد ذاتهما مستعدتان للتحول؛
الاقتراح الخامس: أن الناس والجماعات منهمكة فى غرس بذور التغيير من خلال مجموعة من
الترتيبات البديلةء ولاتزال هناك توجيهات جذابة أخرى للتحسين من أجل نظام تشغيل
جديد قد تم تحديدها؛ يمكن أن تُحدث هذه الابتكارات تحولاً فى النظام الحالى؛ وسوف
تنمو؛
والاقتراح السادس: أن نهاية الحرب الباردة والنضال الطويل للغرب ضد الشيوعية تفتح
الباب حيث تخلق مساحة سياسية للاستفهام عن رأسمالية اليوم.
هذه الاقتراحات الستة تتوقع احتمال حدوث تغيير كبير. قد يكون هناك اقتراحات أخرى.
هل هى كافية أم أفضل؟ هل ستتحقق فى نهاية المطاف؟ أعتقد أنها ستتحقق» ومن أجل
الشباب فى عالمناء أتمنى بالتأكيد أن تتحقق.
الجزء الثالثك البيئة الصالحة لنشأة التحول
الفصل العاشر
وعى جديد
حاولت من خلال هذا الكتاب أن أعرآف التغيرات العميقة التى سوف نحتاجها لكى
نحافظ على بقاء المجتمعات الطبيعية والانسانية وهى تغيرات فى السياسة
العامة وفى سلوك الفرد والمجتمع. معظم هذه التغيرات صعبة وبعيدة المنال وفقًا
لمعايير اليوم. هذه التغيرات ليست الخطوات التاليةء فالخطوات التالية تتطلب ya عاجلة
لكى نطبق مناهج اليوم لحماية البيئة ولكى نواجه قضية تغير المناخ والتحديات الأخرى التى
تم تأجيل اتخاذ خطوات جدية لمواجهتها لمدة طويلة. ولكن الوصفات التى تم تقديمها فى
الفصول السابقة هى بالتأكيد الخطوات التالية. إذن ما هى الظروف التى يمكن أن تجعل هذه
الوصفات "المستحيلة" yal محتومًا كما وصفها ميلتون فريدمان؟ Y يمكن الإجابة عن هذا
السؤال بيقين cal ولكن على الأقل يتطلب الأمر تغييرين إضافيين ومتحدين وهما: تحول فى
الوعى وآخر فى السياسات.
خلص العديد من Ly Sie المتعمقين والكثير منهم ممن يعرفون حجم التحديات التى
نواجهها إلى أن التحولات المطلوبة يمكن تحقيقها فقط فى سياق ما سأطلق عليه صحوة
الوعى الجديد. وبالنسبة للبعض فهى صحوة روحية أى تحول للقلب البشرى. وللبعض
الآخر هى عملية فكرية للمستقبل لرؤية alle جديد يعتنق الأخلاق البيئية الناشئة والأخلاقيات
القديمة التى تعنى بأن يحبوا جيرانهم كما يحبوا أنفسهم. ولكنها بالنسبة للجميع فإنها تشتمل
على تغير ثقافى كبير وإعادة توجيه لقيم المجتمع وما يستحق أن نناضل من أجله.
الأصوات الداعية للتغيير
لقد صاغ فاتسلاف هافل (Vaclav Havel) التحول الأساسى المطلوب بصورة جميلة. لقد كتب
"أنه لمن الرائع بالنسبة لى رؤية حال الناس القلقة اليوم فى ظل التكهنات الكارثيةء وكيف
Yo
١ البيئة الصالحة لنشأة التحول
حققت الكتب التى تحتوى على دليل الأزمات الوشيكة أفضل المبيعات: ولكن كيف نقلل مسن
قيمة هذه التهديدات فى أنشطتنا اليومية... ما الذى يستطيع أن يغير اتجاه حضارة اليوم؟ إن
قناعتى الداخلية تؤمن بأن الخيار الوحيد هو التغيير فى محيط الروح وفسى محيط الوعى
الإنسانى. ليس LHS أن نخترع آلات جديدةء ولوائح جديدة ومؤسسات جديدةء بل إنه يجب
علينا نحن أن نطور إدراكا جديذا للغرض الحقيقى من وجودنا على هذه الأرض. وفقط
بتحقيق هذا التحول الأساسى سنكون قادرين على خلق نماذج جديدة للسلوك ومجموعة جديدة
من القيم من أجل الكوكب". وبالنسبة لهافل والكثيرين؛ إن الأزمة البيئية هى أزمة للروح.
توصل ألدو ليوبولدء وهو الأب الروحى لأرض الأخلاقء إلى الاعتقاد بأن: "هناك تضاد
أساسى بين فلسفة عصر الصناعة وفلسفة حماية الموارد الطبيعية. ومن الملفت للنظرء أنه قد
كتب لصديق أنه كان يشك فى إمكانية حدوث أى شىء لحماية الموارد الطبيعية "بدون GAS
نوع جديد من البشر”. ويلاحظ اثنان من رواد العلماء من خريجى جامعة ستانفورد وهما بول
إهرليك (Paul Ehrlich) ودونالد كينيدى (Donald Kennedy) ”أنها أفعال جماعية للأفراد الذين
يقعون فى قلب المعضلة البيئية» وأن تحليل الدوافع والقيم الفردية يجب أن يكون أساسيًا من
أجل الحل". ودعا كلاهما إلى تقييم الألفية للسلوك البشرى: 'لكى نواكب الفصص المستمر
والفكرة العامة لما هو معروف عن كيفية تطور الثقافات الإنسانية a) أخلاقهم)؛ وعن
نوعية التغيرات التى ربما تسمح بالانتقال إلى مجتمع عالمى مستدام بيئياء وملئ بالسلام
ومنصف... إن ما نسعى إليه هو تغيير ثقافى؛ فنحن نعلم أن الثقافات تتطور, وأملنا هو أن
الحوار سوف يسرع من هذه العملية ويشجع على التغيير فى اتجاه إيجابى”.
قام بول راسكين و'مجموعة السيناريو العالمية" بتطوير العديد من السيناريوهات
للظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للعالم» Ley فى ذلك السيناريوهات التى تتضمن
وجود تغيرات أساسية فى الوعى والقيم. ولكن بدون تغيير فى القيم» ستواجه جميع
سيناريوهاتهم مشكلة كبيرة. ولذلك فهم يفضلون وجهة النظر العالمية "الاستدامة الجديدة" حيث
يتحول المجتمع إلى أبعاد غير مادية من الانجاز... جودة كل من الحياة» والتضامن الإنسانى»
والأرض... والاستدامة هى الضرورة التى تدفع جدول الأعمال. إن الرغبة فى نوعية ممتازة
من الحياة وروابط إنسانية قوية واتصال مدوى بالطبيعة هى الطعم الذى يوجه جدول الأعمال
الجديد إلى المستقبل”. إن الثورة التى يتصورها راسكين وزملاؤه هى ثورة فى القيم والوعى
بشكل أساسى.
قال بيتر سينج (Peter Senge) وزملاؤه فى كتابهم' الوجود” أنه: 'فى حالة أن يصبح
المستقبل مختلفاء يجب أن نذهب لما هو أبعد من التلميحات التدريجية القليلة ونبدأ فى رؤية
النظم والتى نكون جزء لا يتجزأ فيها.. ما المطلوب لنقوم بتغيير كل شىء؟... وبعد كل ما
وعى جدید ۱۷۷
قيل وعُمل» فإن التغيير الوحيد الذى سوف يحدث فارقا هو التحول فى القلب البشرى".
يعتقد اثنان من الكتاب الرواد فى الدين والبيئة وهما مارى إيفلين تاکر (Mary Evelyn
Tucker) وجون جريم (John Grim) أنه لمواجهة الأزمة البيئية "نحن مدعوون إلى وعى
وضمير بين الأجيال"؛ وأن القيم والأخلاق» والدين والروحانية" هم عوامل أساسية فى 'تحويل
الوعى والسلوك البشرى من أجل مستقبل مستدام”.
اعتقد إيريك فروم (Erich Fromm) أن الأمل الوحيد هو "إنسان جديد" ودعا إلى 'تغيير
جذرى فى القلب البشرى". "إن الحاجة إلى تغيير بشرى عميق لا يتطلب فقط أن يكون أخلاقيا
أو clip ولا يتطلب فقط أن يكون نابعا من الطبيعة المريضة لشخصيتنا الاجتماعية الحالية؛
ولكن أيضًا كحالة للبقاء الكلى للجنس البشرى... يستطيع أن ينقذنا فقط تغير حوهرى فى
الشخصية البشرية من تفوق الوضع الراهن إلى الوضع الكائن الغالب ”.
لقد وصف المؤرخ الثقافی توماس بيرى (Thomas Berry) تشكيل وعى جديد ب"عملتا
العظيم". " ويكمن السبب الأكثر عمقا للدمار الحالى فى حالة من الوعى الذى أفرز فجوة
جذرية بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى وبين إعطاء البشر جميع الحقوق ...
"نحن نواجه صعوبة باستمرار فى تقبل الإنسان كجزء لا يتجزء من مجتمع الأرض»
فنحن نرى أنفسنا ككائنات متفوقة» وأننا لا ننتمى Úa إلى هنا. ولكن إذا كنا هنا بقدر غريب
فإننا مصدر جميع الحقوق والقيم؛ وبالتالي فإن جميع الكائنات الأرضية موارد يمكن استعمالها
أو استغلالها للمنفعة البشرية".
يعتقد بيرى أن المطلوب هو "انقلاب عميق فى وجهة نظرنا تجاه أنفسنا ورؤية العالم
لنا... المطلوب منا OY) هو أن نغير المواقف التى ترتبط بشدة بالأنساق الثقافية الأساسية التى
تبدو لنا ضرورة حتمية لطبيعة وجودنا”.
يمكن ذكر العديد من النداءات المشابهة لإعادة توجيه متعمق للقيم السائدة ووجهة النظر
العالمية » ولكننى سوف اختتم بتجربة شخصية فى أواخر ستينيات القرن العشرين» عندما
كنت طالب حقوق فى جامعة ييلء كان لى الشرف أن أصبح أستاذ وباحث مساعد للبروفسير
تشارلز ريتش (Charles Reich) بینما كان يكتب GUS اخضرار أمریکا » الذى نشر لأول مرة
فى صحيفة نيويوركر (New Yorker) فى عام ۱۹۷١ ثم بعد ذلك حقق أفضل الكتب مبيعًا.
صاغ ريتش مفهوم الوعى الأول؛ والثانى والثالث. الوعى الأول هو" النظرة الخارجية
التقليدية للمزارع الأمريكى» رجل أعمال صغير أو عامل يحاول التقدم". رأى ريتش أن هذا
مناسب أكثر لاختفاء المدن الصغيرة؛ والعلاقات المباشرة والمشاريع الاقتصادية الفردية مسن
أمريكا. الوعى الثانى هو وعى " قامت المجتمعات المتحدة والتقنية بتكوينه» ويزيل حقائق
الاحتياجات البشريةء فهو يمثل Lad لمجتمع منظم".
٨۸ البيئة الصالحة لنشأة التحول
من وجهة نظر ريتشء إن الجمع بين الوعى الأول والثانى "أثبت أنه غير قادر تماما
على إدارةء وإرشاد أو التحكم فى الأدوات الهائلة للتقنيات والتنظيم التى قامت أمريكا ببنائه.
ونتيجة cull’ فإن هذه الأداة بلغت من القوة درجات أصبحت معها قوة ماحقة» ومدمرة للبيئةء
وهى تمحى القيم الإنسانية وتفترض السيطرة على حياة وعقول تابعيها. بدأ السكان
الأمريكيون ... بتطوير وعى جديد لمواجهة هذا التهديد الذى يستهدف وجودهم › ويكون هذا
الوعى ملائما لحقائق اليوم... الوعى الثالث؛ الذى ينتشر بصورة سريعة بين شرائح الشباب
بشكل موسع» وبدرجات متفاوتة بين كبار السن؛ ويوجد فى العملية الثورية لبناء مجتمعنا...
فى صلب كل شىء يوجد ما يجب أن يطلق عليه تغيير الوعى. وهذا يعنى طريقة جديدة
للعيش إنسان جديد تقريبًا. هذا ما يبحث عنه الجيل الجديد وما بدأ فى تحقيقه بالفعل."
ومثل الكثير من النقاد الاجتماعيين الذين تتخطى آمالهم cai ll رأى ريتش أن توسع
الوعى الثالث لا مفر منه وهو مدخل إلى تحول للدولة. go gl” الثالث قادر على تغيير وتدمير
الدولة المتحدة» بدون عنف» وبدون الاستيلاء على القوة السياسية» وبدون الإطاحة بأى
مجموعة من البشر. لقد أوضح الجيل الجديد الطريق إلى الوسيلة الوحيدة للتغيير التى ستجدى
فى مجتمع اليوم ما بعد الصناعة : وهى الثورة بواسطة الوعى. لا توجد ثورة سياسية ممكنة
فى الولايات المتحدة فى الوقت الحالى» ولكن ليس هناك dala لمثل هذه الثورة.
ويقول ريتش "تتطلب الثورة بواسطة الوعى شرطين أساسيين. الأول هو أن عملية تغيير
الوعى يجب أن تبدأ بين السكان عملية تعد بالاستمرار حتى تصل إلى أغلبية الناس.
والثانى هو أن يعتمد النظام الحالى فى قوته على الوعى السابق» ولذلك يصبح غير قادر على
إحياء التغيير فى الوعى. وكلا الشرطين موجودين الآن فى الولايات المتحدة".
كان ريتش صديقًا ممتعا ومرشدا جيداء وبكونه خجولاء وذكيًا ولا يمكن السيطرة عليه؛
وجد أن كلية الحقوق محدودة للغاية فقام بإطلاق ما أصبح أكثر المقررات التدريبية شهرة فى
جامعة ييل. ولعديد من السنوات؛ كانت لدىّ الفرصة لأرى فيما كان فيه مصيبًا dey إننى
أعتقد ob ريتش كان محقا بأن الوعى الجديد ممكن وضرورى. لقد كانت نظرته لأمريكا من
حيث ثلاثة أنواع من الوعى مفيدة فى تقديم واقع معقدء وفكرته الجوهرية بأن التغيير فى
الوعى قد يستطيع تحويل المجتمع الأمريكى والحضارة»ء كما قلنا فى ذلك الوقت» "صحيحة".
ولكنه كان مفتونا للغاية بثقافة شباب فترة الستينيات» وتوصل إلى استنتاج خاطئ بأنها سوف
تنتشرء وتتعمق وتنضج. ولقد أدى هذا إلى تفاؤله تجاه التغيير. وفى النهاية؛ وكما أشار
روبرت «(Robert Dahl) Jala أن الثقافة المضادة انطفئت شعبيتها بين الشباب وتركت
وراءها تغيير! قليلاً فى الثقافة الاستهلاكية السائدة"'.
والذى قام المؤلفون بذكره سابقًا ومازال الكثيرون يرددونه الآن هو أن تحديات اليوم
۱۷٩۹ ante وعى
تتطلب تطوير! سريعًا لوعى جديد. Sy a eee
اليوم بعقلية اليوم. وينبغى أن نتوقف قليلاء WY نعرف أن تغيير العقول يمكن أن يكون بطيئًا
وصعبًا. وتستحق هذه المنطقة بأكملها المؤية هن لاكشا Gh ا E
النفس على أن تغيير القيم ليس ضروريًا وغير كاف لسلوك بيئى cane ولكن Bale ما تكون
التغييرات السلوكية التى درسوها لا تمتد إلى التحولات العميقة والداخلية التى رآها الذين قمت
بذكر آرائهم هنا''. وفى النهاية» نجد أنه لمن الصعب الشك فى الحاجة للوعى الجديد الذى
نادى به كل من edila وراسكين وأخرين.
إن نظرة العالم المسيطرة اليوم مرتبطة بشكل كبير تجاه المركزية البشرية؛ والمادية»
والتركيز على الذات» والتركيز على الحاضرء والاختزال e والعقلانية» والوطنية للمحافففة
على التغيبرات المطلوبة. وهناك سؤالان مهمان يظهران فى تلك الحالة. الأول هو ما هى
أبعاد التغيير فى الوعى المطلوبة فى ظل ظروف اليوم؟ والثانى» ما الذى يمكن قوله عن
القوى التى تستطيع أن تتحكم فى التغيير الثقافى والإدراكى sill & والدرجة المطلوبين؟
نظرة عالمية جديدة
إنه لموجز رائع لأبعاد التغيبر الثقافى المطلوب ذلك الذى قدمه بول راسكين خلال عمله فى
مبادرة التحول العظيم ' *'. ونصيحة راسكين هى الكتابة عن وجهة النظر المثلى لشخص من
النصف الثانى من هذا القرن ناظرًا خلفه لتحولات القيم المهيمنة والتى حدثت سابًا. ووجهة
النظر تلك هى تاريخ المستقبل. وإليك ما يظنه: "إن انبثاق مجموعة جديدة من القيم هو أساس
صرح مجتمعنا الأرضى بأكمله. الاستهلاكية والفردية والهيمنة على iehl أفسحت
الطريق لثلاثية جديدة: نوعية الحياة والتضامن الإنسانى والعقلانية البيئية.
"إن تحسين ' نوعية الحياة* الدال على نفسه فى الوقت الحالى يجب أن يكون أساسا
للتطويرء فيجب تذكر أنه فى العصر الحجرى هيمنت مشكلة الندرة والبقاء على الوجود. ثم
فى عصر الوفرة الصناعيةء حينما أدى عدم كبح حمى الانغماس فى الاستهلاكية بين ذوى
الامتياز إلى اليأس المفضى إلى التهور بين المستبعدين» وفتحت الإمكانية التاريخية لحضارتنا
بعد ندرة الموارد الأرضية. إن الناس طموحين كما كانوا دائمًا. ولكن الوفاء بالمتطلبات»
وليس الثروةء أصبح هو المقياس الأساسى للنجاح ومصدر رفاهية الإنسان.
"إن القيمة الثانية ' التضامن الإنسانى * - تعبر عن أحساس بالتواصل مع الناس
الذين يعيشون فى أماكن بعيدة ومع هؤلاء الذين لم يولدوا بعد من الذين سيعيشون فى
وهی نظرية تؤمن بأن كل الظواهر يمكن تفسيرها من خلال ظواهر أبسط. (المترجم)
هى شبكة دولية هدفها تقد تقديم تحليل للتصورات البديلة لرسم مستقيل واعد. (المترجم)
٠ البيئة الصالحة لنشأة التحول
المستقبل البعيد. إن إبداء القدرة على التبادل والتعاطف المستقر عميقا فى نفس وروح الإنسان
هو ”القاعدة الذهبية“ التى تعتبر القاسم المشترك فى العديد من التقاليد الدينية العظيمة فى
العالم. وكما يقول المذهب العلمانى» أنها هى أساس الديمقراطية المثالية والصراعات
الاجتماعية العظيمة من أجل التسامح؛ cal soy والمساواة والحقوق.
"ومع ' إحساسهم البيئى ' المتطور المرتفعء يشعر الناس اليوم بالدهشة والرعب معا
من اللامبالاة غير الفعالة للأجيال السابقة تجاه عالم الطبيعة. هذا العالم حيث كان حق
السيطرة على الطبيعة مقدساء يحمل الناس اليوم تقدير! عميقا لعالم الطبيعة» حيث يجدوا فيه
عجائب ومتعة لا تنتهى. وحب الطبيعة مصحوب بإحساس عميق بطبيعة وماهية مكان
الإنسانية فى شبكة الحياة والأسلوب الأفضل من أجل الاعتماد على كرمها وسخائها.
والاستدامة هى الجزء الجوهرى لنظرة العالم المعاصرة؛ والتى تعتبر أن أى "حل وسط”"
لسلامة وطننا الأرض سوف يكون Na أبله مثيرًا للضحك وخطأ أخلاقنًا""'.
وفى إطار رؤية راسكين» لم تسقط هذه "المبادئ العالمية التى يرتكز عليها المجتمع
العالمى من السماء» وإنما تم وضعها من قبل أسلافنا فى المشروعات التاريخية العظيمة
من أجل حقوق الإنسانء والسلام» والتطور والبيئة". وفى الواقع» من المستحيل تمامًا أن
نقرأ سويًا الإعلان العالمى لحقوق الإنسان» وتصريحات مؤتمرات الأمم المتحدة فى
التسعينيات» وأهداف الأمم المتحدة للتنمية فى الألفية» وميثاق الأرضء وميثاق العالم
للطبيعة والعديد من التصريحات المتفق عليها عالميًا للقيم والأهداف الإنسانية دون أن
نكون منبهرين بشكل عظيم بنوعية هذه التطلعات (وأيضًا يائسين من عمق فشلنا فى
تحقيقها).
ومثل راسكينء رأى دايفيد كورتين (David Korten) فى كتابه التحول العظيم أن الإنسانية
فى مفترق طرق» ونقطة تحول فى التاريخ؛ وهو يضع قيمًا جديدة فى المقدمة أمامنا قائلا:
"إن التحول العظيم يبدأ بصحوة حضارية وروحية - تحول فى القيم الحضارية من المسال
والمادة المتزايدة إلى الحياة والاكتفاء الروحى؛ ومن الإيمان بقيودنا إلى الإيمان بإمكانياتتاء
ومن الخوف من اختلافاتنا إلى الابتهاج بتنوعنا. مما يتطلب Lie إعادة صياغة للقصص
الحضارية Ley يعرفنا بطبيعتنا الإنسانية» وأغراضها وإمكانياتها...
" ويقودنا تغير القيم من خلال التحول الحضارى إلى إعادة تعريف الشروة — لنقيسها
بصحة عائلاتناء ومجتمعاتنا وبيئتنا الطبيعية. ويقودنا ذلك من سياسات ترقى هؤلاء الذين فى
القمة إلى سياسات ترقى من هم فى الأسفلء ومن التخزين إلى المشاركة» ومن تركيز الملكية
إلى توزيعها ومن حقوق الملكية إلى مسئوليات الإشراف"".
ومن أكثر الجهود جدية واستدامة حتى الآن لصياغة رؤية أخلاقية جبرية للمستقبل يأتى
وعى جديد ۱۸۱
ميثاق الأرضء والذى يكتسب تأييذا واسعًا ومساندة حول العالم. إن ميثاق الأرض هو
تصريح بليغ للمبادئ الأخلاقية التى نحتاجها 'لخلق مجتمع عالمى مستديم مبنى على احترام
الطبيعةء وحقوق الإنسان العالمية» والعدالة الاقتصادية وثقافة السلام". وبحلول عام ٠٠٠١
أيدت أكثر من ألفى منظمة تمثل عشرات الملايين من الناس ميثاق الأرض. وتم إعادة طبع
جزء رئيسى من هذا الميثاق فى هذا الفصل".
وهناك طريقة أخرى لوصف القيم ووجهة نظر العالم التى نحتاجها وهى أن نعرّف
التحولات المطلوبة لكى نتحرك بنجاح من الحاضر إلى المستقبل:
٠ من رؤية الإنسانية كجزء منفصل عن الطبيعة» تتجاوزها وتهيمن عليها إلى رؤية أنفسنا
كجزء من الطبيعة» وكنسل لعملية تطورهاء وكأقارب للمخلوقات البريةء ونعتمد اعتماذا
LS على حيويتها وخدماتها المحددة التى تقدمها لنا؛
٠ من رؤية الطبيعة من وجهة نظر نفعية بحتة» ومن استغلال الموارد الإنسائية كما تناسب
الأغراض الاقتصادية وأى أغراض أخرى إلى رؤية العالم الطبيعى يمتلك كلا من قيمة
جوهرية مستقلة عن البشر وحقوقا تخلق Galy بالإشراف البيئى؛
٠ من إهمال المستقبل؛ والتركيز بشكل مبالغ فيه على المدى القريب إلى تمكين الأجيال
المستقبلية اقتصاديّاء وسياسيًا وبيئيًا وتعريف واجبات المجتمعات الطبيعية والبشر الذين
لم يولدوا بعد بشكل جيد فى المستقبل؛
٠ من الإحساس بالفردء والنرجسية والعزلة الاجتماعية إلى مجتمع ذى روابط وثيقة يتجه
من المحلية إلى العالمية ومن أجل تعميق الترابط داخل الدول وفيما بينها؛
o من ضيق الأفق» والتحيز ضد المرأةء والإجحاف والنزعة العرقية إلى التسامح» وتنوع
الثقافات وحقوق الإنسان؛
٠ من الماديةء والاستهلاكيةء وسياسة الأخذء وأولوية التملك والمتعة بلا حدود إلى العلاقات
الشخصية والعائلية» وألعاب وقت fl ill واختبار الطبيعةء والروحانية والعطاء والعيش
EP لحدود؛
٠ من عدم المساواة الكلية اقتصاديّاء واجتماعيًا وسياسيًا إلى المساواة» والعدالة الاجتماعية
والتضامن الإنسانى7!.
۲ البيئة الصالحة لنشأة التحول
مقدمة میثاق الأرض
دمن توق خد A فی تاریخ Ga ومن Gall ig يجب أن
| تختار فيه shall مستقيلها: | وكما أصبح العالم مترابطًا وهنا بصورة متزايدة»
فالمستقبل deny في طياته خطن! ووعودًا عظيمة. ولکن کی نتقدم للأمام.يجب
علينا أن نغرف أننا ؤشط تنوج رائع للحضارات وأشكال «lial وأننا أسرة
واحدة من البشر. ونمثل مجتمعًا أرضيًا ذا مصير مشترك. يجب أن نتحد سويًا
لكى نهيئ إيجاد مجتمع عالمى مستديم مبنى على احترام الطبيعة» وحقوق
الإنسان العالمية». والعذالة الاقتصادية وثقافة السلام. وللوصول إلى هذه الغايةء
فإنه من الملزم لناء z لهذه الأرضء أن. نعلن مسسئوليتنا تجاه بعضنا
البعض» وتجاه a مجتمع الحياة aoa aes أجيال المستقيل:
٠ yalo
والإنسانية هئ eja .من غالم متطور كبير. الأزض؛ f وطنناء تحيا بمجتمع.
فريد من نوغه ibali وتجعل قوى الطبيعة الوجؤد عبارة .عن مغامرة مطلوبة
وغير مؤكدة النتائج» ولكن الأرض أمدتنا بالظروف الأساسية لتطور الحياة.
وتعتمد مرونةمجتمع shall ورفاهية الإنسانية على الحفاظ على محيط
RE صحی مع JS الأنظمة البيئية» من تنوع غني للنباتات والحيوانات:
واراضنی خصية» ad نقية el a y نظيف. إن البيئة العالميسنة بمصادرها
المحدودة هى pla م مشثرك al i زحماية re 7 الأرض .وتنوعها
وجمالها واجب مقدس. _
الموقف العالمى
إن نماذج الإنتاج والاستهلاك المهيمنة.تسببدمار! بيثياء واستنفااًا للموارد
وانقراضنا هائلاً فى الأجناسء فالمجتمعات كلها يتم إضعافها:
. ولا يتم توزيع فوائد. التنمية بالتساوى وتتسع الفجوة:بين الأغنياء
وعى جدید ۱۸۳
والفقزاغ. gh us ظواهر .الظلم؛. والفقرء والجهل؛ .والضراح العنيك تت بقار
; على نطاق aa (Ad Gals فى المعاناة العظيمة: .إن الارتفاع غير E
۳ المسيوق اللكثافة: السبكانية قد القن أعباء إضافية على .النظم البيئية .
والاجتماعية. ومؤسسات on العالمى مهددة. وهذه الاتجامات. محفوفة
مالنخاطو ولكق ألا يمكن. تجنيها:
التحديات الت ماما
إن الاختيار Aa اة من رة A عالمية للاهتمام بالأرضص ang اليغض
8 المخاظرة بتتئين Lil وتدمير: c35 الجياة. إننا نحتاج: إلى تغيرات أساسية فى
٠ قيمناء ومؤسنساتنا وطريقة حياتنا. يجب أن ندرك ت أنه عندما يتم تلبية الاحتياجات. ؛
الأساسية» فإن. التنمية البشرية تعنی بشكل مبدئی بإعلاء قیمتنا ولیس بإعلاء مقدان
. :.ما تمتلكه. نحن نمتلك المعرفة والتقنيات .ل لكي نقدمها للجميع ولنقلل من تأثيراتنا .
eae إن ظهور مجتمع مدنى عالمى يخلق a جديدة لبناء عالم إسانى
:وديمقر ا إن أتحدياتنا البيئية؛ والاقتصادية» و السياسية؛ و الاجتماعية 3 ارو و حية : aa
٠ مرقطة» وما مکنا أن نصوخ AULT
المسئولية العالفية. ٠
لتحقيق هذه التطلعات؛.يجب علينا أن نقرر العيش .مع إحساس بالمسئولية
الغالمية, ajay ا d كنا برت Ah ي
ولمرة واحدة تحن مواطنون من دول مختلفة تنتمى لعالم واحد. خيث.يرتبط فيه
المحلى والعالمى. يتشارك الجميع فى المسئولية. تجاه رفاهية الإنسان فى
الحاضر والمستقبل وتجاه عالم الكيانات الأكبر. لقد قويت كل من روح
التضامن egy! .وصلة القرابة مع shall بكل صورها عندما حيينا مع تقديس
لغز الوجود» hy غل الإحساس بالبرفان تجاه هبة الجياة والتواضع بخصبوص. .
مکان sy في :الظبيعة.
5 البيئة الصالحة لنشأة التحول
ويتطلب التغلب على العزلة الإنسانية عن الطبيعة إعادة سحر العالم الطبيعى؛ وجعله من
جديد مكانا للعجائب» ومسرحا رائعًا للحياة اليومية التى تنكشف أمامنا. لقد لاحظ ماكس فيبر
«(Max Weber) مع إحساس بالحسرة على ما أعتقدء أن العلم والفكر أبطلا سحر العالم بالنسبة
لنا. ومع ذلك لاحظ جورج ليفين (George Levine) فى كتابه الممتع داروين يحبك بالرغم
من تميز الطبيعة بالوحشية والغموض المطلقء إلا أن تشارلز داروينء "ومع آلامهء وأمراضه
وخسائره» قد أحب الأرض وعالم الطبيعة الذى أعطاه كل حياته لوصفه؛ Cua وجد القيمة
والمعنى يكمنان به؛ ولقد جادل بأن الحس الإنسانى للقيمة» والذى اعتبره كأكبر أنجاز للعالم»
ينبع من الأرضء وعلم الأنساب» الذى؛ وكما كان يعتقدء لم يحط من قدره ولكنه سما به"'.
والشعراء والسكان الأصليون هم الأفضل فى إيجاد مكان الإنسان فى
الطبيعة.
انهوض» انهض» يا صديقى واترك كتبك؛
أو أنك ستنمو بمقدار الضعف بالتأكيد:
انهض» انهضء يأاصديقى وافتح عينك؛
لماذا كل هذا الكد والعناء؟
الشمس» فوق رؤوس الجبال»
لقد انتشر البريق اليانع المتجدد
عبر كل الحقول الخضراء الممتدة»
وضوئها المسائى العذب الأصفر.
الكتب! انها مملة وتتطلب نضالا مستمرًا:
کم ھی عذية موسيقاه! أقسم بحياتى»
هناك ما هو أكثر من الحكمة فى ذلك J
وقد خاطب أورن ليونز (Oren Lyons) — أحد المؤمنين من بقبيلة أونونداجا
“(Onondaga) — مندوبى الأمم المتحدة بهذه الكلمات: UI لا أرى وفدًا من ذوات الأربعة
أقدام. أنا لا أرى مقاعد للنسور. لقد نسينا واعتبرنا أنفسنا الأعلى alin ولكن بالرغم من كل
"هى واحدة من الخمس قبائل الرئيسية من قبائل الأمريكيين الهنود الذين انفصلوا عن أمريكا.(المترجم)
وعى جديد ١86
شىء نحن جزء محدود من الخليقة. ويجب أن نستمر فى فهم أين نحن. أننا نقف بين الجبل
والنملة» وفى مكان ما ولا نخرج عن إطاره» ولذلك فقط نعتبر جزء لا يتجزأ من الخليقة. إنها
مسئوليتنا منذ أن وهِيْنا العقول للاعتناء بهذه PLAY
قوى التغيير
إن السؤال الأكثر عملية وصعوبة هو: ما الذى قد يحفز إحساس الإنسان بهذه الاتجاهات؟
عندما يفكر المرء فى Liddle اليوم» فى وجود أحقاده العرقية المنتشرة على نطاق واسعء
والحروب على الحدودء والعنف المتنامى» وسيطرة الطبقة العسكريةء والإرهاب؛ ولا داعى
لذكر القيم المختلة الموجودة بالفعلء تبدو المهمة مثالية بصورة لا أمل فى تغييرها. وفى
الحقيقة» فإنه بالضبط بسبب هذه المصائب المرتبطة بطرق عديدة» يجب على الفرد فى
إطارها البحث باستماتة عن الإجابات والأمل لكى يجدهم.
هناك كتابات كثيرة تعكس التغير الثقافى والتطور. عندئذء بأى فكر يجب علينا التعمق
فى مسالة الحث على التغيير؟ يجب أن يكون الهدف هو صياغة التغيير الثفافىء وليس
انتظاره. وهنا تكون رؤية دانيال باتريك موينهان (Daniel Patrick Moynihan) مساعدة حيث
قال "إن الحقيقة الأساسية المحافظة هى أن الثقافةء وليس السياسات» تحدد نجاح أى مجتمع.
والحقيقة الأساسية المتحررة هى أن السياسات تستطيع تغيير الثقافة وتحميها من نفسها"!2. لقد
سأل المؤرخ هارفى نيلسن (Harvey Nelsen) السؤال الصحيح وهو: "كيف ..... يمكن
للسياسات أن تنقذ ثقافة ما من نفسها". وقد أجاب SUL "هناك طريقة واحدة لذلك من خلال
تنمية وعى جديد. إن الناس لديها خبرات تحويلية وأوقات سعيدة. هل يمكن لمجتمع بأكمله
أن يمتلك خبرة تحويلية؟
ولسوء الحظء إن الطريق المؤكد لتغيير ثقافى منتشر على نطاق واسع هو حدث
كارثى يُحدث تأثيرات عميقة مشتركة القيمة وينزع شرعية القيادة الموجودة حاليًا. إن الكساد
العظيم' هو مثال تقليدى. إننى أعتقد أن كلا من أحداث ١١ سبتمبر وإعصار كاترينا قد أدوا
إلى تغيير ثقافى حقيقى فى الولايات المتحدة للأفضل» ولكن أمريكا افتقرت إلى القيادة المُلهمة
المطلوبة.
إن أكثر النظرات تعمقا لهذا الموضوع من هذا المنظور هى كتاب توماس هومر -
ديكسون (Thomas Homer-Dixon) بعنو ان الانقلاب Lif) على عفب حيث Jala الكاتب SEE
"إن ظروفنا اليوم مشابهة بشكل مدهش لروما فى أشياء أساسية. أصبحت مجتمعاتنا أكثر
هو كساد اقتصادى شديد حدث فى أمريكا قبيل الحرب العالمية الثانية بعقد فيما يسمى ب "لثلاثاء a AM
حيث حدث انهيار عنيف لسوق الأسهم. (المترجم)
VAG البيئة الصالحة لنشأة التحول
تعقيذا باطراد وغالبًا أكثر تزمتا. . يحدث هذا بشكل جزئى WY نحاول التعامل مع - على
ا — الضغوط الواقعة داخل مجتمعاتناء بما فيها الناتجة عن التعطش
الهائل للطاقة.... وفى النهاية» وكما حدث فى روماء ربما تصبح الضغوط زائدة عن الحد
ومجتمعاتنا مرنة للغاية للتأقلم معهاء وسوف يحدث نوع من الانهيار السياسى أو
Lille” ما يستخدم الناس كلمتى 'سقوط؛ و”انهيار* كمترادفين. ولكن من وجهة نظرىء
بالرغم من أن YS من السقوط والانهيار يقدمان تبسيطا جوهريًا للنظامء إلا أنهما يختلفان فى
النتائج المترتبة عليهما على المدى الطويل. إن السقوط يمكن أن يكون جديًا ولكنه ليس
بكارثة. وهناك ما يمكن إنقاذه بعد حدوث السقوط وربما Sale} بنائه أحسن مما كان. وعلى
الصعيد الآخرء يعد الانهيار أكثر Vy jae بشدة...
فى السنوات القادمةء كما أعثقدء سوف تصبح الكوارث الوشيكة أكبر وأكشر عرضة
للتكرار. وقد انتبه البعض إلى نمط الأحداث المتتالية مثل تقلبات المناخ» والقفزات الضخمة
فى أسعار الطاقةء وظهور مرض معدى جديد قادر على تعدى الحدود الخارجية أو أزنمات
مالية عالمية"2
يجادل هومر ديكسون بأن الكوارث الوشيكة والسقطات يمكن أن تؤدى إلى تغير
إيجابى إذا كانت التربة صالحة لذلك. يقول هومر إننا 'نحتاج إلى أن نستعد إلى تحويل
السقوط عند حدوثه لمصلحتنا - لأنه سيحدث””. ووجهة نظر هومر ديكسون مهمة
للغاية... فالسقطات» بالطبع؛ لا تؤدى بالضرورة إلى نتائج إيجابية» والأشخاص المسئولون
والعالم الآمن هم Leal أشياء يمكن تواجدها. وأمر تحويل السقوط إلى ميزة سوف يتطلب YS
من القيادة الملهمة وقصة جديدة تتبنى وجهة نظر إيجابية مبنية على أفضل ما فى قيم وتاريخ
المجتمع.
لقد ذاع أن أحد أعضاء الكونجرس قال لمجموعة من المدنيين: "إذا كنتم ستقودون»
فسيتبعكم قادتكم"٠ ولكن ليس من الضرورى أن يصبح الأمر هكذا. لقد شدد هوارد جاردنر
«(Howard Gardner) العالم النفسى بجامعة هارفاردء على إمكائية القيادة الحقيقية فى AUS
تغبير العقول: 'سواء كانوا زعماء للأمة أو كبار مسئولى الأمم المتحدة وقادة العامةء فإن
مجموعة السكان المختلفة لديها إمكانية هائلة لتغيير العقول... وخلال تلك العملية ي ستطيعون
تغيير مسار التاريخ.
'لقد اقترحت طريقة واحدة لنحصل على انتباه مجموعة متباينة من السكان: عن طريق
ابتكار قصة مقنعة» وتجسد هذه القصة حياة أحد الأفراد الشخصيةء وتعرض القصة بمعالجات
مختلفة حتى يمكنها فى النهاية أن تطيح بالقصص الشعبية فى ثقافة كل فرد... يجب أن تكون
۱۸۷ ane وعى
القصة بسيطة ويسهل وصول صداها العاطفى ومليئة بالخبرات الإيجابية””.
هناك دليل على أن الأمريكيين مستعدين لقصة أخرى. وكما لوحظء فإن الغالبية الكبرى
من الأمريكيين عند عمل استفتاءء تعبر عن نقص السحر فى نسق الحياة اليوم وتعسرض
المساندة للقيم المشابهة للتى تم مناقشتها Lin ولكن هذه القيم مقيدة طويلا بالقيم المتسصارعة
بقوة غالبًاء ونحن جميعًا مقيدين بالعادات القديمة» والمخاوف» وعدم الشعور بالأمان؛
والضغوط الاجتماعية وأشياء أخرى. والقصة الجديدة التى تساعد الناس على إيجاد طريقهم
بعيذا عن الحيرة وعدم الثبات يمكن أن تؤدى إلى تغير حقيقى.
وقد أكد جاردنر على أن القصة وأسلوب السرد LANS مهمان. كان بيل مويرس ااز8)
Moyers) الذى يعتبر قوة جبارة للخير فى بلادناء قد كتب حول أن "أمريكا تحتاج إلى قسصة
مختلفة... فى أى مكان تتجه إليه سوف تجد أناسا يعتقدون: بأنه قد تم تجاهلهم من القصة» فى
أى مكان تتجه إليه هناك إحساس بعدم الأمان نابع من الخوف الذى يلتهمهم من أن الحرية فى
أمريكا أصبحت تعنى حرية الشخص الغنى فى أن يصبح أكثر ثراءً حتى لو هجر ملايين
الأمريكيين الحلم. لذلك دعنى أقول ما أؤمن به بأسلوب واضح: إن هجر القادة والمفكرين
والناشطين الذين يروون القصة بصدق ويتحدثون بشغف عن القيم الأخلاقية والدينية التى
وضعوها نصب الاهتمام سوف يصبحون أول جيل سياسى منذ أن أصبحت "الصفقة الجديدة"
هى لإعادة القوة للشعب.... وهنا فى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين» سوف تصوغ
القصة التى أصبحت حديث أمريكا المهيمن مخيلتنا الجماعية وبالتالى سياساتنا””.
لو أن مويرس تحدث عن الجوانب الاجتماعية لاحتياجنا لقصة جديدةء فإن العديد من
الكتاب الآخرين بدأوا فى تأليف قصص جديدة عن علاقتنا مع الطبيعة مثل توماس بيرى فى
حلم الأرض وكارولين ميرشانت (Carolyn Merchant) فى إعادة ely عدن وإيفان أيزنبرج
(Evan Eisenberg) فی Lin! ale فى عدن وبيل ماكبين (Bill Mckibben) فى علم البيفة
العميق وآخرين*. هناك قصة واحدة تحتاج إلى أن نرويها عن الأشخاص الذين بدأوا رحلة —
وهى رحلة خلال الزمن - من أجل بناء alle أفضل لأنفسهم ولأطفالهم. لقد بدأوا بعقول
عظيمة وممتلئين بالأمل» وحققوا كثيرًا مما سعوا إليه. ولكنهم أصبحوا مفتونين للغاية
بنجاحهم» ووقعوا فى شراكه» وفشلوا فى رؤية العلامات التى تشير إلى اتجاهمات جديدة
فأصبحوا ضائعين. والآن عليهم أن يجدوا طريقهم للعودة إلى الطريق الصحيح”.
مصدر آخر لتغيير القيم هو الحركات الاجتماعية. تدور الحركات الاجتماعية كلها حول
إيقاظ الوعىء وإذا نجحواء يمكن أن يقودوا إلى وعى جديد. نحن نتحدث بشكل عابر عن
الحركة البيئية. ونحتاج إلى حركة واحدة Asked واحدة تستطيع سماع صدى صوت ريتش فى
كتاب كيرتس وايت (Curtis White) بعنوان روح العصيان. 'بالرغم من أنه تم الافتراء علسى
البيئة الصالحة لنشأة التحول
ثقافة الستينيات الشعبية وفقدت مصداقيتهاء إلا أنها حاولت أن تزودنا بما لانزال نحتاجه
باستماتة: وهو ثقافة روحية للرفضء وحياة شعبية للشراكة الملتحمة بثقافة الموت. نحن لا
نحتاج إلى العودة للثقافة الشعبيةء ولكن نحتاج إلى أن نواجه تحدياتها مرة أخرى. فإذا كات
الأعمال التى نمارسها تفرز أشياء سيئةء وقبيحة ومدمرة» فإن هذه الأشياء بالمقابل سوف
تحاول أن تعيد تشكيلنا على صورتها.
'إذا كنا نهتم بنوعية مستقبل الإنسان الذى نصنعهء فيجب علينا Gaj أن نكون مهتمين
بكيفية عيشنا فى الوقت الحاضر. وللاسف» إن مسألة كيف نعيش هى Lille محل الاهتمام
الأقرب والوحيد للشركات والتكتلات الإعلامية الذين» معاء حولوا كل شارع رئيسى إلى نفس
الشارع» وجعلوا بداخل كل أمريكى أصداء لموسيقى وأفلام وسيناريوهات تليفزيونية تفتقد إلى
المعنى. هذه هى الحلبة التى يصبح فيها العصيان الروحى يعنى الكثير وله دلالات أكثر"ة.
وتوجد طريقة أخرى للوصول إلى وعى جديد تكمن فى قلب ديانات العالم. لاحظت
مارى إيفلين تاكر أنه "لا توجد أى مجموعة أخرى من المؤسسات يمكنها أن تمارس السلطة
الأخلاقية الخاصة بالديانات» وإن الأزمة البيئية تدعو ديانات العالم للاستجابة عن طريق إيجاد
أصواتها فى مجتمع الأرض الكبير. ومن ذلك المنطلق» فإن الديانات الآن تدخل طورها البيئى
وتبحث عن.تعبيرها الشامل"”. إن احتمالية وجود المجتمعات صادقة قوية للغايةء فنحو %۸١
من سكان الأرض ينتمون إلى واحد من عشرة آلاف ديانة أو أكثرء ونحو تلثى سكان العالم
مسيحيين أو مسلمين أو هندوس. لعبت الديانات دور أساسيًا فى إنهاء العبوديةء وفى حركة
الحقوق المدنيةء وفى التغلب على التمييز العنصرى فى جنوب أفريقياء وهى الآن توجه
انتباهها بقوة متزايدة نحو PALA
Wal, هناك أهمية كبرى للجهود الراسخة فى التعليم. يجب على الفرد هنا أن يشمل
التعليم فى معناه الواسع بأن نرحب ليس فقط بالتعليم الرسمى ولكن أيضنا بالتعليم اليومى
والخبرات» إنه يشمل التعليم الذى نحصل عليه من اختبار الطبيعة بشكل شخصى بكل غناهما
وتنوعها. أكد زميلى ستيف كيلرت (Steve Kellert) على أن مثل هذا التعسرض؛ خاصة
للأطفال» مهم للرفاهية والتطور الإنسانى”. ويشمل التعليم بهذا المنطق المتسع مجال التطور
السريع للتسويق الاجتماعى. وقد حاز التسويق الاجتماعى على نجاح ملحوظ فى إبعاد الناس
عن السلوكيات السيئة مثل التدخين والقيادة تحت تأثير الخمرء ويمكن أن تطبق مناهجه على
أشياء أكبر 25
من المحتمل أن تكمل كل هذه القوى التى تدعو للتغيير بعضها البعض: الكارثة
أو الانهيار (أوء بشكل مثالى» حدس العامة عن الفرد قد حدث بواسطة كثير من التحذيرات
والأدلة)» واللذين يحدثان فى وجود قيادة حكيمة والقصة الجديدة التى تساعد على إيجاد معنى
وعى جدید ١85
لهم وتزودنا برؤية إيجابية tli على متطلبات حركة المواطنين التى تزيل الأسباب البيئية
والاجتماعيةء والتى تم تبليغها ونشرها عن طريق حملات التسويق الاجتماعية المعدة جيداء
مصحوبة بأمثلة منتشرة» بأمثلة العالم الحقيقى التى ترشدنا إلى الطريق. ليس من الصعب
تخيل اجتماع هذه الظروف معاء ما عدا فى وجود كارثة حقيقيةء فإن للمدنيين القدرة على
كانت هناك BAS سانتا باربرا «(Santa Barbra) بكاليفورنيا فى عام ١17١ حين
حدث تسرب زيتى ضخم من شركة الزيوت المتحدة نتيجة لعمليات الحفر على الشاطئ التى
حولت الشاطئ للون الأسودء وتسممت الأسماك والحياة البرية» وأكثر من أى حدث فردىء لقد
حفزت هذه الحادثة التقدم البيئى الملحوظ فى السبعينيات من القرن العشرين. ونتيجة لما حدث
لهم» وجد مواطنى سانتا باربرا ملامح وعى جديد واستلهموا كتابة إعلان سانتا باربرا للحقوق
البيئية: "إنناء وبناء على ما حدث؛ قررنا التصرف. نحن نعرض ثورة فى التواصل مع البيئة
التي تزداد فى التمرد علينا. وإنه لمن المؤكد أن الأفكار والمؤسسات المنشأة منذ فترة طويلة
لا تتغير بسهولة؛ ورغم ذلك فاليوم هو أول يوم فى حياتنا المتبقية على هذا الكوكب. سوف
نبدأ من Jape
الفصل الحادى عشر
سياسات جديدة
يتطلب تحول الرأسمالية المعاصرة أداء حكوميًا مؤثر! بعيد المدىء AS Wy
وسيلة أخرى يمكن أن يتشكل السوق لكى يعمل لصالح البيئة Ya من أن يعمل
ضدها؟ كيف يمكن أيضًا لسلوك الشركات أن يتغير أو تتغير البرامج الموضوعة التى تلبى
احتياجات الأشخاص والاحتياجات الاجتماعية؟ إن الحكومة هى الوسيلة الأساسية والمتاحة
للمواطنين للممارسة الجماعية لمسئوليتهم الإدارية فى جعل العالم مكانا أفضل. ومن المتحتم
إذن أن دفع عجلة التغيير التحولى ستؤدى بنا إلى الساحة السياسيةء حيث يتطلب الأمر
ديمقراطية قوية وحيوية تقودها مدنية معلومة وممارسة.
وبالنسبة للأمريكيين» فإن الأمر على هذه الشاكلة مازال يقترح ضخامة التحدى بالنسبة
للدولة فحسب. وتواجه الديمقراطية فى أمريكا اليوم مشكلة ضخمة»ء فالسياسة الضعيفة
والسطحية والفاسدة هى أفضل ديمقراطية يمكن للمال شراؤها. تجعل هيمنة أصولية السوق
والأيديولوجية المضادة والتنظيمات والحكومة اللحظة الحالية تحديذا مخيفة» لكن حتى مرور
هذه الأفكار الشديدة على الذهن سوف يحدث قصورا شديدا وطويل المدى. إنه من غير
المتصور أن السياسة الأمريكية كما نعرفها سوف تصل إلى التغيرات التحولية المطلوبة.
هناك العديد من الأسباب التى تفسر لماذا تعتبر الحكومة فى واشنطن اليوم مشكلة أكثر من
كونها حل. إنها تعوق نمو إجمالى الناتج المحلى وذلك بسبب إيراداتهاء ودوائرها الانتخابية
وتأثيرها بالخارج» وقد استولت عليها الشركات وكثافة الثروة؛ التى ينبغى على الحكومة أن
تبحث عن ضبطها وتنظيمهاء وهذا هو الأسلوب الذى وصل الآن إلى أبعاد مرعبة. ويعوق
الحكومة نسق من الترتيبات المؤسسية المختلفة» التى تبدأ بالطريقة التى يتم عن طريقها
انتخاب الرئيس.
يوضح ويليام جريدر فى كتابه روح الرأسمالية التشكك السليم Gh السياسات اليوم
۹1
۲ البيئة الصالحة لنشأة التحول
تستطيع أن تعالج المشكلات المؤكدة للرأسمالية. ثم يكتب قائلاً "إذا قام رئيس نشط بالتخطيط
بنية حسنة لإصلاح محرك الرأسمالية - بحيث يحسن من قيمة تشغيله» أو يعيد تنظيم مفاهيم
التوظيف والاستثمار أو يتلاعب بغيرها من السمات الهامة فسوف يؤدى هذا إلى انقسام
روح المبادرة إلى أجزاء صغيرة عن lay Gob السياسة. ومن خلال معرفة العادات
التشريعية الثابتة للحكومة الحديثةء وبدون ذكر ارتباطها الوثيق بالمصالح القوية المدافعة عن
الوضع الراهن»ء فالنتائج سوف تكون تعديلات هامشية فى أحسن التوقعات وربما تجعل
الأشياء أكثر Ve gun
يشرح بيتر بارنس المشكلة بوضوح فى كتاب الرأسمالية "",٠ إن السبب الذى يجعل
الرأسمالية تشوه الديمقراطية بسيط للغاية» فالديمقراطية نظام مفتوح وتستطيع القوة
الاقتصادية أن تؤثر عليها. وعلى العكس فإن الرأسمالية هى نظام محصن؛ فليس من السهل
اختراق حصونها من قبل الجماهير. إذن فإن السلطة العليا لرأس المال ليست صدفة كما أنها
ليست خطأ الرئيس جورج دبليو بوش. بل أنها تنتج عندما تحتل الرأسمالية الديمقراطية".
يلاحظ بارنس أن الوكالات التنظيمية قد تم اختيارها عن طريق الصناعات والمؤسسات
الصناعية الذين كانوا هم كمسئولين سيقومون بتنظيمها. "ولم تكن الوكالات التنظيمية فقط هى
التى تم الاستيلاء عليها. بل إن الكونجرس ذاته والذى يشرف على الوكالات ويقوم بوضع
قوانينها المسيطرةء قد تأثر بشدة. وطبقاً لمركز الأمانة العامةء فإن ”صناعة النفوذ' فى
واشنطن GY تقوم بإنفاق ستة مليار دولار فى العام وتقوم بتوظيف أكثر من ٠٠ ألف من
جماعات الضغط. وفى الديمقراطية الرأسمالية» تعتبر الدولة موزعة للعديد من الجوائز القيمة.
ولذلك فالذى يمتلك أكبر قوة سياسية يفوز بالجوائز الأكثر قيمة. تشتمل الجوائز على حقوق
الملكيةء والمنظمين الأكثر clay والإعانات» والاعفاءات الضريبية والاستخدام الزهيد للملكيات
العامة. ومن ثم ففكرة أن الدولة تعزز ”الصالح العام“ ساذجة للغاية.... إننا dal gh هنا مأزقا
مثبطا للهمم» فشركات زيادة الدخل تهيمن على اقتصادنا.... والعامل الواضح والمسيطر هو
الحكومة؛ ولكن الحكومة مازالت تخضع لسيطرة تلك الشركات".
يوضح جار البيووفيتزء أحد محللى سياستنا القدامى» كيف يتمتع قطاع الشركات بالنفوذ
الذى يمتلكه. وفى كتابه أمريكا وما وراء الرأسمالية يقول: "تمارس الشركات الكبرى بانتظام
.١ التأثير على التشريع وضبط جدول الاعمال من خلال مجموعات الضغط.
vy التأثير على السلوك التنظيمى من خلال الضغط المباشر وغير المباشر.
۳. التأثير على الانتخابات من خلال مساهمات الحملات واسعة المدى.
.٤ التأثير على الرأى العام من خلال حملات إعلامية ضخمة.
. التأثير على اختيارات الحكومة المحلية من خلال ما سبق ذكره. ويضيف إلى ذلك
o
VAY sane سياسات
محددة".
هناك تقييد آخر على عمل الحكومة الإيجابى ولكنه تقييد غير مباشر؛ إنها المنافسة
الشديدة من أجل المجال السياسى والاهتمام.
كتب روجر ماسترز «(Roger Masters) وهو aal أساتذتى حينما كنت طالباً فى جامعة
ييلء كتابًا بعنوان الأمة تتحمل الأعباء*. لقد أوضح العنوان كل شىء. وكما هو الحال مع
الكثير مناء لا تستطيع الحكومة التعامل مع الكثير من القضايا فى الوقت ذاته. عبر ربع القرن
الماضى» ثبت أنه من الصعوبة البالغة الحصول على القضايا البيئية واسعة المدى التى تتسبب
فى مشكلات واضحة على قائمة التعليمات السياسية الأمريكية. وقد يبدو أن قضية المناخ
تتعامل مؤخرا ونهائيًا مع هذه المشكلة. إن مشكلة الاستباق فى المجال السياسى خطيرة للغاية
خاصة حينما تكون هناك قضايا منافسة مثل "الحرب على الإرهاب" والحرب فى العراق.
ومن هنا نجد أنه حقا إن الأمة تتحمل الأعباء.
من الواضحء أن هناك عوائق صعبة أمام الأداء والإصلاح السياسى» فعلى سبيل المثال
ربما يوجد هناك رد فعل متجنباً طريق واشنطن الآن ويركز على اتجاه آخرء ألا وهو بناء
نماذج تعداد صغيرة المدى فى المجتمع. ولسوف يكون خطاً فادحًا إذا قمنا بالتوقف هناك. إن
استنتاجى من المشكلات التى تم تعريفها للتو هو أننا جميعاً مهتمون بالبيئة وغيرها من
الأشياء التى لديها فرصة بداية أفضل من خلال المضى سريعًا لوضع سياسة جديدة. إن
التحول الذى تم استعراضه فى الجزء الثانى يتطلب تحولاً فى السياسات الأمريكية.
شكل الديمقراطية الجديدة
والخطوة الأولى فى مثل هذا التحول هى البدء فى تصور نوع الديمقراطية المطلوبة. إن
البعض من الذين قاموا بوضع القيمة العالية للحفاظ على البيئة خاصة قد أكدوا على إعادة
تنشيط الحياة والديمقراطية على المستويات المحلية والمجتمعية والإقليمية أو البيولوجية وذلك
كما Jad كيركباتريك سيل (Kirkpatrick Sale) فى كتابه المعروف السكان فى الأرض: رؤية
اقليمية بيولوجية*. إن هذه الأفضلية للمستوى المحلى واضحة أيضنًا فى برنامج المناهضين
للعولمة وذلك فى كتابهم المعروف باسم بدائل العولمة: من الممكن وجود alle أفضل".
يناقش ويليام شوتكين (William Shutkin) فى كتابه الأرض التى يمكن أن تكون مفهوم
'حماية البيئة المدنية" حيث أن اعضاء المجتمعات السياسية أو الجغرافية المحددة يعملون سوياً
لبناء مستقبل ذى din صحية ونشط اقتصاديًا على المستويات الإقليمية والمحلية. هذا يعنى
أن: "حماية البيئة المدنية تستلزم مجموعة من المفاهيم الأساسية التى تحتوى على العمل
١5 البيئة الصالحة لنشأة التحول
المدنى وتخطيط المجتمع من جانب مجموعة متنوعة من أصحاب المصالح والذين يسعون
لتعزيز كل من الحماية البيئية والتجديد الديمقراطىء الذى يتضمن: عملية المشاركة
والتخطيط الإقليمى» والاجتماعى» والتقافة البيئيةء وعلم البيئة الصناعى والعدالة البيئية
والمكان”. إن الإحساس بالمكان والاستمرارية الجغرافية مسألة مهمة للغاية فى كل تلك
الرؤى.
وفى كتاب السياسات البيئية العالمية Gay رونى ليبشوتز (Ronnie Lipschutz) عن
مناهج للحماية البيئية العالمية التى Lay تنجح. فى معظم المحاور يرى أن هناك قيوذا
ضارمة: Gay قئلا “إن at La gles الغالمية يجب أن مركن فن هكان at
بعيذا عن نظام الدولة والمؤتمرات الدولية» والوكالات» والبيروقراطيات» ومراكز رأس مال
الشركات"» ويرى أن كل هذا جزء من المشكلة. كما أنه لم يكن سعيذا بالاتجاه السائد
للمنظمات البيئية» 'فتلك الأنشطة التى تستخدم الطرق السائدة لتحقيق أهدافهم قد فعلوا القليل
لتغيير المؤسسات والممارسات التى تعتبر السبب فى المشكلات البيئية فى المقام الأول".
فى النهايةء يرى ليبشوتز ينبوع السياسات البيئية الجديدة التى يبحث عنها بالفعل فى
المستوى المحلى: 'فالنشطاء يجب أن يستمروا فى التأثير على اعتقادات وسلوكيات البشر التى
تعتبر علاقات معظمهم الاجتماعية محصورة بدقة فى مجال معين. إن السماء لا تمطر أفكارًا
أو لا تظهر هذه الأفكار كضوء المصابيح؛ لكن يجب أن ترجع إلى الظروف المختبرة
والمفهومة عن طريق هؤلاء البشرء وذلك فى أماكن معيشتهم وعملهم ولعبهم. هذا بالإضافة
إلى أنه فى هذه الأماكن المحلية تعتبر السياسة ومذهب الفعالية والقوة الاجتماعية AST تركيزا
وتشغل فكر الأشخاص بشدة”. إذن» بالنسبة لليبشوتزء فردود الفعل العالمية المتعادلة يجب أن
تتأصل محليًا. إن هذا الربط بين العمليات العالمية والمعرفة والخبرة والمشاركة المحلية هام
Lad فى تحليل شيلا جاسانوف (Sheila Gasanoff) الذى قامت به فى جامعة هارفارد".
ومن السهل فى المستويات الإقليمية والمجتمعية تصور ما يراه الكثيرون كأفضل نموذج
لمستقبل الديمقراطية حيث توجد الديمقراطية التشاورية أو الاستطرادية والتى هى ما يطلق
عليها بنجامين باربر (Benjamin Barber) الديمقراطية القوية. هذه هى الديمقراطية المباشرة
فالمواطنون يمكنهم من خلالها مناقشة الاختيارات والتعلم سويّاء والتغلب على اختلافاتهم
والوصول إلى قرار. إنها بعيدة كل البعد عن مجموعات المصالح اليوم والتى هى تتحرك من
خلال الديمقراطية التمثيلية. يصف والتر باربر وروبرت بارتلت فى كتاب السياسات البينية
التشاورية دعم الديمقراطية النامى. "إن حركة الديمقراطية التشاورية قد نتجت عن حقيقة نامية
ألا وهى أن الليبرالية المعاصرة قد فقدت شخصيتها الديمقراطية كما أنها قد ضحت
باستدامتها البيئيةء فالديمقراطيون المعاصرون الذين يواجهون التعددية الثقافيةء والتعقيد
سياسات جديدة ١96
الاجتماعى» والتعسف الشاسع للثروة والنفوذ والانحياز الأيديولوجى الذى يثبط من التغير
الأساسى؛ قد سمحوا لمؤسساتهم السياسية بالتراجع من ميادين الألاعيب الاستراتيجية حيث
لا يوجد إمكانية للتشاور الحقيقى. كما لا يمكن وجود الديمقراطية الحقيقية ولا الحماية البيئية
حين يصبح المواطنون مجرد منافسين دون التزامات أبعد من اهتماماتهم الشخصية ضيقة
الأفق...
"يفترض أتباع حركة الديمقراطية التشاورية أن جوهر الديمقراطية هو المناقشة أكثر منه
التصويت؛ وحصر المصالح أو الحقوق. إن الديمقراطية التشاورية بها مجموعة جوهرية
مميزة من المقترحات وهى: العدالة السياسية للمشاركين وإعمال العقل الشخصى كإجراء
سياسى موجه؛ والعطاء العام والتدبرء وقبول أو رفض الأسباب""'.
إن الجهود فى طريقها oY) لتحديد الطرق إلى نقل الديمقراطية التشاورية من مجرد
طريقة نظرية إلى حيز التنفيذ على نطاق واسع. وهذه الجهود تشتمل على تحديد الترتيبات
المؤسسية التى سوف تتطلب المشاركة المباشرة للمواطنيين وأنواع آليات الحوار التى قد
تستخدم فى العملية. وقد ظهر نقد هام للمناهج التشاورية من هؤلاء الذين يؤكدون على أن
الخلل فى الطاقة الملازمة يستطيع أن يشوه نتائجهاء وكذلك من هؤلاء الذين يرون وجود
احتياج مستمر لأساليب النشطاء fie) المظاهرات» المقاطعات» الاعتصامات... إلى آخره).
Sits إلى كل من المنهجين على أن لهما أدوارً! هامة*'.
ويدفع باربر فى كتابه الديمقراطية القوية: سياسات المشاركة لعصر qua بالقول أن
الديمقراطية المشاركة لا تحتاج إلى "الحكم الجمهورى العتيق" للمدن اليونانية أو "الحكم ضيق
التفكير الصريح" لاجتماعات المدينة. ولكنها تتطلب الحكم الذاتى من قبل المواطنين Ya من
الحكومة التمثيلية الناطقة باسم المواطنين. يحكم المواطنون الفعليون أنفسهم مباشرة هنا وليس
بالضرورة فى كل مستوى وفى كل درجةء ولكن بالكم الكافى وتحديذا حينما يتم تقرير
واعتماد السياسات الأساسية وحينما تنتشر القوة العظيمة. يتم تنفيذ الحكم الذاتى من خلال
المؤسسات المصممة لتيسير المشاركة المدنية المستمرة فى ضوابط جدول الأعمالء والتشاور
والتشريع وتطبيق السياسة (وذلك فى شكل ’عمل مشترك '). ولا تضع الديمقراطية القوية
ثقتها المتناهية فى قدرة الأفراد على حكم أنفسهم ولكنها تؤكد مع مكيافيلى (Machiavelli) أن
الوفرة سوف تصبح ككل عقلانية أو أكثر عقلانية من الأمراء. وبالنسبة لثيودور روزفلت
(Theadore Roosevelt) "إن ' غالبية الأشخاص البسطاءء فى الحياة الدنيا والآخرة» سوف
يقومون بالقليل من الأخطاء فى حكم أنفسهم أكثر مما يفعله عدد قليل من الرجال فى محاولة
حكمهه PS
ولتطبيق هذه الأهداف وجعل "كل مواطن بمثابة رجل سياسى بذاته"» يضع باربر سلسلة
5 البيئة الصالحة لنشأة التحول
من الترتيبات المبتكرة لتأسيس ديمقراطية قوية بمفهوم اليوم وهى الترتيبات المصممة 'لكى
تضم الأشخاص من كلا المستويين القومى والمجاور فى حديث مشترك» واتخاذ القرارات
المشتركة والحكم السياسى والعمل المشترك". وعلى رأس هذه القائمة يوجد نظام قومى موحد
للمشاركة المحلية وهو الذى يطرح أن: "أول وأهم إصلاح فى البرنامج الديمقراطى القوى
يجب أن يكون تقديم نظام قومى لمجالس الجوار فى كل منطقة ريفية أو منطقة جوار
بالضاحية أو منطقة حضرية فى أمريكا. ومن ثم يبدأ الوعى السياسى فى الجوار المحلى""'.
إنه يفضل أيضنًا مبادرة قومية وعملية استفتاء شعبى ونسخه مُحسنة من العملية المستخدمة
اليوم فى العديد من الدول الغربية.
وبالاختصارء فإن العديد من هؤلاء الذين قاموا بإخضاع مستقبل الديمقراطية الخاص بنا
للتفكير الأعمق قد استنتجوا أن تمكين المواطنين من تقرير الأمور ذات الاهتمام المشتركة
وتشريع النتائج بأنفسهم ضرورى للغايةء ليس فقط لاتخاذ قرارات أفضل ولكن أيضًا لصنع
مواطنين أفضل. سوف يكون مثل هذا التمكين بالفعل محولا للسياسات الأمريكية.
هناك المزيد من القضايا العالمية التى تحفز هؤلاء الذين يرون تقدمًا ضروريا نحو
العالمية. يسعى 'مشروع العالمية" الذى وصفه دافيد (David Held) aba وزملاؤه فى كتاب
التحول العالمى إلى أن يأتى بالمسئولية السياسية والتحكم الديمقراطى إلى مجال من القضايا
الدولية. ووصولاً إلى هذه الغاية» فإنهم يرون الحاجة إلى "المواطن العالمى" الذى يتمتع
بالمواطنة المتعددة col دولية وإقليمية وعالمية. ويعتقدون أن "الديمقراطية تحتاج إلى أن
يعاد التفكير بها بحسب أنها ”عملية ذات وجهين؛. وعند ذكر العملية ذات الوجهين أو عملية
الدمقرطة المزدوجة فهذا لا يعنى تعميق الديمقراطية Jala المجتمع الدولى فحسب... ولكن
أيضنًا توسيع العمليات والنماذج الديمقراطية عبر الحدود الإقليمية. ويجب أن تسمح
الديمقراطية فى الألفية الجديدة للمواطنين العالميين بالتقدم للمساءلة فى العمليات السياسيةء
والاقتصاديةء والاجتماعيةء وتتبع ذلك فى تقاطع الطرق وتحويل حدودهم المجتمعية
التقليدية"15.
لذلك هناك دعاة لأقلمة السياسات ودعاة على النقيض للعولمة السياسية. ولكن يبدو أن
كلأ من الوضعين فى الحقيقة مكملان لبعضهما البعض. إن تطبيق العولمة على الكثير من
الوصفات يُحدث تآكلا للسلطة العليا بالدولة» فالدولة القومية كما كان يقال أصبحت صغيرة
lap بالنسبة للأشياء الكبيرة وكبيرة lap بالنسبة للأشياء الصغيرة. وهنا تنبثق "العولمة -
المحلية" ويصاحبها انتقال إلى المراحل العالمية والمحلية. فى العديد من الأماكن وخاصة فى
أوروباء يستطيع المرء أن يرى حساب الاستثمار النفسى فى الدولة القومية وتفوية كل من
المواطنه عبر القومية والمحلية.
سياسات jane ۱۹۷
كيف يمكن الدمج بين المستوى المحلى والعالمى فى إطار عمل سياسى واحد؟ ومرة
أخرى» هناك حكمة فى المقالة التى أعدها بول راسكين وزملاؤه فى مبادرة التحول العظمى
بعلوان RAT من المستقبل". وفيها نجد فى رسالته من الجزء الأخير لهذا القرن» يبدأ راسكين
بملاحظة أن كلا من الهوية والمواطنة قد وصلا إلى مستوى الانتشار على مدى الكوكب
الأرضى كله» فالآن» أصبحت العالمية متأصلة مثلما كانت القومية» وربما أكثر من ذلك".
ويستمر راسكين فى وصف كيف تم الجمع بين المنظورين المحلى والعالمى قائلاً: تتأسس
الفلسفة السياسية للتحول العظيم على ما يسمى بمفهوم التعددية المحددة. إنها تتضمن
ثلاث أفكار مكملة وهى: عدم الإنقاصء والتبعية» والتغاير. إن مبدأ عدم الانقاص ينص على
أن تحكيم قضايا محددة يعتبر ضروريًا ويجب أن يظل محتفظاً به بصورة ملائمة على
المستوى العالمى للحكم. إن المجتمع العالمى يتحمل مسئولية ضمان الحقوق العالميةء
واستقامة المحيط البيولوجى» والاستخدام العادل للموارد الكوكبية المشتركة ولتواصل
المساعى الاقتصادية والثقافية التى لا يمكن تفويضها بفعالية إلى المناطق. ويملى مبدأ التبعية
حقيقة أن نطاق السلطة العالمية غير المتناقصة يجب أن يتم تحديده بشدة. ولتعزيز الفاعلية
والشفافية والمشاركة العامةء يجب أن يوجه صنع القرار إلى أكثر المستويات ملائمة محليًا
للحكومة. فى حين يشرّع مبدأ التغاير حقوق المناطق فى تتبع أشكال مختلفة للنمو وصنع
القرارات الديمقراطية المحددة فقط بالتزاماتهم حتى تتطابق مع المبادئ والمسئوليات
العالمية.... هذه المبادئ مكرسة فى دستور العالم. وقد يكون من الصعب العثور على أى
شخص يعتبر هذه المبادئ غير محتملة"'. وإذا كان باستطاعتى التصويت فى alle المستقبل
هذاء فلن أعترض.
الوصول إلى المستقبل بداية من الحاضر
يقدم باربرء وراسكين وغيرهما رؤية آملة بعيدة المدى عن أين يجب أن يوجه التحول
السياسى الواضح — فيجب أن يوجه نحو تنشيط السياسة من خلال مشاركة المواطنين
المباشرة في الحكم؛ وذلك من خلال اللامركزية فى اتخاذ القرار ومن خلال إحساس قوى
بالمواطنة العالمية والاعتماد بين الأشخاص والمسئولية المشتركة. وبهذه الرؤية للمستقبل
السياسى على أنه خلفيةء فالسؤال التالى هو: كيف Las المسيرة الطويلة من خلال التاريخ تجاه
هذه الرؤية؟ إن رؤية راسكين يمكن للصغار اليوم أن يدركوها فى يوم من الأيام» ولكن
بالنسبة للأعوام والعقود التالية مباشرة» نحن نحتاج لبرنامج لنبدأ تعديلاً بعيد المدى للسياسات
البيئية الأمريكية. وهذا التعديل يجب أن يشتمل على تحويل فى ثلاثة أبعاد هامة.
A يجب أن تتوسع السياسات البيئة الجديدة الآن حتى يمتد الاهتمام البيئى والتأييد إلى
۸٨۸ البيئة الصالحة لنشأة التحول
المدى الكلى بالقضايا ذات الصلة به. يجب أن تستمر الجهود داخل إطار عمل حركة حماية
البيئة اليوم؛ ففى الحقيقة» يجب أن تقوى هذه الجهود. لكن جدول الأعمال البيئى يجب أن
يتسع ليشمل تحديًا عميقا للمنهج الاستهلاكى والإعلان التجارى وأنساق الحياة التى يقدمونهاء
ويقدم تشككا مفيذا حول الولع بالنمو وتركيز! قويًا على ما يجب أن يسعى إليه المجتمع حتى
ينموء وتحديًا لهيمنة الشركات وإعادة تعريف للشركات وأهدافهاء والتزامًا بإحداث تغير عميق
فى كل من سير وتقدم السوق والتزام ببناء ما يسميه ألبيروفتيز Ab ias الثروة" وما يسميه
بارئس ب "النسخة الثالثة من الرأسمالية".
وثانيّاء يجب أن يجسد جدول الأعمال الجديد Gli عن حقوق الإنسان على أنه اهتمام
مركزى. بالرغم من أن العدالة البيئية قد حصلت على مركز وطيد فى الحماية البيئية
الأمريكيةء إلا أن الأولوية لا تزال ليست كما يجب أن تكون. وقد اتحد من كل منها الكثير من
اهتمامات العدل الاجتماعى العالمى والاهتمامات البيئة على أنهم سبب واحدء وقد تعرض
العديد من قادة البيئة للاضطهاد والسجن والقتل. إنهم إخوة وأخوات ويجب أن يتم الدفاع عن
حقوقهم فى الحياة» وفى حقهم فى الرأى والتعبير وفى الديمقراطية. ويجب النظر إلى العديد
من القضايا البيئية المطروحة كقضايا لحقوق الإنسان مثل Gall فى الماء والرعاية
الصحيةء والحق فى التنمية المستدامة» والحق فى البقاء الثقافى»ء والتحرر من إخلال المناخ
والدمارء والحرية فى العيش فى بيئة غير سامة وحقوق أجيال المستقبل”'.
وثالثاء يجب أن تحتوى السياسات البيئية الجديدة على برنامج ليواجه المشكلات
الاجتماعية لأمريكا مباشرة وبطلاقة. وقد قمت سابقا بتدوين قائمة طويلة من المعايير
المطلوبة ضروريًا لتعزيز رفاهية الإنسان الاجتماعية هذه المعايير مثل تلك التى dal
الاحتياج للوظائف الجيدة» وضمان الدخل والتأمين الصحى والاجتماعى. وأوضحت أن هذه
المعايير فى الحقيقة معايير بيئية لأنها تخاطب رفاهية الإنسان مباشرة وكانت تعتبر Silay
للدفع اللانهائى للاقتصاد المدمر للبيئة"'. وبالتحديدء إنه من الضرورى لنشطاء حركة حماية
البيئة أن يتحدوا مع غيرهم فى مواجهة أزمة عدم المساواة والتى تكشف الآن البنية
الاجتماعية لأمريكا وتقوض ديمقراطيتها هذه الأزمة هى أزمة أرباح لا مثيل لهاء وأجور
إدارية مرتفعةء ودخول عالية» وثروة مكثفة بشكل متزايد لأقلية صغيرة تتواجد تباعًا مع
وجود معدلات الفقر فى ارتفاع على مدار ثلاثين elle وأجور راكدة بالرغم من ارتفاع
الإنتاجية» وانخفاض الفرصة والحراك الاجتماعى؛ ومستويات التسجيل لأشخاص بدون تأمين
صحى ومدارس متعثرة» وعدم الأمان الوظيفى الزائدء وتقلص الشبكات الأمنية وساعات
العمل الأكثر طولا فى الدول الغنية''.
ومن جهة أخرى» تشكل عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية المحدقة بأمريكا تهديدًا
سياسات جديدة ١99
خطيرا للديمقراطية. ويعتقد العالم السياسى روبرت داهل أن هذه اللامساواة "ظاهرة للغاية"
لدرجة أن "القوى الداخلية والدولية الفعالة [يمكن] أن تدفعنا نحو مرحلة عكسية من اللامساواة
السياسية والتى تضعف بشدة مؤسساتنا الديمقراطية الحالية» مثل جعل المثل العليا للديمقراطية
والمساواة السياسية غير متصلة فعليًا". إن GES الذين تم جمعهم عن طريق المحللين
السياسيين لورانس جاكوبس (Lawrence Jacobs) وتیدا سكوبول (Theda Skocpol) فى كتاب
اللامساواة والديمقراطية الأمريكية يؤكدون على ضرورة وجود دائرة فاسدة: وهى أن
التفاوتات فى مستوى الدخل تنقل النفوذ والسبيل السياسى إلى مشروعات تجارية ودوائر
انتخابية ثرية» والتى تعرّض احتمالات العملية الديمقراطية للخطر المنوط بها'2. ومن بين
عواقبها الضارة؛ من المؤكد أن هذه العملية لن تصبح مفيدة للأهداف البيئية فى السياسات
الأمريكية.
هناك قضية متصلة يجب أن توجه إليها السياسات البيئية الجديدة اهتمامًا كبيرًا وهى
الحاجة الملحة للإصلاحات السياسية ومنها تمويل الحملات» والانتخابات وتنظيم حملات
الضغط وغيرها الكثير. وفى كتابهم aes عن المركز طور كل من جاكوب (Jacob Kla
Hacker) وبول ييرسون (Paul Pierson) جدول أعمال مبتكر وهام للإصلاج السياسى متضمنا
تنشيط المنظمات ذات الأعضاء واسعة النطاق التى تمنح المواطنين نفوذا أكبر فى العملية
السياسيةء والمعايير التى قد تزيد من الإقبال على التصويت» وعفد انتخابات تمهيدية cha side
وإعادة تقسيم المناطق المستقلة سياسيّاء ووقت مجانى فى بث الراديو والتليفزيون لكل
المرشحين الفيدراليين الذين يلبون المطالب الرئيسيةء وذلك مع تقليل من امتيازات تولى
المناصب واستعادة المذهب العادل الذى يتطلب ضمان بث مباشر متساو لعرض الأفكار
السياسية المتنافسةء وغير ذلك الكثير ”. أصبح هاكر وبيرسون غير متفائلين بخصوص تثبيت
تدفق الأموال فى السياسة» ولكن كومن كوز (Common Cause) وغيره قد أثاروا قضية قوية
للانتخابات العادلة والنظيفة من خلال التمويل العام. لقد لاحظ لورانس ساسكيند (Lawrence
Susskind) في ages ماساشوسيتس للتقنيات أن الدستور لا يتطلب وجود المقاطعات الخاصة
بالكونجرس الأمريكى كما نعرفها. إنه يؤمن بنتائج أفضل» وبتحقيق مزيد من المسئولية على
نطاق واسع. إن المقاطعات متعددة الأعضاء لديها إجراءات انتخابية تشابه التمثيل التناسبى
الشائع فى أوروبا*. وفى كتاب عشر خطوات لإصلاح الديمقراطية الأمريكية يصف ستيفن
هيل (Steven Hill) طريقة إبداعية للحصول على انتخابات مباشرة للرئيس وذلك بدون تعديل
دستورى*. وهناك احتياج Lal إلى المعايير كى تعكس الامتداد المروع لدعم الملكية
الإعلامية. باختصارء لقد نشأت مجموعة مؤثرة من الأفكار نحو إصلاح العملية السياسية
الأمريكية وتحتاج إلى المسائدة والتحرك.
٠ البيئة الصالحة لنشأة التحول
إذا كان الشعار الأول للسياسات البيئية الجديدة هو "توسيع جدول الأعمال" فإن الشعار
الثانى هو "كن سياسيًا". إن المشاركة فى التشريع وممارسة سياسة الضغط مهمان للغايةء
ولكن ما يستوجب على حركة حماية البيئة الجديدة بناؤه الآن هو قوة جبارة للسياسات
الانتخابية. إن بناء القوة الضرورية سيتطلب جهودا ضخمة لتنظيم القاعدة الشعبية» وتقوية
المجموعات التى تعمل على مستوى المجتمع والدولةء وتطويرها الوسائلء والمناشدات
والقصص التى تثير الإلهام والتحفيز لأن US منهما يتحدث بلغة يفهمها الناس» ويتكيفون مع
ما هو أفضل فى كل من العادات الأمريكية والقيم العامة ويقدمون وجهات نظر مقنعة لمستقبل
يستحق امتلاكه للأسر والأطفال. وربما يفوق كل هذاء أن السياسات البيئية الجديدة يجب أن
تكون ALLE وممتدة» حتى تصل GY تضم أعضاء الاتحادات والأسر العاملة» والأقلياتء
والملونين» والمنظمات الدينية» وحركة المرأة والمجتمعات الأخرى ذات المصالح التكميلية
والمصير المشترك. وإنه لمن سوء الحظ ولكنه حقيقة أنه مازال هناك احتياج للحلفاء
الأقوياء حتى تتغلب دعوة التغيير البيئى على "تأثير الصومعة" الذى يفصل المجتمع البيئى عن
هؤلاء الذين يعملون على الإصلاحات السياسية الداخلية» وجدول الأعمال الاجتماعى
الليبرالى؛ وحقوق الإنسان» والسلام الدولى» وقضايا المستهلك والصحة العالمية واهتمامات
السكان وفقر العالم والتخلف.
لا تستطيع السياسات البيئية النجاح عن طريق الدائرة البيئية. التى يتم تعريفها فى إطار
محدود فحسب. إن حركة حماية البيئة الجديدة تحتاج إلى أن تصل إلى العديد من المجتمعات
وإلى تأييد أسبابها وليس فقط GY تقيم القضية للتأييد المتبادل» وليس فقط GY الأهداف قيمةء
ولكن أيضًا لأن الأهداف البيئية لن يتم معرفتها إلا إذا نجحت الأسباب الأخرى. وفى النهايةء
تمثل كل هذه الأسباب سببًا واحذاء ولذلك فإنها سوف تعلو وترتفع أو تسقط dea وعلى سبيل
المثال» إذا قال بعض الأشخاص: 'نحن لا نستطيع مساعدة الآخرين بالخارج لأنه يجب علينا. ٠
أن نعتنى بالأمريكيين OVS فعليك معرفة أنهم لن يعتنوا بالأمريكيين أيضنا.
والشعار الأخير للسياسات البيئية الجديدة هو "قم بتنظيم الحركة". يجب أن تشترك كل
من جهود بناء القوة البيئية فى العملية الانتخابية بأمريكا وأن تلحق القوى بنسق أكبر للدوائر
الانتخابية والتى تتضمن جدول أعمال على نطاق أوسع وذلك لظهور حركة المواطنين القوية
من أجل التغيير.
ما نحتاجه OY! هو حركة دولية للمواطنين والعلماء» حركة قادرة على النهوض بشكل
كبير بالأفعال الشخصية والسياسية المطلوبة للانتقال إلى الاستدامة. وقد كانت لدينا حركات
مناهضة للعبودية» وقد شارك الكثيرون فى حركات من أجل الحقوق المدنية وضد التمييز
العنصرى وضد حرب فيتنام. ويقال عادة أن نشطاء حركة حماية البيئة جزء من "الحركة
البيئية". إننا نحتاج حركة حقيقية. لقد حان الوقت لنا نحن الأشخاصء كمواطنين ومستهلكين»
أن نتحمل المسئولية.
إن أفضل أمل لدينا لهذه القوة الجديدة هو التحام نسق gully من المنظمات المدنيةء
والعلمية» والبيئية» والدينيةء والطلابية وغيرها من المنظمات ذات قادة العمل التجارى
المستنيرين» والأسر المعنيةء والمجتمعات المتصلة بالأمر والتى ترتبط معًا فى الاعتراض
والمطالبة بالفعل والمسئولية من جانب الحكومات والشركات واتخاذ الإجراءات كمستهلكين
ومجتمعات لتحقيق الاستدامة فى الحياة اليومية.
وبالتأكيد سوف يشارك الشباب فى المركز من أى حركة تسعى من أجل التغيير الحقيقى.
لقد كانوا Lala كذلك. إن الأحلام الجديدة تولد أكثر سهولة حينما يُنظر إلى العالم بعيون ثاقبة
ويُواجه بأسئلة غير ABY وبهذا المعنى» فإن شبكة الإنترنت ليست فقط تقوم بتمكين الشباب
بطريقة غير مسبوقة من أجل الوصول إلى المعلومات فحسب» ولكنها تمكنهم كذلك من
الوصول إلى بعضهم البعض وإلى عالم أوسع.
ينبغى أن يكون هناك هدف واحد وهو إيجاد الشرارة التى تستطيع أن تعد فترة من
التغير السريع مثل ازدهار جدول الأعمال البيئى الداخلى فى أوائل السبعينيات من القرن
العشرين. وفى النهاية» نحن بحاجة لأن نثير رد الفعل والذى سوف ينظر إليه فى إطار
المفاهيم التاريخية على أنه ثورى ومنها الثورة البيئية فى القرن الحادى والعشرين. ومثل
رد الفعل هذا فقط من الممكن أن يتفادى الخسائر الضخمة وحتى التى تشكل فاجعة بيئية.
إن الاقتباسات والأفكار فى الفقرات الأربعة السابقة مأخوذة من كتابى السماء الحمراء
فى الصباح”. ومنذ كتبت ذلك تغيرت وجهات نظرى على نحوين هامين. أعتقد الآن أن هناك
مزيدا من الأمل ومزيدًا من الفرص فى حركة المواطنين فى القاعدة واسعة المجال» وهى
واحدة من تلك الحركات التى تتضمن عدالة اجتماعية بالإضافة إلى الاهتمامات البيئية. وسوف
أضع الآن هذه الحركة الأمريكية فى السياق الأكبر للحركة العالمية الناشئة التى وصفها بول
OS sla فى كتابه الاضطرابات المباركة: كيف ظهرت الحركة العظمى فى العال؛ ولماذا لم ير
أحد مجيئها . وقد حاول هاوكن تقدير عدد المنظمات وخاصة غير الهادفة للربح فى هذه الحركة.
وقد استنتج أخيرًا "أن هناك Galle أكثر من مليون أو Lay حتى مليونى — منظمة تعمل
نحو الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية". هذه المجموعات تضم عشرات الملايين من
الأشخاص الذين كرسوا أنفسهم للتغير. ويتساءل هاوكى "ما هى النية وراء هذه الحركة؟ إذا
قمت باختبار قيم هذه الحركة ومهامها وأهدافها ومبادئها... فسوف ترى أنه فى جوهر كل
تلك المنظمات هناك مبدئين وإن لم يكونا معلنين وهما: أولاً: القانون الذهبىء وثانيًا: قدسية
الحياة ككلء سواء كانت لمخلوق» أو لطفل أو لحضارة. إن هاوكن متفائل بخصوص تأثير
۲ البيئة الصالحة لنشأة التحول
الحركة فيقول: "إنى أعتقد أن هذه الحركة سوف تنتشر.... والتفكير الذى يخبرنا بأهداف
الحركة سوف يعم. Neale ai سرف تمر اغف المؤسسات» ولكن قبل ذلك» سوف يغير عدذا
E E T E E الذات الخطير "30
علامات مبكرة
هل يمكن لشخص رؤية بدايات حركة المواطنين الحقيقية فى أمريكا؟ ربما أطلق آمالى لتجد
Qual ما بىء مثل alle الاجتماع والقانون تشارلز ريتشء لكنى أعتقد أننا نستطيع. إنه من
الممكن رؤية الجانب المزدهر من هذه الحركة. إنى أعتقد إنه فى الاندفاع الملحوظ لتنظيم
الحرم الجامعى وحشد الطلاب الذى يحدث ca gall فإن معظمها منظم عن طريق ائتلاف عمل
الطاقة الذى يقوده الطلاب'<. هذه الحركة واضحة أيضًا فى مذهب الفعالية المتزايد الذى تتبعه
المنظمات الدينية والمتضمنة للعديد من المجموعات الإنجيلية تحت شعار حماية الخليقة**
وهى بارزة أيضًا فى التكاثر السريع للمبادرات البيئية المعتمدة على المجتمع. إنها تكمن فى
الانضمام المشترك للعمل المنظم؛ والمجموعات البيئية والعمل التقدمى فى تحالف أبولو**,
اى تون els زرا كوب مع VS عل Sealed وير أكبر اتحاد صناعى فى
الولايات المتحدةة. إنها تتضح Lead فى تدفق الجهد المبذول لكى نزيد على فكرة آل جور
التى طرحها فى الفيلم التسجيلى الذى أعده بعنوان حقيقة iac js وأيضًا فى حركة
المستهلك صديق البيئة وفى مساندة المستهلك لمجهودات شبكة العمل للغابات الممطرة لجعل
سياسات أكبر بنوك الولايات المتحدة صديقة للبيئة”. culling وفى إطار العدد المتزايد
للندوات الدراسية» والمظاهرات» والمسيرات والاحتجاجات» متضمنة الأربعمائة حدث التى
قامت عبر الولايات المتحدة خلال عام ۲٠٠۷ والتى أثارتها الحملة التى شنها da ماكيبن
تحت شعار"خطوة "ALOU تتوقف حملة الاحتباس الحرارى العالمى. -إنها ظاهرة هناك فى:
تأسيس الدوائر الانتخابية للأقلية من القادة البيئيين ومن بينهم بعض الأمريكيين ذوى الأصول
الأفريقية مثل كارل أنتوذ نی «(Carl Anthony) وجيروم رينجو «(Jerome Ringo) ومارجورا
كارتر «(Marjora Carter) وفان جونز «(Van Jones) ودورسيتا تايلور «(Dorceta Taylor)
وميشيل «(Michel Gelobter) ja sha وستيف كيروود (Steve Curwood) كما يمكن رؤيتها
فى التواجد القوى للمنظمات غير الهادفة للربح فى GLY gl المتحدة وذلك فى المنتديات
الاجتماعية العالمية المتعددة وعند عقد أول منتدى اجتماعى أمريكى فى عام PK eV إنها
مجرد بداية ولكنها موجودة وسوف تنموء فالعديد من القوى الدافعة تقودها من قبل قضية
ga” مشروع نظمه معهد مستقبل أمريكا ويهدف إلى استقلال الطاقة فى أمريكا وانتهاج بدائل طاقة نظيفة وأكثر
فعالية ويضم المنظمات البيئة وأكثر من ثلاثين من اتحادات العمال. (المترجم)
۲۰۳ Sane سياسات
المناخ» ومنها على سبيل المثال حملة بناء حركة السماء”*.
أما الأخبار الجيدة فهى أن المجتمع البيئى الموثق رسميًا يسير فى الاتجاهات الثلاثة التى
رسمناها سابقا وإن كان التركيز الأكبر ينصب على حملة “كن سياسيًا” أكثر منه على
حملتى " توسيع جدول Ube أو ols” الحركة". وقد نمت المجموعات البيئية الدولية
والمحلية فى القوة والعدد. هناك مرشحون بيئيون مساندون للعمل من خلال رابطة المصوتين
المحافظين وقليل من المجموعات الأخرىء» وهناك مزيد من العمل للوصول إلى المصوتين
ذوى الرسائل السياسية من خلال المجموعات المفوضة. وقد قامت المنظمات القومية الهامة
بتقوية اتصالاتهم بالمجموعات الدولية والمحلية وأسست شبكات من النشطاء لتأييد أنشطة
الضغط التى يمارسونها. مازال هناك طريق طويل loa لوضع سياسات بيئية حيوية وجديدة
فى أمريكا. وفقط كما يقيس شخص ما المسافة التى سيسلكهاء يقول مارك هيرتز جارد أنه
بالكاد 96٠١ من الدعم المقدم للمجموعات البيئية يذهب إلى المجموعات المحلية ومعظم هذا
الدعم يذهب إلى المتحكمين فى الأراضى".
إن السياسات الأمريكية اليوم لا تفشل فقط فى الحفاظ على البيئة» ولكنها تفشل Ual مع
الأمريكيين والعالم“. وكما يذكرنا ريتشارد فالك؛ فإن الصراع المتواصل فقط هو الذى سيقود
التغيرات التى قد تحمى الأشخاص والطبيعة. وبالتالى فإذا كان هناك نموذج داخل ذاكرة
الأمريكيين لما يستوجب فعله؛ فإنه يتمثل فى ثورة الحقوق المدنية فى الستينيات من القرن
العشرين. إن هذه الثورة كانت لها تظلمات؛ وعرفت ما المسببات ورائها وعلمت أيضنًا أن
النظام ليس لديه شرعية cally بالعمل سويّاء يمكن تدارك هذه التظلمات. لقد كانت مواجهة
ومتمردة ولكنها كانت غير عنيفةء كان لديها حلم وكان لديها مارتن لوثر كينج الابن.
لقد أغتيل كنج فى عام VATA كما قتل بوبى كيندى (Bobby Kennedy) ذكر مارك
كيرلنسكاى «(Mark Kurlansky) فى كتابه الذى حمل عنوان عام IITA العام الذى صدم
العالم أن "عام ١154 كان عاماً le jia ومازال هو العام الذى شعر فيه الناس بالحنين إلى
الماضى. وبالرغم من آلاف الموتى فى فيتنام» والملايين الذين عانوا من الجوع فى بيافراء
وتصارع المثالية فى بولندا وتشيكوسلوفاكياء والمذابح فى المكسيك وارتياد.ووحشية المنشقين
الراديكاليين حول العالم» وقتل اثنين من الأمريكيين اللذين يعْدَان من أكثر من منحوا العالم
الأملء كان Lele من الاحتمالات العظمى ولكنه ضاع. وكما كتب كامو فى كتابه المتمرد» أن
هؤلاء الذين يتطلعون إلى أوقات سلمية لا يسعون إلى 'معالجة سبب الألم بل لإسكات
المعاناة ‘ . والشئ المثير عن عام ١174 أنه كان الوقت الذى رفضت فيه الشرائح الهامة من
السكان على مستوى العالم السكوت عن العديد من الأشياء الخاطئة فى العالم. إنهم لا يمكن أن
يسكتوا. لقد كان هناك العديد من الأشخاصء وإذا لم يكونوا قد أعطوا فرصة ecg pal كانوا
5 البيئة الصالحة لنشأة التحول
سيقفون فى الشوارع ويطالبون بذلك. وقد أعطى هذا العالم إحساسا بالأمل والذى كان نادراً
لديه» وهو الإحساس Gh هناك شئ Lbs كان هناك دائمًا الأشخاص الذين سيقومون بعرض
هذه المطالب ومحاولة تغييرها.
إنه من الرائع ما يمكن إنجازه إذا كان لدى المواطنين استعداد للسير على خطى الدكتور
كينج. Gla ail الوقت مجددا لإعطاء العالم My gud بالأمل.
الفصل الثانى عشر
جسر على حافة العالم
- ج إلى هؤلاء الذين من جيلى» إن البحث عن إجابات للتحديات التى ناقشناها فى هذا
~ الكتاب يقترب من نهايته؛ ولكن بالنسبة لشباب اليوم؛ فإنها فقط البداية. نحن حقا قد
قمنا باستعارة الأرض من أبنائنا. وأتمنى لو تمكن جيلى فقط من أن يقول أننا نعيدها إليهم
مكانا أفضل مما وجدناها. إن الحقيقة هى أننا قد استمرينا فى شراء الازدهار بتكاليف ضخمة
للعالم الطبيعى وأيضنًا بالنسبة للتضامن الإنسانى بيننا.
ولكن ما مضى قد انتهى؛ ولا يمكن عدم إنجازه أو إعادة فعله. وبالرغم مسن ذلك
#المستقبل شىء مختلف كليةء حيث يمكن إعادة فعله أى فعله وتشكيله بطريقة مختلفة عم
سيكون عليه بخلاف ذلك. هذا هو العمل العظيم القادم.
وإنه من السهل دفع هذه التحديات خارج عقل المرء. إن الحياة بالنسبة للعديد م
مريحة؛ والتمعن فى مثل هذه المادة المزعجة شىء مؤلم. وتبقى الحقيقة» التى تقول بأنه
مازال المرء يسمع بانتظام إنه لمن الخطأ التأكيد على هذه الحقائق المحزنة والمظلمة إذا كان
يريد حث الآخرين. وفى HS موت حركة حماية البيئة» يذكرنا كل من مايكل شيلينبرجر
وتيد نوردهاوسء على سبيل المثال» أن مارتن لوثر كينج الابن لم يصرح قائلاً: لدی كابوس"
(بل قال: لدی حلم). إن ردى على هؤلاء أنه لم يكن يحتاج oY يقول هذا GY الناس كانوا
يعيشون فى كابوس. لقد كانوا بحاجة إلى حلم. ولكنناء وهذا ما أخشاه نعيش حلسًا. نحن
بحاجة إلى تذكيرنا بالكابوس الذى هو أمامنا. وها هى الحقيقة كما أراها: إننا لن نقوم أيذا
بفعل الأشياء اللاز مة إلا إذا عرفنا المساحة الكاملة لأزمتنا.
وبمواجهة الأخطار أمامناء يجب علينا أيضنا أن نذكر أنفسنا والآخرين بأن الحلول
موجودة بوفرة. وقد قمنا بإعادة النظر فى مجموعة صغيرة من هذه الحلول» ويوجد العديد
منها. هذا بالإضافة إلى أن هناك قواعد صلبة للأمل. لقد تحمسن التفهم العلمسى بطريقة
۲٠٠ البيئة الصالحة لنشأة التحول
lb gale فأصبح النمو السكانى متباطنًاء وتم تقليل أعداد الأشخاص الذين يعانون الفققر. إن
التقنيات التى تستطيع أن تحدث التحسينات البيئية الشاسعة فى التصنيع: والطاقة:؛ والنقل»؛
والبناء والزراعة هى إما متاحة أو تقترب من متناول اليد. ولقد طوّرت كل من المنظمات
البيئية وغيرها من منظمات المجتمع المدنى قدرات جديدة للقيادة والفاعلية» وتستعد لبناء نقاط
القوة فى مجالات تم تجاهلها لفترة طويلة. ويمكن للعمل التجارى أن ينتج ذهبًا من خلال عمله
لصالح البيئة. وينبثق مجتمع مدنى عالمى كما تتحد المنظمات ذات الرأى الموحد فى العديد
من الدول.
إن جدية التهديدات البيئية التى تلوح فى الأفق تتلاشى ببطء وذلك لأنها يجرى قيادتها
بشدة بقضية المناخ» ولكنها أيضنًا على علم بتدفق المقالات والكتب الهامة التى توضح أن
التعطلات والانهيارات المتعددة ممكنة فى الحقيقة. وعلى الجانب الملائم؛ فإن الأزمات
والأحداث المتعلقة بالبيئة تستطيع أن تخلق تغيرًا إيجابيّاء مثلما فعل إعصار كاترينا. يمكننا
Cal رؤية بدايات التغير الاجتماعى فى جهود بعض المستهلكين لتقليل التغيرات والاتجاه
نحو alle نقى» فى JB وجود أنشطة مكافحة استغلال الشركات التى تقوم بها بعض
المجتمعات» وأيضنًا مع تكاثر المبادرات المتضمنة أشكالاً جديدة لملكية وإدارة العمل التجارى.
وتقترح استطلاعات الرأى أن العامة يصيبهم الحزن بسبب المادية السريعةء وهناك علامات
على أن النشاط الطلابى سوف يستيقظ من جديد وأن المجتمعات ذات .العقيدة سوف تأخذ
بالأسباب البيئية. ويستطيع الدين أن يساعدنا على رؤية التحديات التى نواجهها كتحديات
أخلاقية وروحيةء وأن الخطيئة ليست فردية ولكنها أيضنًا اجتماعية ومؤسسيةء وتدعونا إلى
الخزى» والتوبة والصمود.
هناك قوة متنامية فى الحركة الاجتماعية العالمية والتى وصفها بول هاوكن فى AS
الاضطرابات المباركة؛ وهى تبدأ من المنظمات غير الهادفة للربح العظمى ووصولاً إلى
أصل الأسباب» ونتشاً المجموعات فى هذه الحركة كقوة عالمية مؤثرة وإبداعية. وهناك
بالطبع أمل ينبع من شباب اليوم. ونحن نرى التزامهم فى جعل كلياتنا وجامعاتنا أكثر حفاظا
على البيئةء ونرى ذلك أيضًا فى نشاط الطلاب المتزايد وفى الحراك السياسى. ولقد تم التعبير
عن الاهتمامات بأنهم “الجيل المطمئن" ويحدث هذا Lal مباشرة؛ ولكن تهديدات المناخ
وقضايا العدل الاجتماعى تعد لحركة تغيير جديدة يقودها الشباب النشط.
فى الماضى»ء كانت القيادة عادة تأتى من العلماء» ورجال الاقتصاد والمحامين مثلى.
واليوم نحتاج خاصة إلى الدعاةء والفلاسفة؛ وعلماء النفس والشعراء. هناك فيض من الاهتمام
بأفكار وكتابات ألدو ليوبولد الآن. وفى عام ۷ حينما كنت أؤلف هذا الكتاب» قمست
برحلة طويلة لكوخ ألدو ليوبولد فى ريف ويسكونسينء حيث ألف فى الأربعينيات من القرن
جسر على Zila العالم Yay
العشرين كتاب تقويم بلد رملية وولدت الأخلاق البيئية. ولقد كتب كين براور (Ken Brower)
أن: "الكوخ ab فوق as فيضانية رملية لنهر ويسكونسين على مفترق تطور اهتمامنا
بالأرض". وقد كان هناك» مجرد كوخ مازال قائمًا: حيث يعد مكانا للوعى الجديد. ونحن
نسمع مصطلح الوعى الجديد الآن أكثر وأكثر من الأصوات الأخرى. وفى إحدى القصاك
قال و. س. ميروين (W.S. Merwin) “فى آخر يوم فى العالم» أود أن أزرع شجرة". وفى
قصيدة أخرى: ag أن أقول لكم كيف كانت تبدو الغاباتء يجب أن أتحدث بلغة منسية". إن
الشىء الأكثر جلاء هو أن الوعى الجديد يمكن أن يُرى فى التأبيد العالمى المتتامى وتبنى
ميثاق الأرض.
وأخيراء يجب أن نتذكر أنه طالما كان التعبير ينموء فإن المستحيل سوف يأخذ القليل من
الوقت لتحقيقه. وبالقطع هناك الكثير لفعله؛ ولكنه لن يكون ذلك سهلاً. إن التقدم كما تم
ملاحظته e gill وكما لاحظه ريتشارد فالك؛ غالبًا ما يكون Cae على أعقاب النظام. سوف
يسخر البعض من مقترحات التغير التحولىء لكنها حينما تكتسب قوة جاذبةء فإنها ستقاوم فى
كل جولة. إنها حقيقةء ولكنه من السهل القول أن المقاومة سوف تأتى من الاهتمامات
المترسخة. وسوف تأتى أيضنا من أنفسناء فنحن ed المستهلكين والموظفين وإننا تُغوى
بسهولة شديدة. ومازال هناك عالم على كفة الميزانء وهو العالم الذى سوف يرثه أبناؤنا
وأحفادنا. يجب علينا أن نخرج جميعًا لننقذ هذا العالم بجدية.
وى رحلتنا على الطريق بين عالمينء نحن نقترب بسرعة إلى مكان حيث تتفرق بنا
الطرق. وقد وصلنا إلى هذا المفترق من خلال تاريخ طويل يهيمن عليه صراعان مترابطان
وعظيمان. وهما الصراع ضد الندرة والصراع للتغلب على الطبيعة. وللفوز فى هذين
الصراعينء قمنا بابتكار تقنيات قوية وبتشكيل منظمة للاقتصاد والمجتمع لتنتشر هذه التقنيات
باتساع؛ وسرعةء وبلا رحمة إذا تطلب الأمر. ولقد نجحنا فى التغلب على الطبيعة لتحقيق
الثروة ووصلنا لما هو أبعد من تخيلات أجدادنا. وكانت هذه الأنظمة والإنجازات ناجحة جذا
حتى أصبحنا لا نجاريهاء ومقتونين بهاء ومأسورين بها حتى أصبحنا مدمنين لها. ولذلك
استمرينا بعجلة شديدة إلى الأمام - حتى بأفخم» وأوسع؛ وأغنى الطرق؛ Jaig ما كان
منطقيًا سابقا ولم يعد كذلك. وكانت هناك علامات تحذيرية على طول الطريق؛ ولكتنا لم
نلاحظها أو عندما قمنا بملاحظتها لم نوليها الاهتمام. وفى إطار هذه العلامات وضحت أشياء
مثل:
الكينونة» وليس الامتلاك
العطاء. وليس الأخذ
الاحتياج» وليس الرغبات
۸ البيئة الصالحة لنشأة التحول
الأفضل» وليس الأغنى
المجتمع» وليس الفرد
الآخرون» وليس الذات
التواصل» وليس الانفصال
علم البيئةء وليس الاقتصاد
e ja من الطبيعةء وليس بعيدا عن الطبيعة
معتمد وليس متعال
الغدء وليس اليوم
لقد تجاهلنا هذه التحذيرات لدرجة أنناء ونحن نصل الآن إلى مفترق الطرق» نقترب بشدة من
خطر فقد أكثر الأشياء قيمة ككل» فنحن نقوم بسرعة بتفريغ طبيعتناء وأنفسنا ومجتمعنا.
وفيما وراء هذا المفترق» نحو أى الطريقين؛ توجد نهاية العالم كما عرفناها. إن الطريق
وراء هذا المفترق يستمر بنا فى مسارنا الحالى. واعتاد المستشار العلمى للرئاسة جون
(John Gibbons) ji gua على القول بابتسامة ساخرة: بأنه إذا لم نقم بتغيير اتجاهناء فسوف
ننتهى إلى نقطة البداية. وفى الحال» نحن نتجه نحو كوكب مدمر. هذه هى إحدى الطرق التى
سينتهى بها العالم كما نعرفه؛ أسفل هذا الطريق إلى الهاوية.
ولكن هناك الطريق الآخرء والذى يؤدى إلى جسر عبر الهاوية. ولقد كنا نختبر هذا
الجسر على حافة العالم وما يتطلب لعبوره. بالطبع؛ فإن مفترق الطريق» سوف يكون مقر
صراع آخرء وهو صراع لابد من الانتصار فيه بالرغم من عدم رؤية ما يقع وراء هذا الممر
بوضوح. ومع ذلك فإننا يدفعنا فى هذا الصراع وما يليه من عبور هو أمل عظيم فى إمكان
بناء alle أفضل. ليس إمكانًا فقطء بل على حد قول الكاتبة أرونداهتى روی (Arundhati
Roy) "إن هذا العالم فى طريقه إلينا حتى أننا نشعر بأنفاسه”.
تصدير
1. James Gustave Speth, Red Sky at Morning: America and the Crisis of the Global
Environment, 2nd ed. (New Haven and London: Yale University Press, 2005).
The quotation from Time is on the cover.
2. The World Resources Institute, the Natural Resources Defense Council, and
Environmental Defense worked with a group of leading corporations to give
birth to a pathbreaking initiative, the United States Climate Action Partnership,
which calls for “prompt enactment of national legislation in the United States
to slow, stop and reverse the growth of greenhouse gas (GHG) emissions over
the shortest period of time reasonably achievable.” See www.us-cap.Org.
3.1 am indebted here to Paul Raskin et al., Great Transition (Boston: Stockholm
Environment Institute, 2002), which makes a similar point.
4.John Maynard Keynes, The General Theory of Employment, Interest and Money
(New York: Harcourt, Brace, 1936), 383-
Milton Friedman, Capitalism and Freedom (Chicago: University of Chicago .و
Press, 1962), Introduction.
6.See Speth, Red Sky at Morning, 152—157, 173-175 Afterword. Between the
established rich and the desperately poor are the rapidly growing emerging
economies, notably China and India, which will indeed be the sites of large
economic expansion and environmental pressures projected for the decades
ahead. Although much in Red Sky at Morning and portions of this volume bear
٠ ملاحظات
on how best to engage these countries constructively on environmental issues,
that challenge deserves a volume of its own. See, e.g., Joseph Kahn and Jim
Yardley, “As China Roars, Pollution Reaches Deadly Extremes,” New York
Times, August 26, 2007, Al.
7-Aldo Leopold, 4 Sand County Almanac (London: Oxford University Press,
1949), 204, 211.
مقدمة
1. The graphs are from W. Steffen et al., Global Change and the Earth System:
A Planet under Pressure (Berlin: Springer, 2005), 132-133 (with sources for the
graphs cited therein).
2. Millennium Ecosystem Assessment (MEA), Ecosystems and Human Well-Being:
Synthesis (Washington, D.C.: Island Press, 2005), 31-32.
3- Food and Agriculture Organization, Global Forest Resources Assessment 2005
(Rome: FAO, 2006), 20. This calculation includes all net change in forest area
in South America, Central America, Africa, and South and Southeast Asia;
the total is about twenty-eight million acres lost per year between 2000 and
2005.
4.MEA, Ecosystems and Human Well-Being: Synthesis, 2; MEA, Ecosystems and
Human Well-Being, vol. 1: Current State and Trends (Washington, D.C.: Island
Press, 2005), 14—15. See also N. C. Duke et al., “A World without Mangroves?”
Science 317 (2007): 41. And see Carmen Revenga etal., Pilot Analysis of Global
Ecosystems: Freshwater Systems (Washington, D.C.: WRI, 2000), 3, 21-22;
World Resources Institute et al., World Resources, 2000-2002 (Washington,
D.C.: WRI, 2000), 72, 107; and Lauretta Burke et al., Pilot Analysis of Global
Ecosystems: Coastal Ecosystems (Washington, D.C.: WRI, 2001), 19.
5. Food and Agriculture Organization, World Review of Fisheries and Aquaculture
(Rome: FAO, 2006), 29 (online at http://www.fao.org/ docrep/o09/Ao6g9e/
Ao699e00.htm); Ransom A. Myers and Boris Worm, “Rapid World-wide De-
pletion of Predatory Fish Communities,” Nature 423 (2003): 280. See also Fred
Pearce, “Oceans Raped of Their Former Riches,” New Scientist, 2 August 2003, 4,
6.MEA, Ecosystems and Human Well-Being: Synthesis, 2.
7-MEA, Ecosystems and Human Well-Being: Synthesis, 5, 36.
8. Tim Radford, “Scientist Warns of Sixth Great Extinction of Wildlife,” Guard-
tan (U.K.), 29 November 2001. See also Nigel C. A. Pitman and Peter M.
Jorgensen, “Estimating the Size of the World’s Threatened Flora,” Science
298 (2002): 989; and F. Stuart Chapin IIH et al., “Consequences of Changing
Biodiversity,” Nature 405 (2000): 234.
9. U.N. Environment Programme, Global Environment Outlook, 3 (London: Earth-
"5١١ ملاحظات
scan, 2002), 64—65. Drylands cover about 40 percent of the earth’s land surface,
and an estimated 10-20 percent suffer from “severe” degradation. James F.
Reynolds et al., “Global Desertification: Building a Science for Dryland Devel-
opment,” Science 316 (2007): 847. See also “Key Facts about Desertification,”
Reuters/Planet Ark, 6 June 2006, summarizing U.N. estimates.
10.Fred Pearce, “Northern Exposure,” New Scientist, 31 May 1997, 25; Martin
Enserink, “For Precarious Populations, Pollutants Present New Perils,” Science
299 (2003): 1642. See also the data reported in Joe Thornton, Pandora 's Poison
(Cambridge, Mass.: MIT Press, 2000), 1—55-
11. U.N. Environment Programme, Global Outlook for Ice and Snow, 4 June 2007,
available online at htep:// www-unep.org/ geo/geo_ice. See also http://www
.geo.unizh.ch/wgms. See generally William Collins et al., “The Physical Sci-
ence behind Climate Change,” Scientific American, August 2007, 64.
12. “UN Reports Increasing ‘Dead Zones’ in Oceans,” Associated Press, 20 Octo-
ber 2006. See generally Mark Shrope, “The Dead Zones,” New Scientist, 9
December 2006, 38; and Laurence Mee, “Reviving Dead Zones,” Scientific
American, November 2006, 79. On nitrogen pollution, see Charles Driscoll et
al., “Nitrogen Pollution,” Environment 45, NO. 7 (2003): 8.
13. Peter M. Vitousek et al., “Human Appropriation of the Products of Photo-
synthesis,” Bioscience 36, no. 6 (1986): 368; S. Rojstaczer et al., “Human Ap-
propriation of Photosynthesis Products,” Science 294 (2001): 2549- See also
Helmut Haberl et al., “Quantifying and Mapping the Human Appropriation
of Net Primary Production in Earth’s Terrestrial Ecosystems,” Proceedings of
the National Academy of Sciences (2007), available online at http:// www.pnas
org/cgi/doi/ 10.1073/ pnas.0704243104.
14.U.N. Environment Programme, “ata Glance: The World’s Water Crisis,”
available online at http:// www.ourplanet.com/ imgversn/141/glance.html.
15. MEA, Ecosystem and Human Well-Being: Synthesis, 32.
16. William H. MacLeish, The Day before America: Changing the Nature of a Conti-
nent (Boston: Houghton Mifflin, 1994), 164-168.
17. Quoted in Stephen R. Kellert, Kinship to Mastery: Biophilia in Human Evolution
and Development (Washington, D.C.: Island Press, 1997), 179—180.
18. Quoted in Kellert, Kinship to Mastery, 181—182.
19. Angus Maddison, The World Economy: A Millennial Perspective (Paris: OECD,
2001).
20.J. R. McNeill, Something New under the Sun: An Environmental History of the
Twentieth-Century World (New York: W. W. Norton, 2000), 4, 16.
21. Among the many books written about the possibility of large-scale economic,
environmental, and social breakdown are Jared Diamond, Collapse: How
Societies Choose to Fail or Succeed (New York: Viking, 2005); Fred Pearce,
۲ ملاحظات
The Last Generation: How Nature Will Take Her Revenge for Climate Change
(London: Transworld, 2006); Martin Rees, Our Final Hour: A Scientist's Warn-
ing . . . (New York: Basic Books, 2003); Richard A. Posner, Catastrophe: Risk
and Response (New York: Oxford University Press, 2004); James Lovelock,
The Revenge of Gaia: Why the Earth ls Fighting Back—and How We Can Still
Save Humanity (London: Penguin, 2006); James Martin, The Meaning of the
Twenty-first Century (New York: Penguin, 2006); Thomas Homer-Dixon, The
Upside of Down: Catastrophe, Creativity, and the Renewal of Civilization (Wash-
ington, D.C.: Island Press, 2006); Mayer Hillman, The Suicidal Planet: How to
Prevent Global Climate Catastrophe (New York: St. Martin’s Press, 2007); James
Howard Kunstler, The Long Emergency: Surviving the Converging Catastrophes
of the Twenty-first Century (New York: Grove Press, 2005); Richard Heinberg,
Power Down: Options and Actions for a Post-Carbon World (Gabriola Island,
B.C.: New Society, 2004); Ronald Wright, 4 Short History of Progress (New
York: Carroll and Graf, 2004); John Leslie, The End of the World: The Science
and Ethics of Human Extinction (London: Routledge, 1996); Colin Mason, The
2030 Spike (London: Earthscan, 2003); Michael T. Klare, Resource Wars: The
New Landscape of Global Conflict (New York: Henry Holt, 2001); and Roy
Woodbridge, The Next World War: Tribes, Cities, Nations, and Ecological De-
cline (Toronto: University of Toronto Press, 2004).
22. Rees, Our Final Hour, 8.
23. Robert A. Dahl, On Political Equality (New Haven and London: Yale Uni-
versity Press, 2006), 105-106.
24.Paul Hawken et al., Natural Capitalism: Creating the Next Industrial Revolu-
tion (Boston: Little, Brown, 1999), 10-11.
25. See Chapters 10-12.
الفصل الأول: النظر فى الهاوية
1. Quoted in Shierry Weber Nicholsen, The Love of Nature and the End of the
World: The Unspoken Dimensions of Environmental Concern (Cambridge, Mass.:
MIT Press, 2002), 171.
2.U.S. Council on Environmental Quality and U.S. Department of State, The
Global 2000 Report to the President—Entering the Twenty-first Century, 2 vols.
(Washington, D.C.: Government Printing Office, 1980).
3. Foreword to Robert Repetto, ed., The Global Possible: Resources, Development,
and the New Century (New Haven and London: Yale University Press, 1985),
xili—xiv.
4. There are a number of useful overviews of global-scale environmental condi-
tions and trends. See, e.g., World Resources Institute et al., World Resources
ملاحظات ۲۱۳
(Washington, D.C.: WRI, biennial series); W. Steffen et al., Global Change
and the Earth System: A Planet under Pressure (Berlin: Springer, 2005); U.N.
Environment Programme, Global Environmental Outlook 3 (London: Earthscan,
2002); Donald Kennedy, ed., State of the Planet: 2006-2007 (Washington, D.C.:
Island Press, 2006); Ron Nielsen, The Little Green Handbook: Seven Trends
Shaping the Future of Our Planet (New York: Picador, 2006); Worldwatch Insti-
tute, State of the World (New York: W. W. Norton, annual series); and Speth,
Red Sky at Morning: America and the Crisis of the Global Environment, 2nd ed.
(New Haven: Yale University Press, 2005). See also “Crossroads for Planet
Earth,” Scientific American, September 2005 (special issue); U.N. Environment
Programme et al., Protecting Our Planet, Securing Our Future (Washington,
D.C.: World Bank, 1998); John Kerry and Teresa Heinz Kerry, This Moment
on Earth: Today's New Environmentalists and Their Vision for the Future (New
York: Public Affairs, 2007); and Paul R. Ehrlich and Anne H. Ehrlich, One
with Nineveh: Politics, Consumptions, and the Human Future (Washington, D.C.:
Island Press, 2004).
See also the discussion in James Gustave Speth and Peter M. Haas, Global
Environmental Governance (Washington, D.C.: Island Press, 2006), 17—44 At
several points in this chapter, the discussion draws on the authors’ presentation
there.
5. David A. King, “Climate Change Science: Adapt, Mitigate, or Ignore,” Science
303 (2004): 176.
6. Richard B. Alley et al., Contribution of Working Group 1 to the Fourth Assessment
Report of the Intergovernmental Panel on Climate Change: Summary for Policy-
makers (Intergovernmental Panel on Climate Change, 2007), $, 7—10, available
online at htep://ipec-wg! sucar.edu/wgi/ wegi-report.html.
7.Neil Adger et al., Working Group 1I Contributions to the Intergovernmental
Panel on Climate Change Fourth Assessment Report: Summary for Policymakers
(Intergovernmental Panel on Climate Change, 2007), 5-8, available online at
http: //www.ipcc-wg2.0r6: All the IPCC working group reports can be ac-
cessed through this site.
8. Adger et al., Working Group H Contributions, 7.
g. Alley et al., Contribution of Working Group 1, 9-
10. Adger et al., Working Group II Contributions, 7.
ı1. Arctic Climate Impact Assessment, Impacts of a Warming Arctic (Cambridge:
Cambridge University Press, 2004); Deborah Zabarenko, “Arctic Ice Cap Melt-
ing Thirty Years Ahead of Forecast,” Reuters, 1 May 2007; Gilbert Chin, ed.,
“An Ice Free Arctic,” Science 305 (2004): 9
12. U.N. Environment Programme, Global Outlook for Ice and Snow, 4 June 2007, 12,
available online at http:// www.unep.org/geo/geo_ice. See also Ian M. Howat
٤ ملاحظات
et al., “Rapid Changes in Ice Discharge from Greenland Outlet Glaciers”
Science Express, 8 February 2007, available online at http:// www.scienceexpress
-org/8February2007/ Pager /10.1126/science.1 138478. And see Diana Law-
rence and Daniel Dombey, “Canada Joins Rush to Claim the Arctic,” Financial
Times, 9 August 2007, I.
13. World Health Organization, “New Book Demonstrates How Climate Change
Impacts on Health,” Geneva, 11 December 2003; World Health Organization
etal., Climate Change and Human Health (Geneva: WHO, 2003); Andrew Jack,
“Climate Toll to Double within Twenty-five Years,” Financial Times/ FT.com,
24 April 2007.
14. See, e.g., Douglas Fox, “Back to the No-Analog Future,” Science 316 (2007):
823.
15. U.S. National Assessment Synthesis Team, Climate Change Impacts on the United
States: The Potential Consequences of Climate Variability and Change (Cam-
bridge: Cambridge University Press, 2000), 116-117. See also L. R. Iverson
and A. M. Prasad, “Potential Changes in Tree Species Richness and Forest
Community Types following Climate Change,” Ecosystems 4 (2001): 193.
16. Richard Seager et al., “Model Projections of an Imminent Transition to a More
Arid Climate in Southwestern North America,” Science 316 (2007): 1181.
17. Jessica Marshall, “More Than Just a Drop in the Lake,” New Scientist, 2 June
2007, 8.
18. See generally Michael Kahn, “Sudden Sea Level Surge Threatens One Billion
—Study,” Reuters/Planet Ark, 20 April 2007; Richard Kerr, “Pushing the
Scary Side of Global Warming,” Science 316 (2007): 1412; J. E. Hansen, “Scien-
tific Reticence and Sea Level Rise,” Environmental Research Letters 2 (2007),
available online ac http:// www.stacks.iop.org/ERL/2/ 024002,
19. See Kevin E. Trenberth, “Warmer Oceans, Stronger Hurricanes,” Scientific
American, July 2007, 45-
20. John Vidal, “Climate Change to Force Mass Migration,” Guardian (U.K.), 14
May 2007: Jeffrey D. Sachs, “Climate Change Refugees,” Scientific American,
June 2007, 43; Elisabeth Rosenthal, “Likely Spread of Deserts to Fertile Land
Requires Quick Response, U.N. Report Says,” New York Times, 28 June 2007,
AG.
21. See, e.g., Tom Athanasiou and Paul Baer, Dead Heat: Global Justice and Global
Warming (New York: Seven Stories Press, 2002); Nicholas D. Kristof, “Our
Gas Guzzlers, Their Lives,” New York Times, 28 June 2007, A23.
22. National Research Council, Abrupt Climate Change: Inevitable Surprises
(Washington, D.C.: National Academy Press, 2002), 1.
23. Jim Hansen, “State of the Wild: Perspective of a Climatologist,” 10 April
2007, available online at http:// www.giss.nasa.gov/~jhansen/ Preprints/
Yio ملاحظات
Wild.o70410.pdf, forthcoming in E. Fearn and K. H. Redford, eds., The State
of the Wild 2008: A Global Portrait of Wildlife, Wildlands, and Oceans (Wash-
ington, D.C.: Island Press, 2008). See also J. Hansen et al., “Climate Change
and Trace Gases,” Philosophical Transactions of the Royal Society A365 (2007):
1925; J. Hansen et al., “Dangerous Human-Made Interference with Climate:
A GISS ModelE Study,” Atmospheric Chemistry and Physics 7 (2007): 2287; and
James Hansen, “Climate Catastrophe,” New Scientist, 28 July 2007, 30.
24.See Al Gore, An Inconvenient Truth (Emmaus, Pa.: Rodale, 2006); Speth,
Red Sky at Morning, §5—71, 203-2293 Eugene Linden, Winds of Change: Cli-
mate, Weather, and the Destruction of Civilizations (New York: Simon and
` Schuster, 2007); Eugene Linden, “Cloudy with a Chance of Chaos,” Fortune, —
17 January 2006; Fred Pearce, With Speed and Violence: Why Scientists Fear
Tipping Points in Climate Change (Boston: Beacon Press, 2007); Harvard
Medical School, Climare Change Futures (Cambridge, Mass.: Harvard Medical
School, 2005); Scientific Expert Group on Climate Change, Confronting Cli-
mate Change (Washington, D.C.: Sigma Xi and United Nations Foundation,
2007); Elizabeth Kolbert, Field Notes from a Catastrophe: Man, Nature, and
Climate Change (New York: Bloomsbury, 2006); Joseph Romm, Hell and High
Water: Global Warming—the Solution and the Politics—and What We Should
Do (New York: William Morrow, 2007); Tim Flannery, The Weather Makers:
How Man Is Changing the Climate and What It Means for Life on Earth (New
York: Grove Press, 2006); George Monbiot, Hear: How to Stop the Planet from
Burning (Cambridge, Mass.: South End Press, 2007); Mark Lynas, Six Degrees:
Our Future on a Hotter Planet (London: Fourth Estate, 2007); Ross Gelbspan,
Boiling Point (New York: Basic Books, 2004); and Kirstin Dow and Thomas E.
Downing, The Atlas of Climate Change: Mapping the World’s Greatest Challenge
(Berkeley: University of California Press, 2006). See also Stephen H. Schneider
and Michael D. Mastrandrea, “probabilistic Assessment of ‘Dangerous’ Cli-
mate Change and Emission Pathways,” Proceedings of the National Academy of
Sciences 102 (2005): 15728; Camille Parmesan, “Ecological and Evolutionary
Responses to Recent Climate Change,” Annual Review of Ecology, Evolution,
and Systematics 37 (2006): 6373 and Stefan Rahmstorf et al., “Recent Climate
Observations Compared to Projections,” Science 316 (2007): 709-
25.Michael Raupach et al., “Global and Regional Drivers of Accelerating CO2
Emissions,” Proceedings of the National Academy of Sciences (2007), available
online at hetp:// www.pnas.org/cgi/ doi/10.1073/ pnas.0700609104.
36. International Energy Agency, World Energy Outlook, 2006 (Paris: OECD/IEA,
2006), 493, 529-
27.See note 23 above. See also the discussion in Speth, Red Sky at Morning,
205-212.
575 ملاحظات
28. Terry Barker et al., Climate Change, 2007: Mitigation of Climate Change,
Working Group IHI Contribution to the IPC C Fourth Assessment Report, Summary
Sor Policymakers (Intergovernmental Panel on Climate Change, 2007), 23.
Working Group III reports can be accessed at htep:// www.ipcc-wg2.0rg.
29. Nicholas Stern, The Economics of Climate Change (Cambridge: Cambridge
University Press, 2007), xvi.
30. Stern, Economics of Climate Change, xvii. See also the exchange between
William Nordhaus, “Critical Assumptions in the Stern Review on Climate
Change,” Science 317 (2007): 201; and Nicholas Stern and Chris Taylor, “Cli-
mate Change: Risk, Ethics, and the Stern Review,” Science 317 (2007): 203,
31. See, e.g., Wallace S. Broecker, “CO, Arithmetic,” Science 315 (2007): 1371, and
the comments at Science 316 (2007): 829; and Oliver Morton, “Is This What It
Takes to Save the World?” Nature 447 (2007): 132.
On climate protection Strategy generally, see California Environmental As-
sociates, Design to Win (San Francisco: California Environmental Associates,
2007).
32. See Introduction, notes 2 and 3.
33. International Tropical Timber Organization, Status of Tropical Forest Manage-
ment, 2005: Summary Report (Yokohama: ITTO, 2006), 5.
34. Roddy Scheer, “Indonesia’s Rainforests on the Chopping Block,” MSNBC,
8 August 2006; Lisa M. Curran et al., “Impact of El Nifio and Logging on
Canopy Tree Recruitment in Borneo,” Science 286 (1999): 2184.
35. Adhityani Arga, “Indonesia World’s No. 3 Greenhouse Gas Emitter—Report,”
Reuters/Planet Ark, 6 May 2007.
36. Tansa Musa, “Two-thirds of Congo Basin Forests Could Disappear,” Reu-
ters, 15 December 2006. The article discusses a World Wildlife Fund report
on Congo Basin deforestation.
37-G. P. Asner et al., “Selective Logging in the Brazilian Amazon,” Science 310
(2005): 480.
38. Food and Agriculture Organization, Global Forest Resources Assessment, 2005
(Rome: FAO, 2006), 20.
with Desertification” (Tokyo: United Nations University, December 2006).
40. John Mitchell, “The Coming Water Crisis,” Environment: Yale, Spring 2007, 5,
See generally, World Water Assessment Programme, Water: A Shared Re-
sponsibility (Paris: UNESCO, 2006); Fred Pearce, When the Rivers Run Dry:
Water—The Defining Crisis of the Twenty-First Century (Boston: Beacon Press,
2006); Sandra Postel and Brian Richter, Rivers for Life: Managing Water for
People and Nature (Washington, D.C.: Island Press, 2003); and Jeffrey Roth-
ملاحظات ۲۱۷
feder, Every Drop for Sale: Our Desperate Battle over Water (New York: Pen-
guin, 2004).
41. Nels Johnson et al., “Managing Water for People and Nature,” Sctence 292
(2001), 1071-72.
42.See Introduction, note 14. See also Peter H. Gleick, “Safeguarding Our
Water: Making Every Drop Count,” Scientific American, February 2001, 41-
43. See Introduction, note t4.
44. Fred Pearce, “Asian Farmers Suck the Continent Dry,” New Scientist, 18 August
2004, 6—7; Fred Pearce, “The Parched Planet,” New Scientist, 26 February
2006, 32. See also Michael Specter, “The Last Drop,” New Yorker, 23 October
2006, 60.
45-John Vidal, “Running on Empty,” Guardian Weekly (U.K.), 29 September
2006, 1. See also Fiona Harvey, “Shortages of Water Growing Faster Than
Expected,” Financial Times, 22 August 2006, 3.
46. Celia Dugger, “The Need for Water Could Double in Fifty Years, U.N.
Study Finds,” New York Times, 22 August 2006, A12. See also Rachel Nowak,
“The Continent That Ran Dry,” New Scientist, 16 June 2007, 8.
47. “World Likely to Miss Clean Water Goals,” Environmental News Service, 6
September 2006; Alana Herro, “Water and Sanitation ‘Most Neglected Public
Health Danger,” Worldwatch, September—October 2006, 4; Anna Dolgov,
“Two in Five People around the World without Proper Sanitation,” Associated
Press, 29 September 2006.
48. Claudia H. Deutsch, “There’s Money in Thirst,” New York Times, 10 August
2006. See also Abby Goodnough, “F lorida Slow to See the Need to Save Water
or to Enforce Restrictions on Use,” New York Times, 19 June 2007, A18.
49. See Introduction, note $; and Reg Watson and Daniel Pauly, “Systematic
Distortions in World Fisheries Catch Trends,” Nature 414 (2001): $34- See also
“Fishy Figures,” Economist, 1 December 2001, 75. See generally Daniel Pauly
and Reg Watson, “Counting the Last F ish,” Scientific American, July 2003, 42,
and the references cited therein.
so. Ransom A. Myers and Boris Worm, “Rapid Worldwide Depletion of Predatory
Fish Communities,” Nature 423 (2003): 280.
şı. Boris Worm et al., “Impacts of Biodiversity Loss on Ocean Ecosystem Services,”
Science 314 (2006): 787. See also the exchanges in “Letters,” Science 316 (2007):
1281-1285. See also Richard Ellis, The Empty Ocean (Washington, D.C.: Island
Press, 2003).
52. “Marine Environment Plagued by Pollution, UN Says,” Environment News
Service, 4 October 2006.
53. See Introduction, note 6.
ş4. Aaron Pressman, “Fjshed Out,” Business Week, 4 September 2006, 56. See also
۸ ملاحظات
“More Species Overfished in US. in 2006— Report,” Reuters/ Planet Ark, 25
June 2007; and Roddy Scheer, “Ocean Rescue: Can We Head Off a Marine
Cataclysm?” E—The Environment Magazine, July-August 2005, 26.
55. See generally Paul Molyneaux, Swimming in Circles (New York: Thunder’s
Mouth Press, 2007).
56. Center for Children’s Health and the Environment, Mount Sinai School of
Medicine, “Multiple Low-Level Chemical Exposures,” available online at
heep:// www.childenvironment.org/ position.htm.
57. Nancy J. White, “A Toxic Life,” Toronto Star, 21 April 2006, Ex,
58. See International Scientific Committee, “The Faroes Statement: Human Health
Effects of Developmental Exposure to Environmental Toxicants,” International
Conference on Fetal Programming and Developmental Toxicity, May 20-24,
2007; Marla Cone, “Common Chemicals Pose Danger for Fetuses, Scientists
Warn,” Los Angeles Times, 25 May 2007. See also Maggie Fox, “Studies Line
Up on Parkinson’s-Pesticide Link,” Reuters/Planet Ark, 23 April 2007; Marla
Cone, “Common Chemicals Are Linked to Breast Cancer,” Los Angeles Times,
14 May 2007; and Erik Stokstad, “New Autism Law Focuses on Patients, En-
vironment,” Science 315 (2007): 27. And see Paul D. Blanc, How Everyday
Products Make People Sick: Toxins at Home and in the Workplace (Berkeley:
University of California Press, 2007).
59. Center for Children’s Health and the Environment, Mount Sinai School of Medi-
cine, “Endocrine-Disrupting Chemicals Act like Drugs, but Are Not Regu-
lated as Drugs,” available online at hetp:// www.childenvironment.org. The
question of EDSs was first brought to wide public attention by Theo Colborn
et al., Our Stolen Future: Are We Threatening Our Fertility, Intelligence, and
Survival? A Scientific Detective Story (New York: Dutton, 1996). The issue is
discussed in Sheldon Krimsky, “Hormone Disruptors: A Clue to Understand-
ing the Environmental Causes of Disease,” Environment 43, NO. 5 (2001): 22.
See also Darshak M. Sanghavi, “Preschool Puberty, and a Search for Causes,”
New York Times, 17 October 2006.
60. Worldwatch Institute, Vital Signs 2002 (New York: W, W, Norton, 2002),
112,
61. Stephen M. Meyer, The End of the Wild (Cambridge, Mass.: MIT Press, 2006),
4-5.
62. U.N. Secretariat of the Convention on Biodiversity, Global Biodiversity Outlook,
2 (Montreal: Secretariat of the Convention on Biodiversity, 2006), 2-3. See
also Worldwide Fund for Nature (WWF), Living Planet Report, 2006 (Gland,
Switzerland: WWF, 2006).
63. Stuart L. Pimm and Peter H. Raven, “Extinction by Numbers,” Nature 403
(2000): 843. ١
ملاحظات ۲۱۹
64. See Speth, Red Sky at Morning, 30-36, for a more detailed review.
65. See Introduction, note 7.
66. Duncan Graham-Rowe, “From the Poles to the Deserts, More and More
Animals Face Extinction,” New Scientist, 6 May 2006, 10.
67.Constance Holden, ed., “Racing with the Turtles,” Science 316 (2007):
179.
68. Joseph R. Mendelson 111 et al., “Confronting Amphibian Declines and Extinc-
tions,” Science 313 (2006): 48.
69. Erika Check, “The Tiger's Retreat,” Nature 441 (2006): 927; James Rander-
son, “Tigers on the Brink of Extinction,” Guardian Weekly (U.K.), 28 July-
3 August 2006, 8.
10. Greg Butcher, “Common Birds in Decline,” Audubon, July-August 2007,
58; Felicity Barringer, “Meadow Birds in Precipitous Decline, Audubon Says,”
New York Times, 15 June 2007, A19.
71. See Introduction, note 12, and Federico Magnani et al., “The Human Footprint
in the Carbon Cycle of Temperate and Boreal Forests,” Nature 447 (2007):
848.
72. Jane Lubchenco, “Entering the Century of the Environment,” Science 279
(1998): 492-
73. The statement is reprinted in Renewable Resource Journal, Summer 2001,
16.
74.Millennium Ecosystem Assessment, Statement from the Board, Living beyond
Our Means: Natural Assets and Human Well-Being, March 2005, §- See also
Jonathan A. Foley et al., “Global Consequences of Land Use,” Science 309
(2005): 570.
75- “The Clock Is Ticking,” New York Times, 17 January 2007, A19. See also
http:// www.thebulletin.org.
76. Nicholas Stern, Economics of Climate Change, 162. See also the exchange
between Stern and William Nordhaus referenced in note 30, above.
77. WWE, Living Planet Report, 2006, 2—3.
78. WWF, Living Planet Report, 2006, 28-29.
79.U.N. Development Programme, Human Development Report, 1998 (New
York: Oxford University Press, 1998), 2.
80. These scenarios and worldviews are developed in Paul Raskin et al., Great
Transition (Boston: Stockholm Environment Institute, 2002), 13—19; Jennifer
Clapp and Peter Dauvergne, Paths to a Green World: The Political Economy of
the Global Environment (Cambridge, Mass.: MIT Press, 2005), 1-19; and Allen
Hammond, Which World? Scenarios for the Twenty-first Century (Washington,
D.C.: Island Press, 1998), 26-65. See also John Dryzek, The Politics of the
Earth: Environmental Discourses (Oxford: Oxford University Press, 2005).
۰ ملاحظات
81. Speth and Haas, Global Environmental Governance, 126-127.
82. Thomas Berry, The Great Work: Our Way into the Future (New York: Bell
Tower, 1999), 1-7.
الفصل الثانى: الرأسمالية الحديثة
1. Javier Blas and Scheherazade Daneshkhu, “IMF Warns of ‘Severe Global
Slowdown,’” Financial Times, 6 September 2006; James C. Cooper, “If Oil
Keeps Flowing, Growth Will, Too,” Business Week, 31 July 2006, 21; Kevin J.
Delaney, “Google Sees Content Deal as Key to Long-Term Growth,” Wall
Street Journal, 14 August 2006, Br.
2. Daniel Bell, The Cultural Contradictions of Capitalism (New York: Basic Books,
1978), 237-38. For an interesting perspective on the social and political roles
of growth, see Benjamin M. Friedman, The Moral Consequences of Economie
Growth (New York: Alfred A. Knopf, 2005).
3. “Economic Focus: Venturesome Consumption,” Economist, 29 July 2006, 70.
On advertising expenditures, see Speth, Red Sky at Morning, 20-23.
4. James C. Cooper, “Count on Consumers to Keep Spending,” Business Week,
1 January 2007, 29.
$. Alex Barker and Krishna Guha, “Sharp Rise in Consumer Spending Heralds
Strong Rebound in U.S. Growth,” Financial Times, 14 June 2007, 6.
6.See “Time to Arise from a Great Slump,” Economist, 22 July 2006, 65; and
“What Ails Japan,” Economist, 20 April 2002, 3 (special section). See also Clive
Hamilton, Growth Fetish (London: Pluto Press, 2004), 226~227. But see also
Ian Rowley and Kenji Hall, “Japan’s Lost Generation,” Business Week, 28 May
2007, 40.
7. Paul A. Samuelson and William D. Nordhaus, Macroeconomics, 17th ed, (Bos-
ton: McGraw-Hill Irwin, 2001), 69—70, 221.
8. J. R. McNeill, Something New under the Sun: An Environmental History of the
Twentieth-Century World (New York: W. W.N Orton, 2000), 334-336 (emphasis
added).
9. Richard Bernstein, “Political Paralysis: Europe Stalls on Road to Economic
Change,” New York Times, 14 April 2006, A8.
to. Samuelson and Nordhaus, Macroeconomics, 409.
11. Paul Ekins, Economic Growth and Environmental Sustainability (London: Rout-
ledge, 2000), 316-317. Even the most ardent advocates of growth acknowledge
the potential environmental costs, some more fully than others. See, e.g., Ben-
jamin M. Friedman, The Moral Consequences of Economic Growth, 369-395;
and Martin Wolf, Why Globalization Works (New Haven and London: Yale
University Press, 2004), 188-194.
ملاحظات ۲۲۱
12. McNeill, Something New under the Sun, 360.
13. The figures presented are derived from time series data maintained by the
World Resources Institute (www.earthtrends.wri.org), the Worldwatch Insti-
tute (www.worldwatch.org/node/1066/print), and the U.S. Bureau of the
Census (www.census.gov). These figures are part of a more complete data set
of eighteen indicators covering two periods (1960-1980, 1980—2004), available
online at http://environment.yale.edu/post/5046/global_trends_1960_2004
_table/.
14. Donella Meadows, “Things Getting Worse at a Slower Rate,” Progressive Popu-
list 6, no. 14 (2000): 10.
15. Wallace E. Oates, “An Economic Perspective on Environmental and Resource
Management,” in Wallace E. Oates, ed., The REF Reader in Environmental and
Resource Management (Washington, D.C.: RFF, 1999), xiv.
16. Norman Myers and Jennifer Kent, Perverse Subsidies: How Tax Dollars Can
Undercut the Environment and the Economy (Washington, D.C.: Island Press,
2001), 4, 188. As one indication of the seriousness of the subsidy problem, in May
2007, a group of 125 international marine scientists called on the World Trade
Organization to slash government subsidies to their fishing industries. Robert
Evans, “Scientists Urge WTO to Slash Fishing Subsidies,” Reuters, 24 May
2007. See also Doug Koplow and John Dernbach, “Federal Fossil Fuel Subsidies
and Greenhouse Gas Emissions,” available online at htep:// www.earthtrack
snet/earthtrack/library / Fossil%20Subsidies%2oand%2oTransparency.pdf.
17. Thomas L. Friedman, The Lexus and the Olive Tree: Understanding Globalization
(New York: Farrar, Straus and Giroux, 1999), 86-87.
18. Michael Mandel, “Can Anyone Steer This Economy?” Business Week, 20 No-
vember 2006, 96-8.
19. Emily Matthews et al., The Weight of Nations: Material Ousflows from Industrial
Economies (Washington, D.C.: World Resources Institute, 2000), xi.
20. Stefan Bringezu et al., “International Comparison of Resource Use and Its
Relation to Economic Growth,” Ecological Economics 51 (2004): 97, 99-
21. Cutler Cleveland and Matthias Ruth, “Indicators of Dematerialization and
the Materials Intensity of Use,” Journal of Industrial Ecology 2, no. 3 (1999):
15. This study also points out that there are many cases where “less” may not
be less from an environmental perspective, for example, the substitution of
aluminum for steel and plastic for lumber. See also Ester van der Voet et al.,
“Dematerialization: Not Just a Matter of Weight,” Journal of industrial Ecology
8, no. 4 (2004): 121. l
22. Arnulf Grubler, “Doing More with Less,” Environment, March 2006, 29, 35.
Dematerialization and increased resource productivity can be promoted as
policy objectives. These issues are discussed in Chapters 4 and 5.
۲ ملاحظات
23. Paul Ekins, Economic Growth, 210 (emphasis added). See also D. I. Stern et
al., “Economic Growth and Environmental Degradation: The Environmental
Kuznets Curve and Sustainable Development,” World Development 24, no.7
(1996): 1151; William R. Moomaw and Gregory C. Unruh, “Are Environmental
Kuznets Curves Misleading Us? The Case of CO2 Emissions,” Environment and
Development Economics 2 (1997): 451; M. A. Cole et al., “The Environmental
Kuznets Cure: An Empirical Analysis,” Environment and Development Eco-
nomics 2 (1997): 401; S. M. deBruyn et al., “Economic Growth and Emissions:
Reconsidering the Empirical Basis of Environmental Kuznets Curves,” Eco-
logical Economics 25 (1998): 161; Scott Barrett and Kathryn Graddy, “Freedom,
Growth, and the Environment,” Environment and Development Economics 5
(2000): 433; Neha Khanna and Florenz Plassmann, “The Demand for Environ-
mental Quality and the Environmental Kuznets Curve Hypothesis,” Ecological
Economics $1 (2004): 225; and Soumyananda Dinda, “Environmental Kuznets
Curve Hypothesis: A Survey,” Ecological Economics 49 (2004): 431.
24. Samuel Bowles et al., Understanding Capitalism: Competition, Command, and
Change (New York: Oxford University Press, 2005), 4. See also Peter A. Hall
and David Soskice, eds., Varieties of Capitalism (Oxford: Oxford University
Press, 2001); and Colin Cronch and Wolfgang Streeck, Political Economy of
Modern Capitalism (London: Sage, 1997).
25. Bowles, Understanding Capitalism, 119, 148-149, 152.
26. William J. Baumol, The Free Market Innovation Machine: Analyzing the Growth
Miracle of Capitalism (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 2002), 1.
See also William J. Baumol et al., Good Capitalism, Bad Capitalism, and the
Economics of Growth and Prosperity (New Haven and London: Yale University
Press, 2007). And see Richard Smith, “Capitalism and Collapse: Contradictions
of Jared Diamond’s Market Meliorist Strategy to Save the ene Ecological
Economics §5 (2005): 294.
27. Karl Polanyi, The Great ع (Boston: Beacon Press, 1944), 3, 73,
131.
28. Medard Gabel and Henry Bruner, Global inc—An Atlas of the Multinational
Corporation (New York: New Press, 2003), 2-3. See also Richard J. Barnet and
Ronald E. Muller, Global Reach (New York: Simon and Schuster, 1974).
29. See Chapter 8. See also Peter Barnes, Capitalism 3.0: A Guide to Reclaiming
the Commons (San Francisco: Berrett-Koehler, 2006), 33-48.
30. See Chapters 7 and 10.
31. See Joseph S. Nye, Jr., Soft Power: The Means to Success in World Politics (New
York: Public Affairs, 2004); and Robert Gilpin, The Political Economy of Inter-
national Relations (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 1987). For an
interesting discussion of capitalism, growth, and nationalism, see Liah Green-
YYY ملاحظات
feld, The Spirit of Capitalism: Nationalism and Economic Growth (Cambridge,
Mass.: Harvard University Press, 2001).
32. Jan Aart Scholte, “Beyond the Buzzword: Towards a Critical Theory of Globali-
zation,” in Eleonore Kofman and Gillian Youngs, eds., Globalization: Theory
and Practice (London: Pinter, 1996), 55-
33. John S. Dryzek, “Ecology and Discursive Democracy: Beyond Liberal Capi-
talism and the Administrative State,” in Martin O’Connor, ed., /s Capitalism
Sustainable? Political Economy and the Politics of Ecology (New York: Guilford
Press, 1994), 176.
34. Richard Falk, Explorations at the Edge of Time: The Prospects for World Order
(Philadelphia: Temple University Press, 1992), 9.
35. Falk, Explorations at the Edge of Time, 13. Peter G. Brown has also provided a
far-reaching vision of political transformation in Ethics, Economics and Inter-
national Relations (Edinburgh: Edinburgh University Press, 2000).
36.See, e.g., David G. Myers, The American Paradox: Spiritual Hunger in an
Age of Plenty (New Haven and London: Yale University Press, 2000).
37. Richard Hofstadter, The American Political Tradition and the Men Who Made
Jt (New York: Vintage Books, 1948), vii—ix.
الفصل الثالث: حدود AS jo حماية البيئة اليوم (
1. See James Gustave Speth, Red Sky at Morning: America and the Crisis of the
Global Environment, 2nd ed. (New Haven and London: Yale University Press,
2005), 91—108.
2. World Resources Institute, The Crucial Decade: The 1990's and the Global Envi-
ronmental Challenge (Washington, D.C.: WRI, 1989).
- 3. Environmental and Energy Study Institute Task Force, Partnership for Sustain-
able Development: A New U.S. Agenda for International Development and Environ-
mental Security (Washington, D.C.: EESI, 1991).
4. World Resources Institute, 4 New Generation of Environmental Leadership: Action
for the Environment and the Economy (Washington, D.C.: WRI, 1993). See
also National Commission on the Environment, Choosing a Sustainable Future
(Washington, D.C.: Island Press, 1993).
President’s Council on Sustainable Development, Sustainable America: A New .و
Consensus (Washington, D.C.: U.S. GPO, 1996).
6. On this general approach to environmental protection, see John S. Dryzek,
The Politics of the Earth: Environmental Discourses, 2nd ed, (Oxford: Oxford
University Press, 2005), 73—120.
7.Speth, Red Sky at Morning, 77-116.
8. David Levy and Peter Newell, “Oceans Apart: Business Responses to Global
4 ملاحظات
Environmental Issues in Europe and the United States,” Environment 42, no.
9 (2000): 9.
9. U.S. Environmental Protection Agency, “Air Quality and Emissions—Progress
Continues in 2006,” 30 April 2007 (online at http:// www.epa.gov/airtrends/
econ-emissions.html), 1.
10. EPA places the net benefits of the Clean Air Act between 1970 and 1990
at almost twenty trillion dollars. EPA, “The Benefits and the Costs of the
Clean Air Act, 1970 to 1990,” http://yosemite.epa.gov/ee/epa/eerm.nst/
vwRepNumLookup/EE-0295?opendocument.
11. John Heilprin, “EPA Says One-Third of Rivers in Survey Too Polluted for
Swimming, Fishing,” Associated Press, 1 October 2002. See also EPA, “The
Wadeable Streams Assessment,” May 2005, reporting that 42 percent of Amer-
ica’s streams and small rivers were found to be in “poor” condition.
12. U.S. Environmental Protection Agency, “National Estuary Program Coastal
Condition Report,” June 2007 (online at http:// www.epa.gov/owow/oceans/
nepecrepccr/index.html).
13. Lucy Kafanov, “Record Number of U.S. Beaches Closed Last Year,” E+E
News, 7 August 2007, available online at http://www.eenews.net/eenewspm/
print/2007/08/07/ 3.
14. Lucy Kafanov, “Great Lakes Problems Nearing a ‘Tipping Point,’ Experts Say,”
Environment and Energy Daily, 14 September 2006; Andrew Stern, “Great
Lakes near Ecological Breakdown: Scientists,” Reuters/Planet Ark, 12 Septem-
ber 2005; John Flesher, “Lake Superior Shrinking, Warming,” Associated Press,
7 August 2007.
15-EPA, “Air Quality and Emissions,” 2.
16. American Lung Association, State of the Air: 2006 (New York: American Lung
Association, 2006), 5-13.
17. John Eyles and Nicole Consitt, “What’s at Risk? Environmental Influences on
Human Health,” Environment 46, no. 8 (2004): 32.
18, Cheryl Dorschner, “Acid Rain Damage Far Worse than Previously Believed,
USA,” Medical News Today, 17 July 2005; Charles T. Driscoll etal., “Acid Depo-
sition in the Northeastern United States,” Bioscience 51, no. 3 (2001): 180; Kevin
Krajick, “Longterm Data Show Lingering Effects from Acid Rain,” Science
292 (2001): 195; Charles T. Driscoll et al., Acid Rain Revisited, Hubbard Brook
Research Foundation, Science Links Publications, 2001. See also John McCor-
mick, “Acid Pollution: The international Community's Continuing Struggle,”
Environment 40, no. 3 (1998): 17-
19. J. Clarence Davies and Jan Mazurek, Pollution Control in the United States:
Evaluating the System (Washington, D.C.: Resources for the Future, 1998),
269.
۲۲١ ملاحظات
20. These data and other data reflecting equally disturbing trends were collected
from a variety of readily available U.S. government and other sources by Jorge
Figueroa, Yale School of Forestry and Environmental Studies, in “Threats to
the American Land,” 3 May 2007, available online at http://environment.yale
.edu/post/4971/ threats_to_the_american_Jand/.
21. See Felicity Barringer, “Fewer Marshes + More Manmade Ponds = Increased
Wetlands,” New York Times, 31 March 2006, A16, reporting a U.S. Fish and
Wildlife Service estimate of loss of 524,000 acres of natural wetlands berween
1998 and 2004. The estimate is conservative. American groundwaters are
also threatened by extensive use and pollution. See, e.g., William Ashworth,
Ogallala Blue: Water and Life on the High Plains (New York: W. W. Norton,
2006).
22. See Bruce A. Stein et al., eds., Our Precious Heritage: The Status of Biodiver-
sity in the United States (New York: Oxford University Press, 2000). Other
grim statistics on declines of U.S. fish and bird populations are reported in
Chapter 1. i
23. James Gustave Speth and Peter M. Haas, Global Environmental Governance
(Washington, D.C.: Island Press, 2006), 17. See also Grist, 22 April 2005 (online
at www.grist.org with original sources cited).
24. See generally the discussion and works cited in Speth and Haas, Global Envi-
ronmental Governance, 37~39; and Speth, Red Sky at Morning, 46-50.
25. John Wargo, Our Children’s Toxic Legacy: How Science and Law Fail to Protect
Us from Pesticides (New Haven and London: Yale University Press, 1998), 3.
36. Paul R. Ehrlich and Anne H. Ehrlich, Betrayal of Science and Reason: How
Anti-Environmental Rhetoric Threatens Our Future (Washington, D.C.: Island
Press, 1996), 163-165.
27. U.S. Environmental Protection Agency, 2005 TRI Public Data Release Report,
March 2007, 1~5, available online at http:// www.epa.gov/tri/tridata/trios/
index.htm.
98. “Fish with Male and Female Characteristics Found in the Potomac River,” Green-
wire, 6 September 2006; Deborah Zabarenko, “Intersex Fish Raises Pollution
Concerns in U.S.,” Reuters/Planet Ark, و August 2006; Brian Westley, “EPA
Chided over ‘Intersex’ Fish Concerns,” Associated Press, $ October 2006.
29. Victoria Markham, “America’s Supersized Footprint,” Business Week, 30
October 2006, 132.
30.Richard N. L. Andrews, “Learning from History: U.S. Environmental Poli-
tics, Policies, and the Common Good,” Environment 48, no. 9 (November 2006):
30, 33. See also Richard N. L. Andrews, Managing the Environment, Managing
Ourselves: A History of American Environmental Policy (New Haven and London:
Yale University Press, 2006).
YY" ملاحظات
31. Ross Gelbspan, Boiling Point (New York: Basic Books, 2004), 67-85.
32. Gelbspan, Boiling Point, 81.
33. Gelbspan, Boiling Point, 82.
34. Mark Dowie, Losing Ground: American Environmentalism at the Close of the
Twentieth Century (Cambridge, Mass.: MIT Press, 1995), xiii.
35. Michael Shellenberger and Ted Nordhaus, The Death of Environmentalism:
Global Warming Politics in a Post-Environmental World (New York: Nathan
Cummings Foundation, 2004), 6-7, 10. Their critique is directed principally
at che main national environmental organizations, not those actually working
at the grassroots. See, e.g., The Soul of Environmentalism at www.rpropress
.org/soul. See the discussion in Chapter 11.
36.It is good to see the recent growth of the League of Conservation Voters and
other political engagement of the environmental community at national, state,
and local levels. These are steps in the right direction. See Chapter 11.
37. See Richard J. Lazarus, The Making of Environmental Law (Chicago: University
of Chicago Press, 2004), 94—97. See also Jason DeParle, “Goals Reached, Do-
nor on Right Closes up Shop,” New York Times, 29 May 2005, A1; and John J.
Miller, The Gift of Freedom: How the John M. Olin Foundation Changed America
(San Francisco: Encounter Books, 2006). Many, many books have chronicled
the rise of the American right. See, e.g., Daniel Bell, ed., The Radical Right
(Garden City, N.Y.: Anchor, 1963); Alan Crawford, Thunder on the Right: The
“New Right” and the Politics of Resentment (New York: Pantheon, 1980); John
Micklethwait and Adrian Wooldridge, The Right Nation: Conservative Power
in America (New York: Penguin, 2005); and Jacob Hacker and Paul Pierson,
Off Center: The Republican Revolution and the Erosion of American Democracy
(New Haven and London: Yale University Press, 2005).
38. Frederick Buell, From Apocalypse to Way of Life: Environmental Crisis in the
American Century (New York: Routledge, 2004), 3—4, 10, 18. See also Sharon
Begley, “Global Warming Deniers: A Well-Funded Machine,” Newsweek, 13
August 2007.
39. See William Ruckelshaus and J. Clarence Davies, “An EPA for the Twenty-
first Century,” Boston Globe, 7 July 2007, Ag; and Sakiko Fukuda-Parr, ed.,
The Gene Revolution: GM Crops and Unequal Development (London: Earthscan,
2007).
40, Mark Hertsgaard, Earth Odyssey (New York: Broadway Books, 1999), 273-277.
See also Edmund L. Andrews, “As Congress Turns to Energy, Lobbyists Are
Out in Force,” New York Times, 12 June 2007, A14.
41.5. W. Pacala et al., “False Alarm over Environmental False Alarms,” Science
310 (2003): 1188.
42.See Thomas Sterner et al., “Quick Fixes for the Environment: Part of the
۲۲۷ تاظحالم
Solution or Part of the Problem,” Environment 48, no. 10 (December 2006): 22;
and Richard Levine and Ernest Yanarella, “Don’t Pick the Low-Lying Fruit,”
29 November 2006 (online at http:// www.uky.edu/~rlevine/dont.htmlt).
43. William Greider, The Soul of Capitalism: Opening Paths to a Moral Economy
(New York: Simon and Schuster, 2003), 32.
الفصل الرابع: السوق
1. Robert Kuttner, Everything for Sale: The Virtues and Limits of Markets (Chicago:
University of Chicago Press, 1999), 4. See also Douglas S. Massey, Return of
the “L” Word: A Liberal Vision for the New Century (Princeton, N.J.: Princeton
University Press, 2005), 37—63-
2. Quoted in Kuttner, Everything for Sale, 39.
3. Paul Hawken et al., Natural Capitalism: Creating the Next Industrial Revolution
(Boston: Little, Brown, 1999), 261.
4. Wallace E. Oates, ed., The RFF Reader in Environmental and Resource Manage-
ment (Washington, D.C.: RFF, 1999), xiii.
5. Theodore Pantayotou, /nstruments of Change: Motivating and Financing Sustain-
able Development (London: Earthscan, 1998), 6.
6. Nathaniel O. Keohane and Sheila M. Olmstead, Markets and the Environment
(Washington, D.C.: Island Press, 2007), 65—66.
7. Frederick R. Anderson et al., Environmental Improvement through Economic
incentives (Baltimore: Johns Hopkins University Press, 1977).
8. Paul R. Portney, “Market-Based Approaches to Environmental Policy,” Re-
sources, Summer 2003, 15, 18.
9. Organisation for Economic Co-operation and Development, Environmentally
Related Taxes in OECD Countries: Issues and Strategies (Paris: OECD, 2001), 9.
10. See, e.g., Keohane and Olmstead, Markets and the Environment, 140.
11. Tom Tietenberg, Environmental Economics and Policy (Boston: Pearson Addi-
son Wesley, 2004), 248.
12. David Pearce and Edward Barbier, Blueprint for a Sustainable Economy (Lon-
don: Earthscan, 2000), 7. See also Maureen L. Cropper and Wallace E. Oates,
“Environmental Economics: A Survey,” in Robert N. Stavins, ed., Economics
of the Environment (New York: W. W. Norton, 2000), 62.
13. Frank Ackerman and Lisa Heinzerling, Priceless: On Knowing the Price of Every-
thing and the Value of Nothing (New York: New Press, 2004), 8—9, 164, 177. See
also Mark Sagoff, The Economy of the Earth: Philosophy, Law, and the Environ-
ment (New York: Cambridge University Press, 1988); and Douglas A. Kysar,
“Climate Change, Cultural Transformation and Comprehensive Rationality,”
Boston College Environmental Affairs Law Review 31, no. 3 (2004): 555.
۸ ملاحظات
14. See, e.g., Daniel W. Bromley and Jouni Paavola, eds., Economics, Ethics and
Environmental Policy (Oxford: Blackwell, 2002).
15. Norman Myers and Jennifer Kent, Perverse Subsidies: How Tax Dollars Can
Undercut the Environment and the Economy (Washington, D.C.: Island Press,
2001), 188.
16. Congressional Research Service to Representative Diana Degette, memoran-
dum, 26 May 2007.
17. See, e.g., Panayotou, /nstruments of Change, 15-116; Keohane and Olmstead,
Markets and the Environment, 125-206; Robert Repetto, Green Fees: How a Tax
Shift Can Work for the Environment and the Economy (Washington, D.C.: WRI,
1992).
18. See, e.g., William J. Baumol and Wallace E. Oates, Economics, Environmental
Policy, and the Quality of Life (Englewood Cliffs, N.J.: Prentice Hall, 1979),
307-322.
19. See “Special Issue: Priorities for Environmental Product Policy,” Journal of
Industrial Ecology 10, no. 3 (2006).
20. Richard B. Howarth and Richard B. Norgaard, “Intergenerational Resource
Rights, Efficiency and Social Optimality,” Land Economics 66, no. 1 (1990): 1;
and Richard B. Howarth and Richard B. Norgaard, “Environmental Valuation
under Sustainable Development,” American Economic Review 82, no. 2 (1992),
473. See also Richard B. Norgaard, “Sustainability as Intergenerational Eq-
uity,” Environmental Impact Assessment Review 12 (1992): 85.
21.McKinsey Global Institute, Productivity of Growing Global Energy Demand,
November 2006.
22. Emily Thornton, “Roads to Riches,” Business Week, 7 May 2007, 50.
23. Daniel Brook, “The Mall of America,” Harper’s, July 2007, 62. Outsourcing
in America now extends to the military. See Jeremy Scahill, Blackwater: The Rise
of the World's Most Powerful Mercenary Army (New York: Nation Books, 2007).
24. Kuttner, Everything for Sale, 49. See also the discussions in Peter G. Brown,
Ethics, Economics, and International Relations (Edinburgh: Edinburgh Univer-
sity Press, 2000), 90-98; and Ronnie D. Lipschutz, Global Environmental Politics
(Washington, D.C.: CQ Press, 2004), 108-121.
25. See Chapter 2.
26. Sagoff, Economy of the Earth, 15-17.
الفصل الخامس: النمو الاقتصادى
1. John Maynard Keynes, “Economic Possibilities for Our Grandchildren,” in
Keynes, Essays in Persuasion [1933] (New York: W. W. Norton, 1963), 365-373
(emphasis in original).
ملاحظات ۲۲۹
2. United Nations Development Programme, Human Development Report, 1996
(New York: Oxford University Press, 1996), 2—4. See also Todd J. Moss, “Is
Wealthier Really Healthier?” Foreign Policy, March—April 2005, 87.
4. See Jan Vandemoortele, “Growth Alone Is Not the Answer to Poverty,” Finan-
cial Times, 13 August 2003, 11.
4. See, e.g., James Gustave Speth, Red Sky at Morning: America and the Crisis of
the Global Environment (New Haven and London: Yale University Press, 2004),
154-157.
5. See Paul Ekins, Economic Growth and Environmental Sustainability: The Prospects
for Green Growth (London: Routledge, 2000), 57. Ekins adds environmental
growth to this list.
6.J. R. McNeill, Something New under the Sun: An Environmental History of the
Twentieth-Century World (New York: W. W. Norton, 2000), xxiv, 336.
7.See Marian R. Chertow, “The IPAT Equation and Its Variants,” Journal of
Industrial Ecology 4, no. 4 (2000), 13.
8.Speth, Red Sky at Morning, 157-161.
The extensive use of “carbon capture and storage” technologies would allow .و
these rates of change to be somewhat lower.
10. See the related discussion of GDP growth’s links to environmental decline in
Chapter 2.
11. Quoted in Robert M. Collins, More: The Politics of Economic Growth in Postwar
America (Oxford: Oxford University Press, 2000), 63. See also John Kenneth
Galbraith, The Affluent Society (Boston: Houghton Mifflin, 1958).
12. Kenneth E. Boulding, “The Economics of the Coming Spaceship Earth,” in
Henry Jarrett, ed., Environmental Quality in a Growing Economy (Baltimore:
Johns Hopkins University Press, 1966).
13.E. J. Mishan, The Costs of Economic Growth (Harmondsworth, U.K.: Penguin,
1967). See also Fred Hirsch, Social Limits to Growth (Cambridge, Mass.: Harvard
University Press, 1976); and Garrett Hardin, Living within Limits: Ecology, Eco-
nomics, and Population Taboos (New York: Oxford University Press, 1993).
14. Donella H. Meadows et al., The Limits to Growth (New York: Signet, 1972).
The most recent contribution is Donella Meadows et al., Limits to Growth: The
Thirty-Year Update (White River Junction, Vt.: Chelsea Green, 2004).
15. Clive Hamilton, Growth Fetish (London: Pluto Press, 2004), 3, 10-11, 112—113.
See also Robert A. Dahl, On Political Equality (New Haven and London: Yale
University Press, 2007), 106-114.
16. Herman E. Daly and Joshua Farley, Ecological Economics (Washington, D.C.:
Island Press, 2004), 6, 23. See also Herman E. Daly, Beyond Growth (Boston:
Beacon Press, 1996). On ecological economics generally, see Robert Costanza,
ed., Ecological Economics (New York: Columbia University Press, 1991); and
YY. ملاحظات
Robert Costanza et al., An Introduction to Ecological Economics (Boca Raton,
Fla.: St. Lucie Press, 1997). See also John Gowdy and Jon Erickson, “Ecologi-
cal Economics at a Crossroads,” Ecological Economics 53 (2005): 17; and Stefan
Baumgartner et al., “Relative and Absolute Scarcity of Nature,” Ecological
Economics ور (2006): 487. And see Philip A. Lawn, Toward Sustainable Develop-
ment: An Ecological Economics Approach (Boca Raton, Fla.: Lewis, 2001); Philip
A. Lawn, “Ecological Tax Reform,” Environment, Development and Sustain-
ability 2 (2000): 143; and Mohan Munasinghe et al., eds., The Sustainability of
Long-Term Growth (Cheltenham, U.K.: Edward Elgar, 2001).
17. Daly and Farley, Ecological Economics, 121.
18. Economist Partha Dasgupta has shown that accounting for natural capital can
make a substantial difference in even weak sustainability. See Partha Dasgupta,
Economics: A Very Short Introduction (Oxford: Oxford University Press, 2007),
126—138. -
19. Hamilton, Growth Fetish, 209. In Red Sky at Morning, 1 made a similar point:
“Imagine a group of countries where citizens rank at the top among today's
countries in terms of purchasing power, health, longevity, and educational at-
tainment; where income inequality between the top and the bottom of society
is low and poverty virtually eliminated; and where fertiliry rates are at replace-
ment levels or below, and the challenge is not unemployment but deploying
innovative technologies to remain competitive and increase the productivity
of a shrinking labor force. Should these countries not declare victory on the
economic growth front and concentrate instead on protecting current standards
of living (that’s very different from resting on one’s laurels in today’s fast-
moving world) and on enjoying the nonmaterial things that peace, economic
security, education, freedom, and environmental quality make possible?” Speth,
Red Sky at Morning, 192.
20. Daniel Bell, The Cultural Contradictions of Capitalism (New York: Basic Books,
1978), 237-238.
. Benjamin M. Friedman, The Moral Consequences of Economic Growth (New York:
Alfred A. Knopf, 2005), 4. Growth has many defenders, of course. Two of the
best are Friedman and Martin Wolf, Why Globalization Works (New Haven and
London: Yale University Press, 2004).
22. Quoted and cited in Chapter 2.
23. Collins, More, x-xi.
24. Collins, More, 240.
25. Quoted and cited in the Introduction.
26. Andrew Taylor, “Global Growth to Fall Unless People Work Longer,” Finan-
cial Times, 11 October 2005; and “Aging Populations Threaten to Overwhelm
Public Finances,” Financial Times, 11 October 2005.
2
m
تحرف
27. Phillip Longman, “The Depopulation Bomb,” Conservation in Practice 7, NO. 3
(2006): 40—41.
28. See, e.g., Victor Mallet, “Procreation Does Not Result in Wealth Creation,”
Financial Times, 4 January 2007, 11; and “Suddenly the Old World Looks
Younger,” Economist, 16 June 2007, 29.
29. Hamilton, Growth Fetish, 225.
30. See note 19, above.
31. John Stuart Mill, Principles of Political Economy (London: Longmans, Green,
1923), 751-
الفصل السادس: النمو الفعلى
1. Darrin M. McMahon, Happiness: A History (New York: Atlantic Monthly Press,
2006), 200.
2. McMahon, Happiness, 330-331.
3. McMahon, Happiness, 358—359-
4- Max Weber, The Protestant Ethic and the Spirit of Capitalism (New York: Charles
Scribner’s Sons, 1976), 181.
5- Among the many notable books on happiness are Robert E. Lane, The Loss of
Happiness in Market Democracies (New Haven and London: Yale University
Press, 2000), and Robert E. Lane, After the End of History: The Curtous Fate
of American Materialism (Ann Arbor: University of Michigan Press, 2006);
Jonathan Haide, The Happiness Hypothesis: Finding Modern Truth in Ancient
Wisdom (New York: Basic Books, 2006); Daniel Gilbert, Stumbling on Happi-
ness (New York: Vintage Books, 2005); Richard Layard, Happiness: Lessons
from a New Science (New York: Penguin, 2005); Daniel Nettle, Happiness: The
Science behind Your Smile (Oxford: Oxford University Press, 2005); Avner Of-
fer, The Challenge of Affluence: Self-Control and Well-Being in the United States
and Britain since 1950 (Oxford: Oxford University Press, 2006); Bruno S. Frey
and Alois Stutzer, Happiness and Economics: How the Economy and Institutions
Affect Human Well-Being (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 2002);
Peter C. Whybrow, American Mania: When More Is Not Enough (New York:
W. W. Norton, 2005); Robert H. Frank, Luxury Fever: Money and Happiness
in an Era of Excess (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 1999); Daniel
Kahneman et al., Well-Being: The Foundations of Hedonic Psychology (New
York: Russell Sage, 1999); and Mihaly Csikszentmihalyi, Flow (New York:
Harper and Row, 1990). See also Tibor Scitovsky, The Joyless Economy: The
Psychology of Human Satisfaction (Oxford: Oxford University Press, 1976).
6. Published by Springer Netherlands.
7. Ed Diener and Martin E. P. Seligman, “Beyond Money: Toward an Economy of
۲ ملاحظات
Well-Being,” Psychological Science in the Public Interest 5, no. 1 (2004), 1. Diener
and Seligman were featured in Time’s cover story on happiness, both looking
very happy. “The Science of Happiness,” Time, 17 January 2005, Aq—A5.
8. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 4.
9. See, e.g., the discussions in Daniel Kahneman and Alan B. Krueger, “Develop-
ments in the Measurement of Subjective Well-Being,” Journal of Economic Per-
spectives 20, NO. 1 (2006): 3-9; Richard A. Easterlin, “Income and Happiness:
Toward a Unified Theory,” Economic Journal 111 (July 2001): 465-467; David
G. Myers and Ed Diener, “The Pursuit of Happiness,” Scientific American, May
1996, 54-56; and Carol Graham, “The Economics of Happiness,” in Steven
Durlauf and Larry Blume, eds., The New Palgrave Dictionary of Economics, 2nd
ed. (London: Palgrave Macmillan, 2008).
10. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 5; Offer, Challenge of Affluence, 15-38.
11. Figure 1 is from Anthony Leiserowitz et al., “Sustainability Values, Attitudes
and Behaviors: A Review of Multi-National and Global Trends,” Annual Review
of Environment and Resources 31 (2006): 413, available online at http: //arjournals
-annualreviews.org/doi/pdf/ 10.1146annurev.energy.33.102505.133552-
12. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 507.
13. Sources for fig. 2: United States, Jonathon Porritt, Capitalism as If the World
Matters (London: Earthscan, 2005), §4; United Kingdom, Nick Donovan and
David Halpern, Life Satisfaction: The State of Knowledge and the Implications
for Government, U.K. Cabinet Office Strategy Unit, December 2002, 17; Japan,
Bruno 5. Frey and Alois Stutzer, Happiness and Economics: How the Economy
and Institutions Affect Human Well-Being (Princeton, N.J.: Princeton University
Press, 2002), 9.
14. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 3.
15. Layard, Happiness, 31.
16.See Layard, Happiness, 43—48; Diener and Seligman, “Beyond Money,” 10;
and Andrew Oswald, “The Hippies Were Right All Along about Happiness,”
Financial Times, 19 January 2006, 17. See also Gary Rivlin, “The Millionaires
Who Don’t Feel Rich,” New York Times, 5 August 2007, 1A.
17. Layard, Happiness, 48—49.
18. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 10.
19. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 18-19.
20. Layard, Happiness, 62-63.
21. Reported in Claudia Walls, “The New Science of Happiness,” Time, 17 January
2005, A6.
Ic is surprising how little of the recent literature on happiness focuses on
people’s outdoor experiences and relationship to nature. This omission is no
doubt partly due to the lack of questions regarding the environment in some
YYY ملاحظات
of the major well-being surveys. Sociologist Stephen Kellert’s Building for Life
reviews the literature and concludes that “even in our modern increasingly
urban age, human physical and mental well-being continues to depend highly
on the quality of people’s experience of the natural environment.” Stephen R.
Kellert, Building for Life: Designing and Understanding the Human-Nature Con-
nection (Washington, D.C.: Island Press, 2005), 45. See also Peter H. Kahn, Jr.,
and Stephen R. Kellert, eds., Children and Nature: Psychological, Sociocultural,
and Evolutionary Investigations (Cambridge, Mass.: MIT Press, 2002); Richard
Louv, Last Child in the Woods: Saving Our Children from Nature Deficit Disor-
der (Chapel Hill, N.C.: Algonquin Books, 2005); and Gary Paul Nabhan and
Stephen Trimble, The Geography of Childhood (Boston: Beacon Press, 1994).
. Lane, Loss of Happiness in Market Democracies, 6, 9, 319-324.
In 2006, sociologists reported that a quarter of Americans said they had no
one with whom to discuss important matters, almost triple the number simi-
larly isolated in 1985. Miller McPherson et al., “Social Isolation in America,”
American Sociological Review 71 (2006): 353. See generally Robert D. Putnam,
Bowling Alone: America’s Declining Social Capital (New York: Simon and Schus-
ter, 2000).
23. Whybrow, American Mania, 4 (emphasis in original). Bipolar disorder diag-
noses account for most of the 50 percent growth between 1996 and 2004 in
American children diagnosed with psychiatric illness. See Andy Coghlan,
“Young and Moody or Mentally 111?” Mew Scientist, 19 May 2007, 6.
24. Bill McKibben, “Reversal of Fortune,” Mother Jones, March-April 2007,
39—40. See also Bill McKibben, Deep Economy: The Wealth of Communities and
the Durable Future (New York: Henry Holt, 2007).
25. David G. Myers, “What Is the Good Life?” Yes/ A Journal of Positive Futures,
Summer 2004, 15. See also David G. Myers, The American Paradox: Spiritual
Hunger in an Age of Plenty (New Haven and London: Yale University Press,
2000).
26. See, e.g., Jean Gadrey, “What’s Wrong with GDP and Growth? The Need
for Alternative Indicators,” in Edward Fullbrook, ed., What's Wrong with Eco-
nomics (London: Anthem Press, 2004), 262; and Paul Elkins, Economic Growth
and Environmental Sustainability (London: Routledge, 2000), 165.
27- Robert Repetto et al., Wasting Assets: Natural Resources in the National Accounts
(Washington, D.C.: WRI, 1989), 2—3.
28. National Research Council, Nature’s Numbers: Expanding the National Income
Accounts to Include the Environment (Washington, D.C.: National Academy of
Sciences, 1999).
29. See, e.g., U.N. Development Programme, Human Development Report, 1998
(New York: Oxford University Press, 1998), 16—37.
2
N
55 ملاحظات
30. Figure 3 is from Tim Jackson and Susanna Stymne, Sustainable Economic Wel-
fare in Sweden: A Pilot Index, 1950-2002 (Stockholm: Stockholm Environment
Institute, 1996), available online at http:// www.sei.se/dload/1996/SEWISAPI
-pdf. On the ISEW generally and critiques of it, see John Talberth and Alok
K. Bohara, “Economic Openness and Green GDP,” Ecological Economics 8
(2006): 743-744, 756-757. See also Philip A. Lawn, “An Assessment of the
Valuation Methods Used to Calculate the Index of Sustainable Economic Wel-
fare (ISEW), Genuine Progress Indicator (GPI), and Sustainable Net Benefit
Index (SNBI),” Environment, Development and Sustainability 7 (2005): 185.
31. See, e.g., Philip A. Lawn, Toward Sustainable Development (Boca Raton, Fla.:
Lewis, 2001), 240—242.
32. Figure 4 is from Jason Venetoulis and Cliff Cobb and the Redefining Progress
Sustainability Indicators Program, The Genuine Progress Indicator, 1950—2002
(2004 Update), March 2004, available online at http:// www.rprogress.org/
publications/2004/gpi_marchzoogupdate.pdf. See also Clifford Cobb et al., “If
the GDP Is Up, Why Is American Down?” Atlantic Monthly, October 1995, 59.
33. William D. Nordhaus and James Tobin, “Is Growth Obsolete?” in Milton
Moss, ed., The Measurement of Economic and Social Performance (New York:
Columbia University Press, 1973).
34. Daniel C. Esty et al., Pilot 2006 Environmental Performance Index, Yale Center
for Environmental Law and Policy (2006), online at htep:// www.yale.edu/epi.
35. Figure 5 is from Marque-Luisa Miringoff and Sandra Opdycke, America’s Social
Health: Putting Social Issues back on the Public Agenda (Armonk, N.Y.: M. E.
Sharpe, 2007), 74.
36. University of Pennsylvania News Bureau, “U.S. Ranks 27th in ‘Report Card’
on World Social Progress; Africa in Dire Straits,” 21 July 2003, available online
with full analysis at http:// www.sp2.upenn.edu/~restes/world.hml.
For an interesting review of a variety of measures, see Deutsche Bank Research,
“Measures of Well-Being,” 8 September 2006, available online at http://www
.dbresearch.com.
37. Diener and Seligman, “Beyond Money,” 1. See also Ed Diener, “Guidelines
for National Indicators of Subjective Well-Being and Ill-Being,” University
of Illinois, 28 November 2005.
38. New Economics Foundation, The Happy Planet index (London: New Eco-
nomics Foundation, 2006), available online at http: // www.happyplanetindex
.Org.
39. See Andrew C. Revkin, “A New Measure of Well-Being from a Happy Little
Kingdom,” New York Times, 4 October 2005, F1; and Karen Mazurkewich, “In
Bhutan, Happiness Is King,” Wall Street Journal, 13 October 2004, A14.
40. The measures listed here would respond to America’s crisis of social inequal-
Yo
ملاحظات
ity. See Kathryn M. Neckerman, ed., Social /nequality (New York: Russell
Sage Foundation, 2004); Lawrence Mishel et al., The State of Working America,
2006-2007 (Washington, D.C.: Economic Policy Institute, 2007); Mark Robert
Rank, One Nation, Underprivileged (Oxford: Oxford University Press, 2004);
David K. Shipler, The Working Poor: Invisible in America (New York: Alfred A.
Knopf, 2004); Barbara Ehrenreich, Nickeled and Dimed: On (Not) Getting by in
America (New York: Henry Holt, 2001); Barbara Ehrenreich, Bait and Switch:
The (Futile) Pursuit of the American Dream (New York: Henry Holt, 2005);
Louis Uchitelle, The Disposable Americans: Layoffs and Their Consequences (New
York: Vintage, 2007); Jacob 5. Hacker, The Great Risk Shift: The Assault on
American Jobs, Families, Health Care and Retirement—and How You Can Fight
Back (Oxford: Oxford University Press, 2006); Jonathan Cohn, Sick: The Un-
told Story of America’s Health Care Crisis—and the People Who Pay the Price
(New York: HarperCollins, 2007); National Urban League, The State of Black
America, 2007 (Silver Spring, Md.: Beckham, 2007); Frank Ackerman et al., The
Political Economy of Inequality (Washington, D.C.: Island Press, 2000); Juliet
B. Schor, The Overworked American: The Unexpected Decline of Leisure (New
York: Basic Books, 1992); Juliet B. Schor, The Overspent American: Why We
Want What We Don’t Need (New York: HarperCollins, 1998); and Katherine
S. Newman and Victor Tan Chen, The Missing Class; Portraits of the Near Poor
in America (Boston: Beacon, 2007).
See also Report of the Task Force on Poverty, From Poverty to Prosperity
(Washington, D.C.: Center for American Progress, 2007); Ross Eisenbrey et
al., “An Agenda for Shared Prosperity,” £P/ Journal, Economic Policy Insti-
tute, Winter 2007, 1; American Prospect, special reports, “Bridging the Two
Americas,” September 2004, and “Why Can’t America Have a Family Friendly
Workplace?” March 2007; and Robert Kuttner, “The Road to Good Jobs,”
American Prospect, November 2006, 32.
Richard Layard discusses the need to tax income from excessive work. Layard,
Happiness, 152—156. Robert H. Frank makes the case for a progressive consump-
tion tax in Luxury Fever, 207-226. Harvard’s Howard Gardner has proposed
that no individual should be allowed to take home annually more than one hun-
dred times what the average worker earns in a year and that no individual should
be allowed to pass on an estate more than fifty times the maximum allowed
annual income. See Howard Gardner, Foreign Policy, May—June 2007, 39.
الفصل السابع: الاستهلاك
1. Louis Uchitelle, “Why Americans Must Keep Spending,” New York Times, 1
December 2003, 1 (Business Day).
ملاحظات
2. Christopher Swann, “Consuming Concern,” Financial Times, 20 January 2006,
11.
3. Kristin Downey, “Basics, Not Luxuries, Blamed for High Debt,” Washington
Post, 12 May 2006, D1.
4. Data are from Grist, 22 April 2005 (www.grist.org), and Mother Jones, March-
April 2005, 26, and July-August 2007, 20.
ş. See the discussion of U.S. environmental trends in Chapter 3.
6. See Benjamin Cashore et al., Governing through Markets: Forest Certification and
the Emergence of Non-State Authority (New Haven and London: Yale Univer-
sity Press, 2004); and Benjamin Cashore, “Legitimacy and the Privatization
of Environmental Governance,” Governance 15 (2002): 504. See also Frieder
Rubit and Paolo Frankl, eds., The Future of Eco-Labelling (Sheffield, U.K.:
Greenleaf, 2005).
7. See William McDonough and Michael Braungart, Cradle to Cradle: Remaking
the Way We Make Things (New York: Farrar, Straus and Giroux, 2002).
8. Joel Makower and Deborah Fleischer, Sustainable Consumption and Production:
Strategies for Accelerating Positive Change (New York: Environmental Grant-
makers Association, 2003), 2-3.
9. Wendy Gordon, “Crossing the Great Divide: Taking Green Mainstream”
(presentation), Green Guide, 22 February 2007. See also Jerry Adler, “Going
Green,” Newsweek, 17 July 2006, 43; and John Carey, “Hugging the Tree Hug-
gers,” Business Week, 12 March 2007, 66.
10. Gordon, “Crossing the Great Divide.”
11. Jonathon Porritt, Capitalism as If the World Matters (London: Earthscan, 2005),
269.
12. James Gustave Speth, Red Sky at Morning: America and the Crisis of the Global
Environment (New Haven and London: Yale University Press, 2004), 125.
13. John Lintott, “Beyond the Economics of More: The Place of Consumption in
Ecological Economics,” Ecological Economies 25 (1998): 239.
14. Michael F. Maniates, “Individualization: Plant a Tree, Buy a Bike, Save the
World?” Global Environmental Politics 1 (2001): 49—50.
15. See, e.g., Thomas Koellner et al., “Environmental Impacts of Conventional and
Sustainable Investment Funds,” Journal of Industrial Ecology 11, no. 3 (2007):
41.
16. Corporate Executive Board, Marketing Leadership Council, “Targeting the
LOHAS Segment,” Issue Brief, July 2005, 1. See also “New Green Advertising
Network Launched,” online at http:// www.greenbiz.com/news/news_third
cm? NewsID=34985.
17. See, e.g., Claudia H. Deutsch, “Now Looking Green Is Looking Good,” New
York Times, 28 December 2006; “More Firms Want to Market to Green Con-
۳٦
YYY ملاحظات
sumer,” Reuters, 5 March 2007; and Carlos Grande, “Consumption with a
Conscience,” Financial Times, 19 June 2007, 16.
18. Tim Jackson, “Live Better by Consuming Less? Is There a ‘Double Dividend’
in Sustainable Consumption?” Journal of Industrial Ecology 9 (2005): 19.
19. Jackson, “Live Better by Consuming Less?” 23.
20. See Chapter 6.
21. Tim Kasser et al., “Materialistic Values: Their Causes and Consequences,” in
Tim Kasser and Allen D. Kanner, eds., Psychology and Consumer Culture: The
Struggle for a Good Life in a Materialistic World (Washington, D.C.: American
Psychological Association, 2004), 11.
22. Quoted in Marilyn Elias, “Psychologists Know What Makes People Happy,”
USA Today, 10 December 2002. See also Tim Kasser, The High Price of Ma-
terialism (Cambridge, Mass.: MIT Press, 2002).
23. David G. Myers, “What Is the Good Life?” Yes/ A Journal of Positive Futures,
Summer 2004, 14.
24. Sheldon Solomon et al., “Lethal Consumption: Death-Denying Material-
ism,” in Kasser and Kanner, eds., Psychology and Consumer Culture, 127. And
see Ernest Becker, The Dental of Death (New York: Free Press, 1973).
25. Tim Jackson, “Live Better by Consuming Less?” 30. See also Gary Cross, An
All-Consuming Century: Why Commercialism Won in Modern America (New
York: Columbia University Press, 2000). And see Lizabeth Cohen, 4 Consum-
ers’ Republic: The Politics of Mass Consumption in Postwar America (New York:
Alfred A. Knopf, 2003).
26. Hamilton, Growth Fetish, 84-85.
27. John de Graaf et al., Affluenza: The All-Consuming Epidemic (San Francisco:
Berrett-Koehler, 2005), 173—174-
28.Center for a New American Dream, “New American Dream: A Public
Opinion Poll,” 2004, available online at htrp://www.newdream.org/about/
PollResults.pdf.
29. See, e.g., Duane Elgin, Voluntary Simplicity, rev. ed. (New York: William
Morrow, 1993); David G. Myers, The American Paradox. Spiritual Hunger in
an Age of Plenty (New Haven and London: Yale University Press, 2000); Carl
Honoré, Jn Praise of Slowness: Challenging the Cult of Speed (San Francisco:
HarperCollins, 2004); Rick Warren, The Purpose-Driven Life (Grand Rapids,
Mich.: Zondervan, 2002); and Richard Louv, Lest Child in the Woods: Saving
Our Children from Nature Deficit Disorder (Chapel Hill, N.C.: Algonquin Books,
2005).
30. See the extensive materials collected in “Resources for Citizens” in Speth,
Red Sky at Morning, 231—256. See also www.CoopAmerica.org; www.Eco
-Labels.org; www. TheGreenGuide.com; www.responsibleshopper.org; www
۸ ملاحظات
.Treehugger.com; www.stopglobalwarming.org; and www.campusclimate
challenge.org.
31. Yvon Chouinard and Nora Gallagher, “Don’t Buy This Shirt Unless You Need
It,” available online at htrp://metacool.typepad.com/metacool/files/ 10.02
.DontBuyThisShirt.pdf.
32. Anna White, “What Does Not Buying Really Look Like?” Jn Balance: Journal
of the Center for a New American Dream, Winter 2006—2007, 1.
33. Leading works in consumption scholarship include Thomas Princen, The Logic
of Sufficiency (Cambridge, Mass.: MIT Press, 2005); Thomas Princen, Michael
Maniates, and Ken Conca, eds., Confronting Consumption (Cambridge, Mass.:
MIT Press, 2002); Paul R. Ehrlich and Anne H. Erhlich, One with Nineveh:
Politics, Consumption, and the Human Future (Washington, D.C.: Island Press,
2004); Juliet B. Schor and Douglas B. Holt, eds., The Consumer Society Reader
(New York: New Press, 2000); and Ramachandra Guha, How Much Should a
Person Consume? (Berkeley: University of California Press, 2006).
Broader in scope, and compelling, is Benjamin R. Barber’s Consumed: How
Markets Corrupt Children, Infantilize Adults, and Swallow Citizens Whole (New
York: W.W. Norton, 2007).
34.See the works cited in notes 26-33 above and Naomi Klein, No Logo (New
York: HarperCollins, 2000); Juliet B. Schor, The Overspent American: Why We
Want What We Don't Need (New York: HarperCollins, 1998); Barry Schwartz,
The Paradox of Choice: Why More Is Less (New York: HarperCollins, 2004);
James B. Twichell, Branded Nation: The Marketing of Megachurch, College Inc.,
and Museurnworld (New York: Simon and Schuster, 2004); John E. Carroll,
Sustainability and Spirituality (Albany: SUNY Press, 2004); Bill McKibben,
Deep Economy: The Wealth of Communities and the Durable Future (New York:
Henry Holt, 2007); David C. Korten, The Great Turning: From Empire to Earth
Community (San Francisco: Berrett-Koehler, 2006); Hazel Henderson, Ethi-
cal Markets: Growing the Green Economy (White River Junction, Vt.: Chelsea
Green, 2006); Duane Elgin, Promise Ahead: A Vision of Hope and Action for
Humanity’s Future (New York: HarperCollins, 2000); Alan Weisman, Gaviotas:
A Village to Reinvent the World (White River Junction, Vt.: Chelsea Green,
1998); and Carlo Petrini, Slow Food Nation (New York: Rizzoli Ex Libria, 2007).
See also Dan Barry, “Would You Like This in Tens, Twenties, or Normans?”
New York Times, 25 February 2007, 14.
35. Wendell Berry, Selected Poems of Wendell Berry (New York: Perseus Books,
1998).
ملاحظات ۲۳۹
الفصل الثامن: الشركة
Adam Smith, An Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations, ed. .1
Edwin Cannan (New York: Modern Library, 1937), 800.
2. See Thom Hartman, Unequal Protection (Emmaus, Pa.: Rodale, 2002), مو
110.
. Joel Bakan, The Corporation (London: Constable, 2005), 50. For a view that is
somewhat more hopeful, see Bruce L. Hay et al., eds., Environmental Protection
and the Social Responsibility of Firms (Washington, D.C.: Resources for the
Future, 2005).
Sometimes it seems there are no limits to the drive for profit. See, e.g.,
Brian Grow and Keith Epstein, “The Poverty Business: Inside U.S. Companies’
Audacious Drive to Extract More Profits from the Nation’s Working Poor,”
Business Week, 21 May 2007, 57; Heather Timmons, “British Science Group
Says Exxon Misrepresents Climate Issues,” New York Times, 21 September
2006; Tom Philpott, “Bad Wrap: How Archer Daniels Midland Cashes in on
Mexico's Tortilla Woes,” Grist, 22 February 2007; Caroline Daniel and Maija
Palmer, “Google’s Goal to Organize Your Daily Life,” Financial Times, 23
May 2007, 1; Leslie Savan, “Teflon Is Forever,” Mother jones, May-June 2007,
71; and James Glanz and Eric Schmitt, “U.S. Widens Fraud Inquiry into Iraq
Military Supplies,” New York Times, 28 August 2007, 1A.
4- Bakan, Corporation, 60—61. See, e.g., John J. Fialka, “Oil, Coal Lobbyist Mount
Attack on Senate Plan to Curb Emissions,” Wall Street Journal, June 21, 2005,
A4; and Robert Repetto, Silence /s Golden, Leaden, and Copper: Disclosure of
Material Environmental Information in the Hardrock Mining Industry (New Ha-
ven: Yale School of Forestry and Environmental Studies, 2004).
5- Lou Dobbs, War on the Middle Class (New York: Viking, 2006), 37.
6. Robert Repetto, “Best Practice in Internal Oversight of Lobbying Practice,” avail-
able online at http:// www.yale.edu/envirocenter/ W P200601-Repetto.pdf.
7. Lee Drutman, “Perennial Lobbying Scandal,” www.TomPaine.com, 28 Febru-
ary 2007.
8.G. William Domhoff, Who Rules America? (Boston: McGraw-Hill, 2006), xi,
xiii-xiv. See also Jeff Faux, The Global Class War: How America’s Bipartisan
Elite Lost Our Future—and What lt Will Take to Win It Back (Hoboken, N.].:
John Wiley and Sons, 2006).
9-Edmund L. Andrews, “As Congress Turns to Energy, Lobbyists Are Out in
Force,” New York Times, 12 June 2007, Al4.
10. These data are from Medar Gabel and Henry Bruner, Global Inc.: An Atlas of
the Multinational Corporation (New York: New Press, 2003), 2, 7, 12, 28—29,
32-33, 132—133.
ديا
٠۰ ملاحظات
11. Gabel and Bruner, Global, Inc., x.
12. There is, of course, a vast literature on globalization. For an environmental
perspective, see James Gustave Speth, ed., Worlds Apart: Globalization and the
Environment (Washington, D.C.: Island Press, 2003); Nayan Chanda, Bound
Together: How Traders, Preachers, Adventurers, and Warriors Shaped Globaliza-
tion (New Haven and London: Yale University Press, 2007); and Thomas L.
Friedman, The Lexus and the Olive Tree: Understanding Globalization (New
York: Farrar, Straus and Giroux, 1999).
13. John Cavanagh et al., Alternatives to Economic Globalization: A Better World Is
Possible (San Francisco: Berrett-Koehler, 2002), 4.
14. Cavanagh et al., Alternatives to Economic Globalization, 17-20.
15. Cavanagh et al., Alternatives to Economic Globalization, 61, 8.
16. Cavanagh et al., Alternatives to Economic Globalization, 4—5.
17. Cavanagh et al., Alternatives to Economic Globalization, 122-124.
18. See, e.g., Sharon Beder, Global Spin: The Corporate Assault on Environmentalism
(White River Junction, Vt.: Chelsea Green, 2002); David C. Korten, When
Corporations Rule the World (San Francisco: Berrett-Koehler, 2001). See also
John Perkins, Confessions of an Economic Hit Man: How the U.S. Uses Globali-
zation to Cheat Poor Countries out of Trillions (New York: Penguin/ Plume,
2004); and Carolyn Nordstrom, Global Outlaws: Crime, Money, and Power in
the Contemporary World (Berkeley: University of California Press, 2007).
19. Fiona Harvey and Jenny Wiggins, “Companies Cash in on Environmental
Awareness,” Financial Times, 14 September 2006, 4.
20. Pete Engardio, “Beyond the Green Corporation,” Business Week, 29 January
2007, 50, 53. See also Fiona Harvey, “Lenders See Profit in Responsibility,”
Financial Times, 12 June 2006, 1.
. Francesco Guerrera, “GE Doubles ‘Green’ Sales in Two Years,” Financial
Times, 24 May 2007.
22. Daniel C. Esty and Andrew S. Winston, Green to Gold: How Smart Companies
Use Environmental Strategy to Innovate, Create Value, and Build Competitive
Advantage (New Haven and London: Yale University Press, 2006), 304.
23. The international survey was conducted for the University of Maryland’s
Program on International Policy Attitudes by GlobeScan. See http://www
.globescan.com/ news_archives/pipa_market.html. The U.S. survey was con-
ducted by the Gallup Organization. See http://brain.gallup.com/ content/
Default.aspx?ci=5248 and http://brain.gallup.com/documents/ questionnaire
„aspx? STUDY - 7
24. See generally Stephen Davis et al., The New Capitalists: How Citizen Investors
Are Reshaping the Corporate Agenda (Boston: Harvard Business School Press,
2006).
2
m
5:١
ملاحظات
25. See Andrew W. Savitz, The Triple Bottom Line: How America’s Best Companies
Are Achieving Economic, Social and Environmental Success—and How You Can
Too (San Francisco: Jossey-Bass, 2006).
26. See Steven Mufson, “Companies Gear Up for Greenhouse Gas Limits,” Wash-
ington Post, 29 May 2007, D1; Al Gore and David Blood, “For People and
Planet,” Wall Street Journal, 28 March 2006, A20; James Gustave Speth, “Why
Business Needs Government Action on Climate Change,” World Watch, July—
August 2005, 30.
27. David Vogel, The Market for Virtue: The Potential and Limits of Corporate Social
Responsibility (Washington, D.C.: Brookings Institution, 2005), 3—4 (empha-
sis in original). Some are more optimistic. See, e.g., Ira A. Jackson and Jane
Nelson, Profits with Principles (New York: Doubleday, 2004).
28. Richard D. Morgenstern and William A. Pizer, eds., Reality Check: The Na-
ture and Performance of Voluntary Environmental Programs in the United States,
Europe, and Japan (Washington, D.C.: Resources for the Future, 2006), 184.
29. See, e.g., William J. Baumol, Perfect Markets and Easy Virtue: Business Ethics
and the Invisible Hand (Cambridge, Mass.: Blackwell, 1991); Bill McKibben,
“Hype vs. Hope: Is Corporate Do-Goadery for Real?” Mother Jones, November—
December 2006, 52; Aaron Chatterji and Siona Listokin, “Corporate Social
Irresponsibility,” DemocracyJournal.Org, Winter 2007, 52; and John Kenney,
“Beyond Propaganda,” New York Times, 14 August 2006, A21. See also Thomas
P. Lyon and John W. Maxwell, “Greenwash: Corporate Environmental Dis-
closure under Threat of Audit,” available online at http:// webuser.bus.umich
.edu/tplyon/Lyon_Maxwell_Greenwash_March_2006.pdf.
30. See Kel Dummett, “Drivers for Corporate Environmental Responsibility,”
Environment, Development and Sustainability 8 (2006): 375-
31.See Common Cause et al., Breaking Free with Fair Elections, March 2007,
available online at http:// www.commoncause.org/atf/cf/ {FB3C17E2-CD
D1-4DF6-92BE-BD 4429893665} /BREAKING %20FREE%20F OR%20FAIR
%20ELECTIONS.PDF.
32. Repetto, “Best Practice.”
33. See Robert Repetto and Duncan Austin, Coming Clean: Corporate Disclosure
of Financially Significant Environmental Risks (Washington, D.C.: World Re-
sources Institute, 2000).
34. Bakan, Corporation, 160.
35. Allen L. White, “Transforming the Corporation,” Great Transition Initiative,
Tellus Institute, Boston, 7 March 2006, 7-8. See www.gtinitiative.org. See
also www.corporation2020.0rg. And see David C. Korten, The Post-Corporate
World: Life after Capitalism (San Francisco: Berrett-Koehler, 1999).
36. White, “Transforming the Corporation,” 12-17.
ww
۲ ملاحظات
الفصل التاسع: أساس الرأسمالية
1. Gar Alperovitz, America beyond Capitalism: Reclaiming Our Wealth, Our Lib-
erty, and Our Democracy (Hoboken, N.J.: John Wiley and Sons, 2005), ix.
2. Robert L. Heilbroner, The Nature and Logic of Capitalism (New York: W. W.
Norton, 1985), 143—144.
3. Samuel Bowles et al., Understanding Capitalism: Competition, Command, and
Change (New York: Oxford University Press, 2005), 53E-
4. Bowles et al., Understanding Capitalism, 549.
ş. Immanuel Wallerstein, The End of the World as We Know It (Minneapolis:
University of Minnesota Press, 1999), 78-85. See also Immanuel Wallerstein,
World System Analysis: An Introduction (Durham, N.C.: Duke University Press,
2004), 76-90.
6. John S. Dryzek, “Ecology and Discursive Democracy: Beyond Liberal Capi-
talism and the Administrative State,” in Martin O'Connor, ed., كل Capitalism
Sustainable? (New York: Guilford Press, 1994), 176-177. See also Matthew
Paterson, Understanding Global Environmental Politics: Domination, Accumula-
tion, Resistance (Basingstoke, U.K.: Palgrave, 2001).
7.Dryzek, “Ecology and Discursive Democracy,” 185.
8. William Robinson, 4 Theory of Global Capitalism: Production, Class, and State in
a Transnational World (Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2004), 147.
9. Robinson, Theory of Global Capitalism, 171-172.
10. A notable exception is Amy Goodman’s “Democracy Now” on Link TV. See
www.democracynow.org.
11. Quoted in Robinson, Theory of Global Capitalism, 170.
12. Alperovitz, America beyond Capitalism, 1~4, 214.
13. Wallerstein, The End of the World as We Know It, 86.
14. The discussion here draws on Richard A. Rosen et al., “Visions of the Global
Economy in a Great Transition World,” Tellus Institute, Great Transition Ini-
tiative, Boston, 22 February 2006. See www.gtinitiative.org.
15.Mica Panic might fault this typology for failing to distinguish between the
Continent’s social democratic models (e.g., Sweden, Norway) and its “corpo-
ratist” ones (the Netherlands, Germany, France). See M. Panic, “Does Europe
Need Neoliberal Reforms?” Cambridge Journal of Economics 31 (2007): 145. See
also Pranab Bardhan, “Capitalism: One Size Does Not Suit All,” Yale Global,
7 December 2006. And see Colin Crouch and Wolfgang Streeck, eds., Political
Economy of Modern Capitalism: Mapping Convergence and Diversity (London:
Sage, 1997).
16. Lawrence Peter King and Ivan Szelenyi, Theories of the New Class (Minneapolis:
University of Minnesota Press, 2004), 242.
Yer تاظحالم
17. Hamilton, Growth Fetish, 211.
18. Hamilton, Growth Fetish, 212-214.
19. Alperovitz, America beyond Capitalism, §.
20. William Greider, The Soul of Capitalism: Opening Paths to a Moral Economy
(New York: Simon and Schuster, 2003), 22.
21. Greider, Soul of Capitalism, 33.
22. Greider, Soul of Capitalism, 65.
23. Jeff Gates, The Ownership Solution: Toward a Shared Capitalism for the Twenty-
First Century (Reading, Mass.: Addison-Wesley, 1998).
24. Alperovitz, American beyond Capitalism, 88—89.
25. Peter Barnes, Capitalism 3.0: A Guide to Reclaiming the Commons (San Francisco:
Berrett-Koehler, 2006).
26. See Stephen Davis et al., The New Capitalists: How Citizen Investors Are Reshap-
ing the Corporate Agenda (Boston: Harvard Business School Press, 2006).
In addition to the growth of fiduciary, pension fund capitalism, other changes
in finance and ownership patterns sweeping through capitalism today present
a daunting array of risks and opportunities. See, e.g., “Caveat Investor,”
Economist, 10 February 2007, 12 (private equity); Gerald Lyons, “How State
Capitalism Could Change the World,” Financial Times, 8 June 2007, 13 (state
capitalism, sovereign wealth funds); and Martin Wolf, “The New Capitalism,”
Financial Times, 19 June 2007, 11 (“financial capitalism”). Meanwhile founding
family ownership is still important (e.g., founding families own 18 percent of
the equity in the Standard and Poor's roo Industrials), and family firms are
reported to have better environmental records on average. See Justin Craig and
Clay Dibrell, “The Natural Environment, Innovation and Firm Performance,”
Family Business Review 19, no. 4 (2006): 275.
27. See, e.g., Stephanie Strom, “Make Money, Save the World,” New York Times, 6
May 2007 (“Sunday Business,” 1); Mary Anne Ostrom, “Global Philanthropy
Forum Explores New Way of Giving,” San Jose Mercury News, 12 April 2007;
Andrew Jack, “Beyond Charity? A New Generation Enters the Business of
Doing Good,” Financial Times, 5 April 2007, 11.
28. A still valuable trove of ideas is Martin Carnoy and Derek Shearer, Economic
Democracy: The Challenge of the عمقي (White Plains, N.Y.: M. E. Sharpe,
1980).
الفصل العاشر: وعى جديد
r. Vaclav Havel, “Spirit of the Earth,” Resurgence, November—December 1998, 30.
2. Quoted in Verlyn Klinkenborg, “Land Man,” New York Times Book Review, 5
November 2006, 30.
٤ ملاحظات
3. Paul R. Ehrlich and Donald Kennedy, “Millennium Assessment of Human Be-
havior,” Science 309 (2005): 562—563. See also Paul R. Ehrlich, Human Natures:
Genes, Cultures, and the Human Prospect (Washington, D.C.: Island Press, 2000).
. Paul Raskin et al., Great Transition (Boston: Stockholm Environment Institute,
2002), 42—43.
. Peter Senge et al., Presence: Human Purpose and the Field of the Future (New York:
Doubleday, 2005), 26.
6. Mary Evelyn Tucker and John Grim, “Daring to Dream: Religion and the
Future of the Earth,” Reflections—The Journal of the Yale Divinity School,
Spring 2007, 4.
„ Erich Fromm, To Have or to Be (London: Continuum, 1977), 8, 137-
Thomas Berry, The Great Work: Our Way into the Future (New York: Bell Tower,
1999), 4, 104—105.
9. Charles A. Reich, “Reflections: The Greening of America,” New Yorker, 26
September 1970, 42, 74-75, 86, 92, 102, 111, See also Charles A. Reich, The
Greening of America (New York: Random House, 1970).
10. Robert A. Dahl, On Political Equality (New Haven and London: Yale Univer-
sity Press, 2007), 114-116
. For an interesting journey into behavioral psychology, see, e.g., Paul C. Stern,
“Understanding Individuals’ Environmentally Significant Behavior,” Envi-
ronmental Law Reporter 35 (2005): 10785; Anja Kollmus and Julian Agyeman,
“Mind the Gap: Why Do People Act Environmentally and What Are the Bar-
riers to Pro-Environmental Behavior?” Environmental Education Research 8,
no. 3 (2002): 239; and Thomas Dietz et al., “Environmental Values,” Annual
Review of Environmental Resources 30 (2005), 335
12. See Great Transition Initiative, online at www.gtinitiative.org.
13. Paul D. Raskin, The Great Transition Today: A Report from the Future (Boston:
Tellus Institute, 2006), 1—2, available online at hetp://www.gtinitiative.org/
default.asp?action=43.
A
A
ب مه
1
-
14. Raskin, Great Transition Today, 2.
15. David Korten, “The Great Turning,” Yes! A Journal of Positive Futures, Summer
2006, 16. See also David C. Korten, The Great Turning: From Empire to Earth
Community (San Francisco: Berrett-Koehler, 2006).
16. The Earth Charter is available online at http://earthcharterinaction.org/ec
_splash/. The site also describes the work of the Earth Charter Initiative.
17. See, e.g, Tu Wei-ming, “Beyond the Enlightenment Mentality,” and Ralph
Metzner, “The Emerging Ecological Worldview,” both in Mary Evelyn Tucker
and John Grim, eds., Worldviews and Ecology: Religion, Philosophy, and the En-
vironment (New York: Orbis Books, 1994); Manfred Max-Neef, “Development
and Human Needs,” in Paul Ekins and Manfred Max-Neef, Real-Life Economics:
۲٤٥١ ملاحظات
Understanding Wealth Creation (London: Routledge, 1992), 197; Thomas Berry,
Evening Thoughts, ed. Mary Evelyn Tucker (San Francisco: Sierra Club Books,
2006; Stephen R. Kellert and Timothy J. Farnham, eds., The Good in Nature and
Humanity: Connecting Science, Religion, and Spirituality with the Natural World
(Washington, D.C.: Island Press, 2002); Carolyn Merchant, Radical Ecology:
The Search for a Livable World (New York: Routledge, 1992); Mary Mellor,
Feminism and Ecology: An Introduction (New York: New York University Press,
1998); Satish Kumar, You Are, Therefore I Am: A Declaration of Dependence
(Totnes, U.K.: Green Books, 2002); Kwame Anthony Appiah, Cosmopolitanism:
Ethics in a World of Strangers (New York: W. W. Norton, 2006); Bill McKib-
ben, Deep Economy: The Wealth of Communities and the Durable Future (New
York: Henry Holt, 2007); J. Baird Callicott, Jn Defense of the Land Ethic: Essays
in Environmental Philosophy (Albany: SUNY Press, 1989); J. Baird Callicott,
Earth's Insights: A Multicultural Survey of Ecological Ethics from the Mediter-
ranean Basin to the Australian Basin (Berkeley: University of California Press,
1994); and Victor Ferkiss, Nature, Technology, and Society: Cultural Roots of the
Current Environmental Crisis (New York: New York University Press, 1993).
18. George Levine, Darwin Loves You: Natural Selection and the Re-enchantment of
the World (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 2006), xvii.
19. William Wordsworth, “The Tables Turned,” in The Poetical Works of William
Wordsworth, ed. Thomas Hutchinson (London: Oxford University Press, 1895),
481. .
20. Oren Lyons, address to delegates of the United Nations, 1977, reprinted in
A. Harvey, ed., The Essential Mystics: Selections from the World's Great Wisdom
Traditions (San Francisco: HarperSanFrancisco, 1996), 14-15.
21. Quoted in Lawrence E. Harrison, The Central Liberal Truth: How Politics Can
Change a Culture and Save It (Oxford: Oxford University Press, 2006), xvi.
_22. Harvey Nelsen, “How History and Historical Myth Shape Current Polities,”
University of South Florida (undated).
23. Thomas Homer-Dixon, The Upside of Down: Catastrophe, Creativity, and the
Renewal of Civilization (Washington, D.C.: Island Press, 2006), 6, 109, 254.
24. Homer-Dixon, Upside of Down, 281.
25. Howard Gardner, Changing Minds: The Art and Science of Changing Our Own
and Other People’s Minds (Boston: Harvard Business School Press, 2006), 69,
82. See also James MacGregor Burns, Transforming Leadership: A New Pursuit
of Happiness (New York: Grove Press, 2003).
26. See Chapter 7.
27. Bill Moyers, “The Narrative Imperative,” TomPaine. CommonSense, 4 January
2007, 2, §, available online at http:// www.tompaine.com/ print/the_narrative
_imperative.php.
YET ملاحظات
28. Thomas Berry, The Dream of the Earth (San Francisco: Sierra Club Books,
1988); Carolyn Merchant, Reinventing Eden: The Fate of Nature in Western
Culture (New York: Routledge, 2003); Evan Eisenberg, The Ecology of Eden
(New York: Vintage Books, 1998); McKibben, Deep Economy.
29. See the discussion of Robert E. Lane's Loss of Happiness in Market Democracies
in Chapter 6. l
30. Curtis White, The Spirit of Disobedience (Sausalito, Calif.: PoliPoint Press,
2007), 118, 124.
.Mary Evelyn Tucker, Worldly Wonder: Religions Enter Their Ecological Phase
(Chicago: Open Court, 2003), 9, 43.
. See generally National Religious Partnership for the Environment, www.nrpe
.org. See also Gary T. Gardner, Inspiring Progress: Religions’ Contributions to
Sustainable Development (New York: W. W. Norton, 2006); James Gustave
Speth, “Protecting Creation a Moral Duty,” Environment: Yale—The Journal
of the School of Forestry and Environmental Studies, Spring 2007, 2; Bob Ed-
gar, Middle Church: Reclaiming the Moral Values of the Faithful (New York:
Simon and Schuster, 2006); Steven C. Rockefeller and John C. Elder, Spirit
and Nature: Why the Environment Is a Religious Issue—An Interfaith Dialogue
(Boston: Beacon Press, 1992); E. O. Wilson, The Creation (New York: W. W.
Norton, 2006); James Jones, Jesus and the Earth (London: Society for Promot-
ing Christian Learning, 2003).
33. See David Orr, Earth in Mind: On Education, Environment and the Human
Prospect (Washington, D.C.: Island Press, 2004); and Orr, Ecological Literacy:
Education and the Transition to a Postmodern World (Albany: State University
of New York Press, 1992).
34. Stephen R. Kellert, Building for Life: Designing and Understanding the Human-
Nature Connection (Washington, D.C.: Island Press, 2005).
35. See Alan Andreasen, Social Marketing in the Twenty-first Century (Thousand
Oaks, Calif.: Sage, 2006).
e
3
w
3
الفصل الحادى عشر: سياسات جديدة
1. William Greider, The Soul of Capitalism: Opening Paths to a Moral Economy
(New York: Simon and Schuster, 2003), 29.
2. Peter Barnes, Capitalism 3.0: A Guide to Reclaiming the Commons (San Francisco:
Berrett-Koehler, 2006), 34, 36, 45.
3. Gar Alperovitz, America beyond Capitalism: Reclaiming Our Wealth, Our Liberty,
and Our Democracy (Hoboken, N.J.: John Wiley and Sons, 2005).
4. Roger D. Masters, The Nation Is Burdened: American Foreign Policy in a Chang-
ing World (New York: Random House, 1967).
۲٤۷ ملاحظات
Kirkpatrick Sale, Dwellers in the Land: A Bioregional Vision (Athens: University .؟
of Georgia Press, 2000).
6. John Cavanagh et al., Alternatives to Economic Globalization: A Better World Is
Possible (San Francisco: Berrett-Koehler, 2002). See Chapter 8.
7. William A. Shutkin, The Land That Could Be: Environmentalism and Democracy
in the Twenty-First Century (Cambridge, Mass.: MIT Press, 2000), 128.
8. Ronnie D. Lipschutz, Global Environmental Politics: Power, Perspectives, and
Practice (Washington, D.C.: CQ Press, 2004), 133, 242-243.
9. Lipschutz, Global Environmental Politics, 175.
10. See Sheila Jasanoff and Marybeth Long Martello, eds., Earthly Politics: Lo-
cal and Global in Environmental Governance (Cambridge, Mass.: MIT Press,
2004).
11. Walter F. Baber and Robert V. Bartlett, Deliberative Environmental Poli-
tics: Democracy and Ecological Rationality (Cambridge, Mass.: MIT Press,
2004).
12. See, e.g., James Bohman, ed., Public Deliberation: Pluralism, Complexity, and
Democracy (Cambridge, Mass.: MIT Press, 1996); James Bohman and William
Rehg, eds., Deliberative Democracy: Essays on Reason and Politics (Cambridge,
Mass.: MIT Press, 1997); and Iris Marion Young, “Activist Challenges to De-
liberative Democracy” in James S. Fishkin and Peter Laslett, eds., Debating
Deliberative Democracy (Oxford: Blackwell, 2003), 102.
13. Benjamin R. Barber, Strong Democracy: Participatory Politics for a New Age
(Berkeley: University of California Press, 2003), 117, 151.
14. Barber, Strong Democracy, 152, 261 (emphasis in original).
15. David Held et al., Global Transformations: Politics, Economics, and Culture
(Stanford, Calif.: Stanford University Press, 1999), 449-450.
16. Paul D. Raskin, The Great Transition Today: A Report from the Future (Boston:
Tellus Institute, 2006), رمسو available online at hetp:// www.gtinitiative.org/
default.asp? action=43.
17. See, eg., “Is the U.S. Ready for Human Rights?” Yes! The Journal of Positive
Futures, Spring 2007, 17-53; and George E. Clark, “Environment and Human
Rights,” Environment July-August 2007, 3. For an innovative rights-based
approach, see Peter G. Brown, Ethics, Economics and International Relations
(Edinburgh: Edinburgh University Press, 2000), 9-29.
18. See Chapter 6.
19. See the works cited in Chapter 6, note 40.
20. Robert A. Dahl, On Political Equality (New Haven and London: Yale Univer-
sity Press, 2006), x. Dahl believes that an alternative, hopeful outcome is also
“highly plausible.” “Which of these futures will prevail depends on the coming
generations of American citizens,” he writes.
۸ ملاحظات
21. Lawrence R. Jacobs and Theda Skocpol, eds., Inequality and American Democ-
racy (New York: Russell Sage Foundation, 2005).
22. Jacob 5. Hacker and Paul Pierson, Off Center: The Republican Revolution and
the Erosion of American Democracy (New Haven and London: Yale University
Press, 2005), 185-223. See also Al Gore, The Assault on Reason (New York:
Penguin, 2007).
23. Common Cause et al., Breaking Free with Fair Elections, March 2007,
available online at htep://www.commoncause.org/atf/cf/ {FB3C17E2-CD
D1-4DF6-92BE-BD 4429893665} /BREAKING %20FREE%20FOR%20FAIR
%20ELECTIONS.PDF. See also www.democracy21.org.
24. Personal communication.
25. Steven Hill, Ten Steps to Repair American Democracy (Sausalito, Calif.: PoliPoint
Press, 2006). See also David W. Orr, The Last Refuge: Patriotism, Politics, and
the Environment in an Age of Terror (Washington, D.C.: Island Press, 2004). And
see “Imbalance of Power,” American Prospect, June 2004 (special report).
26. See generally Philip Shabecoff, Earth Rising: American Environmentalism
in the Twenty-First Century (Washington, D.C.: Island Press, 2000); and Eban
Goodstein, “Climate Change: What the World Needs Now Is . . . Politics,”
World Watch, January-February 2006, 25.
27.See Mark Dowie, Losing Ground: American Environmentalism at the Close
of the Twentieth Century (Cambridge, Mass.: MIT Press, 1995), xi-xiv, 1-8,
20§~257.
28. See Sidney Tarrow, The New Transnational Activism (Cambridge: Cambridge
University Press, 2005); and Doug McAdam et al., eds., Comparative Perspec-
tives on Social Movements (Cambridge: Cambridge University Press, 1996).
29. James Gustave Speth, Red Sky at Morning: America and the Crisis of the Global
Environment (New Haven and London: Yale University Press, 2004), 197-
198.
30. Paul Hawken, Blessed Unrest: How the Largest Movement in the World Came
into Being and Why No One Saw It Coming (New York: Viking, 2007), 2, 186,
189. See also Katharine Ainger et al., eds., We Are Everywhere (London: Verso,
2003); and Tom Mertes, ed., 4 Movement of Movements: Is Another World Really
Possible? (London: Verso, 2004).
31.See www.energyaction.net; www.climatechallenge.org; www.itsgetting
hotinhere.org; and http://powershifto7.org.
32. See Chapter 10, notes 31, 32.
33. See Mark Hertsgaard, “Green Goes Grassroots,” Nation, 31 July—7 August
2006, 11.
34. See www.apolloalliance.org.
35- Joan Hamilton, “Man of Steel,” Sterra, July-August 2007, 18.
۲٤۹ ملاحظات
36. See www. theclimateproject.org.
Nicola Graydon, “Rainforest Action Network,” Ecologist, February 2006, .جو
.38
38. See, e.g., Van Jones, “Beyond Eco-Apartheid,” Conscious Choice, April 2007, avail-
able online at http:// www.consciouschoice.com/2007/04/eco-apartheido704
-heml; Michel Gelobter et al., “The Soul of Environmentalism,” Grist, 27 May
2005; Hertsgaard, “Green Goes Grassroots,” 11 (regarding Jerome Ringo).
39. Darryl Lorenzo Wellington, “A Grassroots Social Forum,” Nation, 13-20
August 2007, 16.
40. See Jonathan Isham and Sissel Waage, /gnition: What You Can Do to Fight
Global Warming and Spark a Movement (Washington, D.C.: Island Press, 2007);
and Eben Goodstein, Fighting for Love in the Century of Extinction: How Pas-
sion and Politics Can Stop Global Warming (Burlington: University of Vermont
Press, 2007). See especially www.stepitup2007.org and www.iskycampaign
.org. See also Thomas L. Friedman, “The Greening of Geopolitics,” New York
Times Magazine, 15 April 2007, 40; and Mark Hertsgaard, “The Making of a
Climate Movement,” Nation, 22 October 2007, 18.
41. Hertsgaard, “Green Goes Grassroots,” 14.
42. See generally Frances Moore Lappé, Democracy’s Edge: Choosing to Save Our
Country by Bringing Democracy to Life (San Francisco: Jossey-Bass, 2006).
43. Mark Kurlansky, 2968: The Year That Rocked the World (New York: Random
House, 2005), 380. See also Jon Agnone, “Amplifying Public Opinion: The
Policy Impact of the U.S. Environmental Movement,” Social Forces 85, no. 4
(2007): 1593 (finding that “a greater amount of federal legislation is passed when
protest amplifies, or raises the salience of, public opinion on a given issue”).
1. Kenneth Brower, “Introduction,” in Aldo Leopold, 4 Sand County Almanac
(New York: Oxford University Press, 2001), 9.
2. Arundhati Roy, “Come September,” in Paul Rogat Loeb, The /mpossible Will
Take a Little While: A Citizen's Guide to Hope in a Time of Fear (New York:
Basic Books, 2004), 240.
YO. Contents
8. The Corporation: Changing the Fundamental Dynamics
9. Capitalism’s Core: Advancing beyond Today’s Capitalism
Part Three. Seedbeds of Transformation
10. A New Consciousness
11. A New Politics
12. The Bridge at the Edge of the World
Notes
Contents
Preface
Acknowledgments
Introduction: Between Two Worlds
Part One. System Failure
I.
2.
3°
Looking into the Abyss
Modern Capitalism: Out of Control
The Limits of Today’s Environmentalism
Part Two. The Great Transformation
4
5.
6.
The Market: Making It Work for the Environment
Economic Growth: Moving to a Post-Growth Society
Real Growth: Promoting the Well-Being of People
and Nature
. Consumption: Living with Enough, Not Always More
YoY